Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
الفرق بين النفس والروح

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: الفرق بين النفس والروح

  1. #1
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    الفرق بين النفس والروح

    بسم الله الرحمن الرحيم
    كنت مترددًا من إضافة باب في كتابي" أحبك أيها المسيح" بعنوان "تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك" قبل طبعة، وهو من قول عيسى عليه السلام، وكنت في زيارة أحد الأخوة فأخبرني أنه حدث في مسجد في منطقته بأن سأل أحد المستمعين لدرس أحد المشايخ في المسجد عن نفس الله، والله تعالى يقول : (كل نفس ذائقة الموت)، فهل نفس الله ستذوق الموت؟ فثار الشيخ على السائل، وقام تلاميذ الشيخ بضرب السائل ضربًا مبرحًا وإخراجه من المسجد، وكانت هذه إجابة الشيخ على السائل.
    فأوجبت على نفسي أن أضيف للكتاب هذا الباب، وسرني أن أحد الأخوة أن قال لي: كان هذا سؤال في نفسي لا أعرف له إجابة .... وأستحي أن أسأل عنه .... فلما قرأته في كتابك ارتاحت له نفسي، وزال عنها هذا التساؤل.
    وإني أعزم على كل أخ وأخت ممن يقدر له قراءة هذا الموضوع، أن يقرأه بتمعن واهتمام، وألا يبخل علينا برأيه فيما قرأ، فإن التناصح بين الأخوة واجب .... وأعتذر إن كان في الموضوع بعض الطول الذي لم يكن من بد .... حتى يتضح الأمر ويذهب عنه لبس بعض الناس فيه.
    بسم الله الرحمن الرحيم
    عيسى ابن مريم عليه السلام روح من الله
    قال تعالى: (إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ 00(171) النساء.
    الرُّوح من مادة "رَوَحَ" وهي لما يرى أثره في غيره ولا تبصر ذاته.
    فمنها الريح التي لا تُبصر، ويرى أثرها في هز الأغصان، وسفي التراب والرمال، وتحريك أشرعة السفن والأغصان، وإثارة الأمواج، وسوق السحاب وغير ذلك.
    ومنها الرائحة التي يحس بها عن طريق حاسة الشم من غير إبصار لها.
    ومنها الرُّوح التي يرى أثرها في الأجساد، فتتحرك، وتتنفس، وتتغذى، وتنمو وتكبر، وكل ما يدل على الحياة في جسد الحي من الناس، والحيوانات، وهي لا تبصر.
    قال تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85) الإسراء.
    وقد سمي جبريل عليه السلام بالروح لأنه ينـزل بالوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم فيرى أثره عليه، ويُعلم ما جاء به، لكن لا يبصره الرسول صلى الله عليه وسلم في معظم الأحوال، ولا الحاضرون حوله.
    قال تعالى: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) القدر.
    وسمي جبريل عليه السلام "بالرُّوح الأمين"؛ لأنه الأمين عند الله على نقل الوحي، وهو الذي سماه ووصفه بذلك.
    قال تعالى: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) الشعراء.
    وسمي جبريل "بروح القدس" عندما نزل تأييدًا لعيسى عليه السلام حتى يستطيع تكليم بني إسرائيل وهو في المهد، وذلك لتطهيره مما يرمى به مع أمه، لجهل بني إسرائيل بحقيقة ما حدث لمريم وخلق عيسى عليه السلام.
    قال تعالى: (إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً 00 (110) المائدة.
    ولتطهير المؤمنين بما يأتي به من الوحي على الرسول عليه السلام، وبيان أحكام الله في كل شيء0 ومادة قدس هي للطهارة؛ فالقَدَس هو الوعاء الذي يوضع فيه ماء الوضوء للطهارة به، والقُدْس المدينة المعروفة التي لا يستنقع ماء المطر في أرضها، ويذهب عنها شرقًا وغربًا، وأرض فلسطين أرض مقدسة لا تستنقع في أرضها نجاسة، لأنها جيدة التصريف للمياه لكثرة شعابها ووديانها، وانحدار جوانبها، والمكان الوحيد الذي يستنقع فيه ماء المطر بحيرة مالحة عديمة الأسماك والكائنات الحية.
    قال تعالى: (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102) النحل.
    وسمى الله عز وجل "الوحي" الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم "بالروح" كذلك، لما له من أثر خفي وعجيب على نفوس المؤمنين الذين آمنوا به، وإنما هو كلمات من أصوات لا تتجسد للعين المبصرة.
    قال تعالى: (يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ (2﴾ النحل.
    وأما قول يعقوب عليه السلام لبنيه: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87﴾ يوسف، من روح الله أي من تدبير الله الخفي في إعانتكم على إيجاد يوسف عليه السلام، وأخيه، فتُحِسُّوا بهذا التدبير دون رؤية من وراءه.
    وسمَّى الله سبحانه وتعالى عيسى عليه السلام "روحًا منه" لأن أمر خلقه كان خفيًا على الناس عامة، وعلى بني إسرائيل خاصة، ولن يجعل الله عز وجل لأحد عذرًا في جهله بعد بيان حقيقته.
    قال تعالى: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً (171(النساء.
    وكل البشر هم روح من الله، فإن الحياة لا توهب لهم إلا من الله، ومن للتبعيض، وعيسى عليه السلام هو بعض من روح الله التي تسكن أجساد البشر، ونسبته إلى هاء الضمير العائد إلى الله هو كنسبة الرسول إلى الله بقوله رسلنا ورسولنا.
    وكقوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52﴾ الشورى.
    وكقوله تعالى: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72﴾ الحجر، فالنفخ من روح الله في جسد آدم كالنفخ من روح الله في نطفة مريم، وذكر ذلك عن عيسى عليه السلام في بيان حقيقته أنه خلق كسائر البشر فكان واحدًا منهم.
    والروح تدرك ولا تحس بإحدى الحواس، وإنما الذي يحس هو أثرها في الأجساد، فيستدل به على وجودها، لذلك لا نستطيع أن نحكم أنها من مادة؛ قال تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85﴾ الإسراء.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 17/06/2017 الساعة 11:14 PM

