ذاكـــــــــــرة الـمــــــــــــــــاء

كَمْ أعْـشَقُ أنْ ألمَحَكَ فِي سُكونِي

طاقَـةً كامِنَةً

بيْنَ الأنا والأنْتَ

تفيقُ في غَـفْوَتِي

رَقيقـًا

تَـسْحَقُ نَكَباتِي

وَتُحْيينِي

بِلَّوْرَات ماءٍ مُتَمَيِّزَةٍ

تُهَدْهِدُنِي بِعُمْقِ التَّسَلُّلِ

إلى شَواطِئِي الهائِمَةِ

في عُيونِ تَكْوينِي

وتَصْلِبُني

وتـُبْقيني

أبْحَثُ فِي دَمِي عَنْكَ أَنْت

وَأرْدِمُ الحَواجِزَ

أُفَـتِّـشُ عَنْ حَنِينِ أُغْـنِيَّةٍ في ذاكِرَةِ المَاءِ

كُنتـَها

وكُنتـُها

تَخْتَزِلُ تَرْنِيمَتِي، فَـأَمْكُثُ فِيها

أُشَاطِرُهَا اللَّحْنَ

يُرَاوِغُنِي..

يُنَاغينِي

وَجِسْر مِنْ بَسْمَةِ اللَّحَظاتِ

يُعانِقـُـنا في مَوسِم الرّيحِ

يَنْسابُ .. يَنْسَابُ

رِفْـقـًا بِشَرايينِي

!!كَمْ كُـنْتَ أنْتَ...

تَمْنَحُنِي المُروجَ مُمَهَّدَةً عَـنْ بَصيرَةٍ

تَغْزِلُنِي فِي دَمْعَةٍ مُسْتَباحَةٍ

مَـبْـتورَةٍ

في حَوْضِ الشُّموخِ

ثُمَّ تَطْوينِي

تـَتـَساقَطُ أوْراقـًا في رُفوفِ أَعْمِدَتِي

وتَصْحو في هَـمْسِ اللّيالِي

مِثل سَوْسَنةٍ تَـتيهُ في عُيونِك

تَـتنـاثَـرُ

تتبعثرُ

على جُدْرانِ الشَّـوْقِ

وتَسيرُ حَيْثُ زِنْدَيْنِ اضْمَحَلا

في سَطْوَةِ التـَّجَلـُّدِ

والبَرْدِ

والهَذَيانِ

نَفَضَا اُلأَقْـنِعَة َ المُهابَة في الأزِقَّـةِ

واسْتعَدَّا لِلّرحيلِ

يُصارِعانِ اُلْمَوْجَ المُخَبّأ في الصَّدَى

شَرَكـًا بيْنَ الأنا والأنت

وأسْتـَكينُ لهُ

فـَأُدْمِنُ القُيودَ في مَنْفايَ

يَسْكُبُني قَطْـرَةً تُشْعِلُ الحَقيقَة َ

تـُبَطِّن المَدى ، تُدثـّرهُ

وتَـسْـتـَبـْقينِي

حيْثُ أنت

بِناءً يُواصِلُ التـَّشْـكيلَ في ذاكِرَةِ الماءِ

وبِلَّوْراتِهِ المَُجَمَّدَةِ تَعْبُرُنِي

حَـديثـًا مِجْهَرِيًًّـا

يُـؤَطّرُنِي في بَياضِ الثـَّلْجِ

أَشْرَأبُّ مِنْهُ أَضْواءً

تَتـَلألأ، تَخيطُ أَديمَ الشـَّوْقِ مَسْحورًا

يَحْكي حِكايَةَ الاسْتيلاءِ في مُدُنِي

يُـرَتِّـبُـنِي

يُذَكـِّرُنِي

وُينْجِينِي