آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: التقريب بين المذاهب الإسلامية - همزة وصل فى الدراسات الشرقية - الحلقة الرابعة

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية بنده يوسف
    تاريخ التسجيل
    09/06/2008
    المشاركات
    198
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي التقريب بين المذاهب الإسلامية - همزة وصل فى الدراسات الشرقية - الحلقة الرابعة

    الحلقة الأولى : http://arabswata.org/forums/showthread.php?t=30810
    الحلقة الثانية : http://arabswata.org/forums/showthread.php?t=30590
    الحلقة الثالثة : http://arabswata.org/forums/showthread.php?t=30611


    بإسمه سبحانه

    وإن من شئ إلا يسبح بحمده
    ..................................................

    التقريب بين المذاهب المذاهب الإسلامية عبر التاريخ

    ..................................................

    كثيرا ما يقرأ تاريخ التقريب بين المذاهب الإسلامية من مرحلة إنشاء دار التقريب بالقاهرة في النصف الثاني من أربعينات القرن العشرين . لكن للأسف هذه قراءة مبتورة الأطراف .
    ففكرة التقريب كانت حلم قديم ، أشار إليه النبى الأعظم صلى الله عليه وسلم ، فقد بشر بأبنه الحسن فى كونه سيكون سببا فى الجمع بين طائفتين عظيمتين من المسلمين وهذا قد كان .
    وصوت العقل لم ينقطع على مر العصور الإسلامية ،وفى رأى الباحث أنه طالما كان هناك مناظرات ومشاجرات مذهبية ، كان هناك على الجانب الآخر إسهامات لتخفيف من حدة الصراع أو حتى وئد هذا النزاع .
    من الجهود الأولى للتقريب بين المذاهب الإسلامية
    فى خضام المناظرات والمشاجرات المذهبية ، ظهرت بعض الجهود لحل هذه المشاجرات ، وأحد هذه الجهود كانت تقوم بها فرقة الكبروية فى القرنين السابع والثامن الهجرى بعد الغزو المغولى بقليل .
    ومؤسس هذه الطريقة الصوفية نجم الدين كبرى الذى قتل على أيدى المغول سنة 618هـ / 1226م ، وكان مريديه من السنة
    وهناك رؤية تنسب إلى نجم الدين أنه رأى الرسول عليه السلام قد توسط مجلسا وعلى يمينه أبو بكر وعمر وعثمان وعلى رضى الله عنهم وعلى يساره ابن عباس وقراء القرآن وخلفه مشايخ التصوف وأئمة المذاهب الكبرى للسنة أبو حنيفة ومالك والشافعى .
    ونلاحظ أنه من الطبيعى أن تكون البدايات الأولى للتقريب من الجانب الصوفى ، فالتصوف لديه اجتناب نظرى للتنطع والتعصب ، وبتحبيذه للتسامح والتواضع كفضائل لازمة فى السير والسلوك إلى الحق والحقيقة ، ونفوره الذاتى من كل نوع من التكتل أو التصنيف العقائدى.
    ويضيف الدكتور إبراهيم الدسوقى شتا على أهمية دور التصوف فى التقريب بين المذاهب الإسلامية بقوله أن هذا الدور بدأ فى عصر متقدم ويمكن أن نجد صورة توفقية كاملة تحتوى على مناقشات وجدليات فى حديقة الحقيقة للشاعر سنائي الغزنوى المتوفى 535هـ .
    والطريقة الكبروية لجأت إلى الأسلوب الذى يستخدمه التصالحيون وهو الانتقائية ، أى انتقاء مجموعة مناسبة من المبادئ المقبولة من كل فرقة ربما لكى يشكل تلفيقا بين السنة والشيعة ، فمحبة آل البيت ورجحانهم فى كفة التفضيل كانت أحد أدوات هذا التصالح ، وهذا المنوال كانت سيرة خلفاء نجم الدين كبرى ، كعلى الهمدانى ، واسحق الختلانى ، وأشهرهم نوربخش مؤسس النوربخشية والمتوفى 869 هـ/1464م .

    .................................................. .......................

    ومع ظهور الدولى الصفوية التى أعلنت المذهب الشيعى مذهبا رسميا لايران سنة 908هـ قد ساعدت فى إزدياد حدة الردود والإتهامات بين المذاهب .

    المبادرة الثانية للتقريب بين المذاهب الإسلامية
    بعد خلفية من التنطع العقائدى الموجه ، وحروب ايران مع الدولة العثمانية ، لم يكن انتظار الحوار الشيعى السنى شيئا إلا من قبيل التمنى ناهيك عن المصالحة بينهما . وساءت العلاقات بين الطرفين إلى حد تبادل التكفير من كلا الجانبين
    والخطوة التالية فى طريق التفاهم السنى الشيعى قد تمت بعد حوالى ثلاثة قرون من موت نوربخش أى فى فترة مابين سقوط الحكومة الصفوية على أيدى الأفغان السنة وظهور الدولة القاجرية أواخر القرن الثامن عشر الميلادى .
    كانت المبادرة هذه المرة من نادر شاه مؤسس الدولة الأفشارية التى حكمت ايران فترة قصيرة ، فكان الهرج والمرج الذى عم ايران لأكثر من عشر سنوات والمذابح الناتجة عن الصراع الشيعى السنى والمصاحبة لهجوم الأفغان على ايران وانقراض الأسرة الصفوية ، أسبابا كافية ومناسبة لهذه المبادرة .
    ورغم مايشوب مبادرة نادر شاه من بواعث سياسية كامنة وراء هذا العمل ، إلا أنها مبادرة فريدة وجريئة لأنها لم تأتى من رجل دين أو مصلح بل جاءت من ملك وستقابل اطروحته بكثير من العنت والمعارضة .
    كان نادر شاه يرمى إلى حكم امبراطورية واسعة أبعد من حدود ايران ، وكان فى حاجة إلى المحافظة على دماء جنده ، وأيضا كان يطمح فى القضاء على التبعية المذهبية لكل الايرانيين للدولة الصفوية الذين كانوا يعتبرونهم حكام ايران الشرعيين، وأيضا الوصول إلى هدنة مؤقتة مع العثمانيين.
    وتتلخص جهود نار شاه فى سعيه فى القضاء على الأعمال التى تثير أعتراض أهل السنة ، أى السباب الجماعى للخلفاء الثلاثة ورفضهم لشرعية خلافتهم ، فقد أبطل هذه الأعمال رسميا وأدانها بصفتها لغو عامة . وجاهد أيضا فى تحويل التشيع إلى مدرسة فقهية صرفة وتنقيته من علم الأمام الباطنى ، وبذلك كان يسعى لجعل المذهب الجعفرى على قدم المساواة مع المذاهب الفقهية السنية ، بحيث لايبقى أى عائق عقائدى فى طريق التحام التشيع بالإسلام السنى .
    وطلب نادر شاه من الحكومة العثمانية ، بصفتها ممثلة الأسلام السنى أن تعترف بالمذهب الجعفرى فى صورته الجديدة رسميا .
    وقام بخطوة عملية فى تأييد هذا التغيير فأقام ركنا خامسا فى الكعبة المشرفة للسيعة يكون دليلا على قبول الشيعة كمذهب خامس للمذاهب الأربعة ، وولى أمير للحج يذهب مع الحجاج الايرانيين إلى مكة عن طريق دمشق وأطلق سراح أسرى الحرب فى ايران كما قام بتبادل السفراء .
    ولكن التعصب لدى كلا الطرفين كان سبب لفشل هذه المحاولة التقريبية وأنتهت المغامرة بمصرع نادر شاه سنة 1160هـ/1474م .
    ومع موت نادر شاه أنطفئت مشاعل التقريب ، ولم يظهر أى جهد فى الساحة الإسلامية يوازى جهد الكبروية ، وجهد نادر شاه .
    ورغم ظهور التجديد الإسلامى فى الساحة إلا أنه لم يحدث أى جهد آخر للمصالحة بين المذاهب الإسلامية ، ولعل الحملات والهجمات التى تعرض لها العالم الإسلامى كان لها بعد كبير فى تأخير حركة التقريب بين المذاهب ، فالسياسة كانت الرابط الأساسى فى العلاقات بين الدول وتشكيلها ، وعلى هذا تبادلت المذاهب الإسلامية الأتهامات فالسنى يعتقد أن الشيعى يتأمر عليه مع الأعداء الخارجيين ، والشيعى لديه نفس الأتهام .
    ومع ظهور الوهابية فى بلاد الحجاز فى أواخر القرن الثامن عشر ، زادت حدة النزاع وتبادل الأتهام ، حيث تميز الوهابيون بنوع من الحدة فى التعامل مع مخالفيهم ، وأيضا لكون الفكر الوهابى يرتكز فى أساسه على مناهضة البدع التى كما يعتقد الوهابيون تتمثل فى الشيعة والصوفية ، حتى أنهم طبقوا فكرهم هذا عمليا بأن هاجموا الأماكن المقدسة للشيعة وللصوفية ، مما أثار الحمية والغيرة عند الشيعة والصوفية ، جعلتهم أكثر سعيا وحساسية فى حفظ هويتهم المستقلة .
    .................................................. ...........
    وإلى حلقة آخرى بإذنه تعالى
    .................................
    بنده يوسف

    [/SIZE][/CENTER][/CENTER]

    التعديل الأخير تم بواسطة بنده يوسف ; 27/07/2008 الساعة 11:54 AM

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •