القضيّة ليست قضية " أبو لؤلؤة " ومن قتل ولماذا قتل!
ليس من الدقة بمكان أن نقزّم ونختصر كل المحطات التي ابتدأت من فجر التاريخ وانتهت بمقولة الأبطحي من أنه لولا دور إيران لما سقطت أفغانستان والعراق، أقول ليس من الدقة بمكان أن نختزل كل ذلك ونختصره بان الفتنة قد تندلع من مقولة إن أبي لؤلؤة فعل كذا وكذا؛ فنحن وعندما نتكلم ونحاجج نسوق أدلة كلنا وليس معظمنا رآها بعينه وسمعها بأذنه ولم يروها له أحد أو ينقلها له حمام زاجل أو غراب حاجل!
نقول إن الأبطحي صرّح بكذا وكذا واعترف جهارا نهارا بدور إيران في سقوط العراق وأفغانستان، ولم يبرر هو بذاته لماذا فعلت بلاده هكذا كون القضيّة مفضوحة ومعروفة وإن تعامى عنها من تعامى!
نقول إن دور النظام الصفوي في العراق وجرائمه هناك لا تخفى على أعمى، فيخرج لنا من يقول كلاما فحواه أن هذا ليس بوقته لأننا الجانب الأضعف ويجب أن نذبح ولا نتكلم، بل ونصمد حتى النقطة الأخيرة من دمنا دون النطق بحرف واحد ٍ لنري الجلاد مدى صبرنا وجلدنا في تحمل الألم!
نقول تاريخكم القريب شاهد، وجلكم سمع ورأى العلاقات الإيرانيّة الصهيونيّة أبان حرب الخليج الأولى؛ فيخرج لنا من يقول إنه عفى الله عمّا سلف، ولا بأس أن نغفر طالما أننا خرجنا من كل ذلك أحياء، بل و ما زلنا نحتفظ برؤوسنا بين أكتافنا!
نقول إن من حقنا أن نسأل ونتساءل عمّا يُقال بخصوص احتكار حزب الله للمقاومة وتجييره للقضيّة كلها لما يخدم أهداف النظام الإيراني في الضغط على الولايات المتحدة والكيان الصهيونيّ مع اعترافنا بقوة وشدة باس الحزب وإخلاص رجاله؛ فيخرج لنا من يقول ما معناه إنه على استعداد لأن يهادن مردة الأبالسة طالما حاربوا الكيان الصهيوني بغض النظر عن أهدافهم أو الجهة التي يخدمونها!!!
أما حقوق الجوار التي لم ترعها إيران في يوم ٍ من الأيام فهي تتكلم عن نفسها بداية من احتلال الجزر الثلاث ومرورا بالتآمر الذي أدى لسقوط العراق وأفغانستان وانتهاء بالمذابح المروّعة التي يرتكبها النظام الإيراني في العراق والأحواز ناهيك عن اضطهاد السنة هناك والذي يصرّ معظم الأساتذة أن يقول لهم -السنة - إن أرض الله واسعة فهاجروا فيها كرمى عيون الملالي وأطماعهم التي لا تنتهي !!
إن ما تقوم به الدول العربيّة الحارسة لإسرائيل والمساعدة لها في حصار الشعب الفلسطيني لا يبرر لنا أن نعتبره مبررا أو حجة نرفعها في وجه كل من يقول إن إيران قتلت وذبحت وسحلت وسفكت واحتلت وتآمرت وسلمت وهجـّرت وشيـّعت؛ فكل نفس بما كسبت رهينة والأنظمة العربيّة المعنيّة هنا ساقطة شكلا ومضمونا، بل وحالها لا يختلف البتة في اتكالها على أمريكا عن حال جيش لبنان الجنوبي الذي انهار بأسرع من طرفة العين وقبل أن يتم الجيش الصهيوني انسحابه من جنوب لبنان!
نحن لسنا دعاة فتنة، بل من حقنا أن نطرح أسئلة ليست عشوائيّة على أي حال، بل ومدعمة بأدلة يراها حتى أعمى البصر والبصيرة على من يحامون عن أخوةّ مزعومة مع النظام الإيراني ( وهنا أقول النظام وليس الشعب) ونطلب منهم أجوبة واضحة لا لبس فيها على ما نسوقه ونحتج به وبعيدا عن الكلام الإنشائي واللهجة الحماسيّة وكلام المظاهرات الذي لن يحرر أرضا ولن يعيد قتيلا ولن يدفع شرا جرّوه علينا بأظلافهم؛ فهل مطلبنا عسير إلى هذا الحد؟؟!!
المفضلات