قرأت لكم مما كتبه الأستاذ عبد القادر الغنامي :

ففيما يلي "برنامج" متواضع بالترتيب الزمني (يصلح لمترجم متفرغ):

- يقرأ ما تيسر من الصحافة باللغات التي يتعاطاها (20-30 دقيقة)؛

- يقرأ النص المراد ترجمته قراءة سريعة للوقوف على مجاله وخطوطه العريضة(1)؛

- يبدأ في الترجمة جملة جملة. فإن استغلق عليه مصطلح من المصطلحات، توقف عن الترجمة وبحث عن معناه في الشابكة (الإنترنت) أو في المعاجم المشروحة أو الكتب المتخصصة في لغته الأصلية ثم ناقشه مع زميل من الزملاء أو طرحه في منتدى من منتديات المترجمين المختلفة(2)؛

- بعد أن يفرغ من الترجمة، يراجع ما ترجمه واضعاً نفسه موضع قارئ لا علم له بالنص الأصلي، أي إنه ينبغي أن "يتحرر" من صفة المترجم تماما!(3)

- إن أمكنه إطلاع زميل له على الترجمة قبل تسليمها، لم يتردد في ذلك لحظة لأن في تعدد قراء الترجمة خيرا كثيرا!

- لا بد من أن يأخذ قسطاً من الراحة بين الفينة والأخرى، لاسيما عندما تستعصي عليه الترجمة ويلاحظ أنه يراوح مكانه! فلا بأس في "تغيير الأجواء" كي يستعيد نشاطه. فكما قال الشاعر:

وما يصلح النفس إذا كانت مُدْبِرة
إلا التقلب مـن حال إلى حـال

- اقتطاع ما تيسر من الوقت لقراءة مواضيع "دسمة" بعض الشيء (30-60 دقيقة على الأقل) في نهاية اليوم (بعد أن يكون قد ارتاح تماما من عناء الترجمة وسائر المسؤوليات).

ملاحظة:
- هذا "البرنامج" لا يأخذ في الحسبان اختلاف المسؤوليات العائلية والاجتماعية وغيرها! فلكل ظروفه يكيفها كيف يشاء قدر المستطاع.

والله أعلم

-----------
(1) إن كان مجالا جديداً عليه، حسُن أن يقرأ أساسياته قبل الشروع في الترجمة.
(2) إن أسعفه الوقت بالطبع. فإن لم يسعفه، سأل أهل العلم والخبرة ابتداءً.
(3) إن استطاع قراءة النص المترجم بصوت مرتفع، فعَل، لأن للغة إيقاعاً وجَرْساً!