آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: الهامشيون والبيئة (6) الواحية والزرابة

  1. #1
    باحث وكاتب الصورة الرمزية محسن رشاد أبو بكر
    تاريخ التسجيل
    04/09/2007
    المشاركات
    1,016
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي الهامشيون والبيئة (6) الواحية والزرابة

    الواحية والزرابة "تحالف مجتمعى ضد التلوث"

    بدأت مهنة جمع القمامة بالقاهرة منذ أكثر من مائة عام عن طريق مجموعة من المهاجرين من الواحات الذين نزحوا إلى القاهرة تحت ضغط الظروف المعيشية الصعبة بالواحات في ذلك الوقت ، واستقروا بمنطقة باب البحر الواقعة بين ميداني رمسيس والعتبة ، وكانت المهارة الوحيدة التي يمتلكونها هي طحن الحبوب ، فبدأوا تشبيك علاقاتهم مع سكان القاهرة حيث يأخذون منهم الحبوب ويقومون بطحنها وإعادتها ثانية إلى أصحابها ، ومع زيادة مرات ترددهم على البيوت ، فكر الأهالي في التخلص من القمامة عن طريق إعطائها لهم للإلقاء بها بعيدا عن مناطق سكنهم ، ولكن الواحية الذين كانوا يبحثون عن رزقهم بكل السبل لم يقوموا بإلقاء تلك القمامة إلا بعد أن يكونوا قد قاموا بفرزها بحثا عما يمكنهم استخدامه.

    ومع زيادة اعتماد البيوت عليهم في التخلص من القمامة زادت كمية المخلفات الممكن إعادة استخدامها ، فبدأوا يفكرون في بيع ما يقومون بفرزه من القمامة ويكون زائدا عن حاجتهم ، وبالفعل تمكنوا من التشبيك مع مجموعة من تجار الزجاج والبلاستيك والورق ، وبعد بيع كل ما يمكن فرزه من هذه الأشياء تبقى لديهم بعض المخلفات التي لا يمكن بيعها فقاموا باستخدامها كوقود لطهي الفول المدمس فى قوادر كبيرة واستخدام البخار الناتج من عملية الطهي في تسخين الحمامات التركية.

    وخلال فترة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي ، ومع دخول أساليب أكثر تطورا في الطهي وتسخين الحمامات التركية ، ومع نزوح مجموعة من المهاجرين من قرية البدارى بأسيوط ليستقروا بمنطقة المقطم ، بدأ الواحية بتشبيك علاقات معهم بأن يبيعوا لهم المخلفات العضوية لاستخدامها في إطعام الحيوانات المنزلية مثل الدجاج والماعز، بالإضافة إلى الخنازير التي كانوا قد اعتادوا تربيتها بزرايب داخل منازلهم ، حيث كان معظمهم من الأقباط.

    وبمرور الوقت تطورت المهنة كثيرا فأصبح الواحية يقومون بجمع القمامة من المنازل ويبيعونها للزرابة الذين انتشروا في سبعة مناطق بالقاهرة الكبرى (عين الصيرة ، المعتمدية ، البراجيل ، طرة ، عزبة النخل ، حلوان ، المقطم) ، ونشأت مصالح اقتصادية لدى العديد من الأطراف نتيجة إعادة تدوير المخلفات وتوسعت أعمال الزبالين بالقاهرة حتى أصبحوا قادرين على جمع حوالي 3000 طن مخلفات يوميا (طبقا لتقديرات هيئة النظافة والتجميل) من إجمالي المخلفات التي تنتجها القاهرة والبالغة حوالي 10 آلاف طن يوميا ، ويقومون بإعادة تدوير حوالي 85 % مما يجمعونه (حوالي 2500 طن)، والمتبقي من القمامة بدون استخدام يتم نقله إلى المقالب العمومية التابعة للمحافظة نظير رسم شهري 100 جنيه.

    يتضح مما سبق أن تحالف (الواحية / الزرابة) قد أبدعوا في إضافة قيمة اقتصادية للقمامة ، بالإضافة إلى أداء دورهم الرئيسي في جمع القمامة والتخلص منها وتدويرها دون أن يكلفوا الحكومة أي شئ ، بل بالعكس فهم يساهمون في تغطية نفقات هيئة النظافة والتجميل عن طريق الرسوم الشهرية والسنوية التي يدفعونها للهيئة مقابل استخراج تراخيص العمل ، ذلك بالإضافة إلى فرص العمل التي يوفرونها لسوق العمل حيث بلغ عددهم طبقا لبعض الإحصائيات حوالي 60 ألف فرد أي أنهم تمكنوا من خلق عدد 2 فرصة عمل لكل طن زبالة يقومون بجمعه ، وقد أظهرت بعض الدراسات أنهم يخلقون حوالى 7 فرص عمل لكل طن زبالة يجمعونه ، باحتساب فرص العمل التي يتم توفيرها في المجالات الأخرى ذات العلاقة بطبيعة عملهم (تجارة المخلفات الصلبة المستعملة مثل الزجاج والبلاستيك والعبوات الفارغة والورق والكرتون....الخ).

    وإلى لقاء آخر مع هامشيين آخرين يخدمون البيئة ، وآخرين ، تحت ضغط الظروف المعيشية ، يجورون على البيئة ، ويظلون فى نهاية الأمر ، هامشيين ، نعرف عنهم القليل.

    أبو بكـر

    التعديل الأخير تم بواسطة محسن رشاد أبو بكر ; 03/08/2008 الساعة 04:09 AM

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •