بسم الله الرحمن الرحيم
أخوانى وأساتذتى فى محفل واتا الفارسي
تحكى لنا كثير من المرويات عن حكمة الفرس وعن بحثهم عن الحكم فى ممالك النجوم
ورغم ضعف الكثير من هذه المرويات ، إلا أنه لا دخان بدون نار ، والواقع العملى خير شاهد على ذلك
حاول البعض أن يشوه الصورة فى الأذهان نتيجة لقراءة لا تتمتع بأى نوع من المنطقية والموضوعية ، بل كانت قراءة متربعة على عرش الذاتية والعصبية .
حتى أننا وجدنا البعض منا قد تحول وأسف فى التشبيه ، كــ............. (( أسف لم أستطع أن أكتبها )) المهم كل همهم البحث عن عيوب وقذورات الآخر ، لماذا ؟!
لا لشئ إلا العصبية والحماقة
نرى الكثير يقول العصبية فى الشاهنامة الفارسية
الفاشية فى الشاهنامة الفارسية
الجاهلية فى .................
وهكذا تحولنا كـ...............
كل همنا جمع القمامة
.................................................. .......................
حتى رأيت أحد مفاخر العرب فى جامعة القاهرة يكتب ويقول الروح الإسلامية فى الشاهنامة
وهنا كانت صدمة وكأن الزمان توقف ، أتهموه بالتبعية و بتفويض الشخصية
وكأن الإسلامية شئ مضى وأنقضى ............................
.................................................. .................................
عموما أقدم هذه الحكاية وفاء لروح الفارسية التى علمتنى الحكمة فى مدرسة سعدى ومولانا وحافظ
ليس بالتظاهر تبنى الذات
نزل من قصره جاريا حتى يلحق بالحشد الذاهب إلى الوليمة ، اتشح بلباس الفقراء البؤساء ،
مشى معهم وجسده كان فى سباق إلى هناك ، وما أن وصل إلى رأس الحشد حتى أخذ نصيبه من الوليمة.
العجيب أنه طلب نصيبه بطمع وبزيادة ، جلس وأحتضن طعامه أخذ ينظر إلى الطعام تنازعه نفسه بين أن يمد
يده ويأكل وبين أن ينهض ويتركه . وبعد أن تمعن فى طعامه تركه ونهض .
نهض لفساد شهيته من سوء ذوق الطعام.
ففكر فى حيلة ترضى غروره وتشفى كبرياء طمعه ، فنهض وقال أعلموا أيها البؤساء : أننى أنا الأمير
صاحب هذه الوليمة ولبست هكذا حتى أكون متواضع بينكم .
أعتقد الأحمق أنه بالتظاهر استطاع أن يكسب كلمات المدح من هؤلاء .
نزل على الجميع هول المفاجأة ، وقال أحدهم لماذا فعل هكذا أيطمع فى كلام لساننا وفى طعام بؤسنا
عجبا أيها الإنسان تطمع وطمعك فناءك .
وقال آخر إن كان يريد التواضع لماذا كشف عن نفسه (( فالسر الفاسد تخرج رائحته من تحت مرقده ))
وقال ثالث نزل من قصره لأنه أسير بطنه ، فعل مثل الغصن الذى رأى الماء أسفله فى الجدول فطمع أن
يشرب قبل أخوته الأغصان ، فرمى نفسه فى الجدول فجف ومات وتاه لأنه لم يعرف العودة .
((نسى أن الكوز لا يغترف من البحر إلا بما يسعه ))
ونهض رابع وقال انهضوا فأننا نأكل مع أحد أهل النجاسة فالكلب يقاتل أخيه من أجل عظمة جافة لن تزيده
إلا جوعا وحسرتان – حسرة جفافها وحسرة أنه سينسى مكان دفنها .
فالعين لن تغلق بعد أن ترى ما تشتهيه بل ستطمع فى الزيادة وترتجيه.(( فلن يحفل الصدف بالدر إلا بعد أن يغتمض ))
وهكذا الحال مع الانسان لا يقنع إلا بعد أن تملئ عيناه التراب
عجبا لحال الانسان يقنع نتيجة للتراب وليس نتيجة الوفرة والزيادة .................. عجبا أيها الإنسان.
المفضلات