Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
فلسطين ست حقائق تاريخية

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

موضوع مغلق
النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: فلسطين ست حقائق تاريخية

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية حـــاتم ســــــالم
    تاريخ التسجيل
    18/10/2007
    المشاركات
    314
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي فلسطين ست حقائق تاريخية

    فلسطين ستة حقائق تاريخية

    بقلم :نواف زارو *

    فلماذا تدب وتتصاعد وتتفاقم كل هذه الخلافات والصراعات الفلسطينية الداخلية في هذه المرحلة التي تعتبر الاصعب والاشد خطورة على القضية في ظل هجوم البلدوزر ....؟!ولماذا ينشغلون بالحسابت الداخلية بدلا من الانشغال بالاحتلال
    - واية مغانم سياسية اوغيرها وعلى اي سلطة يتنازعون وعلى اية صلاحيات لا يملكونها بالاصل...؟!من يتحمل المسؤؤولية الوطنية والتاريخية في نهاية الامر
    - ولماذا لا يستفيق الجميع هناك لادراك المخاطر المرعبة المتربصة بالقضية والحقوق والجميع ...؟!ولماذا لا يرتقي الجميع الى مستوى نبض الشارع الوطني والاهداف الوطنية العليا


    تصوروا الى اي مستوى ينحدر المشهد الفلسطيني...!

    - مجزرة على شاطىء غزة ضد مقاتلي "حماس" جراء تفجيرات شيطانية اجرامية مبيتة اقترفتها اياد بالتاكيد ليست اياد فلسطينية نظيفة، وهي تفجيرات لا تخدم سوى الاحتلال بكل المقاييس...!.

    - ثم اختطافات واعتقالات وتعذيب بالجملة للقيادات الكبيرة والمخضرمة وللكوادر الوطنية المناضلة لدى كل طرف من الطرفين...!

    - ثم حرب اعلامية تشهيرية شرسة يخون كل طرف فيها الآخر على نحو لا يصدق..!

    - والمؤشرات لا تبشر بخير بل توحي بتكرس هذا المشهد الفلسطيني المأساوي...!

    طالب الدكتور محمد الهندي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بـ"الإفراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية وعن المعتقلين في قطاع غزة الذين ليس لهم علاقة بالتفجير على شاطئ غزة، وان يتم التزام الإجراءات القانونية في عمليات الاعتقال والتوقيف والملاحقات وأن يتوقف إغلاق المؤسسات" (سما / 2008/7/31)، ودعا الهندي إلى "أن تكون الأزمة الحالية مدخلاً ودافعا لحوار وطني حقيقي جاد ومسؤول يؤسس لترميم البيت الفلسطيني واستعادة وحدته، مؤكدا في الوقت ذاته أن استمرار الانقسام وإدارة الظهر لدعوات الحوار يؤسس لمزيد من النزاع والفرقة ويجعل من استعادة وحدة الشعب الفلسطيني أكثر صعوبة مع مضي الوقت، وفي ظل غياب أي إرادة عربية للمساعدة يصبح من واجب كل مسئول فلسطيني أن يدفع في اتجاه استعادة الوحدة وتقديم التنازلات هنا وهناك".


    فهل ننتظر يا ترى استجابة لدعوة الهندي هذه من الاطراف المختلفة ...؟!


    كان الباحث الاسرائيلي المعروف ميرون بنفنستي كتب في "هآرتس" ( 2007-10-11 ) يقول: "ان إسرائيل نجحت في تحطيم المجتمع الفلسطيني الى أجزاء والفلسطينيون يساعدون في تكريس هذه الظاهرة، وعليه فهم ليسوا بحاجة الى نلسون مانديلا وانما الى جوسبا غريبالدي يظهر من بين صفوفهم ويوحدهم".

    فهل هناك اصعب واقسى من هكذا انحدار فلسطيني ...!

    تحملنا معطيات هذا المشهد الى ما كنا كتبنا وعنه وحذرنا دائما منه...!

    فربما لم يدر في خلد آبائنا واجدادنا الذين حملوا رايات النضال والجهاد والتضحيات على امتداد القرن الماضي ان تصل الاوضاع الفلسطينية في مواجهة المشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني الاقتلاعي الالغائي الجارف، الى ما وصلت اليه اليوم ونحن ما زلنا امام الذكرى الستين للنكبة واقامة الدولة الصهيونية من جهة اولى، وفي ظل الحملة الحربية الاحتلالية الشاملة ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة على حد سواء من جهة ثانية...!


    وربما لم يأت حتى في حسابات وكوابيس و احلام الاجيال المتعاقبة من ابناء الشعب الفلسطيني ان تدب الفوضى الشاملة، وان تتهدد الصراعات والخلافات الفلسطينية الداخلية المشروع الوطني التحرري الفلسطيني برمته، حتى قبل ان يتم تحرير شبر واحد من ارض الوطن، بل وفي ظل جحيم الاجتياحات والاغتيالات والمجازر الصهيونية المفتوحة....؟!


    التجارب النضالية والتحررية التاريخية للشعوب الاخرى تفيد ان تلك الشعوب لم تكن لتقطف تحريراوطانها من الاحتلالات الا بعد نجاحها اولا في تشكيل جبهات واسعة عريضة ووحدة وطنية متماسكة...!


    يبدو ان درس البديهيات النضالية التحررية لم يلتقط فلسطينيا مع بالغ الأسف حتى اليوم ...؟!!!


    هناك جملة حقائق كبير صارخة تحث الفلسطينيين على اعتماد لغة الحوار والتفاهم والوفاق والتوافق الوطني كلغة وحيدة لحل الصراعات والخلافات المحتدمة:

    - الحقيقة الكبيرة الاولى الماثلة امام الجميع ان فلسطين تواجه في هذه المرحلة اجتياحا صهيونيا بلدوزريا تجريفيا هو الاخطر منذ النكبة يستهدف النيل من الحقوق والتطلعات والاهداف الوطنية الفلسطينية الى ابد الآبدين، بل ان الهجوم الصهيوني تمادى مؤخرا الى درجة مطالبة وزيرة الخارجية الاسرائيلية بشطب حتى مصطلح النكبة من القرارات والمواثيق الاممية...!


    - والحقيقة الساطعة الثانية انه ليس واردا في استراتيجيات الدولة الصهيونية لا تكتيكيا ولا استراتيجيا اي اعتبار او احترام اوندية لا مع السلطة في الضفة، ولا مع الحكومة في غزة....!


    - والحقيقة الكبيرة الثالثة ان تلك المخططات والخرائط الاحتلالية لا تشتمل عمليا - كما يريد الاحتلال -الا على هياكل سلطة تقوم بدور الوكيل الامني للاحتلال والشاويش داخل المعتقلات – الغيتوات- الفلسطينية...!


    - والحقيقة الكبيرة الرابعة ان الدولة الفلسطينية الموعودة - دولة خريطة الطريق ما تزال على الورق وفي الخريطة فقط ولكنها مع وقف التنفيذ، وان اعلنت في اي وقت من الاوقات في المستقبل فانها لن تكون سوى دولة خريطة الطريق، وربما وهذا الارجح دولة خطة "الانفصال والتجميع او الانطواء" اي دولة شارون وستكون مقطوعة الرأس والاطراف، وستكون بمضامين ومواصفات الخريطة...اي دولة فلسطينية مستقلة بسيادة اسرائيلية او امريكية – سيان – كاملة ....؟!!


    - والحقيقة الكبيرة الخامسة ان هناك في هذه المرحلة تفاهما وتعاونا وتحالفا ما بين الادارتين الامريكية والاسرائيلية والاجندة السياسية الامنية الامريكية في فلسطين والعراق وعلى امتداد مساحة العرب هي الاجندة الاسرائيلية ذاتها ...!

    - والحقيقة السادسة الاكبر والانصع ان مشروع الاحتلال يجري تطبيقه على الارض الفلسطينية على مدار الساعة دون الالتفات الى الفلسطينيين والعرب او الى المجتمع الدولي، وان الاحتلال يسابق الزمن في بناء وتكريس حقائق الامر الواقع الاستيطاني التهويدي في القدس وانحاء الضفة من جهة، في الوقت الذي يواصل فيه اقصاء الفلسطينيين رئاسة وحكومة وشريكا وشعبا له قضية وووجود وحقوق راسخة ...!

    لكل هذه الحقائق الكبيرة الخطيرة وغيرها الكثير، فانه لمن بالغ الدهشة والغرابة الاستنكارية ان نتابع الصراعات والخلافات والمداهمات والاختطافات الفلسطينية – الفلسطينية في الوقت الذي تحتاج فيه المصالح الوطنية الفلسطينية العليا كل الحاجة الى تفاهم ووفاق وطني عريض في مواجهة مشروع الاحتلال ....؟!!!

    - فلماذا تدب وتتصاعد وتتفاقم كل هذه الخلافات والصراعات الفلسطينية الداخلية في هذه المرحلة التي تعتبر الاصعب والاشد خطورة على القضية في ظل هجوم البلدوزر ....؟!
    - ولصالح من ....؟!
    - ولماذا ينشغلون بالحسابت الداخلية بدلا من الانشغال بالاحتلال وجرائمه ...؟!
    - واية مغانم سياسية اوغيرها وعلى اي سلطة يتنازعون وعلى اية صلاحيات لا يملكونها بالاصل...؟!
    - فمن يتحمل المسؤؤولية الوطنية والتاريخية في نهاية الامر ...؟!
    - ولماذا لا يستفيق الجميع هناك لادراك المخاطر المرعبة المتربصة بالقضية والحقوق والجميع ...؟!
    - ولماذا لا يرتقي الجميع الى مستوى نبض الشارع الوطني والاهداف الوطنية العليا ...؟!

    الجميع يقرأ مخططات وخرائط الاحتلال والجميع يتابع تحركاته باستكانة مرعبة ...!

    الغريب ان الحركة الوطنية الفلسطينية هي الاطول والاهم والاوسع خبرة ودراية في تاريخ المنطقة والقيادات التاريخية الفلسطينية لكل الفصائل كبيرة مخضرمة مجربة وهي الاكثر والاعمق تجارب وخبرة من غيرها... ورغم كل ذلك نراها تنجرف في الآونة الاخيرة وراء التجاذبات والصراعات والاعتقالات والاختطافات التي من شأنها ان هي استمرت ان تودي بالجميع الى التدمير الذاتي بدلا من التفاهم والوفاق الوطني.......؟!! ولكن لصالح مشروع الاحتلال وتكريسه بدلا من مواجهته وتفكيكه ....؟!!!

    الاحتلال يراقب ويتابع ويتربص واصابعه تلعب في كل مكان، وبلدوزر الاحتلال والارهاب والتهويد يهدر بلا توقف، ومبضع الاحتلال يعمل في الجسم الفلسطيني على مدار الساعة...!

    الا تشكل هذه الحقائق المرعبة قاسما وجامعا بين كافة القوى والفصائل الفلسطينية لتقف وراء خطة واجندة سياسية واحدة تؤجل الصراعات والمواجهات والاختطافات البينية الخطيرة الى ما بعد اقامة الدولة السيادية على الارض....؟!!!


    ولذلك نؤكد: مؤسف ومخجل وعار ان تغدو فلسطين بين نكبتين: نكبة صهيونية مستمرة منذ نحو ستة عقود كاملة، ونكبة فلسطينية اقسى وابشع واشد مرارة على شعب وقضية فلسطين ....!

    * كاتب وباحث متخصص في الشؤون الإسرائيلية يقيم في الأردن.

    ويبق النهر لمجراه أميناَ


  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية خالد مسعود شيبوب
    تاريخ التسجيل
    30/10/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    64
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    نعم أخى ان التناحر و الاختلاف بين أخوين و العدو متربص هو الهلاك بعينه
    لا أريد أن أرمى اتهامات ولكن أحيانا يكون حب السلطة أقوى من الدافع لسبب وجودك بالسلطة
    نعم انه كما قلت التدمير الذاتى

    و لا حول ولا قوة الا بالله

    أخيك خالد مسعود


  3. #3
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الحاج بونيف
    تاريخ التسجيل
    07/09/2007
    المشاركات
    4,041
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي

    إن ما يحدث في فلسطين الحبيبة بين الإخوة من حماس وفتح ليندى له الجبين، وهذا لا يفرح سوى الأعداء من الصهاينة وكل المتربصين بالقضية الفلسطينية وكل قضايا الأمة العربية والإسلامية.
    ما من شك في أن الذي يحدث كله بسبب الكرسي مهما حاولوا تغليفه بكلام آخر..فالصراع صار على الكرسي لا على كيفية مقاومة العدو..
    لذلك ومن موقعي كعربي حر يريد النصر لفلسطين كل فلسطين، وليس لجزء دون آخر..أرى أن تتوقف كل الاتصالات مع الكيان الصهيوني العدو، والذي يجب أن يفرض هذا هو الشعب الفلسطيني كله بخروجه إلى الشارع يرفض أي حوار مع العدو. وفي هذه الأثناء تلغى كل الأحزاب السياسية بما فيها فتح وحماس وكل الأحزاب الأخرى لتتشكل منها جبهة واحدة هي جبهة التحرير الفلسطيني ويختار لها قادة من كل الأحزاب تسند رئاستها لثوري زعيم لا لسياسي متقاعس..
    مهمة هذه الجبهة هي الثورة والثورة وحدها، وعلى الدول العربية أن تدعم هذه المقاومة،وهذه الثورة، أو أن تتركها وشأنها..وأن تطلب هذه الجبهة الدعم من كل العالم الحر بالسلاح والمال، وألا تقبل سوى بأبنائها ممن يحملون السلاح في وجه العدو الصهيوني..
    تعلن هذه الجبهة الجهاد باسم الله والله أكبر .. وعليها أن تفتك سلاحها من عدوها، ولا تنتظره يأتيها من جهة أخرى، ولكنها لا ترفضه من الخارج..وستنتصر بإذن الله مهما طال بها الزمن..
    على هذه الثورة أن تتوغل في أوساط الشعب، فتكون ثورة شعبية، بمعنى أن كل الشعب الفلسطيني يصبح منخرطا فيها، وعليه أن يقوم بتصفية العملاء من صفوفه، وأن يجند المرأة والطفل والشيخ وكل فئات الشعب..
    أن يفتح الطريق للعمليات الاستشهادية في أي مكان وجد فيه إسرائيلي..
    ألا يحدد تاريخا معينا لوقف ثورته إلا بزوال الاحتلال..
    أن تبعد كل دعاة الاستسلام من صفوفها..
    ألا تقبل بمن كانت لهم مسؤوليات سياسية في السابق وبخاصة ممن شاركوا في كل الاتفاقات السابقة..
    هذه نظرتي المتواضعة التي أراها، وهي مأخوذة من تجربة الثورة الجزائرية ضد الاستدمار الفرنسي فهو لم يخرج سوى بالجهاد الذي أعلنته الجبهة الموحدة، واحتضنه الشعب الجزائري كله..
    إن ما نراه اليوم من استجداء للسلم، ومن انهزام واستسلام للعدو، لا يمكنه أن يأتي سوى بالمزيد من الذل والهوان لهذا الشعب الفلسطيني البطل الذي لا يستحق أن يحكمه سوى شاب ثوري من أبناء المقاومة الباسلة.


  4. #4
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    لافتة رقم (01): التشخيص لا يكفي

    رغم أن القليل من الناس يستطيعون بدقة وموضوعية تشخيص المشكلة الفلسطينية الداخلية، إلا أن التشخيص وحده لا يكفي، فلا بد من البحث عن حلول وعدم الاكتفاء بالبكاء والصراخ والعويل، والخطوة الأولى في الحل يكمن في إصلاح أو إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية أو أيجاد بديل وطني نظيف لها، وذلك بالأخذ بالحسبان خريطة القوى السياسية المحلية وعدم رهم المواقف الوطنية بالأجندات والمصالح الأجنبية، خاصة مصالح تلك الدول التي تشارك الاحتلال الصهيوني في مخططاتهم وتقدم لهم كل أشكال الدعم والضمانات.

    كما لا بد عند تشخيص المشكلة من عدم تمييع المسئولية وخلط الصالح بالطالح، وإلا فلن يخرج أحد بتشخيص حقيقي، فتنعدم الرؤية وتغيب الحلول الشافية لمشاكلنا، فما أسهل أن أجلد الشعب الفلسطيني وأتهمه بأن فصائله جميعا ودون استثناء تلهث وراء الكراسي، بينما يتم تجاهل حقائق ساطعة كالشمس في وسط النهار، وهي أن الشعب الفلسطيني قدم من الشهداء من قادته العظماء ما لم يقدمه آخرون، فهل كان هؤلاء الشهداء يبحثون عن كرسي يجلسون عليه أم كانوا يخوضون معركة المصير مع الاحتلال وأعوانه وعملائه، ومن ينكر أن هناك عملاء يعملون لصالح الأمريكيين والصهاينة في فلسطين فهو يفتقر إلى العقل والمنطق ويحيد عن الحقيقة، وإلا فلماذا يدعم الأمريكيون عصابات لهم في فلسطين بالمال والسلاح والعتاد العسكري، ويسخرون وسائل الإعلام العربية والأجنبية من أجل خدمتهم، بينما يقبع المقاومون الشرفاء في سجون الاحتلال، كنواب حماس في المجلس التشريعي وغيرهم من الأحرار الشرفاء وأبطال المقاومة والجهاد، فلماذا يسمح الاحتلال والأمريكان لبعض قادة الشعب الفلسطيني بحرية الحركة والتنقل والتصرف وكل شيء، بينما يزجون بآخرين في سجونهم أو يقتلونهم أو ينفونهم؟!!!

    إن الزعم بأن الجميع يقتتل على الكراسي لهو تسطيح وتقزيم للقضية الفلسطينية، فلا توجد كراسي في فلسطين إلا لعملاء الاحتلال والأمريكان، ولا يوجد لكل مقاوم ووطني حر وشريف إلا السجن أو الاغتيال أو الملاحقة والنفي، فلماذا إذن نتحدث عن كراسي بهذه الطريقة الضحلة؟!

    إن الصراع بين الفيصلين المتناحرين يعززه تدخل القوى الأجنبية المعادية لشعبنا، ومع الأسف هناك من يتساوق مع الاحتلال ويشاركه في خططه ومخططاته الرامية إلى تصفية القضية من خلال إنهاء مقاومة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، إن حركة حماس التي يعاني قادتها من الاعتقال والتهديد بالتصفية والاغتيال، بل والاغتيال الفعلي للعديد منهم، لا ينازعون أحدا على الكراسي ولا يريدون كراسي من أي نوع كانت، ولكنهم يتصارعون مع من اختطف المواقع القيادية للشعب الفلسطيني وسخرها لخدمة أجندة الاحتلال والأمريكان ولمصالحه الخاصة، الشعب الفلسطيني يسعى منذ عشرات السنين إلا أن يسلم زمام أمره لمخلصين وطنيين أحرار وشرفاء، ولكن يأبى المجتمع الدولي المؤيد للاحتلال والداعم له بقيادة الولايات المتحدة إلا أن يسلم هذه المواقع القيادية لمن يتساوق مع مخططاته ويخضع لإملاءاته وينقاد لشروطه!!

    التعديل الأخير تم بواسطة د. محمد اسحق الريفي ; 05/08/2008 الساعة 02:21 PM

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  5. #5
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    لافت رقم (02): لماذا ازدواجية المعايير

    كثير من الكتاب الذين تضر كتاباتهم الشعب الفلسطيني أكثر مما تنفعه لا يشهرون أقلامهم إلا عندما تتحرك الحكومة الشرعية في غزة إلى فرض الهدوء والنظام وتفعيل القانون والقضاء وملاحقة المنفلتين، بينما يصمت هؤلاء الكتاب طوال السنتين الماضيتين على جرائم الأجهزة الأمنية في الضفة ضد المقاومة وحركة حماس والجهاد وحتى ضد كتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح، بل إنهم صمتوا قبل ذلك دهرا على فساد سلطة أوسلو ومنظمة التحرير الفلسطينية ووكلاء الاحتلال وعصابات الإجرام وفرق الموت، فلماذا هذه الازدواجية في المعايير؟!!! وأين كانت تلك الأقلام من الجرائم التي أرهقت شعبنا وجرت الويلات والمصائب عليه؟!!

    لا بد من التمييز بين جهة تلاحق المنفلتين وتسعى لتخلص شعبنا من شرورهم وهمجيتهم، وبين جهة أخرى تنفذ الشق الأمني من خريطة الطريق الأمريكية فتعتقل المقاومين وتلاحقهم وتتعاون مع الاحتلال وتقف صامتة أمام اجتياحاته المتكررة لجنين ونابلس وغيرها من مدن الضفة وقراها، بل إن تلك الأجهزة التي لم تستثن من قمعها الأساتذة الأكاديميين، مثل الدكتور عبد الستار القاسم وغيره، وطلاب الجامعات والمؤسسات الخيرية ومراكز تحفيظ القرآن من قمعها وملاحقتها وحربها، تخرج جنبا إلى جنب مع قوات الاحتلال الصهيوني لاعتقال المقاومين والمجاهدين في الضفة المحتلة.

    إذن يجب التمييز بين هاتين الجهتين لكل من يريد أن يكون منصفا وموضوعيا، أما من يجمع بينهما ولا يتألم إلا عندما تقوم حركة حماس بضبط الأمور في غزة وإجبار المنفلتين على الكف عن العربدة والإجرام، فهذا غير منصف وغير موضوعي، وهو إنما يشارك في الحملات الإعلامية التحريضية ضد حركة حماس والحكومة الشرعية في فلسطين، الحركة والحكومة التي يحاربها كل أعداء الشعب الفلسطيني ويطلبون منها أن تمنح الاحتلال الصهيوني الغاصب شرعية وتسقط حق شعبنا في مقاومة الاحتلال وفي طرد المغتصبين الصهاينة والعودة إلى أرضنا فلسطين.

    شتان بين يدافع عن منفلتين مجرمين يزرعون الألغام ليس ليقتلوا الصهاينة وإنما ليقتلوا المقاومين والمجاهدين، وبين من يدعم هؤلاء ويمولهم ويشن حربا شعواء على المقاومة ويشتبك معها إرضاء للجنرالات الأمريكية كما حدث في مخيم بلاطة في نابلس، حيث تصدت أجهزة عباس-فياض بحضور الجنرال الأمريكي كيث ديتون للمقاومة الفلسطينية من كل الفصائل، القسام والسرايا والألوية والأقصى والنسور...، لتبرير الأموال التي تنفقها واشنطن على تسليح تلك الأجهزة وتدريبها وتأهيلها لخدمة أمن كيان الاحتلال والأجندة الأمريكية في المنطقة.

    التعديل الأخير تم بواسطة د. محمد اسحق الريفي ; 05/08/2008 الساعة 02:22 PM

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  6. #6
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    لافتة رقم (03): أين تقع المصالح الفلسطينية العليا؟!


    في خضم الأحداث المؤسفة التي تعيشها الضفة وغزة، لا بد من تحديد أين تقع المصالح الفلسطينية العليا وكيف يمكن أن تتحقق، إذ يُفترض أن تكون تلك المصالح العليا الحكم الفيصل بين الفصائل المتنازعة والمعيار الأساس لبناء مواقفها السياسية وتوجيه ممارساتها وتحديد ولائها السياسي.

    ولكن المعضلة الكبرى تكمن في أن الفصائل الفلسطينية المتنازعة تختلف فيما بينها ليس فقط على موقع المصالح الوطنية العليا، بل كذلك على كيفية تحقيقها، إضافة إلى غياب آلية للتوافق حول تلك المصالح، وذلك بسبب فساد منظمة التحرير الفلسطينية، وغياب إطار وطني فاعل للعمل للقضية الفلسطينية، وإصرار حركة فتح على التفرد بقيادة الشعب الفلسطيني والوصاية عليه. فقد اتخذت حركة فتح منهجاً براغماتياً في التعاطي مع الصراع العربي–الصهيوني، فصاغت المصالح الوطنية العليا وفق إرادة المجتمع الدولي، الذي تهيمن عليه أطراف رئيسة في ذلك الصراع، ورهنت حركة فتح تلك المصالح بموازين القوى الدولية، متجاهلة خريطة القوى السياسية الفلسطينية، وذلك بذريعة الاستجابة لحكم الواقع وعدم التصادم مع الإرادة الدولية.

    هذا النهج الذي اتخذته حركة فتح أدى إلى هبوط سقف التوقعات الفلسطينية، وإلى إعادة صياغة الطموحات والمطالب الفلسطينية بطريقة ضيقة لا تتجاوز محاولة السعي لتوفير حياة يومية مريحة –إلى حد ما– للمواطن الفلسطيني، لكن هذه المحاولة فشلت فشلاً ذريعاً في ظل سعي الصهاينة الحثيث لتصفية القضية الفلسطينية بإقامة دولة يهودية، الأمر الذي أدى إلى تفاقم معاناة الفلسطينيين في الضفة وغزة على حد سواء، بينما بقي مشروع الدولة اليهودية يتقدم إلى الأمام على حساب القضية الفلسطينية ووجود الشعب الفلسطيني.

