Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
عاطفة الحب

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: عاطفة الحب

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي عاطفة الحب

    عاطفة الحب

    العاطفة الإنسانية هي حالة عقلية ونفسية مرتبطة بتشكيلة واسعة من الأفكار والمشاعر والسلوك، وهي أحد أهم السمات التي تميز الإنسان وتؤثر على جوانب حياته كافة، فهي تسهم إلى حد كبير في تشكيل شخصيته وتحديد دوافعه وأهدافه وطموحاته، ومن ثم للعاطفة دور مركزي في تحدد مسلك الإنسان في حياته. ولم يغفل الإسلام هذا الجانب المهم في حياة الإنسان، فقد ربط القرآن الكريم في العديد من الآيات المعاني الإيمانية بالعاطفة الإنسانية، وجعل تجلي العاطفة الإيجابية في قلب الإنسان وانعكاساتها على المواقف والسلوك من مستلزمات الإيمان، وأكدت أحاديث رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وسيرته على هذه المعاني نفسها.

    ولكن بسبب البعد عن التربية والتعاليم الإسلامية، أهمل الناس الحديث عن العاطفة الإنسانية ومعالجة أمورها ومشاكلها، مما أدى إلى الإخلال بسلوك الكثير من الناس وأثر سلبياً على طريقة حياتهم. والمرأة هي أكثر الناس عرضة للانعكاسات السلبية الناتجة عن عدم معالجة القضايا العاطفية بوعي وحكمة ووفقاً لأحكام الإسلام، ولهذا فهي تتعرض في أحيان كثيرة إلى آثار عاطفية قاسية، خاصة في مرحلة المراهقة وما بعدها من سني الشباب التي تتميز بعاطفة قوية. ولم تسلم المرأة المتزوجة من الآثار السلبية للتعاطي الخاطئ مع المشاكل العاطفة، فكثير من النساء سقطن ضحايا جهلهن وعدم قدرتهن على التحكم بعواطفهن في ظل ظروف اجتماعية قاسية أو بيئة غير ملتزمة.

    وعلى العكس من ذلك تماما، فإن التفاعل الواعي الإيجابي مع العاطفة الإنسانية يؤدي إلى تماسك الأسرة والانسجام والوئام بين الزوجين، وسعادة الأفراد وتماسك المجتمعات، وتفجير طاقات الإنسان بما يعود عليه وعلى مجتمعه بالنفع في الدنيا والآخرة. ولذلك لا بد من التعامل بوعي وحكمة مع قضايا العاطفة الإنسانية وعدم تجاهلها أو كبتها، سيما عند التعامل مع أشخاص في فترة المراهقة والشباب، حيث العاطفة الجياشة المتدفقة.

    وعاطفة الحب هي أقوى العواطف وأسمى المعاني الإنسانية وأرفعها، وحب الله تعالى يأتي فوق كل حب، وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الطريق الصحيح لبلوغ حب الله عز وجل. ولا تخلو حياة الإنسان من الحب: حب المال، والزوجة، والأولاد، والصحة، والمنصب، والشهرة، والجاه، والحياة، والطبيعة، والجَمال...

    وفي هذا السياق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حبب إليَّ من دنياكم ثلاث : الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة". ويقول الله عز وجل: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ } [آل عمران 14]، ولكن قليل من الناس يعرفون كيفية التعامل مع عاطفة الحب التي تغمر الإنسان بمشاعر قد تحرفه عن جادة الصواب أو قد تجعله من المهتدين.

    ولقد استغل المنحرفون عاطفة الحب بين الجنسين لخداع الناس وتضليلهم وصدهم عن طريق الله عز وجل: بالأغاني الماجنة، والأفلام الفاحشة، والتمثيليات المنحرفة، والروايات والقصص المحرمة، والشعر الإباحي والماجن، والكتب الساقطة. ليس هذا فحسب، فأعداء الإسلام يستغلون بيئة الإنترنت في إثارة العاطفة، ليضلوا الشباب من الجنسين ويوقعوهم في المهالك، لذا كان لزاماً على الدعاة والمصلحين أن يتعاملوا مع عاطفة الحب بحكمة، عبر توعية الناس وتوجيههم إلى توظيف هذه العاطفة في كل ما هو نافع لهم في الدنيا والآخرة.

    ومن نافلة القول أن الإسلام لا يقمع عاطفة الحب عند الإنسان، وإنما يحدد لها مساراً صحيحاً لتحقيق هذه العاطفة وتنميتها بما يحقق سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة ويحفظ المجتمع الإنساني من التفكك والانهيار. فالإسلام سهّل الزواج ويسره وجعله الوسيلة الوحيدة لتحقيق معاني الحب الحقيقي بين الرجل والمرأة. وجعل الإسلام الزواج أداة لإشباع عاطفة الحب بين الجنسين وبناء أسرة على أساس المودة والتراحم. ولم يجعل الإسلام الزواج أمراً معقداً تكتنفه مجموعة من الطقوس المحكومة بالعادات والتقاليد التي تجعله شبه مستحيل.

    ومما يؤسف له، أن مجتمعاتنا العربية يغلب عليها التعامل مع عاطفة الحب وفقاً للعادات والتقاليد المتخلفة وليس وفقاً لشرعنا الحنيف، وهذا يستوجب على مربي الأجيال الناشئة التركيز على جوانب عاطفة الحب في المراحل المختلفة لحياة الإنسان.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي عاطفة الحب

    عاطفة الحب

    العاطفة الإنسانية هي حالة عقلية ونفسية مرتبطة بتشكيلة واسعة من الأفكار والمشاعر والسلوك، وهي أحد أهم السمات التي تميز الإنسان وتؤثر على جوانب حياته كافة، فهي تسهم إلى حد كبير في تشكيل شخصيته وتحديد دوافعه وأهدافه وطموحاته، ومن ثم للعاطفة دور مركزي في تحدد مسلك الإنسان في حياته. ولم يغفل الإسلام هذا الجانب المهم في حياة الإنسان، فقد ربط القرآن الكريم في العديد من الآيات المعاني الإيمانية بالعاطفة الإنسانية، وجعل تجلي العاطفة الإيجابية في قلب الإنسان وانعكاساتها على المواقف والسلوك من مستلزمات الإيمان، وأكدت أحاديث رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وسيرته على هذه المعاني نفسها.

    ولكن بسبب البعد عن التربية والتعاليم الإسلامية، أهمل الناس الحديث عن العاطفة الإنسانية ومعالجة أمورها ومشاكلها، مما أدى إلى الإخلال بسلوك الكثير من الناس وأثر سلبياً على طريقة حياتهم. والمرأة هي أكثر الناس عرضة للانعكاسات السلبية الناتجة عن عدم معالجة القضايا العاطفية بوعي وحكمة ووفقاً لأحكام الإسلام، ولهذا فهي تتعرض في أحيان كثيرة إلى آثار عاطفية قاسية، خاصة في مرحلة المراهقة وما بعدها من سني الشباب التي تتميز بعاطفة قوية. ولم تسلم المرأة المتزوجة من الآثار السلبية للتعاطي الخاطئ مع المشاكل العاطفة، فكثير من النساء سقطن ضحايا جهلهن وعدم قدرتهن على التحكم بعواطفهن في ظل ظروف اجتماعية قاسية أو بيئة غير ملتزمة.

    وعلى العكس من ذلك تماما، فإن التفاعل الواعي الإيجابي مع العاطفة الإنسانية يؤدي إلى تماسك الأسرة والانسجام والوئام بين الزوجين، وسعادة الأفراد وتماسك المجتمعات، وتفجير طاقات الإنسان بما يعود عليه وعلى مجتمعه بالنفع في الدنيا والآخرة. ولذلك لا بد من التعامل بوعي وحكمة مع قضايا العاطفة الإنسانية وعدم تجاهلها أو كبتها، سيما عند التعامل مع أشخاص في فترة المراهقة والشباب، حيث العاطفة الجياشة المتدفقة.

    وعاطفة الحب هي أقوى العواطف وأسمى المعاني الإنسانية وأرفعها، وحب الله تعالى يأتي فوق كل حب، وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الطريق الصحيح لبلوغ حب الله عز وجل. ولا تخلو حياة الإنسان من الحب: حب المال، والزوجة، والأولاد، والصحة، والمنصب، والشهرة، والجاه، والحياة، والطبيعة، والجَمال...

    وفي هذا السياق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حبب إليَّ من دنياكم ثلاث : الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة". ويقول الله عز وجل: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ } [آل عمران 14]، ولكن قليل من الناس يعرفون كيفية التعامل مع عاطفة الحب التي تغمر الإنسان بمشاعر قد تحرفه عن جادة الصواب أو قد تجعله من المهتدين.

    ولقد استغل المنحرفون عاطفة الحب بين الجنسين لخداع الناس وتضليلهم وصدهم عن طريق الله عز وجل: بالأغاني الماجنة، والأفلام الفاحشة، والتمثيليات المنحرفة، والروايات والقصص المحرمة، والشعر الإباحي والماجن، والكتب الساقطة. ليس هذا فحسب، فأعداء الإسلام يستغلون بيئة الإنترنت في إثارة العاطفة، ليضلوا الشباب من الجنسين ويوقعوهم في المهالك، لذا كان لزاماً على الدعاة والمصلحين أن يتعاملوا مع عاطفة الحب بحكمة، عبر توعية الناس وتوجيههم إلى توظيف هذه العاطفة في كل ما هو نافع لهم في الدنيا والآخرة.

    ومن نافلة القول أن الإسلام لا يقمع عاطفة الحب عند الإنسان، وإنما يحدد لها مساراً صحيحاً لتحقيق هذه العاطفة وتنميتها بما يحقق سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة ويحفظ المجتمع الإنساني من التفكك والانهيار. فالإسلام سهّل الزواج ويسره وجعله الوسيلة الوحيدة لتحقيق معاني الحب الحقيقي بين الرجل والمرأة. وجعل الإسلام الزواج أداة لإشباع عاطفة الحب بين الجنسين وبناء أسرة على أساس المودة والتراحم. ولم يجعل الإسلام الزواج أمراً معقداً تكتنفه مجموعة من الطقوس المحكومة بالعادات والتقاليد التي تجعله شبه مستحيل.

    ومما يؤسف له، أن مجتمعاتنا العربية يغلب عليها التعامل مع عاطفة الحب وفقاً للعادات والتقاليد المتخلفة وليس وفقاً لشرعنا الحنيف، وهذا يستوجب على مربي الأجيال الناشئة التركيز على جوانب عاطفة الحب في المراحل المختلفة لحياة الإنسان.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  3. #3
    ناشر وشاعر الصورة الرمزية محمد حسين بزي
    تاريخ التسجيل
    12/03/2007
    المشاركات
    578
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: عاطفة الحب

    الأستاذ الدكتور محمد اسحق الريفي
    بعد التحيّة والاحترام

    سررت جداً بطرحك المهنجي للموضوع؛ وبالإشكالات التي طرقتها، فقد وضعت يدك الكريمة على الجرح الذي نعيش، وكم تمنيت لو توسعت أكثر بالمقدمة الموضوعية للطرح، لأن هذا النص القيم نواة صالحة لموضوع جدير بالدارسة والتوسع ليكون كتاباً في متناول أجيالنا التي ما برحنا نراهن عليها في طريق الفلاح.
    أهنئك سيدي؛ وتفضل بقبول فائق احترامي ووافر تحياتي

    إلهي علمني كيف أحيا..؟
    لأتعلم كيف أموت.





    محمد حسين بَزِّي

  4. #4
    ناشر وشاعر الصورة الرمزية محمد حسين بزي
    تاريخ التسجيل
    12/03/2007
    المشاركات
    578
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: عاطفة الحب

    الأستاذ الدكتور محمد اسحق الريفي
    بعد التحيّة والاحترام

    سررت جداً بطرحك المهنجي للموضوع؛ وبالإشكالات التي طرقتها، فقد وضعت يدك الكريمة على الجرح الذي نعيش، وكم تمنيت لو توسعت أكثر بالمقدمة الموضوعية للطرح، لأن هذا النص القيم نواة صالحة لموضوع جدير بالدارسة والتوسع ليكون كتاباً في متناول أجيالنا التي ما برحنا نراهن عليها في طريق الفلاح.
    أهنئك سيدي؛ وتفضل بقبول فائق احترامي ووافر تحياتي

    إلهي علمني كيف أحيا..؟
    لأتعلم كيف أموت.





    محمد حسين بَزِّي

  5. #5
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي رد: عاطفة الحب

    الأستاذ الشاعر محمد حسين بزي،

    سررت بمرورك الكريم ومداخلتك القيمة، وأعدك بأن أتوسع في هذا الموضوع المهم وأتعمق في جوانبه المهمة، وحبذا لو ساهم المهتمون بقضايا الأجيال القادمة في إثراء هذا الموضوع بالنقاش والإضافة.

    مع أطيب التحايا وأجمل الأمنيات


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  6. #6
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي رد: عاطفة الحب

    الأستاذ الشاعر محمد حسين بزي،

    سررت بمرورك الكريم ومداخلتك القيمة، وأعدك بأن أتوسع في هذا الموضوع المهم وأتعمق في جوانبه المهمة، وحبذا لو ساهم المهتمون بقضايا الأجيال القادمة في إثراء هذا الموضوع بالنقاش والإضافة.

    مع أطيب التحايا وأجمل الأمنيات


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •