من مجموعة : يا أبانا ! … يا أبانا !
" مُكاشفاتُ العارف "

د. شاكر مطلـق
يا أبانا !
يا أبانا !
نحنُ جندٌ للأميرهْ
نخطفُ الأ قمارَ من نَخْل العَشيرهْ
وخمورِ " الأَ نْدَرينا " .
ونُذيبُ الرّوحَ شِعراً
علّها تأتي إلينا
ذاتَ حلْمٍ لترَانا …
==============


يا أبانا !
يا أبانا !
أعطِني التـّاجَ قـليلاً
ربّما تأتي الأميرهْ
لاحتفال العاشقينْ …
لمْ يَعُد في الرّوح نارٌ
خمرةٌ أو ياسَمينْ
غيرَ بابِ الكوخ مفتوحاً لـَتدنو
وخشوعَ القلبِ ليلاً
تحت أضواء الـَقمرْ
وابتهالَ الظّامئينْ
وعلى الروح حجَرْ …
=============



يا أبانا !
يا أبانا !
هبطتْ في الكوكب الدُّريِّ
في وادي النّساءْ
و على الطـّور المقدَّسْ
كانت النّيران تعلُو
في طقوس الأضحياتْ
ومِنَ الحُمّى على العُشب استَفاقـَتْ
وردةُ الجرح لتعطي في سخاءٍ
ناهبَ العطِر مزيداً من نداها
عندما الطّينُ أضاءْ …
=============




يا أبانا !
يا أبانا !
هذه الأنثى هَلاكي
وانبعاثٌ للقصيدهْ
من رماد الكلماتْ
أغرقتْ صمتَ مروجي
أطلقتنا في الجهاتْ
وعلى الومضةِ منها
جَمرةٌ لا نلتقيها
في صقيع الُمعجَماتْ
أترى تبقى هلاكي ؟ ! ‍‍‍
يا الـه المعجزاتْ
دلّني كيفَ الخلاصْ ! … ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍
===========


يا أبانا ‍!
يا أبانا !
لم يكن جرُماً
ولا خَرقاً غبياً
لتعاليم الوَصايا …
قُبلةٌ أو قُبلتان
بعدها كان عناقٌ
دون جمرٍ واحتراقْ
قد تلمّسنا اليقينْ
وتقرَّينا سَناكْ
كيفَ من طينٍ طريٍّ
قد خَلقتَ المعُجزهْ
ومن الضِّـلع الملاكْ !…
=============


يا أبانا !
مَن شكانا لهوانا
وسقانا من شفاهٍ
جمرُها قَطرُ ندانا !
صِعدَ الرَّوحُ إلينا
في الليالي المقمراتْ
وعلى الشّرفة غنّى
وتعرّى في المرايا
لشموع الشّهواتْ
وبكت عَينُ المريدْ
دون أن يُعِلنَ بوحاً
للتي كانت تريدْ
وهو لا يهوى سِواها …
===========


يا أبانا !
يا أبانا !
كلَّ مولودٍ ببُرج الماءِ
مرصودٍ لجرح ٍ
ولعذراءَ ستأتي بشفاء ٍ
مــا عَدانا …
ثمّ جاءت في الخريفْ
وتعرَّت واستحَّمتْ
في ينابيع القصيدهْ
وتوارَت في رُؤانا
وأتى فصلُ النَّزيفْ …
=============




يا أبانا !
يا أبانا !
كلَّ أصنافِ نساءِ الأرض ِ
أهديتُ قليلاً
من كرومي وحناني
وكثيراً من جنوني …
لم أجد إلاّ نداها
فوق أعشاب جفوني
لم أجد بَعدُ ارتوائي
في الثّمار اليانعاتْ
وحدها عُشبة بئري
لم تزلْ تعلُو وتعلُو
دون أن يدنو خلودي
وهدوئي في خريفي
أو يوافيني – مع الأفعى – فنائي …
==============
يا أبانا !
يا أبانا !
علَّمتني أتقَرَّى
لغَةَ الأعضاءِ فيها
وانحناءاتِ الجَسَد
دون أن ألمسَ شيئاً
- تحتَ ظلِّ الدِّائرة -
أوأرى فيها أحَدْ …

------------------------------
( *) وَمضْاتٌ لأجِلها من مجموعة( ياأبانا ياأبانا / مُكاشفاتُ العارف) شعر: د. شاكر مطلق .





من مجموعة : " زمُن الحُلم الأوَّل "

ومضة " قنديلُ البَحر "

إنَّها قنديلُ بحرٍ
يتلوَّى في السَّريرْ
تـَارًة يَغْلو ويَهوي
تـَارًة يغدوشراعاً
َويَطـيرْ
ويظلُّ السمُّ في القلبِ
يُغَنـــِّي
وعلى الجلدِ عَبيرٌ وحَريرْ …
==============



ومضة " شَمعَةُ المسَاء "

أخَذَتْ قِنـْديلَ قـَلْبي
لم يكنْ ثمَّ فَتيلٌ أو ضيَاءْ
ثمَّ جاءَتْ في المَساءْ
أشعلَتْ في العَتـْم قبُلهْ
تركَتْ في القلبِ فُلَّـهْ
ثمَّ عادتْ في حيَاءْ ...
=============






ومضة " الومضة "

كانتْ إلى جواري
في عَتـمةِ الســَّريرْ
تغيبُ ثمَّ تبَـدو
واللَّيل زمْهَريرْ
أَرَدْتُ أنْ ألمَسَها
في رِقـَّةِ الحَريرْ
لكِنَّها تَبَعْـثَرتْ
في دفـتـَري الصَّغيرْ …
-----------------
(*) وَمْضَاتٌ لأجِلها من مجموعة:( زمُن الحُـلم الأوَّل ) شعر : د. شاكر مطلق .



مِن مجموعة تجليات عشتار

وَمْضَة " 5 "

ليْسَ أحلىَ
منْ ليَالي الصَّيفِ
إلاّ
وقفَة ٌتحْتَ المَطرْ
وانتظارالعُشْب يَنْمو
وانْتِظار الحبَ يَسْمو
لِبَسَاتِين القَمرْ…
=============



وَمْضَة " 18 "
مِثليْ تَعَرّى جِسمُكِ العَاري
عَلى جُرْحي ،
بنَافِذةِ المساءْ
وظَللُتُ أرْقُبُ في حَيَاءْ
جَسدَيَ يذوبُ عَلى اللَّهيبِ
كماَ تذُوبُ الكِبرْيَاءْ
وَعَرفتُ أنَّ الطِّينَ مِنْ شَمْع ٍ
يُذوبُ معَ الضّيَاءْ
وعَرَفْتُ أنَّ الفِكْرَ شيءٌ
قَابلٌ للاحتِوَاءْ
والبحر يَبْكي في خَفَاءْ
أَيُطِلّ وجْهُ الأنِبيَاءْ ؟
----------------------------
(*) وَمْضَاتٌ لأجِلها من مجموعة:( تجَلّياتُ عَشْتَار) شعر
د.شاكر مطلق .
ومضةٌ لعاشقِ الوقت
منْ يُساقي عاشقُ الوقتِ قليلاً
منْ رحاقِ الوردِ
فالوقتُ مخيفْ
في مساءاتِ الخريفْ ؟
مَنْ يصبَّ الشَّهدَ في عيني
منْ نبعِ العذارى
كي أرى كيفَ الرَّبيعُ
يتماهى في الخريفِ
يغسلُ الأوزارَ عنْ روحي لأعلو
مثلَ أسرابِ الحبارى
وأرى الأزهار يمتدُّ عميقاً
في بساتينَ غنائي
عندما تدنو الأميرهْ
منْ سريري بالرَّغيف …
===========
أحلامُ السَّراب

تلكَ أحلامٌ منَ الصّفصافِ
وافاها يَباسٌ
ما تزالُ الطيرُ فيها
واقفاتٌ في الذُهولْ
ترنو إلى فصلٍ سيدنو
بالحبيبِ و بالنُّعاسِ
على غصونٍ مزهراتٍ
أو على قوس القُزحْ ...
ليس تدري أنَّ وقتَ الحبّ فاتْ
أنَّ عاصفةً ستـتلو
آنَ تغدو الأمنياتُ
على جناحِ الرِّيحِ قَطْراً
منْ دموعٍ أو ندى …
===========
ومضةٌ لبَـتولِ الخريف

هبَّتْ أعاصيرُ الخريفِ
على المُروجِ السَّاكناتْ
وأطلَّ منْ بينِ الغيومِ الشَّاحباتْ
قمرٌ نحيلٌ في عَياءٍ
مثلَ وجهِ الأنبياءْ
كالعاشقِ العُريانِ يمشي
في ذهولِ الوقتِ يمشي
ليس يدري ما الجهاتُ
وكيفَ فاجأَهُ الخريفُ
بوردةٍ عذراءَ
في الدَّفلى تصليِّ
بانتظارِ الشَّاعر الموعودِ
يأتيها بخمرِ الرُّوحِ
في الكأسِ المقدَّسِ
كي تُقامَ المأدبَهْ
ويُقامَ قدَّاسَ الخلاصِ
ليبتدئ طقسَ الجسَدْ …
=============












ومضةٌ لأنثى القمر

مِنْ نهدِكِ القمريِّ
في ليلِ الشَّجَنْ
هبَّتْ رياحُ الوجدِ
في عينِ المغنِّي
بَعدَ أنْ أمستْ حجرْ
بلْ زهرةً منْ زيزفونْ
ترنو إلى زمنٍ عبَرْ
فلعلَّ قُبَّرةً تجيءْ
لتُعيدَ في عُـقـْمِ الفصولْ
حرفاً تجمَّدَ في زمانِ الفاجعهْ
لمروجِ سيِّدةِ المراعي
في تخومٍ لا يراها
كي يكونَ
وكي تكونْ
شمعاً بمأدبةِ الكشوفِ البارقاتْ
في ليلةِ الحبِّ الأخيرْ …
===============
حمص 2 / 10 / 1996












نرجسية

أدخِليني
ملَكوتَ المَعبدِ السّريِّ
ليلاً
واذبحيني !
عطِّري بالزيتِ جسمي
بالرّؤى حُلمَ عيوني !
واقرئيني !
أيةً عند المواسمِ
واصلبيني !
صنماً في هيكل الحبِّ المعنَّى
كلما جافاكِ نومٌ
واعبديني !
=============
حمص 6/2/1987
تأخَّرتَ

آهٍ ...
لا تطرقْ عليَّ البابَ
في اللَّيلِ طويلاً !
فأنا لستُ هنا
ذهبتْ روحي إليكَ
الأمسِ
والجسمُ هنا
يئسَتْ لُقياكَ روحي
طارتِ الروحُ بعيداً
تركتْ جسمي وحيداً
وبقايا حُبِّنا
لمْ تَجدْها _ يا حبيبي
لمْ تجدْ حتى أنا .
حمص _ تل الشور 30/8/1987
عندما يأتيكِ في اللّيلِ
نِدائي
أطلقيني لفضائي !
وافتحي نافذة البحرِ
أطِلِّي في سمائي !
ستَرَينَ البحرَ نَجماً
يتجلَّى
قُزَحيَّ اللونِ
يُهديكِ غنائي
ينزعُ الجلدَ
ويعطيكِ رِدائي
** ** **
طرطوس _ الرمال الذهبية 16/10/1987
============================


من مجموعة تجليات عشتار

أخذت قنديلَ قلبي
لم يكنْ ثمَّ فتيلٌ أو ضياءْ
ثمَّ جاءتْ في المساءْ
أشعلتْ في العتمِ قـبلهْ
تركَتْ في القلبِ فُلَّهْ
ثمَّ عادتْ في حياءْ
** ** **
حمص 29/10/ 1988






ومضة

كانت إلى جِواري
في عَتمَةِ السَّريرْ
تغيبُ ثمَّ تَبدو
واللَّيلُ زمهَريرْ
أردْتُ أنْ ألمَسها
في رقَّةِ الحريرْ
لكنها تَبعثَرتْ
في دفتري الصّغيرْ
================
طرطوس _ الرمال الذهبية 9/9/1988