الاستاذ ابو مسلم
تحية طيبة مباركة
اشكر لك سعة صدرك في تقبل ملاحظاتي، وأواصل الحوار معك، وابدأ بسؤالي (ولا أدري من أين قفز - ابو مسلم - إلى هذا الاستنتاج غير المذكور لا في القرآن ولا في السنة؟)
وكان ردك: (بما أنه استنتاج فكيف يذكر في قرآن أو سنة؟! الاستنتاج فهم ويؤخذ من دراسة النصوص) والاجابة: بما أنه غير وارد في كتاب ولا سنة إذن هو استنتاج ومتى ما ورد في الكتاب والسنة زالت عنه صفة الاستنتاج..
وانتقل الى ردك ([QUOTE]عندي لغة كاملة وافية ، لا تماثلها لغة أخرى في عدد جذورها، ولا عدد كلماتها، ولا عدد حروفها، ولا تصريفاتها ، وقد قعدت أصولها ، واختارها الله تعالى بعلمه لينزل بها كلماته ...
فمن بحرها أغرف، ومن معينها أشرب، وعليها أتكئ وأعتمد
فقد أغنتي عن غيرها ، وإن عرفت شيئًا عن غيرها فهو كفاكهة زائدة فوق طبق الفواكه الذي بجانب طبق الطعام.
ليس تقليلا من شأنها لكن هناك ما يغني عنها.)[/QUOTE]
هذا ما اورده الاستاذ ابو مسلم وأقول: ان مقارنة لغة بغيرها علم واسع مفيد، ويفتح ابوابا من المعرفة لا تخطر بالبال، و لا يطعن في ايمان المؤمن اللجوء الى لغة ميتة او حية لفحص كلمة اندثر معناها وفي القرآن الكثير من الكلمات لا توجد قبله في كلام العرب وتم الرجوع الى ألسنة اخرى لتفسيرها ومن ذلك المشكاة والسندس والاستبرق والصراط بل ان كلمة (لغة) نفسها مأخوذة من ( Logos) والعرب انما تقول (لسان). وهاك مثال لعدم تحرج علماء المسلمين من الرجوع الى الالسنة الأخرى لتفسير ما استعصى عليهم فهمه
قال الرازي مستجمعا تفاسيرهم : ( المسيح هو اسم مشتق او موضوع ؟ - اصله بالعبرية(مشيحا ) فعربته العرب وغيروا لفظه . وعلى هذا القول لا يكون له اشتقاق ؛ والاكثرون انه مشتق موضوع .)
أذن هذا الرازي وقد رأينا أنه رجع الى العبرية لتفسير اسم المسيح
ومثال آخر يدل على فقر الدم الذي يسببه الانغلاق على لغة واحدة، فقد فسرت العرب اسم (اللات) وهو صنم مشهور بالقول انه كان إسم لرجل (يلت) السويق عند صخرة،ولكن عند الرجوع الى اللسان السامي فالمعنى هو (آله)
هذا جانب من الموضوع والجانب الآخر موضوع الماء فالاستاذ ابو مسلم لم يجب عن سؤالي بما يشفى الصدر وسؤالي كانوكانت اجابته:( كيف عرف السيد العرابلي أن السيد المسيح خلق من ماء واحد، ما المانع في أن يكون خلق من ماءين بكيفية أرادها الله دون وجود أب ؟؟ أو ربما تم حتى بدون أي ماء؟؟ أليس علم هذا عند الله؟)
[QUOTE]عرفت يا سيدي أنه خلق من ماء واحد من ثلاثة أمور:
أولا: أن الله تعالى سماه المسيح .
وثانيًا: أنه نسبه إلى أمه مريم فقط.
وثالثًا: أنه جعله من ذرية نوح عليه السلام.
قال تعالى: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) الأنعام.
وكيف يا أخي يكون من ماءين؟؟!! المسألة ليست عدًا للنقط .... يعني من ماءين كل ماء من جهة مختلفة أي واحد من رجل والآخر من امرأة.
وكيف يكون بدون ماء وهو له أم [/QUOTE]
ولكن ما قوله في هذه الايات؟؟
قال تعالى في سورة الأنبياء (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ( {91}) وقال في سورة التحريم (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ {12})
فهنا لا وجود لماء البتة، لا واحد ولا أثنين
لذا لازال السؤال قائما من أين أتى باستنتاج الماء الذى قام عليه اساس موضوعه؟؟ وقد اورد بالنص ( عرفت يا سيدي أنه خلق من ماء واحد من ثلاثة أمور) فأموره الثلاثة التي ذكرها صحيحة لكنها لايستفاد منها في تفسير موضوع الماء لأن الآيات واضحة كل الوضوح وذكرت (فنفخنا) وحسب قول الاستاذ ابو مسلم نفسه (نعم .. الله قادر على كل شيء، ولكن لا ينسب إليه إلا ما ثبت أن الله تعالى أخبر به. )
المفضلات