آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: أولاد الشارع بين التجسيد الاعلامي والانتهاك الاجتماعي

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية فدى المصري
    تاريخ التسجيل
    18/05/2008
    المشاركات
    370
    معدل تقييم المستوى
    16

    Post أولاد الشارع بين التجسيد الاعلامي والانتهاك الاجتماعي

    من خلال ملاحظتنا لانتشار هذه الظاهرة مؤخرا ً أي عبر انتشار ظاهرة تشرد الأولاد في الشارع ،و ممارسة حياتهم اليومية في المجتمع في ظل انعدام للأمان الاجتماعي عبر تنقلهم عبر الطرقات دون أي منزل يأويهم أو سقف يحمي أجسادهم الصغيرة ، يفترشون الأرض للنوم والسماء كسقف لهم متشردين عبر الأزقة والحدائق العامة ومحطات لوسائل النقل دون أي حسيب أسري أو رقيب قانوني، ونجد ما يمارسونه من سلوكيات قد تكون مخلة للآداب العامة أو خارجة عن القانون العام لمجتمعهم،وما يمثلون من انحراف أخلاقي ، وما يشكلون من أداة للإجرام بشتى أنواعه ، كالسرقة والنشل ، والاعتداء الجسدي أتعاطي المخدرات والإتجار به، وما يتعرضون إليه من أنواع الاغتصاب أو ممارسة الجنس الجماعي ، عدا عن تعرضهم للاستغلال من قبل العصابات وتجار الأعضاء ، وما يلقونه من عنف ، عدا عن الحالة النفسية المزرية من جراء الإهمال الأسري والاجتماعي من قبل ذويهم أو من قبل السلطات الرسمية ،ومن قبل الهيآت الأهلية والمنظمات الإنسانية ، والتي تدفع بهم هذه الحالة النفسية إلى نقمة عارمة على المجتمع وممارسة الانحراف دون أي رادع. شكل لدينا دافعاً لإلقاء الضوء على هذه الظاهرة لما تحتويه من مآسي إنسانية قضت على معالم الطفولة،كما قضت على النمو السوي الجسدي للطفل في ظل بيئة تخلو من مستلزمات الحياة الإنسانية الأساسية الواجب تأمينها للطفل، وما تشكل من انعدام للأمن الأسري ، وهذا ما يشكل بؤرة اجتماعية سيئة ، وملوثة ، عدا عن فقدان النمو الذهني والقيمي السليم لهؤلاء الأطفال الذين زاد عددهم بشكل مطرد من قبل الجنسين البنات والبنين .
    وبسبب الأهمية والنتائج الوخيمة الناجمة عن انتشار أولاد الشارع وما ينعكس سلبا ًعلى هذه البيئة من أطفال الشوارع وعلى المجتمع ككل نجد اهتمام إعلامي قد سلط الضؤ مؤخراً على هذه الظاهرة من خلال برامج الإعلام بشكل عام والدراما بشكل خاص ،والتي جسدت ما تعانيه هذه الفئة المشردة من آلام ، وما تتعرض إليه الطفولة من فقدان للحد الأدنى من للأمن الغذائي والأسري ، والمنصوص عليه بصريح العبارة وفق ما جاء به تقرير الأمم المتحدة من تأييد لحقوق الطفولة واحتياجاتها ،والصيغة الاجتماعية الواجب توفيرها في سبيل الاعتناء بمرحلة الطفولة وتأمين احتياجاتها الأساسية والرفاهية منها، وما تحقق من نمو جسدي وذهني بشكل سليم . ورغم ما جسده مثلث "ماسلو" من احتياجات واجب تأمينها الأساسية منها والثانوية ولا سيما الحاجة الإيوائية والغذائية والأمان الأسري للطفولة ،عدا عن أعمال ونشاطات صدرت عن منظمات عالمية كاليونسف وإتحاد غوث الأولاد في سبيل تعزيز الاعتناء بهذه المرحلة لما لها من انعكاسات مهمة على المجتمع البشري للإنسان مستقبلا ً وعلى بنية الثقافية والقيمية والسلوكية بشكل عام، وما تعمل على تعزيز مبادئ حماية الطفل كسبيل أساسي لتأمين طفولة رغيدة لهم ، عبر حمايتهم وتأمين مستلزمات حياتهم ، إلا أن ظاهرة أولاد الشارع الآخذة بالازدياد بشكل مطرد ، قد انتشرت في المجتمع المصري بشكل خاص والمجتمع العربي ككل ولا سيما من جراء ما يتعرض إليه من كوارث الإرهاب والحروب ، وخاصة الأطفال في العراق وفلسطين الذين فقدوا ذويهم ولم يجدوا البديل في توفير الحماية لهم وذلك بسبب فقدان قدرة الدولة السياسة الحمائية والميزانية المالية المناسبة لتغطية نفقات هذه الحالة .
    وبسبب أهمية ونتائج هذه الظاهرة ،وجدنا دور الإعلام وما جسده من خلال عرض مسلسل المصري" أولاد الشارع " والذي لاقى شهرة واسعة وتفاعل الجماهير نفسياً مع هذه الحالة الاجتماعية الخطيرة، وقد جاء هذا التفاعل الجماهيري من جراء ما تم تجسيد لمعاناتهم ، بكل ظروفها ونسق حياتهم بأدق التفاصيل ، وخاصة تجسيد الاستغلال الجنسي لهم من قبل أصحاب النفوس الضعيفة والضمائر الميتة ، أو استغلال معاناتهم وفقرهم بشراء أعضاء من أجسادهم ، ولا سيما شراء الكلى ، أو تعرضهم للابتزاز النفسي والاستلاب الإنساني ودفعهم لارتكاب الجرائم إذا ما تم دفعهم للترويج المخدرات ودفعهم للإدمان .
    وبسبب خطورة هذه المسألة وانعكاسها السلبي على الطفولة المعذبة تم تجسيد معاناة هذه الفئة الاجتماعية أيضا ًعبر فيلم سينمائي نقل لقطات حية للواقع الميداني لهؤلاء الأطفال ،وخاصة الحالة التي تجسد الاغتصاب الجنسي الجماعي فيما بينهم، مما دفع المسؤولين إلى محاكمة مخرج الفيلم قضائياً بسبب تناوله سينمائياً لهذه الحالة بسبب ما يجسد الفيلم الوجه السلبي للمجتمع المصري،والذي دفع المخرج تسليط الضوء على هذه الحالة كقضية إنسانية وجد عبرها انه لا بد ومن عرض ونشر هذه البيئة إعلامياً للإطلاع على هذا الواقع البائس الذي يحيط بها وحث المسؤولين على الاطلاع عليها وإيجاد المساعدة اللازمة لهؤلاء الأطفال ،أهم من أي محاكمة قد يتعرض إليها بسبب ما قد تم تسليطه سينمائياً، وذلك عبر عرضه هذه اللوحة المزرية عن هذه البيئة القذرة التي أحاطت بواقع ومعيشة للطفل الشارع الممتد والمنتشر بسبب ارتفاع أعداد أطفال اللقطاء وارتفاع معدل الأسر الفقيرة وازدياد أعداد أطفالها التي باتت هذه الأسر المعدمة غير قادرة على تحمل مسؤولية نفقات أبنائها بما تتعرض إليه من غلاء معيشي ،أو ارتفاع البطالة لديها ، عدا عن تدني الأجور ، مما تدفع بها إلى التخلي عن أطفالها وإيقاع بهم عبر أزقة الشوارع دون أي حسيب أو رقيب لما يفعلونه من سلوكيات وممارسات لا تتوافق مع القوانين ولا تتناسب مع سلوك الأطفال الذين حرموا من طفولة آمنة بسبب الوضع المأساوي الذين وضعوا فيه لمهب الطرقات في ظل واقع معيشي كادح ، أو أطفال من أسر تم تشتيتها بفعل سكر الأب وطلاق الأم عدا عن الحالات المتعددة يجسدها إهمال الأسر لأطفالها . وكل هذا سوف يؤدي إلى النتائج الوخيمة على المجتمع مستقبلا ً وما يسببه من انتشار للحالات المرضية وأشكال متعددة من الانحراف والجريمة وما ينعكس على تخلخل بنية المجتمع وانهياره،أما القضية هنا..................... فكيف يمكن للمجتمع تخطي هذا الواقع المرير ؟ كيف نجد حل لهذه المشكلة المأساوية والتي تكمن من خلال الإجراءات التالية :
    _ دعم الأسر الفقيرة معيشيا ً عبر تأمين احتياجاتها الأساسية من خلال دور وزارة الشؤون الاجتماعية وما تخطط من برامج إنسانية تشمل هذه الفئة عبر إحاطة متطلباتها من جهة ، ودعمها ماديا من جهة أخرى.
    _دعم دخل أضافي للأسر عبر برامج التنموية حرفية يدوية للأم ضمن منزلها .
    _إيداع أطفال الشوارع في مراكز ودور خاصة بهم ، مع برنامج رعائية يتناسب وفق تأهيلهم على حرفة ، مع تأمين إيوائهم بما يكفل لهم الحياة الكريمة .
    _تكثيف دوريات للأمن وقوى الشرطة المحلية وشرطة البلدية في مراقبة أطفال الشوارع عبر منع تشردهم وإيداعهم بمؤسسات رعائية وما تقوم به من برامج تربوية وإعداد مهني وتعليمي لهم وفق سياسة تنموية فاعلة وخاصة بهم .
    _تكاتف المختصين ضمن المجتمع المدني بتأمين المراكز الإيوائية اللازمة ، و العمل على تأمين التمويل اللازم من هبات ورصد من ميزانية لدى الدولة تكفل هذه الحالة .
    _ التثقيف الإعلامي الأسري لأهمية حماية الطفل ضمن بيئته ،ودفع الأهل إلى حماية أطفالهم من التشرد .
    _تفعيل برامج الإعلام أكثر لتسليط الضوء على هذه البيئة وعرض واقعهم البائس وخطورة هذا الواقع على المجتمع ككل ، ودفع المجتمع للمشاركة في معالجة هذا الواقع.
    _تفعيل القيم الدينية لتقويم السلوكيات الشاذة ضمن المجتمع وإحياء مؤسسة الزواج الشرعي وتسهيل شؤون الشباب عبر تأمين مستلزمات زواجهم كبنية أساسية لواقع الأسري السليم الذي يتولى حماية الأطفال.


  2. #2
    باحث وكاتب الصورة الرمزية محسن رشاد أبو بكر
    تاريخ التسجيل
    04/09/2007
    المشاركات
    1,016
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: أولاد الشارع بين التجسيد الاعلامي والانتهاك الاجتماعي

    جزيل الشكر لكي أستاذة فدوى على إثارة هذا الموضوع .. الذي يعتبر قنبلة موقوتة ستنفجر يوما ما في وجه المجتمع وأولهم المثقفين وأصحاب الأقلام الآسرة لتخلفهم كثيرا عن تناول مثل هذه القضايا بالفحص والتحليل والتدقيق

    الحقيقة أن قضية أطفال الشوارع معقدة بشكل كبير وتنطوي على العديد من الابعاد نفسية اقتصادية اجتماعية سياسية .. فهي بحق مثال صارخ لحالة الفوضى والقهر الاجتماعي والسياسي الذي نحيا في ظله

    لي خبرة معقولة في التعايش مع أطفال الشوارع في مصر من خلال بعض الدراسات والبحوث التي اشتركت فيها في وقت سابق ، مما يثير لدي الكثير من النقاط التي أود أن أناقشها فيما تفضلتي بإضافته ، لي عودة لاحقة ان شاء الله ، فالموضوع جد خطير ويحتاج أن يفرد له مساحة كبيرة من الوقت

    كل التحية والتقدير لقلمك النابض بهموم المجتمع
    مع المودة الدائمة
    أبو بكـر

    ثورة ثورة حتى النصر
    تغيير .. حرية .. عدالة اجتماعية

  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية فدى المصري
    تاريخ التسجيل
    18/05/2008
    المشاركات
    370
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: أولاد الشارع بين التجسيد الاعلامي والانتهاك الاجتماعي

    اشكر مرورك استاذ محسن رشاد أبو بكر, وتدوينك هذا التعليق ، وانتظر من حضرتك ما يثير النقاش حول النقاط التي تود الاشارة اليها .
    ومن خلال مشاركتك الميدانية والعيانية التي قمت بها اظن ان الواقع اشمل واعمق من هذه النظرة التي تظل قيد الكلمات وصفحات الالكترونية ، والعجب كل العجب أن هذه الظاهرة وأن استفحلت نتائجها السلبية وكوارثها الاجتماعية على المجتمع المصري إلا اننا لا ننكر استفحال وجودها في المنطقة العربية ككل .

    تحياتي استاذي.

    نحو مجتمع ثقافي واعد نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    يتحرر الإنسان من تبعيته
    من عزلته ........ من وحدته نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    للتكامل الاجتماعي تحت سماء صافيةنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نتوجه ........... لنعي ..........لنتوحد

  4. #4
    عـضــو الصورة الرمزية سمر محمود حرب
    تاريخ التسجيل
    06/12/2008
    المشاركات
    137
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: أولاد الشارع بين التجسيد الاعلامي والانتهاك الاجتماعي

    السلام عليكم
    لقد أصبحت عمالة الشوارع من الاطفال مظلم ضاعت فيها المسؤولية بين أطراف عدة واصبحت هذه الظاهرة تتخطى الحدود وتزداد أكثر فأكثر.فهي منتشرة بشكل مزعج وعلى نطاق واسع في مجتمعاتنا وأكثر الاسباب تعود لعدم التواصل والترابط الاسري وعدم وجود الاهتمام والرعاية والمتابعة التربوية للابن من قبل الوالدين!فقد يتعلم الابن تعاطي المخدرات والسرقة ويتعرض لحالات اغتصاب وقد يصبح مجرماً وارهابياً!فهذه كارثة اخلاقية واجتماعية تهدد مجتمع بأكمله.
    ان الابن في المنزل يحتاج لمن يحاوره ويتواصل معه ويوفر له متطلباته ويقدر اعماله وانجازاته ويوجهه الى الطريق الصحيح والسليم فحينما لا تتوفر كل هذه العناصر الهامة في حياتنا اليومية ومع ابناءنا وتنعدم لغة الحوار بين الطرفين سوف يبحث الابن وبحالة لا ارادية عن وسيلة الهاء خارجية تبعده عن الاجواء المربكة والمضطربة التي يعيشها في منزله.
    هذه الظاهرة المؤرقة لا بد الحد منها أو انهاءها اذا تمت معالجتها بالشكل الصحيح والسليم.

    التعديل الأخير تم بواسطة سمر محمود حرب ; 02/05/2009 الساعة 02:14 AM
    ســــوريا الله حاميها
    سمر محمود حرب

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •