آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: الطلاق واقعه وأسبابه وتأثيره على بنية المجتمع

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية فدى المصري
    تاريخ التسجيل
    18/05/2008
    المشاركات
    370
    معدل تقييم المستوى
    16

    Post الطلاق واقعه وأسبابه وتأثيره على بنية المجتمع


    تتعرض الأسرة العربية لمشاكل تطال الواقع الاجتماعي بشكل عام نظرا لما تعرض إليه من انهيار وتفكك ومشاكل تعترض أبناءها ، ولا سيما ظاهرة الطلاق رغم أن أبغض الحلال عند لله هو الطلاق ، وفق ما ورد في بعض الآيات من الذكر الحكيم ، عبر الكتاب السماوي القرآن الكريم ، كلفتة للإنسان إلى هذا السلوك الذي الضار الذي يسيء للإنسان نفسه قبل الإساءة للآخرين في مجتمعه المحيط به.إلا أننا نجد هنا أن ظاهرة الطلاق ضمن المجتمع العربي آخذة بالانتشار والارتفاع بين صفوف الآسر ضمن البلدان العربية بشكل كبير ومخيف، وصارخ أيضاً لما له من آثار نفسي واجتماعي خطير على بنية المجتمع بشكل عام ، وعلى بنية الأسرة وأفرادها بشكل خاص .
    ومن خلال خطورة هذه الظاهرة ، وتبعيتها الاجتماعية والأسري ، فكيف لنا أن نحدد واقعها وحدود انتشارها ضمن هذا المجتمع ، وكيف تبدو الأسباب المتفاعلة في حدوثها ؟ والنتائج الكامنة وراء انتشارها على واقع الرجل والمرأة اجتماعياً ونفسياً ؟ وكيف تكون الحياة الاجتماعية بعد حدوث الطلاق لدى الطرفان ؟
    وعلى ضوء ذلك سوف نعالج النقاط التالية :
    -مفهوم الطلاق وحدود انتشاره في المجتمع العربي .
    -أسباب ونتائج الكامنة وراء حدوث هذه الظاهرة .
    -التدخل الاجتماعي ودوره في تقليص هذه الظاهرة.
    أولا ً : مفهوم الطلاق وحدود انتشاره في المجتمع العربي .
    الطلاق هو عبارة عن فصل عقد الزواج الشرعي بين طرفان ، بإرادتهما قانونيا ً ، وينهيان حياتهما الزوجية والأسرية بملء إرادتهما تبعا ً لأسباب معينة ، تدفع بهما إلى اتخاذ هذا القرار المصيري ، متغاضين عن النتائج السلبية النفسية منها والاجتماعية التي يحصدونها عبر هذه الخطوة ، كون يجد كلا من الطرفان بأن مسألة التفاهم أصبحت صعبة وغير مستمرة فيما بينهما .
    والجدير بالذكر هنا أن المجتمع العربي المعاصر أصبح يشهد ارتفاع ملحوظ في نسبة حدوث الطلاق بين الأزواج ، فقد شهد المجتمع العربي أكثر من حالة طلاق بين حديثي الزواج وبين من لهم سنوات طويلة في الحياة الأسرية ، ورغم ما تتعرض أسرة المطلقين إلى مشاكل تنعكس بالدرجة الأولى على الأبناء في حال وجودهم وعلى المطلقين أنفسهم وخاصة المطلقات ونظرة المجتمع إليهن. وذلك بفعل ما نشهده مؤخراً من تحولات في المعايير الإجتماعية والخلفية الثقافية ، عبر الزمن .
    قديما كنا نجد رفض قاطع لفكرة الطلاق ، عبر هيمنة وسلطة العائلة ، التي تدّرس بناتها ببعض التعاليم والمتعلقة بعدم الرجوع نهائيا ً إلى المنزل ، بحكم " أن الطلاق يأخذ ضمن إطار العيب الاجتماعي ، ولا يوجد أي حالة طلاق بالعائلة قد حدثت ، وأن تتحمل الفتاة الظروف الأسرية الجديدة مهما كانت ، ومهما تعرضت إليه من سلوكيات وممارسات زوجية قاهرة ؛وذلك كون أن حياتها الأسرية الجديدة قد بدأت عند أهل الزوج مع زواجها وعبر انتقالها للبيت الزوجي ،وذلك في ظل وحمى الرجل الذي يتمتع بالشرف والقوة وبسط النفوذ ، والذي لا يمكن له أن يتخلى عن زوجته مهما كانت الظروف والمشاكل فيما بينهم ، تبعا ً للوصمة العار الذي يمكن أن تلحق به من جراء إقدامه على الطلاق "هذا ما ساد قديما ً لدى المجتمع العربي . أما حديثا ً، نجد تحول قيمي واجتماعي كبير من حيث تبدل للعادات والتقاليد تجاه هذه المسألة ، ونجد سهولة وقوع الطلاق لأسباب مباشرة وغير مباشرة ، خاصة مع تطوير التشريع القانوني المتعلق بإباحة للزوجة حق الخلع وذلك بشكل متفاوت بين بلد عربي وآخر ، طالما أنها لا تستطيع الاستمرار في حياتها الزوجي ، وكذلك بالنسبة للرجل نجد رضوخه تحت أعباء المشاكل المادية والمعنوية ، فيخلص إلى أن الطلاق هو الحل الأمثل لحياته الأسرية والزوجية فينهي معاناته بأسهل الطرق لعدم توفر لديه القدرة على مواجهة مشاكله الأسرية التي تعترضه.
    ثانيا ً ،أسباب الكامنة وراء حدوث هذه الظاهرة :
    والجدير بالذكر هنا ، نجد هنا أن ننوه ما قد أشار به Ackerman (1958) "أن الأسرة كوحدة طبيعية تتضمن كل الأفراد الذين يشتركون مع بعض في هوية واحدة ويتأثرون بالأسرة عن طريق تبادل العواطف والمشاعر ، على أن الأسرة وحدة اجتماعية تتضمن في طياتها إمكانية تبادل الدعم النفسي والاجتماعي ولكن إذا ما حدثت إعاقة أو تحد يوقف أو يقلل من فاعلية تبادل المشاعر بين أفراد الأسرة نتيجة لمشكلات الاتصال أو لوقوع أفراد الأسرة تحت تأثير الضغوط النفسية فإن ذلك سوف يؤدي إلى ظهور الاضطرابات التي تقلل من قدرة الأسرة على تحقيق مهماتها وأهدافها " وليس ما يعيق تبادل العواطف والمشاعر الأسرية بشكل قاطع ومباشر بين أفراد الأسرة الواحدة سوى القطيعة التي تحدث بفعل الطلاق ، عبر انفصال الركنين الأساسيين للأسرة ، أي الأم والأب ، فيفتقد الجو الأسري وجوده ، وتتلاشى العواطف مع المشكلات والأسباب التي شكلت العامل الحازم للطلاق فيما بينهما ، إلا أن ابرز الأسباب التي تفاعل في حدوث هذه الظاهرة ، تتبلور فيما يلي :
    -مشكلات اقتصادية ، تبرز من خلال انخفاض الدخل الأسري وعجز الأب عن تأدية واجبه المعيشية بسبب تردي الأوضاع وزيادة متطلبات الأسرة .
    -مشكلات صحية ، تبرز في عجز أحد الطرفان صحيا ً بسبب مشكل صحي ما ، أو عجز عن الإنجاب، كالعقم مثلا ً ، وترفض الزوجة الزواج الثاني من قبل الزوج ، فنجد أن الطلاق هو الوسيلة الأسرع لعلاج مشكلاتهما الصحية .
    -مشكلات جنسية ، تبرز في حدوث خلل عند بناء العلاقة الزوجية بين الطرفان ، بسبب عدم وعي ، أو برودة جنسية ، أو عجز جنسي ما ، وغالبا ً ما يتم إخفاء ذكر هذا السبب علنا لما يحمل في طياته الخصوصية في العلاقة وما يترجم من مفهوم السرية وعدم الإباحة لهذا الموضوع ، خاصة في ظل الإعلام الذي يضرب على وتر السلوك الجنسي من خلال استخدامه لجسد المرأة وما يعرض من مواد إعلامية تركز على الجمال الجسدي من مواد تجميل ولباس تشكل عامل إغراء للزوج ،خاصة مع افتقاد ما يراه من هذه الرؤية الجمالية للأجساد العارية ضمن منزله ،بسبب انشغال ربة البيت بالأعباء الأسرية ومتطلبات الزوج والأولاد التي تنهك قواها ،فيبحث عن من يحقق له هذه الرغبة بالتعلق بالفنانات والممثلات ، إذا ما قلنا بحثه خارج منزل الأسري لديه بطريقة أو أخرى.وننوه هنا بالقدرة الكبيرة لدى المرأة في الانتباه على زوجها ،وشعورها الطبيعي في التغير الذي يصيبه ، وهذا ما يشكل عامل خلاف كبير سريعا ما يتحول إلى طلاق بشكل كبير ، ثأرا ً منها لكرامتها . متغاضية عن النتائج التي تلحق بأسرتها من جراء هذه الخطوة المصيرية .
    -مشكلات ثقافية اجتماعية ، وتكمن من خلال عدم التوافق الفكري وحدوث الاتفاق بينهما ، لما يجسدان من بيئتين مختلفتين ، ثقافيا ً ، طبقياً ، دينياً ، مهنيا ً ........ وذلك يعود إلى سوء الاختيار من قبل الزوجان في الأساس ، وما يسود من تراكم الخلافات بين الزوجين وعدم استيعاب بعضهما البعض ،وما تلاها من مشاكل تصعد العلاقة بينهما وتعمق الفجوة بين الطرفان ، وهذا ما يدفع بهما إلى تكوين رؤية مفادها أن الخلاص لهذه المشاكل المتراكمة بالطلاق .
    -مشكلات بيئة ، تكمن من خلال تدخل من قبل اسر الزوجين في حياتهما ، ومشاكلهما ، فلا يجدون من التدخل سوى تكبير الخلاف وحدوث المآزق فيما بينهما، وهذا ما يسبب في أتساع الفجوة بين الزوجين ، واستمرارية للخلاف فيما بينهما في ظل عدم وعي لدى بين الطرفان لمعالجة مشاكلها من جذورها .
    -الخيانة ، أي طبع كل من الطرفان وإقدامه على الخيانة الزوجية دون مراعاة لمشاعر الطرف الآخر ،في ظل عوامل نفسية واجتماعية وثقافية دافعة للخيانة .
    أما نتائج هذه المشكلة ، فهي تنعكس سلبا ً ، على التركيبة الأسرية بشكل عام عبر هدم منزل وجو أسري بكلمة يتلفظ بها الزوج لينهي حياته الأسرية وفق علاج جذري يراه بأنه الملائم للقضاء على مشاكله الأسرية ، عوضا ً عن التحمل ومواجهة المشاكل بعقلنة وانفتاح ، خاصة مع تفكك الأسر الممتدة والمركبة ، وعدم تواصل جيلي بين الأجيال ، فلم يعير الزوج والزوجة أي انتباه للأجيال السابقة ، بحكم الفردنة والشخصية المستقلة التي يتمتعون بها .
    وهنا نشير إلى النتائج النفسية ، كونها تشكل الأزمة الأكثر فاعلية في نفوس المطلقين بحد سواء، الرجل والمرأة . وإن نجد أن الأزمة النفسية للمرأة تشكل الأكثر حدية من الرجل بحكم المجتمع الذكوري الذي يمنح الحرية للرجل ، ويحجبها عن المرأة بحكم كائن ضعيف ، لا تستطيع أن تحمي نفسها من الوحوش المفترسة .
    وعدا عن تفكك كيان الأسرة ، وفقدان دورها في توفير الأمن الأسري لأبنائها بسبب حدوث الانفصال ، وما ينعكس سلبا ً على دورها ووظيفتها الاجتماعي في توفير الأمن العاطفي للأبناء ، وما يسببه من تشتت للأولاد وضياعهم بين مشاكل الزوجين ،وخاصة المشاكل التي تقع عقب الانفصال والمسؤولية التي تقع عليه أعباء الرعاية للأبناء ، عدا عن المشاكل المالية التي تشكل عبء كبير على كاهل الزوج من نفقة و نقد ومستحقات الزوجة إذا أراد إيفاء هذا الحق تجاه المرأة.
    والجدير بالذكر هنا، نركز على مشاكل النفسية تحديداً لما لها تأثير كبير على الزوجين المنفصلين ولا سيما المرأة المطلقة ، فكلا الطرفان يعيشان أزمة نفسية حادة ، من جراء التوصل إلى قرار الطلاق ، إلا أن الوضع النفسي يكون أعمق التأثير على المرأة من الرجل ، كون مجتمعنا ذكوري ويتيح قدر من الحرية أكبر وأوسع مما تناله المرأة . فالأزمة تكمن في مفقدان الأمن الأسري لدى المرأة عدا عن النظرة الدونية للمطلقة التي تقيد سلوكها وتصرفاتها ضمن مجتمعها مهما بلغت من القدر والمكانة الاجتماعية، ومهما حازت على الشهادات العالية ، وهنا ننوه بالنتائج التي توصلت إليه دراسة ميدانية حول واقع وظروف المطلقات عبر شبكة إسلام أون لاين "بأن أهم المشكلات التي تواجه المرأة العربية بعد الطلاق افتقادها لاحتضان وتقبل المجتمع لها، وبخاصة على صعيد إعادة اندماجها فيه مرة أخرى، فهو يرفض زواج الشباب الذين لم يسبق لهم الزواج منها، وذلك يعمق شعورها بالوحدة، وافتقادها لإشباع الدافع الجنسي الذي هو مرتبط لديها بمشاعر الحب والوجود في كنف رجل. وهو الأمر الذي يتطلب لعلاجه أيضا تصحيح المفاهيم السائدة في المجتمع حيال المطلقة، وتعديل اتجاهات الناس بخصوصها ".(1)
    ورغم أن الأزمة النفسية التي تعيشها المرأة من جراء وضعيتها كمطلقة ضمن بيئتها ؛ إلا أنه لا بد من الإشارة إلى أن الرجل المطلق أيضاً يتعرض إلى مشاكل نفسية واجتماعية من جراء وضعه الجديد ، وإن تبدو هذه الأزمة أخف تأثيراً من المرأة ، فهو يعيش حالة الحرمان ألزواجي والأسري بشكل عام . عدا عن أزمة نفسية من جراء المشاكل المتراكمة والتي سادت ضمن عائلته ، مما يتطلب وقت طويل لنسيان أو لتخفيف تأثير هذه الأزمة لديه .
    إلا أن هذه الوضعية الجديد ة لا بد من العمل بشكل جدي للتأقلم مع الوضع الراهن للمطلق أو للمطلقة ، وذلك باستخدام الوسائل والأساليب التي تدفع بهم إلى إيجاد آلية التكيف مع وضعهم الجديد ، والتأقلم مع بيئتهم بعد فقدان البيت الزوجي . وهذا ما يستدعي عادة ً تدخل اجتماعي للإرشاد والمعالجة هذه الوضعية لدفعهم إلى بناء حياة جديدة عبر تخطي أزمتهم ، وإيجاد الحلول المناسبة لوضعهم الجديد بسبب استمرارية الحياة ، ولا تقف عند وقوع مثل هذا الفشل في حياتهم ، حيث يتم تعزيز قدراتهم لتخطي هذا الفشل وجعل منه أداة لتكوين حياة جديدة .
    ثالثا ً :التدخل الاجتماعي ودوره في تقليص هذه الظاهرة.
    التدخل الاجتماعي هو عبارة عن ممارسات من قبل المساعد الاجتماعي والمختص بالخدمة الاجتماعية ، حيث يتم له تقديم المساعدة لكلا الزوجان أثناء وقوع الاختلاف الأسري وذلك من خلال تقصي أسباب المشكلة وجوانبها ، ودفع الزوجان إلى تقليص وجهة النظر ودفعهم إلى معالجة المشاكل بينهما ، عبر رؤية العلاقات والتفاعلات الأسرية الذي يعيشها الطرفان ضمن أسرتهما ، وتقصي جذور المشكلة وتبعيتها وخلفيتها الأساسية ، أما في حال عدم التوصل إلى العلاج في الحفاظ على الأسرة وتركيبتها ، فإن دور المرشد الاجتماعي يكمن من خلال متابعة ودعم سلوك المطلقان لتخطي أزمتهم . والجدير بالذكر هنا ، أن هذا الاختصاص قد بدأ بالانتشار في البلدان الأجنبية ، لما تعيشه من تفكك أسري ، يعيق تدخل الأهل بحياة الأبناء ، تبعاً للاستقلالية الشخصية والقانونية الذي يتمتع بها الفرد .
    أما المجتمع العربي ، وما يعيشه من تركيبة أسرية ممتدة ونواتية، وما نراه من تفاوت في مستوى تدخل الآباء في حياة أبنائهم الأسرية الذي يشكل عامل أساسي وراء عدم حدوث الطلاق بين أسر أبنائهم ،لما يقومون من تدخل مباشر عن وقوع الخلاف الزوجي ، وهذا ما يمنع أتساع الخلاف بينهما ، وتقلص الخلافات في أوانها. إلا أن التحول الذي يشهد المجتمع العربي ، وما ينعكس على الواقع الأسري من حالة تفكك ، وانقطاع التواصل بين الأجيال وانهيار للعلاقة الأسرية، فقد أفرز حالة جديدة في المجتمع العربي؛ أي بدء لانتشار مراكز الخدمة الاجتماعية التي تقدم الإرشاد الأسري والنفسي لحديثي الزواج وما تتيح لهم من دعم قدراتهم لتجاوز مشاكلهم .
    من الضروري هنا أن نتعرف على العلاقة بين التدخل مع الأسرة من منظور الممارسة العامة والعلاج الأسري ونظرياته ومفاهيمه ، حيث إن هناك درجة من الارتباط النظري والتداخل العلمي في المضامين والتوجهات التي يقوم عليها كل من هذين المفهومين .يوضح Ackerman(1958) ، وهو من الباحثين الأوائل في العلاج الأسري ، أن العلاج الأسري family Therapy يعتبر أسلوباً تطبيقيا ً مع حالات الاضطرابات النفسية والعاطفية ويقوم على تحقيق المقابلة مع الأسرة بكاملها في إطار تفاعلي وديناميكي ، ويستند هذا الأسلوب على مسلمة أساسية هي أن الأسرة كوحدة طبيعية وحيوية تتكون من مجموعة من الأفراد يشتركون في هوية واحدة ويتأثرون بها عن طريق تبادل العواطف ، وبناء على هذا التصور فإن المشكلات تظهر عندما يحدث اعتراض لعملية تبادل المشاعر والعواصف بين أفراد الأسرة الأمر الذي يؤدي إلى تعرضهم للقلق والضغوط ، بالإضافة إلى ذلك فإن الأحداث التي تعيق عملية الاتصال بين أفراد الأسرة ستؤدي إلى الاضطرابات الأسرية وعدم قدرة الأسرة على تأدية مهامها بفاعلية (Shulman,1992).(2)
    بناء ً على يشكل الطلاق من أخطر المشاكل الذي يهدد كيان الأسرة وما يثيره من مشاكل واضطرابات عاطفية لدى أفراد الأسرة جميعا ً ، وهذا ما يتطلب تدخل علاجي فوري يستهدف تغيير الواقع عبر تعديل السلوك المرافق للمطلقين وبهدف تغير أنماط التفكير الذي يخفف من وطأة الأزمة النفسية المرافقة لحالة الطلاق و الفشل الأسري ، وذلك عبر ممارسة المرشد الاجتماعي دوره في توجيه فكر كلا الطرفان الرجل والمرأة المطلقان نحو بدء حياة جديدة في مجتمعهم ، ولعل تعديل الخلفية الثقافية الاجتماعية للبيئة تجاه النظرة للمطلة والمطلق هو الدور الأهم والبالغ الصعوبة .
    وننوه هنا ، الآلية التي تبدأ بها المطلقة حياتها الجديدة عبر تأقلمها مع وضع طلاقها ، وتكيفها مع أسرتها بعد عودتها منزل الأهل ، وتحمل أعبائها ومسؤولية قرارها ، عدا عن بدء حياة مهنية جديدة تستعد عبرها ثقتها بنفسها ،وتؤمن مصاريفها اللازمة حتى لا تكون عبء إضافي على أهلها مما يدفعها لزواج آخر ربما يكون الأسوأ من الأول .
    إلا أننا نختم هنا ، بحتمية استعادة التكامل الأسري ، للمجتمع العربي بتدخل مباشرة في حياة أبنائهم عند وقوع أي خلاف أسري ، يمكن أن يسبب بحدوث الطلاق ، كون مهما كان الطلاق حلاً جذريا ً ، فإن المشاكل تبقى هي الأصعب لكلا الطرفان ، من هنا فإن التشتت والضياء يشكل حالة إنسانية يصعب تجاوزها ، ولاسيما على الأبناء في حال وجودهم .وننوه بالاختيار الجاد القائم على العقل والقلب في آن ٍ معا ً ، قبل إقدام الشاب أو الشابة على الزواج ، إذ أن الاختيار الصحيح هو أول حجرة أساس لبناء أسرة متماسكة ، لما يساهم بالتفاهم والحوار والاحترام بين الطرفان ، وهذه المبادئ تشكل عوامل هامة لاستمرارية الزواج رغم الخلافات الزوجية التي لا بد من حدوثها بشتى الوسائل .
    1) http://www.islamonline.net/servlet
    2)حسين حسن سليمان ، وآخرون : الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية مع الفرد والأسرة ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، بيروت 2005، ط1، ص :283.

    التعديل الأخير تم بواسطة فدى المصري ; 07/08/2008 الساعة 01:49 PM سبب آخر: تنظيم

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •