آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: سر رفع عيسى في الفرق ما بين الوفاة والموت

  1. #1
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    سر رفع عيسى في الفرق ما بين الوفاة والموت

    بسم الله الرحمن الرحيم
    سر طول العمر لعيسى عليه السلام في الوفاة الطويلة قبل الموت
    وفاة عيسى عليه السلام ورفعه
    قال تعالى: (إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55) آل عمران.
    الفرق بين الوفاة والموت هو أن الموت للجسد، فيصبح بلا روح، والوفاة للروح بالحفظ لها، وفي كلا الموت والوفاة مفارقة للروح عن الجسد، وقطع للرابط بينهما، فإن كانت هذه المفارقة بين الروح والجسد دائمة فهو الموت للجسد، وإن كانت هذه المفارقة قصيرة فهي النوم، أو كانت طويلة ولكنها ليست النهاية، فهي الوفاة أيضًا، كما حدث لعيسى عليه السلام، فكل ميت متوفى وليس كل متوفى بميت.
    يقول تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) الزمر.
    ولما كانت الوفاة تعني الحفظ، وهذا الحفظ هو للحساب والجزاء يوم القيامة، ولما كان من يبلغ أرذل العمر ويفقد علمه يصبح ممن رفع عنهم القلم، وهذه الزيادة في عمرة لا يؤاخذ عليها قدم تعالى الوفاة على بلوغ أرذل العمر ومنها هذه الآية: (وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70) النحل، فانظر إلى مراعاة الله تعالى لأسباب التسمية ودقتها، فإنه تعالى هو الذي علم الإنسان البيان.
    ولما نظر الكفار إلى موت الجسد أنكروا بعث الناس إلى الحياة مرة أخرى، فرد الله عليهم مقولتهم ببيان ما يحدث للميت؛ بلاء للجسد، وحفظ للروح؛ فقال تعالى : (وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ كَافِرُونَ (10) قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11) السجدة.
    وإذا كان في الموت الوفاة للروح خارج الجسد فكيف يكون في النوم الوفاة أيضًا؟
    الروح من مادة"روح" وهي مستعملة فيما يرى أثره ولا تبصر ذاته، تعرف بما يدل عليها، وليس بإبصارنا لها، ففي النوم حبس لها وتعطيل لأدائها، ويكون النائم بحكم الميت، فلا تحكم لها في الجسد، ويكون النائم فاقدًا لوعيه، فلا يحس بما حوله، في هذه الحالة تكون الروح في حالة وفاة، أي محفوظة بلا عمل، والحفظ لها إما أن يكون في جسد النائم، أو خارجه... وتحسب هذه الوفاة من عمره.
    والمتوفى لا يعلم ما يدور حوله أو بعده؛ قال تعالى : (مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) المائدة.
    أما في الموت فيكون حفظ الروح خارج الجسد بعيدًا عنه، لذلك يتعرض الجسد بعد ذلك للتحلل، والتحول إلى التراب مرة أخرى، إلا من عطل الله فيه فعل الجراثيم والميكروبات في تحليل جسده، لأجل قصير أو طويل، أو تحول إلى التراب من دون فعلهما به.
    قال تعالى: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55﴾ طه.
    وإلى الآن لم يمت أحد في الفضاء؛ فكل رواد الفضاء الذين هلكوا كان هلاكهم قبل الوصول إلى الفضاء، أو بعد العودة منه، فعادت جثثهم إلى الأرض.
    فالله سبحانه وتعالى قال لعيسى عليه السلام: (إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55) آل عمران.
    فالله عز وجل يبين أن الذي حدث لعيسى هو الوفاة، وحتى لا يفهم من الوفاة حفظ للروح فقط، والسكوت عن مصير الجسد، فقال ﴿ورافعك إلي ﴾ ليبين تعالى أن الجسد نال الحفظ أيضًا، وإعلام الله لنا برفع عيسى عليه السلام إليه لم يحدد فيه مكان الرفع، فالله تعالى إله في السماء وفي الأرض، وله ملك السموات والأرض، فأينما وضعه الله وحفظه فلن يخرج من ملك الله.
    والرفع هو زيادة تكون في المقدار أو العطاء أو المنـزلة؛ فرفع قواعد البيت الحرام هو الزيادة عليها، وكل سطر من حجارتها هو قاعدة وأساس لما فوقه، ورفع بعض الناس على بعض بإعطاء بعضهم من المال، أو الملك، أو العلم أكثر من بعض، ورفع الأنبياء بعضهم على بعض بما خص كل واحد منهم، كتكليم الله تعالى لموسى عليه السلام في الأرض من دونهم، وإنزال الكتب على بعضهم، وبالعلم الذي أعطي لهم، وبكثرة من اتبعهم، ورفع عيسى عليه السلام في زيادة في عمره أولاً، وفيه أخذه للقرآن بعد نزوله، فوق أخذه للتوراة والإنجيل من قبل الرفع.
    أما رفع السماء فهو الزيادة في كمها بحيث زاد سمكها، وارتفع سقفها، لأن بداية السماء هو وجه الأرض .... وتفصيل ذلك موجود في كتابنا: (حقيقة السموات كما صورها القرآن)، وقد طبع حديثًا؛ عام 2006م.
    وبين تعالى أن هذا الذي جرى لعيسى عليه السلام هو تطهير له من الذين كفروا، فأتباع عيسى عليه السلام كانوا من الضعف والقلة التي لا تمكنهم من حمايته حيًا، وحفظه ميتًا، ومنع العبث بجسده لو قبض الله روحه وتوفاه، بل إن لمس جسده الطاهر من كفار هو نجاسة له، فقد أقسم أحد الصحابة رضي الله عنهم هو عاصم بن ثابت رضي الله عنه بعد إسلامه ألا يمس مشرك، ولا يمسه مشرك، وقد استشهد رضي الله عنه بعيدًا عن المدينة، وكان خارجًا في سرية هو قائدها، فأراد المشركون التمثيل بجسده، وأخذ جزء منه، فبعث الله ظلة من دبر على جسده، فلم يستطع المشركون أخذ شيء منه، فأجَّلوا فعلهم إلى الليل، فأرسل الله عز وجل عليه في الليل مطرًا جرف جثته وأخفاها... هذا ما فعله لمن أقسم بالله ألا يمس جسده مشرك بالله وهو حي، فأبر الله بقسمه، وحمى جسده من المشركين وهو ميت، كما حماه منهم وهو حي، فما بالك بمن سماه الله المسيح، ووصفه بأنه كلمته؟!، فمن هذا الذي يخترق درع الحماية الربانية ليصل إلى عيسى عليه السلام لقتله، أو لمس جسده حيًّا كان أم ميتًا؟!، فقد أرجأ الله عز وجل أمر موت عيسى ابن مريم عليه السلام إلى زمن آخر، يكون موته فيمن يستطيعون حفظه، والقيام بما يجب نحوه إذا توفى بين أيديهم.
    وقد كانت وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم مصيبة كبيرة على المسلمين، وكأنهم لم يهيئوا أنفسهم لمجيء هذا اليوم الذي لا بد منه، وما زلنا إذا ذكرت قصة وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وتفاصيل أحداثها تغلبنا دموعنا فتخرج رغمًا عنا، وقد مهد الله عز وجل لهذا اليوم بقوله: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ (144) آل عمران، ولم يحس المؤمنون بما تشير إليه هذه الآية، وكأنها ليست في القرآن، لأن أنفسهم لا تريد هذه المفارقة، حتى ذكرهم بها أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال مخاطبًا لهم: من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ومن كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ثم تلا الآية فأيقن الصحابة رضي الله عنهم موته صلى الله عليه وسلم وكأنهم يسمعونها لأول مرة .... وما تمنيت في حياتي أمنية كأمنيتي أن أكون في ثبات أبي بكر رضي الله عنه في هذا الموقف الجلل، الذي انهار فيه عظماء الرجال، وأن أكون صاحب الكلمة التي قالها، وما لي عمل أتقرب به إلى الله تعالى سواها..........
    أبو مُسْلم/ عبد المجيد العرابلي

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 01/12/2008 الساعة 08:55 AM

  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية هشام يوسف
    تاريخ التسجيل
    14/10/2008
    المشاركات
    76
    معدل تقييم المستوى
    16

    رد: سر رفع عيسى في الفرق ما بين الوفاة والموت

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الأخ الفاضل أبا مسلم، بارك الله فيك وبك، الحقيقة أن المواضيع التي في منتداكم، هي غاية في الأهمية عندي، وقد كنت وما زلت أتفكر ببعض منها، وقد كتبت عن بعضها في أحد المنتديات، فجزاكم الله خيرا وفتح الله علينا وعليكم من علمه وبركته وخيره.

    1) قال الله تعالى في سورة ص: { وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ } فما هو الجسد الوارد في الآية الكريمة وهل توافقون ما ذهب به أهل التفسير من أنه ( شق غلام ولد له)؟.

    2) في ظل الحديث عن نبي الله عيسى عليه السلام، ما المقصود بقوله تعالى : { وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ } فهل هم المسلمون كونهم أولى الناس بالأنبياء وما معهم من دعوة الحق أم هم النصارى؟؟

    3) هل لفظة (الروح) مذكر أم مؤنث؟؟؟ وهل للدواب والنبات أرواح؟؟

    4) الذين قتلوا في سبيل الله عز وجل هم أحياء بنص من كتاب الله العظيم، ولا يجوز أن نحسبهم أمواتا، ولكننا نحسب أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد مات... فما هو تعليقكم على هذه المقولة وكيف تطمئن القلوب لهذه المسألة؟؟

    جزاكم الله خيرا ودمتم في حفظ الله ورعايته.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 13/12/2008 الساعة 10:34 AM سبب آخر: تصحيح وإضافة

  3. #3
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    رد: سر رفع عيسى في الفرق ما بين الوفاة والموت

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام يوسف مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الأخ الفاضل أبا مسلم، بارك الله فيك وبك، الحقيقة أن المواضيع التي في منتداكم، هي غاية في الأهمية عندي، وقد كنت وما زلت أتفكر ببعض منها، وقد كتبت عن بعضها في أحد المنتديات، فجزاكم الله خيرا وفتح الله علينا وعليكم من علمه وبركته وخيره.

    1) قال الله تعالى في سورة ص: { وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ } فما هو الجسد الوارد في الآية الكريمة وهل توافقون ما ذهب به أهل التفسير من أنه ( شق غلام ولد له)؟..
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    الأخ الكريم هشام يوسف
    أحسن الله إليكم وزادكم الله من علمه وفضله
    الجسد هو الجسم في حالة السكون وعدم الحركة، وعدم الأكل والشرب، وعدم الأمر والنهي الدالة على الحياة والإرادة في كل ذلك؛
    قال تعالى: (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ (148) الأعراف
    وقال تعالى: (وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (8) الأنبياء.
    فهذه الصفات للجسد؛ أنه لا يتكلم ولا يأمر بالهدي ولا بالنهي عن المنكر، ولا يأكل ولا يشرب،
    وفي قصة سليمان عليه السلام؛ أنه فتن وأدرك أنه قد فتن؛ وعلاج ذلك بسرعة الأستغفار.
    كما فعل موسى عليه السلام : (فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15) قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16) القصص.
    وكما فعل داود عليه السلام : (وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ (25) ص.
    كانت منهما سرعة الإستغفار فجاءت لهما سرعة المغفرة
    أما سليمان عليه السلام؛ فبدل الاستغفار ركبه هم الفتنة، فجلس على كرسيه جسدًا لا يأكل ولا يشرب، ولا يأمر ولا ينهى، فلا يوصف مع هذه الحالة بأي وصف غير أنه جسد... ثم رجع إلى ما كان ينبغي أن يفعله من الاستغفار، ولتأخره بالاستغفار لم يصرح بالمغفرة له، وإن كان النص دل على المغفرة؛ لأنه قد أعطي مطلبه مع الاستغفار.
    قال تعالى: (وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (33) وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35) فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآَخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (38) ص.
    فسليمان عليه السلام لم يحكم الجن إلا بعد هذه الحدث وليس قبله
    ونبوة ترتبط بلبس خاتم في إصبعه أو خلعه لأمر من المضحكات المبكيات.


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام يوسف مشاهدة المشاركة
    2) في ظل الحديث عن نبي الله عيسى عليه السلام، ما المقصود بقوله تعالى : { وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ } فهل هم المسلمون كونهم أولى الناس بالأنبياء وما معهم من دعوة الحق أم هم النصارى؟؟.
    الاتباع غير الإيمان
    ليس من شرط الاتباع الإيمان .. فقد يتبعه لمصلحة يريدها، وقد يكون مجبرًا مقهورًا في اتباعه، وقد يكون مغرورًا مفتونًا في اتباعه، وقد يكون الاتباع عن إيمان ويقين بمن يتبعه.
    نحن مؤمنون بالمسيح غير متبعون له، ومؤمنون بالكتاب الذي أنزل عليه غير عاملين به؛ فعملنا هو بالكتاب الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. وأغنانا الله تعالى بقوله عن كل قول.
    أخي هشام
    المقصود في هذه الآية هم أتباع المسيح ؛ والتاريخ لم يسجل لليهود علو عليهم، إنما كانوا دائمًا يضطهدونهم، ويذلونهم، ولما كانت مصلحة نصارى أوروبا ضرب المسلمين باليهود، والخاسر من الطرفين مكسب لهم؛ استغلوهم وساعدوهم ووقفوا بجانبهم، وهذا الحال وإن طال لن يدوم.
    أما علو اليهود على جزء من هذه الأمة، وبسط بعض الأيدي لهم سرًا وعلانية هو من عقاب الله تعالى لهذه الأمة؛ حتى تدرك مدى ذلها دون الإسلام الذي تخلوا عنه في الحكم والتطبيق والحمل والدعوة .


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام يوسف مشاهدة المشاركة
    3) هل لفظة (الروح) مذكر أم مؤنث؟؟؟ وهل للدواب والنبات أرواح؟؟.
    لفظ الروح أطلق على مسميات عديدة؛ وتبعًا لهذه المسميات يكون التذكير والتانيث؛
    فإن قصد بها النفس تكون مؤمنه، (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) المعرج،
    وإن قصد بها جبريل تكون مذكرة؛ (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) الشعراء.
    والروح لا تدرك إلا بغيرها، فهي تبع لما يسمى بها.


    [/color]
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام يوسف مشاهدة المشاركة
    4) الذين قتلوا في سبيل الله عز وجل هم أحياء بنص من كتاب الله العظيم، ولا يجوز أن نحسبهم أمواتا، ولكننا نحسب أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد مات... فما هو تعليقكم على هذه المقولة وكيف تطمئن القلوب لهذه المسألة؟؟.
    كانت النظرة الجاهلية إلى الميت أنه خسر نعيم الدنيا بمفارقتها بالموت، فمن اختار الموت فقد اختار الحرمان، وما زال الناس يتلفظون بألفاظ جاهلية " ما بتروح إلا على الذي مات"
    والشهيد هو الذي ضحى بنفسه ونعيم الدنيا لأجل نعيم الآخرة
    فكان النهي عن وصف المقتولين في سبيل الله بالأموات لصرف المعنى الجاهلي المنكر للبعث
    وقد كان رد عمر على أبي سفيان في عزوة أحد : لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار.
    قال تعالى: (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) البقرة.
    وقال تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)آل عمران.
    فهذا مصيرهم ومآلهم عند الله تعالى، وهم من السابقين السابقين إلى الجنة.
    والموتى لا يحسبون الزمن من موتهم فكأن الآخرة قامت بعد موتهم بيوم أو بعض يوم.
    والرزق في الآخرة لا يكون إلا لأصحاب الجنة لأن معه اللذة والتنعم.
    وما يأكله أصحاب النار هو من تنوع العذاب عليهم.
    والله تعالى أعلم.


    [/color]
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام يوسف مشاهدة المشاركة
    4)جزاكم الله خيرا ودمتم في حفظ الله ورعايته.
    وجزاك الله بكل خير وفضل وإحسان.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 31/01/2009 الساعة 09:18 AM

  4. #4
    عـضــو الصورة الرمزية هشام يوسف
    تاريخ التسجيل
    14/10/2008
    المشاركات
    76
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: سر رفع عيسى في الفرق ما بين الوفاة والموت

    السلام عليكم

    الاتباع غير الإيمان
    ليس من شرط الاتباع الإيمان .. فقد يتبعه لمصلحة يريدها، وقد يكون مجبرًا مقهورًا في اتباعه، وقد يكون مغرورًا مفتونًا في اتباعه، وقد يكون الاتباع عن إيمان ويقين بمن يتبعه.
    نحن مؤمنون بالمسيح غير متبعون له، ومؤمنون بالكتاب الذي أنزل عليه غير عاملين به؛ فعملنا هو بالكتاب الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. وأغنانا الله تعالى بقوله عن كل قول.
    أخي هشام
    المقصود في هذه الآية هم أتباع المسيح ؛ والتاريخ لم يسجل لليهود علو عليهم، إنما كانوا دائمًا يضطهدونهم، ويذلونهم، ولما كانت مصلحة نصارى أوروبا ضرب المسلمين باليهود، والخاسر من الطرفين مكسب لهم؛ استغلوهم وساعدوهم ووقفوا بجانبهم، وهذا الحال وإن طال لن يدوم.
    أما علو اليهود على جزء من هذه الأمة، وبسط بعض الأيدي لهم سرًا وعلانية هو من عقاب الله تعالى لهذه الأمة؛ حتى تدرك مدى ذلها دون الإسلام الذي تخلوا عنه في الحكم والتطبيق والحمل والدعوة .
    ولكن يا أخي... النصارى هم كفار بنص من كتاب الله عز وجل، فكيف يصير الكفار فوق الذين كفروا؟؟
    ثم إن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم { إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ } فمن هم الذين اتبعوا ابراهيم عليه السلام؟؟ ألم يأمرنا الله عز وجل بأن نتبع ملة أبينا إبراهيم عليه السلام؟؟


  5. #5
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    رد: سر رفع عيسى في الفرق ما بين الوفاة والموت

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام يوسف مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم



    ولكن يا أخي... النصارى هم كفار بنص من كتاب الله عز وجل، فكيف يصير الكفار فوق الذين كفروا؟؟
    ثم إن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم { إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ } فمن هم الذين اتبعوا ابراهيم عليه السلام؟؟ ألم يأمرنا الله عز وجل بأن نتبع ملة أبينا إبراهيم عليه السلام؟؟
    نعم أخي الكريم
    هم كفار بوحدانية الله وليس بعيسى عليه السلام
    فالذين اتبعوه فوق الذين كفروا به من القوم الذين أرسل إليهم
    وعيسى عليه السلام رسولا خاصًا لبني إسرائيل
    فمنهم من اتبعه ومنهم من كفر به
    والتاريخ لم يكتب أنه كان لليهود علو على النصارى ... وهذا ما يوافق ما جاء في الآية
    وهناك لفتة من الله تعالى في الاتباع لما كان عليه عيسى عليه السلام من كثرة الترحال وعدم اتخاذ بيتًا له
    فما يتبعه حيث يرحل إلا من آمن به
    وقد فصلت بأن الاتباع متنوع حسبب السبب الذي من أجله كان الاتباع
    وقد يختلف الاتباع في حياة النبي عن الاتباع بعد رحيله عنهم
    وانحراف الأديان بعد الأنبياء دليل على ذلك
    وهناك من اتبع إبراهيم عليه السلام، وهاجر معه، فهم أولى به
    وهو عليه السلام قد تنقل بين العراق والشام والجزيرة
    وأمرنا أن نتبع ملة إبراهيم؛ أي ما على ما عليه هو ومن اتبعه من الإسلام الذي سمانا به من قبل
    والله تعالى أعلم


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •