السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأضع بين أيديكم كتاب فلسطين في الشعر الهسباني المعاصر نشر للدكتور محمد عبد الله الجعيدي الصادر في الدوحة سنة 2006
سأضع لكم المقدمة وتليها القصائد المترجمة
إن شاء الله تنال إعجاب الجميع
فلسطين
في
الشعر الهسباني المعاصر
الدكتور محمد عبد الله الجعيدي
الاستاذ بجامعة مدريد
2006
فلسطين، نداء الجذور ويقظة النحنر
في الشعر الهسباني المعاص
من الصعب أن نعرف إن كان الهواء يوجعكم
عندما يتراكم كصوت نمر
في حناجركم
من الصعب أن نعرف إن كان ما في عيونكم هو
كبريت أم نار، أم مجرد دموع.
بيكتوريانو كريمير
فلسطين وكوكبة شعراءٍ من إسبانيا وأمريكا اللاتينية؛ أربعةٌ منهم حملوها في القلب، وثلاثة عشر مثلهم دق القلب فوجدوها داخله.
محفوظ مصيص وإدواردو متري وماتياس الرافيدي وتيودورو السقا، أقانيم في منافي المحيط الهادئ، شدتهم الأشواق وتجاذبتهم الأعراق فأرسلوا الجذور تسعى، إلى وطن يحتضن رفاة الأجداد في ثرى بيت المقدس ويافا، وبيت لحم وعكا، ونابلس وبيتجالا وجنين، وغزة والخليل.
كارلوس الباريث وخابير بيان وأنطونيو مورينو وخوليو بيليث وخواكين بينيتو وميغل تشوليَّا وداسو سالديبار وخوليو اُواسي وبدرو تشاكمكيان وخوليو كورتيس وسيرخيو ماثياس وديوميدس دااثا وبدرو غودينيث، مسحاء اصطلت قلوبهم، في مواطنها ومنافيها، بنار العدوان والغزو والهيمنة الأجنبية، فتحسسوها، ليجدوا فلسطين وأكنافها تتجلّى فيها على عرش من التضامن والإكبار.
أقانيم هم ومسحاء، من إسبانيا وكولمبيا والأرجنتين وتشيلي وبوليفيا وكوبا، وفلسطين، الأرض والقضية والشعب والهوية، هي القاسم الإنساني والأخلاقي والحقوقي المشترك.
سبعة عشر شاعراً هم، والوجع الإنساني ثامنُهم بعد العشرة؛ واحدٌ هُمْ وتحرير الأوطان والإنسان رسالتُهم.
قصائد من نياط القلب اقتطعوها منطقاً ورؤيةً، لتغتسل بتناصية فاعلة خلاَّقة، في أجباب الشرق العربي وأنهاره، وتتضمخ بعطوره وبخوره. وتنادم لياليه، بأهِلّتها وبدورها، وسكونها وسحرها.
أشعار تستدعي، بصدقها وتوهجها، تاريخ شرقنا العربي الإسلامي وحضارته، وترفع بيارق انتصاراته، وتضمد بكبرياء جراحاته.
سِيَر إنسانية مشرقة تقدَّم، ونصوص مقاومة تُدرس وتُتَرجم، لتحمل لنا نبض الإنسان في عروق الإنسان، مهما تناءى المكان عن المكان.
وفي عود على بدءٍ قريب، نقول إنَّ أسلافنا المهاجرين الشاميين، من سورية الطبيعية، قد أنشأوا، في أمريكا اللاتينية، منذ النصف الأول من القرن العشرين، أدباً علت صروحه، خلف المحيط الأطلسي، واشتهرت روابطه الأدبية، التي منها "العصبة الأندلسية" ثم "جامعة القلم" في العاصمة البرازيلية، و"الرابطة الأدبية" في الأرجنتين، و"الندوة الأدبية" في تشيلي، وتقاسموا مع المقيمين الأماني والآمال، والآلام والأحزان. وبينما اتجه أدباء المهجر الشمالي، تحت تأثير الثقافة الغربية اتجاهاً إنسانياً فضفاضاً قادهم إلى الاصطدام بالماديات الغربية، في كل مستوياتها وخلفياتها، اصطداماً عنيفاً أثقل على نفوسهم الشرقية فارتدوا عنها لوذاً بثقافات الشرق وقيمه، في أشد صورها إغراقاً في عالم الطبيعة والخيال وانغماساً في ثقافة تناسخ الأرواح، انطلق أدباء المهجر الجنوبي في أمريكا اللاتينية، من معطيات ثقافتهم العربية الإسلامية انطلاقة أكثر واقعية والتزاماً، وأقرب إلى الحياة الروحية الشرقية المتوازنة، وإلى قضاياهم القومية التحررية ومركزها قضية فلسطين : "لقد كان علينا أن نعرّف الشعوب الأمريكية بحقيقة وطننا الأصيل، وبأمتنا العربية التي أنشأت أزهى الحضارات في الأندلس، إسبانيا والبرتغال اللتين يمت إليهما أبناء أميركا اللاتينية بأقوى الوشائج. لقد سمعنا خمسة آلاف لفظة عربية تأصلت جذورها في معاجمهم ودرجت على ألسنتهم، سمعنا الحدو العربي في الغادو البرتغالي والبرازيلي، وتنغيم زرياب في التانغو الأرجنتيني... وأنصتنا لصوت التاريخ يهيب بكلينا ويقول إنكما نسيبان" .
يتبع
المفضلات