الوداع
وداعٌ ليـسَ يُشْبهـهُ الـوداعُ = وليـسَ وراءهُ إلاّ الضّـيـاعُ
فراقٌ كافتراقِ الروحِ قهْـراً = عنِ الأجسـادِ يتبعُـهُ الْتيـاعُ
وحزنٌ واغترابٌ ثـمّ كـربٌ = وآآآهٌ بثّهـا فـيِّ الـصّـداعُ
ونهرٌ غاضـبٌ بالهـمِّ يأتـي = وغمٌّ ليـسَ يكتبُـهُ اليـراعُ
رماني الدهرُ منْ دونِ البرايا = بفقدِ أهلّةٍ رحلـوا وضاعـوا
وألقاني الـى بحـرٍ عميـقٍ = وجاريةٍ وليسَ لها شـراعُ
وأمـواجٍ كأفعـى ذاتُ نـابٍ = لها فـاهٌ وأضـراسٌ جيـاعُ
تلاحقنـي لتلقفنـي وإنّــي = ألـوذُ بملجـأٍ فيـهِ امتنـاعُ
فتدْركنـي وتلقانـي بشـوقٍ = كما تلقى فريستهـا السِّبـاعُ
وأسمعُ صوتَ أوجاعٍ بصدري = تخرُّ منَ البكاءِ لهـا القـلاعُ
وتبدو كالجِّبالِ بـدون ِ سفـحٍ = وكالوديانِ تملؤهـا الضِّبـاعُ
أفـوزُ بلْيلتـي بقليـلِ نـوم ٍ = فيَغشى العقلَ والحُـلُمَ النِّـزاعُ
كحربٍ حاصرتني في خيـالٍ = وكـلُّ مقاتـلٍ فيهـا شجـاعُ
فأصحو ليتَ أنيّ ما غفـوْتُ = ولا عبثتْ بأحلامي الرُّعـاعُ
ألا يا قهـرُ يكفينـي فإنّـي = كـلَيْلٍ قدْ أثيـرَ بـه القُضـاعُ
بـلا قمـرٍ منيـرٍ أو ثريّـا = وقلَّ الزادُ واحتـرقَ المتـاعُ
أنا منْ باعني حظّي ببخـسٍ = أمثلي ويْحَ قلبي منْ يُبـاعُ ؟
أليسَ صحائفـي مُلئـتْ بـودٍ = وتعرفني النواحـي والبقـاعُ
ولمْ أذكرْ بسوءٍ غيـرَ أنـي = مريضٌ بالحسودِ وما يشـاعُ
كذا طبعُ الحياةِ لمـنْ أتاهـا = بقلبٍ مخلصٍ فيـه ارتجـاعُ
ومنْ يأتي إليها فـي غـرورٍ = وغدرٍ يستحي منـهُ القنـاعُ
يُثابُ على الفسادِ بكلِّ خيـرٍ = ويُشكرُ في مواطنهِ الخـداعُ !
رفعت زيتون
ليلة الجمعة
12/6/2008
المفضلات