لا أعرف لماذا
تسمرنا وأجهشنا في البكاء ونحن نشاهد رجوع الأسرى وجثامين الشهداء الفلسطينيين واللبنانيين، لم تستطع الدموع منفردة تلبية العواطف الجياشة داخل نفوسنا،
فكان نحيب بصوت عالي لا نملك التحكم فيه.
هل منبت هذه الظاهرة إنساني في الطبيعة البشرية، أم منبتها فلسطيني بحكم المآسي التي مررنا بها في حياتنا؟ فقد تعودت دموعنا من هذه ألمآسي على الجري في مآقيها،
فما أن فتحنا عيوننا على هذا الكون من حولنا، إلا ونسمع، مذابح إسرائيلية تصيب أحبائنا الذين نعرفهم بشحمهم ولحمهم؛ فهذه
مذبحة إسرائيلية (1955) راح ضحيتها من جيراننا (البحيري الزيني) ومصباح عاشور ومن أهلنا عبد شبير (أبو فخري)، ولا يمر عام حتى ترى خانيونس في
عام 1956 مجزرة جديدة، كان الجزء الأكبر منها في نادي الخدمات المجاور لمنزلنا فهذا حسن ونديد البطة وعلم الدين العلمي وووو.....، أناس نعرفهم بشحمهم ولحمهم، وكانت المذبحة الأخرى في مدرسة عزالدين القسام المجاورة لمنزلنا أيضاً.
مشاهد لا تنمحي من الذاكرة.
عاش الفلسطيني هذه السنين في
هذا الزمن البائس، والأمة تزداد تشرذماً،
ليدرك الحقيقة المرّة: الفلسطيني لا بواكي له!
بل الأمر يتعدى ذلك ليصل إلى
الحقيقة الأكثر مرارة: الكل يركله، الكل ينهش في لحمه. والكل يتاجر فيه.
من الذي يحاصرنا في غزة سوى العرب!!! أم أن النظام المصري ليس عربياً؟!
الا يحق للفلسطيني أن تهيج حسرات في نفسه وهو المفجوع في أهله؟!
ألا يحق للفلسطيني أن يتألم وبحرقة وهو المفجوع في وطنه؟!
لقد رسخ في وجدانه:
لكن الفلسطيني لا بواكي له
ونعود إلى جذورنا، لنرى ماذا في التاريخ فنسأل:
الم تهيج في نفسه عليه الصلاة والسلام حسرة وألم، وهو المفجوع على عمه،
وهو يرى نساء الأنصار وهن يبكين قتلاهم، وينحنين عليهم، ويرى جسد عمه الطاهر حمزة رضي الله عنه؛ مقطع ملقى على الرمضاء لا يعتني ولا يتطلع إليه أحد فالكل منشغل بما له؟! فخرجت منه عليه الصلاة والسلام زفرة الألم بالكلمات:
لكن حمزة لا بواكي له!
وبرغم الحسرة والألم، فالشعب الفلسطيني سعيد وراض، لأنه:
يتم موزاة وضعه بوضع حمزة رضي الله عنه،
يتم معادلة ومقارنة قَدَرِه بِقَدَر حمزة رضي الله عنه دنيا وآخرة.
وخرجت إطلالة صقر من رحم الأمة!
هل خرج من رحم الأمة أخيراً صقر
يسأل عن أسير أو شهيد فلسطيني؟!
هل خرج من رحم الأمة
أنصار بواكي للفلسطيني؟!
لقد حيرتني إطلالة سماحة صقر العروبة!
لا أدري:
أهي إطلالة الأنصار يبدون اهتمامهم بأسير وشهيد أرض الرباط؟!
أم هي
إطلالة سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه، يقلب الموازين، فيحول الهزيمة إلى نصر؟!
أم هي
إطلالة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يحمل في جوفه هموم المستضعفين والصغير قبل الكبير في الأمة؟!
أم هي
إطلالة عماد الدين زنكي وابنه نور الدين ووريثهما صلاح الدين يحرر بيت المقدس؟!
أية إطلالة كانت،
فقد وجد الفلسطيني أخيراً بواكي له، كما وجد حمزة رضي الله عنه، في الأنصار رضوان الله عليهم، بوكي له.
وهاهو جتمان الشهيدة دلال المغربي الطاهر
يجد من يهمه استرجاعه،
وها هو الأسير الفلسطيني
يجد أخيراً من يساوم لإخراجه من خلف قضبان العدو الصهيوني
شكراً لسماحتكم، فقد ايقظتم الأمل في أمتكم.
وبالله التوفيق،،،
المفضلات