    أدى ذلك إلى تعميق الانقسام الداخلي الفلسطيني المزمن وتفاقم نتائجه المدمرة، وإلى غياب أرضية للتوافق الفلسطيني أو حتى لإمكانية إجراء حوار وطني شامل، يضع حداً لحالة الانقسام، ويعيد صياغة المصالح العليا وفقاً لإرادة الشعب الفلسطيني، والبحث عن مقومات الصمود والانتصار في معركة الوجود مع الصهاينة والصليبيين، وذلك بعيداً عن إملاءات القوى الإقليمية والدولية المعادية وضغوطاتها ونفوذها ومصالحها، ودون الرضوخ لحكم الواقع أو الاستسلام له.

    أما حركة حماس، التي تؤمن بأن نهج حركة فتح يضر كثيراً بالمصالح الوطنية العليا ويؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية وفق الرؤية الصهيوصليبية، فقد اتخذت منهجاً آخر يقوم على أساس احترام إرادة الشعب الفلسطيني، ورفض التنازل عن الحقوق والثوابت أمام ضغوط المجتمع الدولي، ورفض الخضوع للواقع الصعب الذي تعيشه الأمة العربية والإسلامية. وصاغت حركة حماس المصالحة الوطنية العليا على هذه الأسس الوطنية والقومية، فرأت أن استمرار مقاومة الاحتلال الصهيوني هو الطريق الوحيد لتحقيق المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، ولا سيما في ظل الغطرسة الصهيونية وتأكيد المجتمع الدولي في كل مناسبة على دعمه المطلق لكيان الاحتلال الصهيوني وتجاهله لمعاناة الشعب الفلسطيني وحقوقه المصيرية.

    ومما يعزز نهج حركة حماس، فشل حركة فتح في تحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية من خلال اتفاقيات أوسلو المشئومة، التي كرست الاحتلال، وعمقت الانقسام الداخلي، وحسنت من صورة الاحتلال لدى الرأي العام الغربي والعالمي، وخدعت الفلسطينيين والعرب والمسلمين وأهمتهم بأن الفلسطينيين أصبح لهم دولة ذات مطار وأجهزة أمنية وطنية ورئيس شرعي منتخب!! بينما الحقيقة تقول عكس ذلك، ويشهد الواقع على فشل نهج حركة فتح في تحقيق المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، حتى من وجهة نظر حركة فتح.

    ولذلك فمن الصعب الجمع بين النهجين أو حتى التوفيق بينهما، ومن المستحيل إخضاع الشعب الفلسطيني وقواه السياسية المجاهدة لرؤية حركة فتح حول حل القضية الفلسطينية وتحقيق المصالح الوطنية العليا، إذ إن حركة فتح قد التزمت أمام العالم بخريطة الطريق الأمريكية وفق رؤية الرئيس الأمريكي جورج بوش الصغير، التي تدعو إلى إنهاء فوري "للنشاط المسلح ولجميع أشكال العنف ضد الإسرائيليين حيثما كانوا"، وقد اضطلعت حركة فتح بتنفيذ المهام الأمنية التي تحقق هذا البند من خريطة الطريق منذ توقيعها على اتفاقيات أوسلو، وقد ازدادت وتيرة تنفيذ أجهزة عباس–فياض الأمنية لهذه المهام الأمنية والتعاون مع جيش الاحتلال والأجهزة الأمنية الصهيونية بشكل جنوني منذ وصول حركة حماس إلى الحكم، فالمقاومة في الضفة المحتلة تتعرض في هذه الأثناء إلى عملية اجتثاث واسعة النطاق.

    ولذلك لا يمكن إيجاد حل لهذا الانقسام الذي يعرض مصير الشعب الفلسطيني للخطر دون إعادة صياغة المصالح الوطنية العليا على أسس صحيحة، وأهمها احترام إرادة الشعب الفلسطيني، وقراءة تاريخ القضية الفلسطينية والصراع العربي–الصهيوني قراءة صحيحة بعيداً عن المصالح الحزبية الضيقة، وفهم حقيقة المشروع الصهيوني المدعوم صليبياً، والثقة بقدرة الشعب الفلسطيني على إدارة الصراع مع الاحتلال ورعاته دون استسلام أو رضوخ لحكم الواقع. وفقط بعد ذلك، سيتمكن الشعب الفلسطيني من تحديد مواقع مصالحه الوطنية العليا، وسيصبح من السهل على الجميع رسم الحد الفاصل بين ما هو وطني وما هو غير وطني.

    لقد أثبتت الوقائع والأحداث أن جزءاً كبيراً من المشكلة الفلسطينية يرجع إلى فشل الفصائل الفلسطينية في إيجاد آلية مناسبة وصحيحة للتوافق الوطني على المصالح الوطنية العليا وكيفية تحقيقها، وهذا هو سبب الانقلاب الكبير الذي نشهده على المعايير والمبادئ الوطنية والإسلامية، الذي يعطي الاحتراب الداخلي أولوية على مقاومة الاحتلال، ويعطي التفاوض العبثي مع القتلة أولية على الحوار الوطني، ويجعل السياسة الأمريكية محدداً للمواقف وموجهاً للسياسات!


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  7. #7
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    لافتة رقم (04): أصل الفلتان


    فوضى السلاح في المجتمع الغزي تشكل ظاهرة خطيرة تهدد أمن الفلسطينيين واستقرارهم، وتتمثل هذه الظاهرة، التي نشأت في ظروف خاصة وفرتها الانتفاضة الفلسطينية الأولى، في اتخاذ السلاح مهنة للارتزاق والعربدة على الآخرين، ومنذ ذلك الوقت أخذت هذه الظاهرة تضرب جذورها في المجتمع الفلسطيني حتى كادت تصبح ثقافة شعبية راسخة.

    الفقر والعنف وغياب التربية الصحيحة هي أهم خصائص البيئة التي تنشأ فيها هذه الظاهرة التي تنتشر بقوة بين المراهقين ممن يجدون في حمل السلاح واستخدامه وسيلة لتحقيق الذات والأمنيات، ويتسم الأشخاص الذين تستحوذ عليهم هذه الظاهرة بالفراغ الثقافي وضعف الشخصية والطيش والفشل المدرسي والظروف العائلية القاسية، الأمر الذي يجعل منهم فريسة سهلة لبعض الجهات التي تستدرجهم وتجعل منهم "عناصر فوضى" فعالة يتولون نشر فوضى السلاح.

    في أثناء الانتفاضة الأولى (1987) التي سميت بـ "انتفاضة المساجد"، وفي ظل الفوضى الكبيرة التي صاحبتها، لجأ الكثيرون من الصبيان الذين كانوا يعانون من ظروف عائلية سيئة ومن تعثر دراسي وبطالة إلى إطلاق النار في الهواء إيذاناً منهم بتحول جوهري في مسيرة حياتهم، حيث كان يصبح كل من يطلق النار في ذلك الوقت مطلوباً لدى قوات الاحتلال ويسمى "مطارَداً".

    وشكل أولئك المطاردون نواة للفوضى وفرق الموت التي أخذت على عاتقها تطبيق القانون بطريقة فوضوية إلى أبعد الحدود، باستثناء المطاردين الذين كانوا مجاهدين بحق وكانوا يطارِدون قوات الاحتلال ويتصدون لها، وقد شكل هؤلاء المجاهدون نواة لعدد من الأجنحة العسكرية والكتائب الجهادية التي أجبرت الكيان الصهيوني فيما بعد على الانسحاب من بعض مناطق قطاع غزة والضفة الغربية.

    هواية حمل السلاح واتخاذه وسيلة للحصول على مكانة اجتماعية وكسب احترام الآخرين وتقديرهم هو أحد أهم الأسباب التي حولت كثيراً من المراهقين والأطفال إلى عناصر فوضى، فيعتبر حمل السلاح والسير به في الطرقات عند هؤلاء العابثين أمنية سامية وغاية عظيمة. أضف إلى ذلك أن هناك من يدفع الأموال لعناصر الفوضى مقابل قيامهم بـ "طلعات" فوضوية واعتداء على الآخرين وتخريب للمرافق العامة، بل إن هناك ممن ينتسبون إلى بعض الأجهزة الأمنية من يبيع ما لديه من رصاصات بثمن باهظ مدعياً اشتراكه في طلعة أو تسببه في تخريب وفوضى فيقوم جهازه بإعطائه رصاصات عوضاً عنها.

    وقد ساهم التنافس المحموم بين التنظيمات الفلسطينية المختلفة على استقطاب أكبر عدد من الأعضاء في صفوفها إلى لجوء بعض التنظيمات للتفريط بجودة عناصرها ومؤهلاتهم النفسية والأخلاقية وكفاءاتهم العلمية، مما أدى إلى انتساب عناصر الفوضى إلى تلك التنظيمات، خاصة في ظل وجود حوافز وإغراءات كثيرة أهمها المال والسلاح.



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  8. #8
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    لافتة رقم (05): العائلات والفلتان الأمني


    شجع انتشار البطالة في المجتمع الفلسطيني بعض العائلات الفقيرة على السماح لأبنائها بالانخراط في بعض الأجهزة الأمنية ليصبحوا بعد ذلك من أهم عناصر الفوضى ووبالاً على المجتمع، ولم تسلم تلك العائلات من شر أبنائها الذين ورطوا أنفسهم وعائلاتهم في عمليات قتل غير شرعية، الأمر الذي ألجأ بعض العائلات على تسليح أبنائها وانضمامهم إلى بعض الأجهزة الأمنية وبعض التنظيمات بهدف الحصول على "غطاء تنظيمي" لإكساب جرائمهم الصفة التنظيمية "المقدسة" وحمايتهم من الصراعات العائلية المسلحة.

    وقد استفحل الأمر ببعض العائلات حتى تحولت إلى ما يشبه عصابات المافيا، خاصة في قطاع غزة، فقد استغلت بعض العائلات الغطاء التنظيمي الممنوح لها من الأجهزة الأمنية والتنظيمات للاعتداء على حقوق الآخرين والعربدة والاستقواء على أفراد المجتمع، مستهترة بالقيم الدينية والمجتمعية والعرفية، فاستولت على أراضي عائلات ضعيفة وأملاك غائبين وتعسفت في استخدام السلاح في الثأر وحل خصوماتها ونزاعاتها وتجاوز القانون والاعتداء على حرية الآخرين وممتلكاتهم وأموالهم.

    وبسبب هذا التعسف في استخدام السلاح، تحولت بعض البيوت التابعة لتلك العائلات، وهي محدودة العدد ومعروفة جيداً لدى المجتمع الغزي، إلى ثكنات عسكرية يكتظ محيطها بعناصر الفوضى المدججين بالسلاح، ليقيموا الحواجز العسكرية ونقاط التفتيش في الشوارع المؤدي إلى تلك البيوت، وليزرعوا الألغام في محيطها ويعرقلوا المرور ويقطعوا الطريق، وليرهبوا المارة والجيران. كما أن العديد من هذه العائلات الفوضوية وجدت من تجارة السلاح والمخدرات، وسيلة فعالة لتحقيق الأرباح الطائلة والثراء الفاحش.

    لذلك تحرص تلك العائلات على استمرار الظروف التي تتيح لها ممارسة سلوكها الشائن من خلال إشاعة الفوضى والتخريب ونشر الرعب والذعر بين أفراد المجتمع ومحاربة سيادة القانون، ومما يثير الدهشة أن تلك العائلات تجد من يدعمها ويشجعها من بعض الأجهزة الأمنية التي استطاعت التغلغل فيها بشكل عنقودي حتى أصبح الانتساب إلى تلك الأجهزة الأمنية أمراً وراثياً في تلك العائلات.

    والقاسم المشترك بين تلك العائلات الفوضوية والأجهزة الأمنية التي ترعاها وتغذي طغيانها هو استغلال فوضى السلاح في تحقيق أغراض شخصية وأجندات سياسية داخلية وخارجية، وعلى رأسها إسقاط الحكومة الفلسطينية وإفشال جهودها في الإصلاح وإلهائها في مشاكل داخلية معقدة، وبذلك تعمل تلك الأجهزة "الأمنية" على نشر الخوف والرعب بطريقة مناقضة لمسمياتها، وذلك انسجاماً مع الطريقة الأمريكية في اختيار المسميات والمصطلحات !!


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  9. #9
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    لافتة رقم (06): الفلتان الأمني هو الوجه الآخر للاحتلال


    ومع الأسف الشديد، تقوم الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول العربية بتزويد الأجهزة الأمنية التي ترعى عناصر الفوضى وتضمها في صفوفها بالسلاح الذي يصل إلى العائلات الفوضوية لتصبح كأسافين قد دُقت في جسم المجتمع الفلسطيني لتمزق نسيجه الاجتماعي وتضعف جبهته الداخلية، وهذا بدوره يخدم مصلحة الاحتلال والدول المعادية لشعبنا الفلسطيني من خلال "الفوضى الخلاقة" التي خلقتها الإدارة الأمريكية في المجتمع الفلسطيني، والحقيقة أنها "فوضى حلَّاقة" لأنها تحلق الهدوء والأمن والاستقرار، وكل ذلك يأتي في سياق المحاولات الأمريكية لعولمة الفوضى والتخريب !!

    كما أن الاحتلال شجع ظاهرة فوضى السلاح بكل السبل، وسمح لعناصر الفوضى بالتنقل بين الضفة الغربية وقطاع غزة والسفر إلى الخارج، حتى قبل مجيء السلطة الفلسطينية إلى الأراضي المحتلة، كما أن الاحتلال لا يزال يسهل لهم تلقي التدريب على الفوضى والتخريب في بعض الدول العربية المجاورة لفلسطين، ويساعد الاحتلال أيضاً في وصول الأسلحة والعتاد العسكري والأموال بسهولة إلى تلك العناصر.

    ومن هنا يتحمل شعبنا الفلسطيني بكل فئاته وتنظيماته مسؤولية التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة التي باتت تهدد تضحيات الشعب الفلسطيني وإنجازاته وصموده، وتعرض أمنه للخطر، وتنشر الذعر والرعب في مجتمعنا الذي هو أحوج ما يكون إلى جبهة داخلية متماسكة تعزز صموده في وجه الاحتلال الغاشم، لذلك فإن التصدي لتلك الظاهرة ومحاربتها يجب أن يكون على رأس الأولوية في أي مشروع فلسطيني للإصلاح.

    إن القضاء على هذه الظاهرة هو تحد كبير يواجه الحكومة الفلسطينية اليوم، وما يزيد هذا التحدي صعوبة وتعقيداً الحملات الإعلامية المناوئة للحكومة الفلسطينية والتي تظهر عناصر الفوضى على أنهم عناصر أمنية محترمة تعمل في أجهزة السلطة الفلسطينية وأن أي محاولة لتحجيمهم والحد من ممارساتهم الساقطة ستؤدي إلى حرب أهلية فلسطينية، ويبقى السؤال "إلى متى يتحمل الشعب الفلسطيني أذى هذه العناصر وعبثها وفوضتها" مطروحاً إلى أن تجد هذه الظاهرة من يعالجها بقوة وحكمة، وهو سؤال ستجيب عليه الأحداث التي ستشهدها الساحة الفلسطينية في الأشهر القادمة.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

موضوع مغلق

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •