............ هبة .. الطين
[img]http://[/img]
نعم ، هناك أناس يعتبرون هبة للطين ، ذلك الطمى المترسب على جوانب الترع والمصارف الممتدة فى أريافنا ...
عند الوادى الضيق الذى يطلق عليه مصرف الوادى ، بقرية النزلة بمحافظة الفيوم ، يمكنك رؤيتهم ، ينبشون جوانب المصرف بأظافرهم ، يستخرجون ذلك الطمى ، يخلطونه ببعض من القش والرماد لجعله أكثر مرونة وسهولة فى التشكيل عند تصنيعه ، يدهسونه بأقدامهم الحافية ، ثم يستخدمون عجلة الفخار لتكوين أحجام وأشكال مختلفة ، ليصنعون مواجير (أوانى) لسقية الطيور والبهائم ، يصنعون بكلاة (آنية) لتبريد المياه وحفظ الجبن.
هناك .. أسفل الوادى .. تلمحهم من بعيد .. أطفال وشيوخ ونساء ورجال فى حالة حركة دائبة ، ينتمون كلهم لما يقرب من خمسون أسرة ، يصنعون حياة من ذلك الطين ، يشتركون فيه جميعا ، الأطفال يساعدون فى نقل الطين من على جوانب الترع إلى القمائن ، النساء يساعدن فى خلط ذلك الطين بالتبن ، الشيوخ يشكلون الأوانى ، الشباب يحرقونها لتخرج آنية فخارية تأتى لهم ببعض القروش القليلة لتسد احتياجاتهم.
المفضلات