يأتى سهراب سبهرى الفنان التشكيلى المأنوس بهمسات ونداءات الشرق الساحر .
ليذكرنا بحال القدماء ، حيث راية الحب ، ترفرف على قاعدة الطهر والصفاء والعفاف ، ولاتعرف المادة والإنحطاط : الحب فى بلاد الرومانسية الأولى ، فى بلد كفرنسا لم يعد يرفرف بهذه الروح ، بل صار لايعرف إلا المادة والتدنى .
للأسف صوروا صورته ليس كقلب يخفق فى السماء حيث العلا والسمو ، بل يخفق على الآسرة والوسائد .
وكأن الجنس ( الكلمة التى شوهت فى دلالتها ) مقابل ومرادف للحب ليس الحال وحده فى فرنسا بل العالم الغربي كله ، ونحن بالطبع أهل الشرق خير تلميذ فى وفاءه لأستاذه الغربي
(( عجبا أنقلبت الآيات : الأسطورة تقول أنه مكتوب على ( تابوت أحيرام ) أن قدموس أعطى أوروبا قلماً ، وقدموس يعنى الشرق ، أى أن الشرق هو من علم الغرب الكتابة والأبجدية ))
يالها من سخرية ماذا تعلمنا منهم الآن : تعلمنا أن ننكث راية الحب التى ترفرف فوق أعناقنا ، ونبسطها فراشا للتدنى والسقوط .
.................................................. .......
وثناء وفخر بسهراب الذى أعاد لأذهاننا معانى مفقودة ، معانى فعلا ترتقى لتكون مواضع بحث علم الخير والجمال (( الاكسيولوجيا ))
معانى ومفردات لم تعد أذهاننا مأنوسة بها ، ومحرومة من دفئها وأنسها .
فيأتى سهراب لنا بالبشارة ، ليزيل عن قلوبنا صدأ معانى شوهت فى عقولنا المفاهيم الجميلة والسامية .
.................................................. ...................
كان أمرئ القيس لحب ول ينوح وعنتره بسر عشقه يبوح ، وجميل لبثينه ينادى ، وكثير بعزة يترنم .
والأن ماذا حدث ياترى ، أين هؤلاء الذين بسموهم وعشقهم نترنم ؟!
وأختياري لسهراب سبهرى ليس لعصمة أو قداسة يتمتع بها ، ولكن لكونه الشاعر الذى أستطاع أن يرتقى بالبساطة إلى عتبات السماء .
فيعالج سهراب سبهرى فى شعره قضايا أخلاقية واجتماعية ، دون أن يثير حوله أى نقد .
فحديثه عن مفاهيم كانت موضع اتفاق الجميع ، فالرموز المقدسة لا تنكر فانكارها انكار للذات .
فاستخدم الماء كرمزللدلالة على الروح الطاهرة واللون الاخضر كرمز للنبوة المحمدية وهو أيضا فيض الطبيعة الخصبة الساحرة ، حيث تنبت الشجرة وينمو العشب ويتفجر البذر النائم من الأرض, وهو الاستقبال الرطب لواحة يتزاوج فيهاالماء والخضرة ليصبحا رمزا لكل حياة ولكل بعث.
ويستخدم أساطير بلاده للتعبير عن أحلامه وأحلام بلاده .
.................................................. .
وقطعته الشعرية ((بزرگي )) : ( كبيرة ) تأتى وفاء لظل حياته الشاعرة المشهورة فروغ فروخ زاده
فكان صديقا مخلصا وودودا للشاعرة المتمردة دائما ذات الشعر النسوى ((فروغ فرخزاد)) فكما تقول أختها السيدة والكاتبة الشهيرة ((بوران فرخزاد)) أنهم منذ ان كانوا يدرسون الرسم معا وهم أصدقاء ، يتشوق سهراب ويبتهج لرؤيتها وهى أيضا تسعد لرؤيته ،ولكنه كان يخجل من الافصاح بذلك ، حتى أنه قد شاع أنهما متزوجان . فكان صديقا رائعا لنا ولفروغ وكان يمضي اوقاتا كثيرة في بيتنا. وقد كتب تلك المرثية الرائعة عن فروغ بسبب عشقه الطاهر لها.
.................................................. ...............
وأقدم هذه الترجمة وفاء لمن علمتنى معنى الابتسام .
من كانت بسمتها لى شمسا تنير حياتى . وأنعكس ضياءها على وجه حياتى . (( وفاء لذكراها وحياتها وإشتياق )) .
تحياتى لكى من أرض الفراق ، عسى الله يقربنا إلى أرض عرفات.
تحياتى لكى يا من كان أسمك لى أمنية........
..................................................
الصديقة
عظيمة
ومن أهل هذا الزمان
وكانت
على صلة بكل الآفاق الرحبة
فكم كانت تفهم جيدا لحن الماء والأرض.
.........................................
صوتها
على شكل الواقع المضطرب
وأهدابها
دلتنا على مسار نبض العناصر
ويدها أورقت هواء السخاء الصافى
والعطف نقلته لجهتنا.
........................................
كانت على شكل عزلتها
فكانت تفسر للمرآة أكثرانعطفات وقتها حبا
كانت هى بطبع المطر غنية بزخم طراوة التكرار.
كانت بخفة ورقة الشجر منتشرة بين عافية النور.
ودائما ،تعقد خيوط الكلام بقفل (قيد) الكلام.
.................................................. .......................
فذات ليلة، أدت من أجلنا،
سجود المحبة الخضراء على نحو من الصراحة.
فالتمسنا وتحسسنا عاطفة التراب.
وصرنا متجددين مثل (لهجة) دلو ماء .
...............................................
وكم رأينا تكرارا
تذهب مع السلال لقطف عنقود بشارة
.........................................
ولكن لم يحدث
أن جلست
فى مواجهة وضوح الطيور
لقد رحلت نحو حافة العدم
ونامت مستلقية خلف حواصل النور.
ولم يخطر على بالها
كم بقينا وحيدين بين اضطراب تلفظ الأبواب
من أجل التهام تفاحة واحدة.
...................................
دوست
بزرگي بود
و از اهالي امروز بود
و با تمام افقهاي باز نسبت داشت
و لحن آب و زمين را چه خوب مي فهميد.
***
صداش
به شكل حزن پريشان واقعيت بود
و پلك هاش ، مسير نبض عناصر را
به ما نشان داد ، و دست هاش
هواي صاف سخاوت را
ورق زد ، و مهرباني را
به سمت ما كوچاند
***
به شكل خلوت خود بود
و عاشقانه ترين انحناي وقت خودش را
براي آينه تفسير كرد.
و او به شيوه باران پر از طراوت تكرار بود
و او به سبك درخت
ميان عافيت نور منتشر ميشد.
هميشه رشته صحبت را
به چفت آب گره مي زد.
براي ما، يك شب ، سجود سبز محبت را
چنان صريح ادا كرد
كه ما به عاطفه سطح خاك دست كشيديم
و مثل لهجه يك سطل آب تازه شديم.
***
و بارها ديديم
كه با چقدر سبد
براي چيدن يك خوشه بشارت رفت.
***
ولي نشد
كه روبروي وضوح كبوتران بنشيند
و رفت تا لب هيچ
و پشت حوصله نورها دراز كشيد
و هيچ فكر نكرد
كه ما ميان پريشاني تلفظ درها
براي خوردن يك سيب
چقدر تنها مانديم.
*****
المفضلات