اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد نويضي مشاهدة المشاركة
بسم الله و الحمد لله و سلام الله على الأديبة الفاضل زاهية بنت البحر...

قصة رائعة روعة الفن الأصيل الذي استقت منه الأديبة الفاضلة التعبير و الأسلوب و الألفاظ من مشكاة النور الذي يهدي به الله من اتقى في قضية طرحه للموضوع (القديم - الجديد) قضية العبث بالحرمات...الأسلوب الذي يعتمد التلميح و لا يركب التصريح...الألفاظ التي تحافظ على جمالبة اللغة العربية اللغة التي أنزل بها قول الله جل و علا في محمكم كتابه الكريم...اللغة التي يتسع صدرها لكل الجمال الذي يوجد في العالم كما يتسع لكل قبح هذا العالم و ما يتضمنه من معاناة و من مآسي و أحزان...

فطرح قضية العبث بالحرمات من القضايا الشائكة قديما و حديثا...و لكوننا نشتكي دائما تناولت الأديبة جانب المعتدى عليه (و هو إحساس الإنسان بمدى فظاعة الظلم و الجهل الذي حملهما الإنسان بدل أن يحمل الأمانة "صيانة الكرامة") فغالبا ما يتناول المحللون المعتدى عليه و هذا شيء طبيعي و مطلوب في كل الشرائع و في كل التصورات...لكن ماذا عن المعتدي...؟

ففي القصة ذات الحبكة العالية و الطرح الجميل يظل الغائب الحاضر الذي هو الظلم و الجهل اللذان يمارسان في الوسط الأسري و المدرسي و التجاري وحتى المقبرة و في كل المؤسسات بما فيها الشارع...

الظلم و الجهل الذي يأخذ أشكالا متعددة و من زاويا مختلفة...

القصة بحكم المعاناة التي عاشها البطل و التي كانت نهايتها " مأساة" و هي من قبيل القصص التي تترك حسرة على واقع متأزم و واقع يريد حلولا للعديد من المشاكل...تظل النظرة أحادية الجانب...نظرة من زاوية المعتدى عليه و التعاطف معه، و هذا شيء منطقي و طبيعي لأن كل إنسان يمتلك ذرة إيمان و حبة خردل من العقل يرفض هذا...

لكن الواقع يضمهما معا المعتدى و المعتدى عليه...حقا ليس للمعتدي أي تبرير او عذر...اللهم نفس الشروط العامة الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية و التربوية التي جمعتهم في ظل مجتمع لديه أعظم كتاب في التربية و التزكية و حسن السلوك و أعظم فضائل الأخلاق...لكنه تركه وراء ظهره و انغمس في غيره من الكتب الشيء الذي جعلنا أكثر عاطفة مع العلم أن عقلانية الإسلام هي قمة العقلانية من حيث الطرح و من حيث الحلول...

تحيتي و تقديري...

حقا يمكن اعتبار واتا منارة للأدب و الثقافة و الحضارة...
سعيدة جدا بحضورك أستاذ سعيد
شكرا لما أضفيته على النص من قيمة