أنا فتاة .... لم يتجاوز عمري الا قليل ... لا أحمل معي سوى أربعة عشر ربيعا ...
سأحدثك عن سبعين يوما من أيامي .. لربما تشك في إختياري لهذه السبعين ... لكنني اقول لك انني لو كنت ممحاة سأحميها من قاموسي وتاريخي ..
الجمعة ... العشرون من ايار ...
ها أنا ذا أرتشف من كأسي .. أرتشف من كأس شاي مر .. أتعلم لماذا مر ... لأنني لا استطيع بعد الفراق أن أذوق الحلاوة ..
أكتب ودموعي تنهمر على خدي ... أكتب والأنهار تفيض من عيوني .. لا أعلم كيف الوداع والفراق ... بالأمس كنت معهن وضحكن ومرحن وكان للأسف آخر الأيام معهن ... كيف فارقتهن ...
لا أعلم أحس ان شيئا ما قد تغير فيّ ... اشعر أن حياتي لم تعد لها طعم حلاوة بدونهن !
المهم ... إنقضى النهار وأنا أرسم صورهن على دفاتري ... وأنا اكتب فيهن أجمل الأشعار ... حل الليل ... وإسودت الدنيا وسطعت النجوم ... لم تعرف عيوني النوم ... ولكن على غفلة قد نامت !
السبت ... الواحد والعشرين من أيار ...
لن أشرح لك كثيرا عما فعلته في الصباح ... لكنني اقول لك أنني أفطرت ثم تناولت كأسا من الشاي المر كما فعلت بالأمس ... وذهبت الى حجرتي ارسم وأدون عليه ذكرياتي في المدرسة مع صديقاتي وحبيباتي ومع معلماتي اللاتي لن أنساهن على مدى الزمان ...
المهم ... إنقضى النهار كأنه شهر ... وأنا لا أعلم كيف سينتهي ... ولا اعلم ماذا يخبأ لي غدي ... ولم تنم لي عين كالأمس ! ولكن غفوة قد حلت عليّ فأراحتني قليلا !
الأحد ... الثاني والعشرين من ايار ...
يوم كسابقيه ... ليس فيه أكثر ولا أقل ... أفطرت وأخذت الشاي المر كعادتي وذهبت الى حجرتي لأكمل الأشعار وما شابه ... وإنقضى النهار كسابقية !!
........................
ثم إن حوالي شهر وأكثر قد دام على هذا المنوال ...
........................
الجمعة ... الخامس عشر من تموز !!
لشد سروري كان في هذا اليوم وفي الايام التي تليه ... لم يبق شيء على اللقاء ... الله , كم اشتاق لهن أحس ان الأيام شهور !!
ذهبت الى حجرتي مع كوب من الشاي المر كما عودت ذاتي عليها ...
إرتشفت منها رشفة ... ما هذا ... أنا سعيدة اريد سكرا ... ذهبت الى المطبخ وأضفت معلقة من السكر على كوبي ...
..........................
ومرت خمسة عشر يوما كأنها رمشة عين , وجاء اللقاء ... حيث تتصافح الأكف .. وتتعانق الأكتاف !!
المفضلات