نحو مشروع إسلامي نهضوي عالمي

(1)


هناك مشروع أمريكي عالمي يهدف إلى إقامة نظام عالمي جديد يخضع لهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية دون منافس، ويأتي ضمن مراحل هذا المشروع الأمريكي العالمي مشروع آخر يهدف إلى إعادة صياغة منطقة الشرق الأوسط جغرافياً وسياسياً وثقافياً، لتمكين الولايات المتحدة من إقامة النظام العالمي الجديد الذي تطمح إليه. وهناك أيضا مشروع صهيوني يهدف إلى إقامة دولة يهودية "إسرائيل الكبرى" على أنقاض فلسطين. والترابط العضوي بين المشروع الأمريكي في الشرق الأوسط والمشروع الصهيوني من حيث الوسائل والأهداف والاستراتيجيات جعل الكثيرين يصفونه بالمشروع الصهيوأمريكي في منطقتنا العربية والإسلامية.

ومع ذلك فإن فئة قليلة من الشعوب العربية والإسلامية تقاوم هذا المشروع من خلال حركات الإسلام السياسي وبعض الحركات القومية والوطنية، وفي الحقيقة لا تزال هذه المقاومة لا ترقى إلى الحجم والتنظيم والتنسيق المطلوب لمواجهة المشروع الصهيوأمريكي، وهذا يستوجب على الأمة شعوباً ودولاً أن تتصدى للمشروع الصهيوأمريكي بمشروع إسلامي عالمي كبير، يتناسب مع عظمة الإسلام وسمو معانيه، ويتناسب أيضا مع الهجمة الشرسة التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها وكيان الاحتلال الصهيوني على أمتنا وشعوبنا.