عندما جئت للمرة الأولى مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية ذهبت يوماَ أتسوق في أحد أسواقها الشعبية. وفي أحد المحلات وقفت لأشتري شيئاَ لا أذكر ما هو ولكن أذكر أني أعدته مكانه عندما أخبرني البائع بثمنه الذي لم يناسبني واستدرت لأواصل سيري. فصاح البائع يناديني ليعرض تخفيضاَ في السعر وقال لي "تعال يا ولد". في اللحظات التي تلت ذلك كنت ممسكاَ بخناق البائع المسكين وأهزه بعنف وأقول له" ألا يوجد في قاموسك كلمة أحسن من كلمة ولد هذه؟". فالكلمة تحمل معنى الإهانة والتصغير من الشأن. وعندما تنادي رجلاَ في السودان بهذه الكلمة فتاكد أن رد الفعل قد يكون مشابهاَ لما حدث معي في جدة أو أسوأ. لحسن الحظ كان هنالك سوداني بالجوار وشاهد ما حدث فشرح لي أن كلمة "ولد" تستعمل هنا استعمالاَ بريئاَ ضمن الثقافة المحلية. وبدلاَ من طلب الإعتذار كان علي أنا أن أعتذر من الرجل على ما بدر مني وشعرت بأنني تسرعت في رد الفعل.
"احترم نفسك" أو " احترم كذا وكذا" عبارات تقال عند بعض الثقافات وقد تكون في معظم الأحوال بريئة المقصد، لكن اذا قيلت لسوداني مثلا فقد تثير غضبه لأول وهلة.
أسوق هذه الحادثة الصغيرة مقدمة لأن أطلب من اللغويين والمترجمين والأدباء وعلماء النفس وعلم الإجتماع من جميع الدول العربية شرقا وغرباَ المساهمة في ايراد أمثلة على الكلمات والعبارات البريئة التي تقال في مختلف المواقف الحياتية اليومية لدي قوم ولكنها تعتبر مسيئة لدى آخرين. كلمة تقال بكل عفوية في المشرق العربي ولكنها غير مقبولة في المغرب وهكذا. وأنا أعلم أن هناك الكثير من هذا الكلمات والتعبيرات التي يساء فهمها بين الثقافات المختلفة وأن الكثير من الإخوة والأخوات قد تعرضوا لمثل هذه المواقف. فلنفتح حواراَ هنا لمناقشة هذه الكلمات والعبارات فأنا اعتقد أن ذلك يفيد المترجمين كثيراَ فالتبادل الثقافي بين العرب يحتاج الى المزيد من الدعم والفهم.

كل الود