أخي الأستاذ رائد
حفظك الله ورعاك،
لقد أوقعت الأخوات والإخوة في منزلق نحن في غنًى عنه، وذلك بأنّك أتيت بسؤالك دون سياق يوضح مرادك، ممّا ترك المشاركات والمشاركين مع الحدس، ومهما يكن، اسمح لي أن أشير قبل التعقيب إلى ضرورة الالتزام بسلامة الإملاء والنحو، فهمزة القطع واجب إظهارها في كلمة( الأفاضل)، وفي ( أو) و ( الخطأ). أمّا (سواءاً) فإضافة إلى أنّها سواءٌ بتنوين الضمّ على الهمزة، لا تكتب في حالة النصب والتنوين هكذا، فالألف بعد الهمزة خطأ، وكتابة تنوين الفتح على الألف خطأ أيضا، فتنوين الفتح يكتب على الحرف السابق للألف... هي ملاحظات أرجو أن يتّسع صدرك لها.
أصاب كلّ الإخوة الذين تعاملوا مع( مِنْ قِبَل) وفقا للسياقات التي أتوا بها، وما تفضّل به الأستاذ منذر أبو هوّاش والأستاذة إيمان حمد لا غبار عليه في السياقات التي أورداها، وفي ما عزّزا به رأيهما من آي القرآن الكريم والمصادر اللغويّة، وكذا ما تفضّل به الأستاذ لطفي منصور( ولا أعرف علّة لتخطئة الأستاذة إيمان له)، والذي إخاله قرأ مطلبك مصيبا، فاستعمال من قِبَل في ما يسمّى أسلوب المبنيّ للمجهول ليس من العربيّة في شيء، وهو مترجم عن ( by ) الإنجليزيّة، ويشيع هذا الأسلوب بمفردات أخرى: على يد، بواسطة، وما إليها.
يسمح لي أستاذي لطفي منصور أن أشير إلى أنّ الفاعل ليس مجهولا بالضرورة في أسلوب البناء للمجهول، بل هو محذوف لجملة من الأسباب توردها كتب النحو، والجهل واحد منها، بل إنّنا نلجأ إلى أسلوب البناء للمجهول لأنّ الفاعل معروف ولا حاجة لذكره، وكثيرةٌ نماذجُ هذا في لغة القرآن الكريم، نحو: كُتِبَ عليكم... فالله، جلّت أسماؤه هو من كتب علينا، ولا حاجة للذكر هنا، وعليه فإنّ مصطلح المجهول هو من باب تسمية الكلّ باسم الجزء، وكم كان شيوخنا القدماء واعين مصيبين حين سمّوا هذا المبحث: ما لم يُسَمَّ فاعلُه، أو: المبنيّ لما لم يُسمَّ فاعله، وليتنا نعود إلى هذا المصطلح أو العبارة الاصطلاحيّة.
إذا كنّا نرغب في ذكر الفاعل، فالفصاحة تقضي بالعودة إلى أسلوب البناء للمعلوم، أو البناء للفاعل، كما أشار الأستاذ منصور.
وإن كانت قِبَل في السياقات الواردة تعنى الجانب والناحية، فإنّ لها معنًى آخر في سياق مختلف؛ كأن أقول: هذا أمر لا قِبَلَ لي به: أي لا طاقة بي في تحمّلة، أو لا قدرة لي عليه.
واسلم،
د. إلياس عطا الله
المفضلات