Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
الغبي القصة الجديدة لزاهية بنت البحر

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 3 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 60

الموضوع: الغبي القصة الجديدة لزاهية بنت البحر

  1. #1
    شاعرة وكاتبة الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
    تاريخ التسجيل
    15/11/2006
    المشاركات
    7,681
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي الغبي القصة الجديدة لزاهية بنت البحر


    الغبي

    قصة من صميم الواقع أهديها إلى قراء واتا تنشر لأول مرة على الشبكة.

    أختكم

    زاهية بنت البحر


  2. #2
    مترجمة حرة الصورة الرمزية منى هلال
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    المشاركات
    894
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الغبي القصة الجديدة لزاهية بنت البحر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زاهية بنت البحر مشاهدة المشاركة

    الغبي

    قصة من صميم الواقع أهديها إلى قراء واتا تنشر لأول مرة على الشبكة.

    أختكم

    زاهية بنت البحر
    أختي الحبيبة زاهية

    القصة لا تظهر في جهازي
    هل يمكن إعادة إرسالها أو كتابتها بطريق آخر

    لكِ شكري
    اختك منى

    ويـاليت الذي بينــــي وبينـــك عامـر
    وبينـي وبين العالميـــــــن خـــــراب

  3. #3
    شاعرة وكاتبة الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
    تاريخ التسجيل
    15/11/2006
    المشاركات
    7,681
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: الغبي القصة الجديدة لزاهية بنت البحر

    أهلا بالغالية منى هلال أشكرك على المرور، سأنشر القصة بإذن الله وقد واجهت صعوبات في ذلك، ربما لأنها قصة طويلة أو لضعف بطارية اللاب توب . دعواتك.
    أختك
    بنت البحر


  4. #4
    مترجمة حرة الصورة الرمزية منى هلال
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    المشاركات
    894
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الغبي القصة الجديدة لزاهية بنت البحر

    أسأل الله العظيم أن يسهلك جميع أمورك ويوفقك إلى الخير دائماً
    اختك
    منى هلال

    ويـاليت الذي بينــــي وبينـــك عامـر
    وبينـي وبين العالميـــــــن خـــــراب

  5. #5
    شاعرة وكاتبة الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
    تاريخ التسجيل
    15/11/2006
    المشاركات
    7,681
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: الغبي القصة الجديدة لزاهية بنت البحر


    آمين اللهمَّ آمين
    سأرسلها ياغالية بإذن الله، فأنا أحاول وقد أنشرها في مشاركتين.
    أختك
    بنت البحر


  6. #6
    شاعرة وكاتبة الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
    تاريخ التسجيل
    15/11/2006
    المشاركات
    7,681
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: الغبي القصة الجديدة لزاهية بنت البحر


    لست مجنونًا ولاغبيًا، رغم إحساسي بأنني أختلف عن الناس بشكلٍ أو بآخر، قد يكون شعوري هذا نعمة، أونقمة، أعترف بعجزي عن معرفة أيهما يكون، أحاول أن أعرف، ولكنني أفشل دائمًا لأمرٍ أجهله، يتملكني حب الاستطلاع بشراهة عجيبة، إن فكرت بأمرٍ ما، لا أرتاح قبل أن أخوضَ فيه، قد أجنُّ إن لم أصل لما أريد، وبأسرع وقت ممكن، و قلَّما وصلت لما أريد.
    تقول أمي عني( بصلته محروقة، بس هادي!). ورغم هدوئي الذي يثير استغراب والدتي، فإنني أغلي من الداخل كماء المرجل، حسبما يقول والدي، وكأنه يلمس حرارته بيده، فيعرِّض نفسه لهجوم دفاعي شرس شفقة منها علي وتحسرًا، سمعتها تقول ذلك لأختي سهيلة ذات يوم عندما كانت في زيارتنا مع أولادها الثلاثة، فقد تعودت المجيء إلينا مرتين في الأسبوع خاصة بعد زواج أختي الصغرى حليمة لابن خالي المهندس علي، وسفرهما إلى المهجر منذ ثلاث سنوات. لم أدع لهما مجالا للشك بأنني سمعت ما دار بينهما من حديث الشفقة والحسرة رغم ماسببه لي من ضيق، لا أدري ماذا ينقصني عن الناس كي أثير في قلبها هذا الشعور المهين! بلعتُ الألم على مضض بما لدي من مقدرة على ضبط النفس، فلا أظهر ما بداخلي لأحد، أتركهم يخمنون أمورًا كثيرة تبعدني عن دائرة الضوء خاصتهم، لرفضي أن أكون محط أنظار الآخرين المربكة لحركتي بنظراتهم المتطفلة، وأسئلتهم الغريبة التي لا تنتهي، أو ربما يخيل إلي ذلك، هذا ما كنت أشعر به ولا أدري له سببًا. كنت أبتسم في وجه خصمي أيًا كان، وأنا كاره له وأتمنى موته. ابن أختي الأكبر رامي هو صديقي رغم فارق السن بيننا. عندما ولدته أمه كنت في العاشرة من العمر، فرحت به كثيرًا بل طرت معه إلى ما فوق السحاب، حسبته أخًا ولدته أمي وليست سهيلةـ فأنا آخر العنقود، وبحاجة لأخ صغير يسليني، ذهب بي خيالي بعيدا فرأيته شابًا يرافقني أينما أذهب، أحدثه بما أحب وبما لا أحب، أساعده في دروسه، أغسل وجهه وأسرح شعره، سأحتفظ له بالجميل من ملابسي فيرتديها عندما يكبر، سأ دلله كثيرًا، ولن أسمح لأحد أبدا بإزعاجه، أذكر كيف وضعته أمي في حضني بعد أن ألبسوه ثيابا بيضاء، كان وجهه صغيرًا جدا وأحمر اللون، في ذقنه طابع بحجم حبة حمص، ألبسوه في رأسه طاقية بيضاء أخاطتها أمي- فرحًا بحفيدها الأول الذي سيجعلها جدة - يحيط بها شريط من الساتان الأزرق الذي أحسسته حريريًا ناعم الملمس وأنا أمرر أصابعي عليه، لا أدري ما الذي جعلني ألفُّهُ حول عنق رامي وأنا أداعبه، ورحتُ أشد الشريط بقوة، رأتني أمي بالتفاتة منها، فصرخت بي بصوتٍ عالٍ لفت انتباه الحضور، يومها أنَّبتني بقسوة، وهي تبعد الشريط عن رقبة رامي خشية اختناقه. كان منظره مخيفًا، ازرق وجهه للحظات، وسرت في جسده رعشة، ما لبست أن انتقلت منه إلى جسدي إثر صراخ أمي وتأنيبها المربك لي أمام الحضور. في ذلك اليوم انتابتني مشاعر شتى، ما زالت تعاودني بين وقتٍ وآخر، وصوت أمي يرن في أذني( راح تطلع روح الولد ياغبي). ومنذ ذلك اليوم والجميع يتندرون بالحادثة، وفي نهاية الكلام يقولون: (ياله من غبي كاد يخرج بروح الولد). أحقًا أنا غبي؟ وهل ستخرج الروح بيدي، وأنا لا أعرف ماهي ولا كيف سأمسكها؟ فبات عندي هاجس لمعرفة الروح، وكيف تخرج، ومن أين.
    شاعت قصة محاولة خنق رامي بين جميع أفراد أسرتنا، وانتقلت إلى بعض بيوت الحارة، وراح الجميع يتناقلونها ويتندرون بها وينتهون بالقول( ياله من غبي كاد يطلع بروح الولد). بت أسمعها كثيرًا في البيت وفي الحارة، وحتى في المدرسة، بعد أن راح عادل صلاح ابن أخت جارتنا سعدية الملوم يسخر مني، مشيرًا إلي بأصبعه قائلا للتلاميذ (شوفوا الغبي)، فيضحك التلاميذ وألوذ بالفرار خجلا وغضبا، خجلا وغضبًا. ذات يوم انزويت قرب مرحاض المدرسة، وأنا أبكي إثر استهزاء عادل والطلاب بي، فجأة رأيته يسرع نحوي ساخرًا، تمنيت لو أنه يقع ميتًا قبل أن يصل إلي، لكنه للأسف لم يمت بل وقف أمامي كعامود الكهرباء، سألني باستفزاز عما يبكيني، لم أجبْ، كرر السؤال، لم أجب، أمسك بي وأدخلني المرحاض رغمًا عني، هددني بالخنق إن لم أخبره لماذا أبكي. يا إلهي ما أوقحه لقد جعل نفسه ولي أمرٍ علي بانفراده بي، وضعفي وقلة حيلتي، لم أجد من يخلصني من قبضته حيث يقع المرحاض في الجهة الجنوبية من باحة المدرسة التي يلعب فيها التلاميذ بعيدًا عن الصفوف، ولسوء حظي لم يأتِ أحد إلى هنا رغم أن جميع الطلاب كانوا قبل قليل يشربون الماء بغزارة من الحنفية المخصصة لهم في الباحة. كنت في الحادية عشرة من العمر بينما هو في الرابعة عشرة، رسب عدة سنوات في مختلف الصفوف الابتدائية، طويل الجسم عريض المنكبين، يداه مفتولتا العضلات، أخبرني سليم الحمدي زميلنا في الصف، بأن عادل يذهب إلى نادٍ رياضي لتقوية جسمه مع مدرب الرياضة، لم يهمني الأمر لأن صاحبه يكبرني بعدة سنوات، ويستطيع الذهاب إلى أي مكانٍ يريد، وهو أميل إلى الرجولة منه إلى الطفولة، خط شارباه، وخشن صوته بشكل مزعج يثير اشمئزازي، فاضطررت أمام تهديده وفشلي بالتهرب منه إلى قول ما كان يبكيني، وهو ينصت إلى باهتمام (أنا لست أهبل). نظرت في وجهه وأنا أمسح دموعي، رأيته مخيفًا، حاد النظرات، أمسك بي بقسوة، ووعدني بألا يناديني بالأهبل أبدًا، بل سيضرب كل من يناديني به، أو يسيء إلي بشيء إن أنا طاوعته فيما يريده منى على أن يبقى الأمر سرًا بيننا.
    منذ ذلك اليوم وأنا أكره نفسي، وأكره (عادل) الذي بات يلاحقني في المدرسة، وخارجها، وإن رفضت طلبه هددني بإخبار أهلي بما كان بيننا.
    لم أعد أحب المدرسة، تمنيت الموت على بقائي فيها، طلبت من أمي ألا ترسلني إليها فلم تستجب لي، وأيد والدي بحزم رأي أمي، بحجة أن المدرسة قريبة من البيت، ولا تحتاج لوسيلة نقل توصلني إليها، إضافة إلى أن الإنسان اليوم لاينفع شيئًا دون علم، وأن عهد الجهل قد انتهى، ، وهو يريدني أن أرفع رأس العائلة عاليًا بين الناس.
    لم تفلح محاولات والدَي في إثنائي عن ترك المدرسة، ضُرِبتُ وأهنتُ، ولكنني لم أتخلَ عن رفضي لها، فرضخ والدَي للأمر الواقع بعد أن أصبت بالسحايا، وفقدت قدرتي على الكلام بطلاقة، فانصاع لرغبتي خشية جرح مشاعري من قبل الطلاب إن هم سخروا من تأتأتي بالكلام، دون أن يتقصَّيا منذ بداية الأمر عن السبب الجوهري لرغبتي قي ترك المدرسة.
    لم أعد أر (عادل) إلا عندما أكون في الطريق مع أمي أو أبي، أو أخي، فأطرق رأسي أرضًا أو أتجاهله، وإن وقع نظري عليه مصادفة رمقني بوقاحة دون أن يقترب مني، وأحيانا كان يشير إلي برأسه إشارة ماكرة، فأشيح بوجهي عنه.
    بدأ جسمي يعلو طولا، ويكتنز لحمًا، ومشاعري تنمو، ومداركي تتفتح، ويدايا تقويان، ولكن ظل أمرُ عادل قابعًا في رأسي، يؤرقني بلؤم مؤلم، أحببتُ أن أتخلص من هاجسه الذي يلاحقني كلما رأيت طفلا صغيرًا يسير وحيدا في الشارع، أو مرَّ بي رجلٌ تشبه ملامحه (عادل) الذي مات في حادث سيارة غامض ذات ليل، ودفن بعد أن شوهت جثته، لاأخفي سرًا إن اعترفت بأنني حزنت عليه إذ مات قبل أن أقتله بيدي.
    عندما كنت أذهب مع والدي إلى متجره، وأساعده في بعض الأعمال هناك، كنت أحس باحتقاري لنفسي، وأنا أرى الناس تكبر والدي، وتناديه بالحاج محمود إحترامًا له وتقديرًا ، فقد عرف بحسن السيرة وسمو الأخلاق، فأزدادُ لها مقتًا، وأصاب بنوبة مزعجة عندما أستعيد مامرَّ بي، فأترك المتجر، وأبي يناديني غاضبًا، وأعود إلى البيت قبل أن يفضح أحد أمري ممن قد يكون عادل قد أسرَّ لهم به كما يخيل إلي، فيخبر أبي وتكون كارثة قد تتسبب في موته أو قتلي، فكنت أتسكع في الشوارع قلقًا في محاولة للهروب من ذكريات الطفولة الكريهة المؤلمة.
    ذات يوم وأنا في هجمة الذكريات البشعة هذه، والدنيا سوداء بناظري، مررت في إحدى الحارات القديمة عبر طريق يودي إلى بيتنا، فوجدت بناءًا كبيرًا يرتفع فيها، لا أدري ما الذي جعلني أقف بعض الوقت وأنا أتفحصه جيدا، قبل مدة لم يكن موجودًا، كانت مكانه حديقة صغيرة يلعب فيها الأطفال، وهي قريبة من بيت أختي سهيلة، الشوارع تتبدل فيها الأبنية سريعًا كالنفوس التي تتغير فيها المشاعر. اتجهت إلى باب المبنى الرئيسي، وصعدت الدرج باتجاه الطابق الأول فالثاني فالثالث. كانت العمارة خالية من العمال ولا يوجد فيها حارس.. عمارة ضخمة تحتاج لوقت طويل ريثما تصبح جاهزة للسكن. شعرت بوحشة ، فنزلت منها بعد أن ألقيت نظرة على ما يحيطها من بيوت غير ملتصقة بها. لابد أنها كلفت صاحبها الكثير من المال، وعندما دخلت بيتنا، استقبلتني أختي سهيلة بالترحيب، قبلتني وهي تدفع إلي بابنتها رغد كي أحملها بعض الوقت، ريثما تعود وأمي من عيادة طبيب الأسنان، فقد حرمها ضرسها النوم ليلة أمس وتريد أن تقلعه. أخذت رغد ورحت ألاعبها بينما تجمع حولي أخواها لمشاركتنا اللعب.
    كان الجو باردا لم تستطع المدفأة بث الدفء في جسدي عند عودتي إلى البيت، ولكن كثرة الحركة مع الأولاد جعلتني أتخلص من قرص البرد، حتى أنني كنت في بعض الأوقات أمسح العرق عن جبيني بيدي، ورغد تضحك بسعادة، وأنا أدفعها في الهواء وأتلقاها منه ثانية. رأيت بعض حبات عرق تلمع فوق جبينها، فتزيدها جمالا وبعض شعرات ذهبية تتدلى من تحت الطاقية ٌالبيضاء المحاطة بشريط من الساتان الزهري غطت بها أمها رأسها طلبًا للدفء. جلست فوق الكرسي ورحت أمسح العرق عن جبينها بمنديل ورقي، وأنظف أنفها من مفرزاته دون أن أشعر بالقرف، كانت تضحك وأنا أدغدغها في ذقنها، ضممتها إلى صدري.. قبلتها، وأنا أبعدها عني وقعت عيناي على شريط الساتان الزهري، فرحت ألعب بطرفيه المحيطين بعنقها، لامست أصابعي نعومته بينما كانت أصابع رغد تخرمش يدي بأظافرها، و رامي يدغدغها وهي تضحك بعذوبة. أغرق بذكريات الطفولة، رامي وليدًا، طاقية بيضاء، شريط ساتان أزرق، كاد يختنق، أمي تأنبني (راح تطلع روح الولد يا غبي)،
    صوت عادل (شوفو الغبي)..
    رغد تهبش بوجهي فيؤلمني ظفرها، ألقي بها فوق الكنبة، تبكي، أمشي في البيت دون وعي، أصوات ترن في أذني: مات عادل ، مات عادل.
    صوت أمي يؤنبني (راح تطلع روح الولد يا غبي)،
    صوت عادل وقهقهته (شوفوا الغبي) (لا تخبر أحدا بما حدث بيننا
    رامي يهرع إلى الباب يريد الخروج من البيت، ألحق به، لاأدري ماذا أصابه فقد بدا خائفا مني.. أمسك بيده وأنزل به إلى الطريق بعد أن أغلقت الباب ورائي، خطرت في بالي فكرة سأنقذها فورًا، وقبل مغادرة الحارة كانت أمي وسهيلة تدخلانها. عدت معهما إلى البيت، وأنا أمسك بيد رامي بعد أن هدأوهدأتُ، أخبرتُ سهيلة بأنني كنت أنوي شراء بعض الأكلات الطيبة للأولاد، وكان رامي يضحك من كلامي الذي عرقلت نطقه تبعات حمى السحايا، فاغتظت ُمنه دون أن أبدي له ذلك.
    بدأت حالتي النفسية تحير أهلي خاصة عندما كان يسخر مني أحد الأطفال، أو أحد ممن يدخلون متجر والدي للشراء، وكثيرًا ما كنت أختلي بنفسي وأفكر بما وصلت إليه من سوء حال، حاولت التخلص منها فما استطعت، بل هيَّجت ذكرياتِ الماضي، فأحسستها حبلا يلتف حول عنقي، طرفاه بيدَيْ عادل صلاح، يمتدُّ إلي من تحت التراب، وهو في قبره وليمة للدود والعفن. ذات يوم خرجتُ إلى المقبرة، وقفت قرب قبره، ورحت أشتمه بصوت عالٍ حتى انتابني التعب، لكنني لم أحس براحة رغم أنني أفرغت محتوى مثانتي فوق قبره قبل عودتي إلى البيت. حار فكري كيف سأنتقم من عادل وقد مات، راودتني فكرة فتح قبره والتمثيل به، لكنني لم أهضم هذه الفكرة كي لا أصاب بالغثيان من رائحة جيفته القذرة. كنت طفلا بريئًا أحب الجميع ولم يخطر ببالي أن أتعرض لشيء يفقدني راحة النفس، ونقاء القلب وحبي للناس، لم أقترف ذنبًا يجعلني أسير الألم مدى العمر، هم كانوا ينادونني بالغبي رغم أنني لست كذلك، بل ربما كنت غبيًا ولكنني لا أشعر بالغباء شأن كل الأطفال، فلم يرحموا طفولتي، لن أرتاح قبل أن أنتقم من عادل، ولكن كيف وقد مات؟ كيف؟
    كنت أهرب من والدي عندما يدعوني لحضور صلاة الجمعة في مسجد المدينة، وعندما يجبرني على ذلك كنت أحس بالخجل من نفسي، وأنا أصلي فيداهمني شعور بوجوب قطع الصلاة، والعودة إلى البيت قبل أن يطردني الإمام، لأن صلاتي غير مقبولة حسب ما يخيل إلي، فكرت بكتابة رسالة سرية إلى إمام المسجد أحكي له فيها قصتي، وأطلب منه النصيحة، ولكنني خشيت أن يعرفني، فيخبر والدي، فدفنت الفكرة في مهدها. لن يريح نفسي إلا الانتقام وبنفس الطريقة، ولكن كيف أمن جيفة؟
    اليوم الاثنين أيقظني أبي باكرًا للذهاب معه إلى المتجر لمساعدته في غياب أخي عارف، حيثُ يرقد في البيت مريضًا، وغدا وقفة عيد الأضحى المبارك والناس يتزاحمون على المتاجر لشراء لوازم العيد. خرجت معه وقمت بدوري خير قيام، إلى أن جاء قبل الظهر (معروف السرابي) زميلي في المدرسة لشراء بعض الحاجيات، وكنت قد انقطعتُ عن رؤيته منذ زمن طويل حيث سافر مع أهله إلى إحدى دول الخليج، وعاد شابًا، طويل الجسم، نحيله، رحبتُ به، وخفضت له في سعر المبيعات، شكرني سعيدًا، وشدَّ على يدي وهو يهم بالخروج، فدعوته لزيارتي مرة ثانية فوعدني بذلك، لكنه وجه إلي طعنة قاتلة عندما قال لي هامسًا قبل مغادرة المتجر(عادل صلاح يسلم عليك، ويوصيك أن تكون معي كما كنت معه) غادر المتجر ضاحكًا، وغادرني الهدوء غاضبًا. هممتُ باللحاق به، وقتله ثأرًا من عادل صلاح، ولكنني لم أجده، وكأن الأرض انشقت وابتلعته، ركضت في الطريق على غير هدى، وصوت عادل يضج في رأسي، فأسمع به أصواتًا شتى تناديني ، فأهرب، وأهرب والطريق تتسع أمامي، وأنا في صراع مع نفسي ومع الأصوات، ياللوغد لقد فضحني قبل أن يموت، أين المفر كانت معاناتي داخلية فاخترقتني للخارج، ستظل تلاحقني إلى الأبد، تزداد أعماقي انفعالا، تسقط الدموع من عيني، وأنا بين فكي الصراع المفترس أسمع نداء رقيقًا (خالو.. خالو) التفت إلى مصدر الصوت، كان رامي ابن أختي، حدَّقت في وجهه وهو يبتسم ويقترب مني ممسكًا بيدي، وباليد الأخرى يحمل حقيبته المدرسية في طريق عودته إلى البيت، سرت معه وقلبي يخفق بشدة، وسُحب الغمِّ والغضب تحجب عن بصيرتي الرؤية، كان رامي يتكلم، لكنني لم أفقه شيئًا مما يقول، فجأة وجدت نفسي أمام العمارة الضخمة التي مازالت في طور البناء، توقفت بوازع خفي، نظرت إليها ثم في وجه رامي، تفقدت الطريق كانت خالية من المارة، أطبقت قبضتي على يد رامي، ودخلت به باب العمارة وهو يمشي معي باطمئنان، صعدت به الدرج إلى الطابق الأول، فالثاني، أدخلته إلى غرفة جانبية مليئة بالرمل والإسمنت، خلعت عنه المعطف.. كممت به فمه، وهو يضحك كعادته عندما ألاعبه في البيت مع أخيه، وبقسوة وحشية أخذت ثأري به من عادل صلاح، ورامي يتلوى ألما، والدموع تغرق وجهه، والدم يبلل ملابسه، ازددتُ غليانا ورامي يئنُّ، سأقتلك ياعادل، سأرى كيف ستخرج روحك بين يدي، وأطبقت كفاي على عنق رامي الباكي المتألم، وأنا أضغط بكل قوتي فوقه، فأحسست بروحه تغادر جسده، دون أن أعرف ماهي ولا من أين تخرج، وصوت أمي يرنُّ في أذني مؤنبًا(راح تطلع روح الولد ياغبي).
    بقلم
    زاهية بنت البحر


    قيل لي بأنه أول إنسان شنق في المدينة التي تمت فيها الجريمة
    وقد ألقي القبض عليه عندما كتمت الشرطة نبأ اكتشاف الجثة عن طريق رائحتها،
    وجاء متسللا لتفقد رامي ، فوقع صيدا بكمين نُصب له.


  7. #7
    كاتبة / عضو المجلس الاستشاري سابقاً الصورة الرمزية فايزة شرف الدين
    تاريخ التسجيل
    16/10/2007
    المشاركات
    1,325
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: الغبي القصة الجديدة لزاهية بنت البحر

    اعتصرني الألم منذ بداية القصة حتى نهايتها .. وقد استطعت أن تتغلغلي في خبايا نفس هذا الشاب منذ كان طفلا .. وكثيرا ما نخطأ نحن الآباء والأمهات في تربية أولادنا .. لتكون مجرد كلمات وبالا عليهم .
    هذه القصة يمكن أن تحدث .. بل حدثت وستحدث .. الاعتداء على الصعار .. وأتذكر عندما كان ابني صغيرا كان تحذيري الدائم له لا تصاحب من هو أكبر منك .. وكنت دائما أشعر بخوف عليه خاصة أنه كان جميل الشكل .. والمصيبة قد تأتي من أقرب الأقرباء أو من جار أو حتي صديق .. وهذا هو الطامة الكبرى.
    أشعر بغصة شديدة جدا فالقاتل والمقتول كانا ضحايا .. والأهل للأسف لم يحركوا ساكنا في علاج هذا الصبي مما ألم به من عوارض نفسية رغم أن بوادرها كانت ظاهرة .. حتى استفحلت وأدت إلى هذه الجريمة النكراء .
    قصتك ناقوس خطر لجميع الآباء .. ودرس تربوي في كيفية زرع الثقة في أولادنا .. كي يواجهوا مجتمعا لا يرحم ضعيفا .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  8. #8
    كاتبة
    تاريخ التسجيل
    02/03/2008
    المشاركات
    1,180
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: الغبي القصة الجديدة لزاهية بنت البحر

    أختي زاهية
    قصة مؤلمة شدتني حتى النهاية
    كما هي قصصك دائماً ذات مغزى وهدف
    الكبار يصنعون بلا وعي شخصيات أبنائهم وجزءًا من حياتهم
    حفظك الله معبرة عن الواقع الأليم والسعيد

    اللهم صل على النبي محمد

  9. #9
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الحاج بونيف
    تاريخ التسجيل
    07/09/2007
    المشاركات
    4,041
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: الغبي القصة الجديدة لزاهية بنت البحر

    أختي الفضلى/ زاهية بنت البحر
    تحية طيبة
    قصة مؤثرة بأسلوب أدبي أنيق،تشد القارئ حتى النهاية..
    تعالج موضوعا اجتماعيا تربويا .. فالكلمة من الوالدين لها تأثيرها على الأطفال، فكلمة غبي التي خرجت من فم الأم عن غير قصد كانت كافية لزعزعة ابنها، وجعلِه يشعر بذلك بين أقرانه الذين تمسكوا بالقصة واللقب الجديد..
    إن بقاء الطفل يصارع حالته النفسية من دون شعور والديه بذلك جراء ما تعرض له من عادل، جعله يغرق أكثر.. فعدم انتباه الوالدين وانشغالهم عنه جعل حالته تسوء أكثر، وكان الانتقام ممن كان سببا في تسميته بالغبي رغم براءته..
    قصة تربوية بامتياز تصلح أن تكون موضوع نقاش مطول بين المختصين والوالدين وكل المجتمع لما فيها من طرح عميق لمشكل يتكرر يوميا ونقرأ حدوثه على صفحات الجرائد، ونكتفي بالسكوت خوفا على الولد أو البنت من انتشار الخبر بين الناس ولكننا ننسى أثرها على نفوسهم، حيث يبقى المتضرر في صراعه مثلما حدث مع بطل القصة هذه..
    أشكرك اختي زاهية بنت البحر وأنت تتناولين ضرورة تنشئة الصغار والانتباه لحالتهم النفسية إثر الاعتداءات والصدمات النفسية التي تحدث لهم..وهذا هو الأدب الذي يساهم في الرقي بالمجتمع، وهو يتناول حالة من الحالات التي تدعو إلى الاستنفار وعلاجها من أساسها..
    أهنئك وأتمنى لك المزيد من التوفيق والنجاح..نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  10. #10
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    30/11/2006
    المشاركات
    5,554
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي رد: الغبي القصة الجديدة لزاهية بنت البحر

    الحبيبة الزاهية

    فى العادة لا ادخل مواضيع غير مواضيع الترجمة ولكن قصتك هذه جديدة فى مضمونها وتعالج قضية جوهرية
    تماما ككل قصصك الهادفة ، ولن انس قصة استئجار الأرحام التى قرأتها لك فى مكان آخر

    بالفعل ، قضيتك هامة جدا ولو ان الملف قديم نوعا ( التحرش الجنسى بالأطفال )

    ولكن هى لم تطرق من قِبل اى كاتب هنا من قبل .. اعجبنى السرد المهذب والتلميحات الذكية التى توصل الفكرة وتجعلنا نستنتج ما حدث دون التصريح به
    على عكس ما يفعل بعض الكتاب محدثين نعمة الكتابة !


    فى الواقع المشكلة تكمن في الشعور بالذنب الذي يسيطر على الطفل، واتهامه لنفسه بعدم المقاومة، وهذا الشعور هو أبو المصائب النفسية كلها التي من الممكن أن تصيبه لاحقًا ما لم يتخلص منه.

    والغريب أن المجتمع يساهم في تأصيل مثل هذا الشعور وتأكيده عن طريق نظرته إلى ما حدث للطفل المعتدى عليه بأنه فضيحة هو مسئول عنها، ناهيك ِ عن توبيخ الأسرة له التي من المفترض أنها مصدر الأمان له، ومطالبته بالسكوت، خاصة إذا كان المعتدي من أفراد العائلة.

    وهذا كله يجعل الطفل يفقد الثقة في نفسه وفي أسرته وفي المجتمع بشكل عام الذي لم ينصفه وهو المظلوم المعتدى عليه، ومرحلة الطفولة تكون من المراحل المبكرة للنمو النفسي لدى الإنسان، وأي اختلال فيها كهذا الموقف يؤدي إلى زيادة إمكانية تعرض هذا الطفل لشتى أنواع المرض النفسي، وقد يسلك الطفل نفس سلوك الجاني بالاعتداء على آخرين كنوع من الانتقام وهذا ما حدث فى قصتك بالضبط

    احييك واشد على يدك لكتابة المزيد من هذه القصص النوعية التى تستدعى الوقوف عندها وتجبرنا على الرد عليها

    محبتى


  11. #11
    شاعرة وكاتبة الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
    تاريخ التسجيل
    15/11/2006
    المشاركات
    7,681
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: الغبي القصة الجديدة لزاهية بنت البحر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فايزة شرف الدين مشاهدة المشاركة
    اعتصرني الألم منذ بداية القصة حتى نهايتها .. وقد استطعت أن تتغلغلي في خبايا نفس هذا الشاب منذ كان طفلا .. وكثيرا ما نخطأ نحن الآباء والأمهات في تربية أولادنا .. لتكون مجرد كلمات وبالا عليهم .
    هذه القصة يمكن أن تحدث .. بل حدثت وستحدث .. الاعتداء على الصعار .. وأتذكر عندما كان ابني صغيرا كان تحذيري الدائم له لا تصاحب من هو أكبر منك .. وكنت دائما أشعر بخوف عليه خاصة أنه كان جميل الشكل .. والمصيبة قد تأتي من أقرب الأقرباء أو من جار أو حتي صديق .. وهذا هو الطامة الكبرى.
    أشعر بغصة شديدة جدا فالقاتل والمقتول كانا ضحايا .. والأهل للأسف لم يحركوا ساكنا في علاج هذا الصبي مما ألم به من عوارض نفسية رغم أن بوادرها كانت ظاهرة .. حتى استفحلت وأدت إلى هذه الجريمة النكراء .
    قصتك ناقوس خطر لجميع الآباء .. ودرس تربوي في كيفية زرع الثقة في أولادنا .. كي يواجهوا مجتمعا لا يرحم ضعيفا .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    صدقت أختي الغالية فايزة وأضيف بأننا نحن الذين نقتل أولادنا نفسيًا وجسديًا بإهمالنا لهم، وانشغالنا عنهم بأمور خاصة لو جعلناها في كفة الميزان وصغارنا في كفة لرجحت كفة الانشغالات التي هي غالبًا ليست ذا أهمية تعادل أهمية فلذات أكبادنا الذين نتعب ونشقى في هذه الحياة كي نربيهم أفضل تربية، فهم أمانة في أعناقنا ونحن المسؤولون عنهم أمام الله وأمام المجتمع، لاأدري مانهاية هذا الإهمال المتزايد فنحن نخرِّج من خلاله عاهات بشرية مجتمعنا بغنى عنها، في حين يكفيه مايلاقيه من أعداء الأمة الذين يتربصون بنا سعيًا لهدم كل المثل والأخلاق والفكر القويم بترهات يقال عنها حضارة العصر، التي تسحق الإنسان كما نرى في كل أنحاء المعمورة.
    لك شكري وتقديري
    أختك
    بنت البحر


  12. #12
    شاعرة وكاتبة الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
    تاريخ التسجيل
    15/11/2006
    المشاركات
    7,681
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: الغبي القصة الجديدة لزاهية بنت البحر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناهد يوسف حسن مشاهدة المشاركة
    أختي زاهية
    قصة مؤلمة شدتني حتى النهاية
    كما هي قصصك دائماً ذات مغزى وهدف
    الكبار يصنعون بلا وعي شخصيات أبنائهم وجزءًا من حياتهم
    حفظك الله معبرة عن الواقع الأليم والسعيد
    مادمنا حملنا القلم فلنعطه حقه علينا مما يريد الله منا من خير نساعد فيه أنفسنا وأمتنا في بناء النفس وتخليصها مما يرمون إليها من شوائب ستمضي بها إلى الهاوية مالم نقف في وجه الأعداء صفًا واحدا وحصنًا حصينا من الصعب اختراقه ونحن على قيد الحياة، فيأتي بعدنا من يرفعأسوار الحصن أكثر لامن يسلم قلعته لعدو غاشم همه تدمر الأخلاق الإسلامية بكل مالديه من مكر واحتيال وآ للة تهديمية.
    لك شكري وتقديري أختي المكرمة ناهد يوسف حسن على مرورك العطر
    أختك
    بنت البحر


  13. #13
    شاعرة وكاتبة الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
    تاريخ التسجيل
    15/11/2006
    المشاركات
    7,681
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: الغبي القصة الجديدة لزاهية بنت البحر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحاج بونيف مشاهدة المشاركة
    أختي الفضلى/ زاهية بنت البحر
    تحية طيبة
    قصة مؤثرة بأسلوب أدبي أنيق،تشد القارئ حتى النهاية..
    تعالج موضوعا اجتماعيا تربويا .. فالكلمة من الوالدين لها تأثيرها على الأطفال، فكلمة غبي التي خرجت من فم الأم عن غير قصد كانت كافية لزعزعة ابنها، وجعلِه يشعر بذلك بين أقرانه الذين تمسكوا بالقصة واللقب الجديد..
    إن بقاء الطفل يصارع حالته النفسية من دون شعور والديه بذلك جراء ما تعرض له من عادل، جعله يغرق أكثر.. فعدم انتباه الوالدين وانشغالهم عنه جعل حالته تسوء أكثر، وكان الانتقام ممن كان سببا في تسميته بالغبي رغم براءته..
    قصة تربوية بامتياز تصلح أن تكون موضوع نقاش مطول بين المختصين والوالدين وكل المجتمع لما فيها من طرح عميق لمشكل يتكرر يوميا ونقرأ حدوثه على صفحات الجرائد، ونكتفي بالسكوت خوفا على الولد أو البنت من انتشار الخبر بين الناس ولكننا ننسى أثرها على نفوسهم، حيث يبقى المتضرر في صراعه مثلما حدث مع بطل القصة هذه..
    أشكرك اختي زاهية بنت البحر وأنت تتناولين ضرورة تنشئة الصغار والانتباه لحالتهم النفسية إثر الاعتداءات والصدمات النفسية التي تحدث لهم..وهذا هو الأدب الذي يساهم في الرقي بالمجتمع، وهو يتناول حالة من الحالات التي تدعو إلى الاستنفار وعلاجها من أساسها..
    أهنئك وأتمنى لك المزيد من التوفيق والنجاح..نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الحاج بونيف أخي المكرم أهلا ومرحبًا بك
    صدقت تصلح هذه القصة كي تكون موضوع نقاش، ولكنني حقيقة استغربت أنه لم يشارك في النقاش هنا إلا حضرتك والأخوات فايزة وناهد وإيمان رغم أنه قد مرَّ من الزملاء والزميلات الكثير وكان بإمكانهم إغناء الموضوع بمشاركاتهم. على كل نعذر الجميع، ولك مني الشكر والتقدير والدعاء بخير الدارين
    أختك
    بنت البحر


  14. #14
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    30/11/2006
    المشاركات
    5,554
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي رد: الغبي القصة الجديدة لزاهية بنت البحر

    بمناسبة اثراء الموضوع اعلم ان هناك مواقع عربية لمحاربة التحرش الجنسى بالأردن وتقوم بالأنشظة والبرامج التالية:

    - الإرشاد والمشورة للأطفال المساء إليهم وأسرهم.

    - توعية الأطفال على الوقاية من الإساءة والإهمال.

    - عقد ورش توعية للمهنيين بأنواعهم على التعامل التفكيري واللعبي مع أطفال الحي على ملاحظة وكشف الإساءة لدى الأطفال مثل الأطباء والممرضين والمعلمين والعاملين في المراكز الترفيهية والعاملين الاجتماعيين وضباط الشرطة والمحامين وعلماء الدين.

    - نشر المعلومات (حملات التوعية) من خلال المحاضرات والحملات الإعلامية وبرامج الراديو والتلفزيون الحالية.

    - القيام بالأبحاث وجمع المعلومات الخاصة بالإساءة وبالفئات والمجموعات المختلفة المستفيدة من خدمات مركز الوقاية.

    - دراسة الأنماط السائدة التي تهدد سلامة الأطفال والاستقرار الاجتماعي للأسر الأردنية.

    - تبادل المعلومات والتشبيك مع الهيئات المحلية التي تعنى بحماية الطفل.

    - خدمات التحويل لأسر الأطفال لدوائر الإغاثة والمعونة وغيرها

    ====
    وفى مصر قامت الدكتورة عفت الهندى بانشاء مركز لحماية الاطفال
    http://www.ehcconline.org/informatio...php?ArtID=2090


    وهذا برنامج احد المواقع لحماية الاطفال من التحرش الجنسى

    http://www.werathah.com/special/sex/...ش%20الجنسي%20؟
    ونفس القضية تثار الان فى سوريا

    http://syria-aleppo.com/news/1079.html


    كيف نحتوي الطفل؟

    وقع المحظور واكتشفت حصول اعتداء جنسي على الطفل، عليك في هذه الحالة أن تحاول احتواء الطفل، وذلك بهدوء من خلال بعض التوصيات التي قدمتها إحدى الدراسات والتي نوجزها في النقاط التالية لكل مرب:

    - في البداية يجب التصرف بحذر والحفاظ على هدوء الأعصاب، وعدم إلقاء التهديدات للطفل، فهو في حاجة إلى الأمان والهدوء والدعم.

    - عدم استسلام الأهل لتأنيب الذات واللوم مما ينسيهم من هو المعتدي الحقيقي الذي يجب أن ينال عقابه.

    - عدم إلقاء المسئولية على الطفل.

    - استعمال لغة الطفل وعدم تبديل ألفاظه أو الكلمات التي يستخدمها؛ لأن راحة الطفل هي المهمة في هذه الأوقات.

    - الحفاظ على الهدوء النفسي بتوفير الأمان، فإذا لم يستطع الأهل العمل مع ابنهم الضحية عليهم أن يطلبوا إشراك أحد من الخارج.. مرشدة مثلا.

    - تصديق الطفل (قد لا يقول كل شيء ليس لأنه يكذب بل لأنه خائف، فكلما كانت الثقة قوية يكون الطفل أدق في وصفه للحادث).

    الضحية.. كيف تتصرف؟!

    حددت الدكتورة "أمل المخزومي" المعالجة النفسية وخبيرة علم النفس؛ مجموعة من الإجراءات التي من شأنها مساعدة الضحية على الخروج من المأزق الخطير الذي أوقعتها الظروف فيه، وأهم هذه الإجراءات ما يلي:

    - ممارسة النشاطات المختلفة تلهي عن التفكير بالجنس، وحبذا لو كان بينها نشاطات تعود على الفرد بالفائدة مثل القراءة والهوايات المفيدة.

    - عليه ألا يسمع إلى من يشجعه على الإتيان بتلك الممارسات.

    - على الفرد ألا يحاول ممارسة التحرش الجنسي مع الآخرين انتقاما لنفسه؛ لأنه تعرض إلى ذلك، أو انتقاما من الذي اعتدى عليه، فستكون العاقبة وبالا عليه وذلك لتأنيب الضمير الذي سيلازمه طوال حياته للعذاب الذي سببه لمن اغتال براءتهم.

    - عليه أن يحاول رسم ذلك الشخص الذي اعتدى عليه في ورقة ويمزقها، أو يرسمه ويعمل ثقوبا على صورته، وذلك للتنفيس مما يعاني من كراهية تجاه المعتدي.

    - عليه أن يكون قويا بإيمانه، ولا يضعف أمام الأفكار السلبية التي تسيطر عليه.

    - عليه أن يراجع الطبيب للكشف الجسمي للتأكد من سلامة أعضائه، والنفسي لمساعدته في علاج حالته النفسية.

    - الأهم من ذلك كله مصارحته أسرته بالموقف، أو مصارحته أي شخص يكبره يثق هو فيه، ويرى أنه سيساعده على تخطي أزمته، والأخذ بيده إلى تجاوز المحنة.

    الوعي والتفهم

    يؤكد الدكتور عمرو أبو خليل، أستاذ الطب النفسي، بأن العبء الأكبر في وقاية الأبناء وعلاجهم من هذا الشر المستطير يعود على مدى وعي الأسرة وتفهمها لهذه الأمور، وبخاصة الأم التي يجب أن تكون ملاحظة دقيقة لكل تغيير مفاجئ يحدث لطفلها وتبحث وتستقصي أسباب تدهور مستواه التعليمي فجأة على سبيل المثال، فقدانه لشهيته، انعزاله، ظهور بعض العلامات العصابية عليه مثل قضم الأظافر، أو التبول اللاإرادي، شكوى الطفل من بعض التعب الفسيولوجي رغم عدم وجود سبب عضوي ظاهر، كل هذه أمور تدل على أن الطفل يعاني من أزمة نفسية، قد يكون سببها تعرضه لاعتداء جنسي أو أي سبب آخر.

    ويضيف د. عمرو أبو خليل: التوعية المبكرة هامة جدا في تجنيب أبنائنا مخاطر التحرش الجنسي بهم، وعدم إيثار الصمت تحت مظلة أن الحديث معهم في هذه الأمور سوف يفتح أعينهم على أشياء أكبر منهم، هذا كلام قديم، فالمعول على الطريقة التي ستحصن بها أبناءك، فاللغة الرقيقة والإيحاء، والحكاية غير المباشرة كلها أمور تؤدي في النهاية إلى الغرض المنشود.

    ويضيف أنه في حال اكتشاف الأسرة لاعتداء حدث على ابنها ينبغي أن تحتضن الطفل وتشعره بالأمان، وتؤكد له أنه غير مذنب، وأن الذنب يعود على الجاني فقط، مع مراعاة أهمية أن يأخذ المعتدي جزاءه العادل بالإبلاغ عنه؛ لأنه مريض يحتاج إلى علاج، ولسد باب المصائب التي يمكن أن يحدثها بأطفال آخرين ما لم يتم ردعه، فضلا عن أن هذا سيساعد في علاج الطفل المعتدى عليه، وإشعاره بأن المجتمع قد أخذ له حقه، وأنه لا ذنب له، أما عكس ذلك فيدمر المعتدى عليه نفسيا برؤيته المعتدي يمارس حياته بشكل طبيعي تماما كالأسوياء، وهو وحده الذي يدفع ثمن شذوذ المعتدي، هذا فيه

    وهذا مقال من مدونه مروة كريدية عضوة بواتا وباحثة اجتماعية فى نفس الموضوع
    http://marwa_kreidieh.elaphblog.com/...spx?U=86&A=734



    وللحديث بقية


  15. #15
    أستاذ بارز الصورة الرمزية بديعة بنمراح
    تاريخ التسجيل
    24/12/2006
    المشاركات
    859
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: الغبي القصة الجديدة لزاهية بنت البحر

    الزاهية:
    موجعة هي قصتك،حدّ الأسى.
    و عميقة و هادفة.
    شكرا لحبرك الماسي و قلبك الكبير.
    دمت لي اختا أعتز بها

    المرأة كيان وكرامة وفكر

  16. #16
    عـضــو الصورة الرمزية عماد الهذيلي
    تاريخ التسجيل
    16/01/2008
    المشاركات
    61
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الغبي القصة الجديدة لزاهية بنت البحر

    صادف أن دخلت قبل أيام مع أحد أصدقائي الصحفيين الى "قصر العدالة" بمدينتي و كنا نقرأ في جدول القضايا لذلك اليوم
    فاذا بقضية "التعرض لطفل بفعل الفاحشة "..فعبرت بكلمات غاضبة عن شناعة الفعلة، و تمنيت أن يحكم على الفاعل بالاعدام..
    لكن قصتك ـ أختي ابنة البحرـ جعلتني أفكر من هو الجاني؟ و من هو المجني عليه؟ هل يمكن للفرد ان يكون الجاني و المجني عليه في نفس الوقت؟
    قصتك اذن دعوة لفتح الكثير من القضايا المسكوت عنها ، حتى نتحاور بشأنها و نبحث لها عن حلول

    دمت مبدعة


  17. #17
    شاعرة وكاتبة الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
    تاريخ التسجيل
    15/11/2006
    المشاركات
    7,681
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: الغبي القصة الجديدة لزاهية بنت البحر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايمان حمد مشاهدة المشاركة
    الحبيبة الزاهية

    فى العادة لا ادخل مواضيع غير مواضيع الترجمة ولكن قصتك هذه جديدة فى مضمونها وتعالج قضية جوهرية
    تماما ككل قصصك الهادفة ، ولن انس قصة استئجار الأرحام التى قرأتها لك فى مكان آخر

    بالفعل ، قضيتك هامة جدا ولو ان الملف قديم نوعا ( التحرش الجنسى بالأطفال )

    ولكن هى لم تطرق من قِبل اى كاتب هنا من قبل .. اعجبنى السرد المهذب والتلميحات الذكية التى توصل الفكرة وتجعلنا نستنتج ما حدث دون التصريح به
    على عكس ما يفعل بعض الكتاب محدثين نعمة الكتابة !


    فى الواقع المشكلة تكمن في الشعور بالذنب الذي يسيطر على الطفل، واتهامه لنفسه بعدم المقاومة، وهذا الشعور هو أبو المصائب النفسية كلها التي من الممكن أن تصيبه لاحقًا ما لم يتخلص منه.

    والغريب أن المجتمع يساهم في تأصيل مثل هذا الشعور وتأكيده عن طريق نظرته إلى ما حدث للطفل المعتدى عليه بأنه فضيحة هو مسئول عنها، ناهيك ِ عن توبيخ الأسرة له التي من المفترض أنها مصدر الأمان له، ومطالبته بالسكوت، خاصة إذا كان المعتدي من أفراد العائلة.

    وهذا كله يجعل الطفل يفقد الثقة في نفسه وفي أسرته وفي المجتمع بشكل عام الذي لم ينصفه وهو المظلوم المعتدى عليه، ومرحلة الطفولة تكون من المراحل المبكرة للنمو النفسي لدى الإنسان، وأي اختلال فيها كهذا الموقف يؤدي إلى زيادة إمكانية تعرض هذا الطفل لشتى أنواع المرض النفسي، وقد يسلك الطفل نفس سلوك الجاني بالاعتداء على آخرين كنوع من الانتقام وهذا ما حدث فى قصتك بالضبط

    احييك واشد على يدك لكتابة المزيد من هذه القصص النوعية التى تستدعى الوقوف عندها وتجبرنا على الرد عليها

    محبتى

    أهلا ومرحبًا بك أختي الغالية إيمان
    أشكرك حقيقة على مرورك الذي أثرى الموضوع المطروح من خلال القصة، وهو جدير بالنقاش والقراءة ونقلها أيضًا إلى مواقع أخرى كي تعم الفائدة لأكثر عدد ممكن من الناس.
    بارك الله بك ورعاك
    أختك
    بنت البحر


  18. #18
    عـضــو الصورة الرمزية علي السقاف
    تاريخ التسجيل
    22/06/2007
    المشاركات
    117
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الغبي القصة الجديدة لزاهية بنت البحر

    قصة واقعية وتحدث في كل مجتمع ومتكرر حدوثها
    لعدم الاهتمام بالعلاج المبكر النفسي للاطفال للاسف

    شكرا على هذة القصة الممتازة

    علي السقاف جده


  19. #19
    شـــــاعر / نائب المدير العام
    (رئيس تجمع شعراء بلا حدود)
    الصورة الرمزية لطفي منصور
    تاريخ التسجيل
    29/05/2007
    العمر
    74
    المشاركات
    5,266
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي رد: الغبي القصة الجديدة لزاهية بنت البحر

    أكثر ما أعجبني في هذه القصّة إيحاء بالحدث دون استخدام أيّ لفظ يهزّ وقار النص ..
    تمكنت الكاتبة من سرد الحدث بإيحاء معنوي فيه شرف الكلمة واتزان الرؤية ووقار الأسلوب ..
    كعادتها زاهية بنت البحر تجلل موضوعاتها بثوب رائق من الألفاظ والتعبيرات الوقورة الموازية لصفاء نفسها ونبل معدنها ..
    أعطت الفكرة بعدا نفسيا صاخبا لمن تعتريه اضطرابات نفسية لسبب ما ، وهنا اجتمعت عوامل عدّة لتجعل هذا التوتر النفسي يتضاعف ويزداد حدّة ، وكلما حاول الانسجام مع نفسه وواقعه ، ظهرت منبّهات ومثيرات تؤجج وضعه النفسي ، فتتركه في مأزق حاد رافضا خنوعه في لحظة ضعف ، أو قل في لحظة إرباك فكري رسّخها الأهل وما الأصحاب قصّروا .
    وهنا يحمله التأزم الحاد إلى ردة فعل عنيفة غير متوقّعة ، تسوقها الكاتبة بما أوتيت من براعة سردية رائقة ، ومقدرة لغوية فائقة ،لتطرق أمرا سيكولجيا نفسيا ، ربما الكثيرون في غفلة عنه ، ولا يخطر على بالهم ، خطورة التربية المفرطة في التعنيف، والحدّة في التعامل ، باعتبار الطفل لا يفهم ولا يعي ، ومن هنا تأتي الخطورة .. من عدم فهم تفكير الطفل ، والاستهانة بقدراته .
    تتألق زاهية بهذا النّص لغة وعرضا ، وتوظف الأمكنة بإيحاء يتساوق مع الفكرة .
    إنّها تغوص في نفس الشخصية بهدوء ، وتصف الحدث بما يوحيه المعنى وليس بما تعلنه الألفاظ الصريحة ...
    ولهذا وذاك ... كنت يا زاهية مبدعة متألقة .

    اقبلي تحياتي واحترامي ..

    أخوك / لطفي منصور .


  20. #20
    أستاذ بارز الصورة الرمزية عبد العزيز غوردو
    تاريخ التسجيل
    16/03/2007
    العمر
    59
    المشاركات
    1,879
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: الغبي القصة الجديدة لزاهية بنت البحر

    من رحم الواقع صغت، أختي المُجيدة زاهية، هذه المعاناة...

    سرد اجتمعت فيه كل مقومات التألق.. فجاء كذلك فعلا...

    تهاني، وخالص مودتي وتقديري...

    أخوك: عبد العزيز...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 3 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 1

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •