مهيرة بت عبود شاعرة حماس سودانية لعبت دوراً مؤثراً فى الثقافة والتراث والتاريخ السودانى

في وقت كان فيه الشعر والغناء عيبا كبيرا خصوصا للمرأة

كانت تحارب ضمن الجيش الذي تصدى للغزو التركي للسودان

ومهيرة إبنة زعيم القبيلة الشيخ عبود و شيخ بادية السواراب والسواراب هم فرع أصيل من فروع قبيلة الشايقية في السودان

وقد ساهمت بشعرها في تحريض الشايقية وهم من قبائل السودان على قتال اسماعيل باشا وجيشه حيث كان هناك

وكان من عادات الشايقية في ذلك الزمن وبحكم كونهم قبيلة محاربة كل أفرادها فرسان محاربون ويربون على ذلك منذ الصغر

كانوا في الحروب تتقدمهم أجمل بنات القبيلة في أبهى حلة وكامل زينتها في هودج (شبريه)

محمول على جمل تنشد لهم الأشعار الحماسية كما عرف في تاريخهم الكثير من النساء المقاتلات

واللآتي يمتطين صهوات الخيل ويبارزن الأعداء ويقاتلن كما يقاتل الفرسان

اسماعيل باشا ارسل الى الشايقية رسالة يقول فيها

(إن أبي يرغب اليكم أن تسلموا سلاحكم وخيولكم وتتركوا الحرب وتؤدوا الجزية)

فاجتمع ملوك الشايقية الثلاث، صبير ملك الحنكاب وجاويش وعمر كبير العمراب وقرروا ارسال الرسالة
التالية لاسماعيل باشا

ما الجزية فنؤديها بلا حرب وأما خيولنا وسلاحنا فما نسلمها الا بالحرب
اسماعيل باشا لم ينتظر وتقدم تجاه مناطق الشايقية في مجموعة من جنوده فهاجمهم الشايقية وقتلوا عددا منهم وهرب منهم عدد

ثم اجتمع الشايقية للتفاكر حول ما يجب عليهم عمله وانقسموا الى فريقين ما بين مؤيد للحرب ومؤيد للاستسلام
مهيرة بت عبود ارادت للرجال أن يسارعوا للدفاع عن اراضي الشايقية وما يلي منقول حرفيا من كتاب الملحمة

تصور الملحمة العقيد وهو بمثابة القائد ويسمى عقيد الخيل

المشهد يمثل العقيد جالسا على الأرض يبدو مهموما استغرقه التفكير يخطط على التراب خطوطا متقاطعة

ثم يعود فيمحوها ويدير الأمر في رأسه وعندما يقر القتال تطل في رأسه صورة الأسلحة النارية العنيفة التي لا يملكون

ازاءها شيئا وتأتيه الفكرة الأخرى فكرة التسليم فيعز عليه تسليم خيوله واستبدال أسلحته بالمعول والواسوق

كما يفعل العبيد وبينما هو يقلب الأمر علي وجهيه يأتيه صوت
مهيرة بت عبود وهي تنشد وتخاطب أترابها

الــليلة العقيد شوفنه متمسكن
وفي قلب التراب شوفنه متجكن
الراي فارقه لا بشفي لا بمكن
ما تتعجبن ضيم الرجال يمكن
خلوكن براكن الليلة وحدكن
بتمشن تحاربن ..ولا بتتبكن

وعندما تراه لا يير جوابا نراها تدفع به لخيار الحرب بدافع الاستفزاز واستثارة نخوته ورجولته

وتذكيره بواجبه كمدافع عن القبيلة وعزها فتوجه قولها للشباب

يا فرسان ادفروا واحموا واطتنا
والا ادونا السيوف وهاكم رحاطتنا


وعند هذا الحد يقفز ابن عمها وخطيبها وهو أحد فرسان القبيلة ويرتجل

يا فرسان الدواس
نحن نسبتنا عباس
دقوا يا أولاد النحاس
شدو خيلكم يلا للباس
ويهب الشباب فيتبعهم الرجال والكهول وقد أقروا مبدا والقتال حتى النصر أو الشهادة وعندها تقف مهيرة مرة

أخرى وهي تمدح رجال قبيلتها وتشيد ببطولاتهم وتحرضهم على القتال. فانطلق الشباب راجزين

نركب تنقنق جرسنا غرب ود العود جلسنا
مالنا نحن ان فرشنا هيلنا من جاويش حرسنا
وعندها تبتدرهم مهيرة غنيت بالعديلة لعيال شايق
البراشو الضعيف ويلحقوا الضايق
الليلة استعدوا وركبوا خيل الكر
وقدامم عقيدم بالأغر دفر
جنياتنا الاسود الليلة تتنبر
ياالباش الغشيم قول لجدادك كر
حسان بحديده الليلة اتلتم
الدابي الكمن في حجره شم ادم
مامون يا الملك يا نقيع السم
فرسانا بكيلو العين يفرجو الهم

في 14/11/1820 انطلقت جموع الشايقية نحو معسكر الباشا عند قرية كورتي وانطلقت الرصاصات تحصد الجموع
المليئة بالحماس
ولدى اكتشافهم عقم المحاولة للالتحام مع أعدائهم انسحبوا تاركين في أرض المعركة

400 قتيل من المشاة
15 فارسا فيهم خطيب مهيرة بت عبود
أما الاتراك قتل منهم 30 رجلا فقط
توفيت مهيرة في قرية أوسلي المجاورة لجزيرة مساوي من الجهة الجنوبية الغربية (غرب النيل)

وشمال شرق كورتي بالسودان ودفنت بها