  2. #2
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك

    تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك
    النفس هي الروح بما يكون لديها وتتمسك به، فبعد نفخ الروح في الجسد تتمسك بالجسد وتتعلق به، وتعمل على حفظه وبقائه، ومن ثم تتمسك وتحفظ كل ما يأتيها من معلومات عن العالم الخارجي عن طريق الحواس، وتصبح خصائص الجسد وما تحتفظ به ما يميز النفس عن غيرها من الأنفس وهي حقيقة الشيء ومعدنه.
    والدلالة على النفس يظهر بما تسمح له بالخروج من تطلعات ورغبات، فهي لا تظهر ما في داخلها إلا عن إرادة ورغبة منها، ففي داخلها مستودع سرها.
    والمرأة النُفساء هي التي ولدت مولودها، وقيل أيضًا للحائض، كأنها أظهرت وكشفت بما خرج منها أنه ليس في رحمها جنين تخفيه، وسمي الدم الجاري في العروق بالنَفْس لأن في خروجه من الجسد خروج للنفس أيضًا.... فبقاء النفس في الجسد مرهون ببقاء الدم فيه.
    وكل ما ترغب به النفس وتتعلق به وتحب أن يكون لها فهو نفيس، ومن ذلك المعادن النفيسة والمجوهرات، وفعل التنافس يكون في المباراة مع الغير لنيل شيء مرغوب فيه للفوز به.
    وقتل النفس هو حرمانها من حياة الجسد، والقتل إما يكون من الغير، وإما أن يكون من ذات النفس؛ ويكون بفعل شيء في الجسد لا يمكن وقفه أو تراجعه تنتهي به حياة الجسد، بشكل بطيء أو سريع0 فالقتل هو قطع العلاقة بين الروح والجسد الذي تتمسك به، وقتلها هو حرمانها من الحياة الدنيا ونعيمها .... ومن ذلك قوله تعالى: (إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) المدثر، فتقديره الفاسد كتب عليه الحرمان الأبدي في الآخرة من متع الحياة.
    والتضحية بالنفس أو الجهاد بالنفس أو بيع النفس لله هو التضحية بالجسد، وهو أعظم الأشياء التي تتعلق بها النفس، وأهمها ويبقيها فاعلة في الحياة الدنيا.
    والنَفَس هو الهواء الذي يخرج من الرئتين عبر الأنف والفم، وتعلق النَفْس به كبير لأن به حياتها ولا تتخلى عنه إلا بعملية التنفس، وتاء التنفس تفيد قلب الأمر على خلافه، فبدلاً من التمسك به تخرجه، ولكن لاستبداله بغيره.
    وقوله تعالى: (وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) التكوير، والصبح هو فترة التغير الشديد بالانتقال والتحول من ظلمة الليل إلى نور النهار، وتنفسه هو إخراج ما كان يستره وإظهاره للعيان، وهي آية من سورة تحدثت عن صور كثيرة عن كشف المستور، وستر المكشوف... فارجع إلى آيات سورة التكوير وتدبرها جيدًا، سيتضح لك المعنى الذي أشرنا إليه.
    ولما كانت النفس أفادت تعلق الروح بالجسد فإن التغييرات التي تحدث للجسد مؤثرة على النفس فبعد البلوغ تتطلع النفس ليكون منها ذرية لها ورغبة جامحة فيها (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) النساء، فقدم الذرية على الزوج لأن الرغبة في الذرية هي الدافعة للبحث عن الزوج، والارتباط به، وأشار في زوجها إلى النفس بهاء الضمير إلى إرادة الذات دون الصفات، لأن خلق حواء زوج آدم ابتداء لم يكن عن رغبة متولدة في نفس آدم عليه السلام.
    وقد سميت ذات الإنسان وحقيقته بالروح، لأنها مستورة، لكن هناك ما يدل عليها من حياة الجسد وحركته ونموه، ولا تسمى ذات الله بالروح لأنه سبحانه وتعالى لا تجسيد له تعرف من خلاله الروح، ولو كان له جسد يظهر لحكم عليه بأنه ليس بإله ولاعتراه ما يعتري الأشياء المادية التي ذكرناها للتمييز بين من هو إله، ومن هو ليس بإله، والأرواح كلها من أمر الله فهي من الله، وتجعل في أجساد الناس، ولا يعلم سرها إلا الله، ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85﴾ الإسراء.
    لكن لما سميت النفس باسمها لتعلقها بالأشياء، واحتفاظها بما عندها، ولما كان كل ما في الكون مرجعه إلى الله، وليس له قيام إلا بوجود الله عز وجل وفعله، فإن الله أثبت أن له نفسًا للدلالة على ما عنده، وما يخفي من علم أو غضب أو ما يحب أن يكون ويريده؛ قال تعالى في التحذير من غضب الله وسخطه:
    ﴿وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ (28).... وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ (30﴾ آل عمران.
    وقال تعالى فيما أوجب على نفسه من الرحمة وهي كما بيناه امتداد وتواصل للناس وبعد البعث هو الأكثر والأطول مدة، فلولا أن الله تعالى أمسك عنده واحتفظ بما يعيد الناس، وما كان لهم من أعمال، لما كان هناك بعث وحساب، ولا نعيم وعذاب، قال تعالى: (كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِالرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (12﴾ الأنعام، وقال تعالى: ﴿كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (54﴾ الأنعام، وقوله تعالى في إعداد موسى عليه السلام لتكليم الله عز وجل وإخراج ما في نفسه من كلام يظهره لموسى عليه السلام: (وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى (40) وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41) طه.
    وقال تعالى: في جواب عيسى عليه السلام لله مبينًا ما يحتفظ به الله من الغيب ولا يستطيع أحد الاطلاع عليه: (وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117﴾ المائدة.
    ودلالة ذكر هذه القصة من مواقف يوم القيامة على مسمع ممن ألَّه عيسى عليه السلام وأمه ليبين الله تعالى أن نفس عيسى عليه السلام غير نفس الله جل جلاله، وأن ما في نفس عيسى عليه السلام مطلع عليه الله سبحانه وتعالى ويعلمه، وما في نفس الله لا اطلاع لأحد عليه، ولا لعيسى عليه السلام، ثم يبين تعالى أن مسألة تقرير العذاب أو الغفران عائدة لله وحده، (إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) المائدة، وهذا منتهى الصدق إذ بين عيسى عليه السلام أن الأمور كلها بيد الله، وهو يتصرف بعباده كما يشاء، ومن ادعى غير ذلك فهو أكذب الكاذبين، فقال تعالى معقبًا على شهادة عيسى عليه السلام: (قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (120) المائدة.
    بينت هذه الآيات أن لله نفسًا، وبين تعالى في موضع آخر أن كل نفس ذائقة الموت، قال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) آل عمران، فتساءل بعض الناس عن كيفية التوفيق بين موت كل نفس، ووصف الله تعالى بأن له نفسًا، وأن الله حي لا يموت.
    ذكر تعالى بأن كل نفس ذائقة الموت، وفي ذلك نهاية عملها في الحياة الدنيا، حتى تحاسب على عمل محدد لا يزيد بعد ذلك ولا ينقص، فتوفى كل نفس أجرها.
    فإذا ماتت كل نفس ذكرت في القرآن دون استثناء فمن يبعث النفوس يوم القيامة؟
    ومن يوفيها أجورها التي ذكرت في نفس الآية؟!
    وأن الذي يذيق الأنفس الموت هو غير ذائقها، فبقاؤه غير مرتبط ببقاء النفوس التي تذوق الموت، فمن يوقع الفعل هو غير من يقع عليه الفعل.
    وذوق الموت هو ما يصيب النفس جراء مفارقتها للجسد،
    والله عز وجل لا يجسد، ولا يوصف بأن له جسدًا، حتى يجعل الجاهل نفس الله مع الأنفس التي في هذه الآية.
    وكلمة "كل" من مادة "كلل" وهي للاستنفاد، الذي لم يبق معه بقية ... فمن يستنفد أكثر طاقته في عمل يكل ويمل، فيتحول عنه، دون رغبة في العمل بالأعمال الأخرى، والكلالة هو الميت الذي لا والد له ولا ولد، ومثله اليتيم، مقطوع الطرفين؛ من الأصل والفرع، سواء أكان له إخوة أم لم يكن، والإكليل: العصابة المرصعة بالجواهر، فجواهرها مقطعة بعضها عن بعض، خلاف التاج الذي هو قطعة واحدة، وقد يوصف التاج كذلك لأنه يرصع بجواهر مقطعة بعضها عن بعض، أما إذا كان الإكليل من النَور والزهر؛ فلأن الزهر مقطوع عن أصله، ولا ينمو كالفرع أو البرعم المقطوع، ليزرع ويصبح نباتًا جديدًا، وكذلك لا يمتد بقاؤه امتداد التاج المكون من معدن؛ كالذهب، والفضة، وغير ذلك من الجواهر، والمعادن، فما أسرع من أن يذبل ويفسد.
    ويوضح "كل" ويبينها ما جاء في قصة سؤال إبراهيم عليه السلام الله تعالى؛ أن يريه كيف يحيى الموتى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) البقرة، فقوله تعالى "على كل جبل"، لا يعني جميع جبال الأرض، لكنها تفيد حتى يستنفد إبراهيم عليه السلام أجزاء الطيور على الجبال، فمتى استنفد أجزاء الطيور الأربع ينتهي تفريقها على الجبال، ويبقى هنالك جبال لم توضع عليها أجزاء من الطير،
    وكقوله تعالى: ﴿فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30﴾ الحجر، فقوله كلهم يحتمل أن بعضهم لم يسجد فأكد بأجمعون حتى لا يكون هناك استثناء.
    فالله تعالى يذيق كل نفس الموت حتى لا تبقى هناك نفس مكتوب عليها الموت، ومقدر لها أن تموت، وليس جميع الأنفس، وفهم إرادة الجميع بلفظ "كل" لا يفهم إلا من واقع ما تتحدث عنه الآية0 فنفس الله هي ذاته، ولا تحكم لأحد عليها، وإلا لما صح وصفه بالإله، وهي غير النفس البشرية، ولا تشابه ولا مقارنة بينهما، ولا يجوز إدخالها مع ما تشمله الآية المذكورة، وذوق الموت هو ألم مفارقة الجسد، لمن كان له جسد، وتعالى الله عز وجل أن يكون له جسد00 هذا والله تعالى أعلم....
    أبو مُسْلم/ عبد المجيد العرابْلي

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 17/06/2017 الساعة 11:14 PM

  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية هشام يوسف
    تاريخ التسجيل
    14/10/2008
    المشاركات
    76
    معدل تقييم المستوى
    16

    رد: الفرق بين الروح والنفس

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخي الفاضل، بارك الله فيك على هذه الدراسات القيمة... واسمح لي أن أصارحك أنني لم أجد هنا المادة التي كنت أرجوها عندما قرأت العنوان.

    1) لم تخلص إلى تعريف جامع عن الروح، وإنما أتيت لنا ما ذكر من مادة الروح في كتاب الله عز وجل ولم تربط الربط الصحيح المقنع بين مشتقات مادة ( روح) وأنت صاحب فقه الجذور.

    2) تقول:

    فمنها الريح التي لا تُبصر، ويرى أثرها في هز الأغصان....
    ثم تقول:
    وقد سمي جبريل عليه السلام بالروح لأنه ينـزل بالوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم فيرى أثره عليه، ويُعلم ما جاء به، لكن لا يبصره الرسول صلى الله عليه وسلم في معظم الأحوال، ولا الحاضرون حوله.
    ثم تخلص إلى القول:
    والروح تدرك ولا تحس بإحدى الحواس، وإنما الذي يحس هو أثرها في الأجساد، فيستدل به على وجودها، لذلك لا نستطيع أن نحكم أنها من مادة؛ قال تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85﴾ الإسراء.
    فكما تعلم أخي الفاضل أن الابصار هو أحد الحواس، وكما تعلم أن الريح هو عبارة عن هواء متحرك، والهواء هو مركبات لعناصر في الحالة الغازية، فالريح يلمس، واللمس هو أحد الحواس، أما بخصوص جبريل عليه السلام، وقولك أنه لا يراه الرسول عليه السلام في معظم الأحوال، فهو إذن يمكن رؤيته، كما أن الصحابة قد رأوه عندما جاء في صورة رجل - كما ورد في الحديث الشريف- ثم أن مريم عليها السلام قد رأته عندما جاء ليبشرها بعيسى عليه السلام، فقولك " في عدم رؤيته في معظم الأحوال" أرى أنه محاولة في إثبات ليس بمحله، وفي النهاية تخلص لقولك أننا لا نستطيع أن نحكم أن الروح ليست من مادة، ولكن ما هي المادة حتى تقول أن الروح ليست منها؟؟؟

    3) أما قولك عن النفس:
    النفس هي الروح بما يكون لديها وتتمسك به، فبعد نفخ الروح في الجسد تتمسك بالجسد وتتعلق به، وتعمل على حفظه وبقائه، ومن ثم تتمسك وتحفظ كل ما يأتيها من معلومات عن العالم الخارجي عن طريق الحواس، وتصبح خصائص الجسد وما تحتفظ به ما يميز النفس عن غيرها من الأنفس وهي حقيقة الشيء ومعدنه.
    أفهم من قولك هنا أن "النفس" تطلق على الذات بجملتها، أرى أن الذات البشرية تتكون من ثلاثة عناصر، هي الروح والجسد والحياة، فالنفس هي روح وجسد وحياة -بالنسبة للبشر- وقد يطلق على الروح وحدها بالنفس لأن الروح هي العنصر الأهم بالنسبة للذات، كقولنا: جاء فلان بلحمه وشحمه، وهذا لا يعني أنه ترك عظمه خلفه، ورأيي أن النفس البشرية هي خلاصة التفاعل بين الروح والجسد والحياة.

    على كل حال... أضع هذه التساؤلات حتى نكمل الطريق لنصل أو نقترب من الحقيقة بإذن الله الملك القدوس.

    1) هل للجان وللدواب والنبات أرواحا ؟؟ وهل يجوز أن نطلق نقول على الدواب أنها " نفسا "؟؟؟
    2) قد قلت وفي تعريفك للنفس:
    ومن ثم تتمسك وتحفظ كل ما يأتيها من معلومات عن العالم الخارجي عن طريق الحواس،
    فهل المعلومات تأتي عن طريق الحواس فقط؟؟ فماذا تقول في الرؤى أليست معلومات؟؟ فمن أين تأتي إذن وأي طريق تسلك وكيف تستقر في الوعي والإدراك؟؟

    ........... لي عودة إن شاء الله تعالى.
    طابت أوقاتكم

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 14/12/2008 الساعة 08:29 AM

  4. #4
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    رد: الفرق بين الروح والنفس

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام يوسف مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخي الفاضل، بارك الله فيك على هذه الدراسات القيمة... واسمح لي أن أصارحك أنني لم أجد هنا المادة التي كنت أرجوها عندما قرأت العنوان.

    1) لم تخلص إلى تعريف جامع عن الروح، وإنما أتيت لنا ما ذكر من مادة الروح في كتاب الله عز وجل ولم تربط الربط الصحيح المقنع بين مشتقات مادة ( روح) وأنت صاحب فقه الجذور.

    2) تقول:

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    الأخ الكريم هشام يوسف
    أحسن الله إليكم وجزاكم الله بكل خير
    وأشكر لكم وقوفك على ما تقرأ
    المادة هي مادة "رَوَحَ"، وليس مادة "الروح"؛ لأن المادة شاملة لكل ما بني منها وجرى اشتقاقه. والروح جزء منها.
    وعند البحث في المادة يبين استعمالها في مشتقاتها، ولا يظهر هذا الاستعمال إلا بالتعرض لجميع مشتقاتها.
    وعندما أتحدث عن أحد المشتقات لا أتحدث عنها جميعًا، فلكل مشتق خصوصيته بجانب الصفة التي يكتسبها من استعمال الجذر.


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام يوسف مشاهدة المشاركة
    فكما تعلم أخي الفاضل أن الابصار هو أحد الحواس، وكما تعلم أن الريح هو عبارة عن هواء متحرك، والهواء هو مركبات لعناصر في الحالة الغازية، فالريح يلمس، واللمس هو أحد الحواس، أما بخصوص جبريل عليه السلام، وقولك أنه لا يراه الرسول عليه السلام في معظم الأحوال، فهو إذن يمكن رؤيته، كما أن الصحابة قد رأوه عندما جاء في صورة رجل - كما ورد في الحديث الشريف- ثم أن مريم عليها السلام قد رأته عندما جاء ليبشرها بعيسى عليه السلام، فقولك " في عدم رؤيته في معظم الأحوال" أرى أنه محاولة في إثبات ليس بمحله، وفي النهاية تخلص لقولك أننا لا نستطيع أن نحكم أن الروح ليست من مادة، ولكن ما هي المادة حتى تقول أن الروح ليست منها؟؟؟
    أخي الكريم
    بينت استعمال الجذر "بما يحس أثره ولا يبصر" فأنا تكلمت عن حاسة واحدة وهي حاسة الإبصار، ويمكن التعرف عليه بحواس أخرى، إن كان بالإمكان، فإن كان لا يحس بجميع الحواس فهي من الزيادة في عدم القدرة على التعرف عليه.. لكن الأصل في الاستعمال هو عدم الإبصار.
    الرِيح أصلها الرِوح قلبت الواو إلى ياء بسبب كسرة الراء
    والريح تطلق على الهواء عندما يتحرك ويحس بحركته، والإحساس بحركته من تحركيه للأشياء، وإذا حرك الأشياء فستجد له أثرًا على جلد الإنسان ببرودة أو حرارة، أو تحريكًا لملابس الإنسان أو شعره أو دفعه .... ودون الحركة لا تحس به. وإذا كانت الحركة ضعيفة لا تسميه ريحًا، فتقول عندها الهواء بارد، ولا تقول الريح باردة، وإذا لم يكن هناك حركة تقول الجو بارد، فالإحساس بالبرد أو الحرارة شيء آخر قد يرتبط بالريح وقد لا يكون مع الريح إحساس ببرد أو حرارة.
    والهواء الساكن لا يسمى ريحًا فالتسمية له عند الحركة القوية فقط .. وهو لا يبصر وإنما يبصر أثره على الأشياء والإنسان، والإحساس به أو إبصار أثره هو غير إبصار ذاته فندرك وجوده من غير الإبصار له.
    أما جبريل عليه السلام: فتسميته بجبريل له دلالة من هذه التسمية.
    وتسميته بالروح له دلالة أخرى، وقد قلت بأنه لا يبصر في معظم الأحيان، ولا من قبل الحاضرين حول النبي صلى الله عليه وسلم وقت نزول الوحي ... وكلامي هذا واضح بأن قد يبصر في أحوال أخرى، بالأمور التي أنت قد أشرت لها في ردك، لكن تسميته جبريل بالروح هو في الحالة التي لا يبصر فيها، ويحس أثره النبي بما يوحى إليه، ويحس من حوله بالجهد الذي يعانيه النبي صلى الله عليه وسلم، وتعرقه أحيانًا، وثقله على من يتكأ عليه.
    أما الروح التي هي النفس؛ فهي لا تبصر فلذلك سميت بالروح، وفوق ذلك أنها لا تحس بإحدى الحواس الأخرى،
    المادة لا أخي الكريم يجب أن تحس بإحدى الحواس
    فالهواء وإن كان لا يبصر؛ لكنه يبصر في أحوال دون أحوال؛ فبخار الماء في الهواء لا يبصر، لكنه يبصر عند تكثفه وتحوله إلى ماء أو برد أو ثلج، أو سحاب أو غيم. وكذلك لو سيل بالضغط والتبريد؛ فهو إذن مادة.
    والرائجة لا تبصر لكن تحس بحاسة الشم فهي مادة، وهي تتطاير من مادة تراها، أو ترى لو جمع منها كمية كافية للرؤية.
    وهناك من يدرك وجوده ولا يبصر
    فالله تعالى يدرك وجوده لكنه لا تدركه الأبصار
    والروح يدرك وجودها لكنها لا تدركها الأبصار
    ولذلك لا يمكن أن نحكم أن الروح من مادة وهي لا يقع عليها الحس.
    لكن الملائكة والجن حكمنا عليهما بأنهما من مادة لأن الحس وقع عليهما في أحوال معينه
    والمادة: هي كل شيء مدرك محسوس، فكل شيء يحس به بإحدى الحواس الخمسة فهو من مادة، ويدخل في هذا التعريف النور والحرارة، فالطاقة جزء من المادة، ولذلك كانت الملائكة والجن من مادة، وما كان مدركًا غير محسوس فهو ليس بمادة
    .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام يوسف مشاهدة المشاركة
    3) أما قولك عن النفس:
    أفهم من قولك هنا أن "النفس" تطلق على الذات بجملتها، أرى أن الذات البشرية تتكون من ثلاثة عناصر، هي الروح والجسد والحياة، فالنفس هي روح وجسد وحياة -بالنسبة للبشر- وقد يطلق على الروح وحدها بالنفس لأن الروح هي العنصر الأهم بالنسبة للذات، كقولنا: جاء فلان بلحمه وشحمه، وهذا لا يعني أنه ترك عظمه خلفه، ورأيي أن النفس البشرية هي خلاصة التفاعل بين الروح والجسد والحياة.

    على كل حال... أضع هذه التساؤلات حتى نكمل الطريق لنصل أو نقترب من الحقيقة بإذن الله الملك القدوس.
    النفس هي الروح بالروابط التي تربطها بأحوال الجسد؛ بحاجاته العضوية وغرائزه، والأحداث التي تحدث له، وما يتميز به؛ من شكل وجينات، وعلاقاته مع من يرتبط بهم في النسب؛ كان أصلا أو فرعًا أو ما كان منهما، وهي سبب الحياة في الجسد. وكل ذلك ناتج من بداية ارتباط الروح بالجسد.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام يوسف مشاهدة المشاركة
    1) هل للجان وللدواب والنبات أرواحا ؟؟ وهل يجوز أن نطلق نقول على الدواب أنها " نفسا "؟؟؟
    للجان والدواب أرواح لأنها ذات إرادة، أما النبات فلا خيار له، وثابت في مكانه لا يفارقه.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام يوسف مشاهدة المشاركة
    2) فهل المعلومات تأتي عن طريق الحواس فقط؟؟ فماذا تقول في الرؤى أليست معلومات؟؟ فمن أين تأتي إذن وأي طريق تسلك وكيف تستقر في الوعي والإدراك؟؟
    المعلومات التي يحصل عليها الإنسان هي عن طريق الحواس، والرؤية للأشياء تؤدي علمًا، فإن طابق العلم الواقع كان إبصارًا، والتوجه للشيء يسمى نظرًا، وقد فرقنا بينها من قبل؛ عندما تكلمنا عن حذف صورة الواو في (رُءيا)، ولذلك فإن العلم الذي يأتي عن طريق المنام يسمى رؤيا، وهو نادر الحدوث في حياة الإنسان، ولا يعد كسرًا ذا شأن بين ما يعلمه الإنسان، وهذا العلم يصل الإنسان وكأنه حصل عليه عن طريق حاسة البصر.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام يوسف مشاهدة المشاركة
    ........... لي عودة إن شاء الله تعالى.
    طابت أوقاتكم
    بارك الله فيك وفي مرورك
    ومرحبًا بك بكل ما تشارك به

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 24/02/2009 الساعة 03:30 PM

  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: الفرق بين النفس والروح

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بارك الله فيك أخي الكريم أبو مسلم العرابلي، دائما تتحفنا بالمواضيع الشيقة

    جعلها الله في ميزان حسناتك

    أستسمحك في إضافة بعض الأمور حول النفس والروح لإثراء الموضوع وربما إفادة القارئ الكريم

    النفس في التعريف القرآني:

    الكل يتكلم ويكتب في النفس، والقلة تستطيع تحديدها وتعريفها بكلمات بسيطة. فهل من تعريف لهذه الأمارة بالسوء، كما جاء وصفها القرآني على لسان سيدنا يوسف: (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ(53) (يوسف).
    ما كنه هذه النفس التي وصف مجاهدتها الرسول عليه الصلاة والسلام بالجهاد الأكبر فيما روي عنه "جئتم من الجهاد الأصغر، إلى الجهاد الأكبر، قالوا وما الجهاد الأكبر يا رسول الله ؟ قال: جهاد النفس"

    وردت كلمة النفس في القرآن الكريم في مئتين وخمس وتسعين آية كريمة، يتبين من دراستها أن لكلمة النفس قرآنيا معاني عدة كأكثر الكلمات في كتاب الله.

    1) وردت كلمة النفس في بضع آيات فقط، تعني كلمة النفس فيها، ذات الله تعالى أو صفاته, ففي قوله عز من قائل:
    تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ(116) (المائدة)
    ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَامُوسَى(40)وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي(41) (كتب على نفسه الرحمة) (كتب ربكم على نفسه الرحمة)
    النفس في الآيات الكريمة السابقة تعني، كما ذكرنا، ذات الله تعالى.
    ولا نسمح لأنفسنا، ولا ننصح أحدا بأن يبحث في ذات الله... فالمولى عرف ذاته بقوله (ليس كمثله شيء) والقاعدة النبوية الشريفة تقول: "تفكروا في خلق الله، ولا تتفكروا في الله، فإنكم لن تقدروا قدره) رواه الاصبهاني في الترغيب...

    أما في قوله تعالى: وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ(28)(آل عمران)
    وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ(30) (آل عمران)
    فالنفس هنا تعني صفة من صفات الله، ولله أسماء وصفات هي سبعة وتسعون اسما هي من أسماء الله الحسنى أما "الله" و"الرحمان" فهما اسما ذات، ومن الواجب التفكر في صفات الله ودعوته بها: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) ومن أسماء صفاته الجبار والمنتقم...

    (...)

    إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ(88)


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: الفرق بين النفس والروح

    2)
    من معاني النفس قرآنيا: الروح، والله أعلم، إذا قرنت كلمة النفس بصفة المطمئنة. ولقد ورد هذا المعنى في آية واحدة من كتاب الله: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) الفجر
    أما الروح فمن العبث البحث في ماهيتها أي كنهها وتركيبها لقوله تعالى: (ويسأونك عن الروح قل الروح من أمر ربي، وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) لذلك لا نسمح لأنفسنا أن نبحث في ماهية الروح، فالروح هي سر الخالق في الخلق ومن أمره...


    3)
    أما بقية الآيات الكريمة التي وردت فيها كلمة النفس، فإننا نستطيع أن نستخلص من خلالها القول بأن النفس هي مخلوق له كيانه الخاص وصفاته المميزة.

    فالنفس تموت وتفنى كبقية المخلوقات (كل نفس ذائقة الموت) (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق)

    والانسان قد يظلم نفسه : (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)(الأعراف).

    والنفس قد تكون أمارة بالسوء (وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء) لذلك وجبت تزكية هذه النفس بذكر الله بالغدو والآصال لكي لا تكون من الغافلين (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ(205) (الأعراف).


    فللنفس إذن معنى ثالث في القرآن الكريم، فهي مخلوق له كيان مميز خاص به، وكل مخلوق من مخلوقات الله من أصغر جسيم في الذرة إلى أكبر مجرة، مؤلف من مادة وروح إلا الروح فلها كيان روحي فقط.

    إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ(88)


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    رد: الفرق بين النفس والروح

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحي غوردو مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بارك الله فيك أخي الكريم أبو مسلم العرابلي، دائما تتحفنا بالمواضيع الشيقة

    جعلها الله في ميزان حسناتك

    أستسمحك في إضافة بعض الأمور حول النفس والروح لإثراء الموضوع وربما إفادة القارئ الكريم

    النفس في التعريف القرآني:

    الكل يتكلم ويكتب في النفس، والقلة تستطيع تحديدها وتعريفها بكلمات بسيطة. فهل من تعريف لهذه الأمارة بالسوء، كما جاء وصفها القرآني على لسان سيدنا يوسف: (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ(53) (يوسف).
    ما كنه هذه النفس التي وصف مجاهدتها الرسول عليه الصلاة والسلام بالجهاد الأكبر فيما روي عنه "جئتم من الجهاد الأصغر، إلى الجهاد الأكبر، قالوا وما الجهاد الأكبر يا رسول الله ؟ قال: جهاد النفس"

    وردت كلمة النفس في القرآن الكريم في مئتين وخمس وتسعين آية كريمة، يتبين من دراستها أن لكلمة النفس قرآنيا معاني عدة كأكثر الكلمات في كتاب الله.

    1) وردت كلمة النفس في بضع آيات فقط، تعني كلمة النفس فيها، ذات الله تعالى أو صفاته, ففي قوله عز من قائل:
    تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ(116) (المائدة)
    ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَامُوسَى(40)وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي(41) (كتب على نفسه الرحمة) (كتب ربكم على نفسه الرحمة)
    النفس في الآيات الكريمة السابقة تعني، كما ذكرنا، ذات الله تعالى.
    ولا نسمح لأنفسنا، ولا ننصح أحدا بأن يبحث في ذات الله... فالمولى عرف ذاته بقوله (ليس كمثله شيء) والقاعدة النبوية الشريفة تقول: "تفكروا في خلق الله، ولا تتفكروا في الله، فإنكم لن تقدروا قدره) رواه الاصبهاني في الترغيب...

    أما في قوله تعالى: وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ(28)(آل عمران)
    وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ(30) (آل عمران)
    فالنفس هنا تعني صفة من صفات الله، ولله أسماء وصفات هي سبعة وتسعون اسما هي من أسماء الله الحسنى أما "الله" و"الرحمان" فهما اسما ذات، ومن الواجب التفكر في صفات الله ودعوته بها: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) ومن أسماء صفاته الجبار والمنتقم...

    (...)


    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    أخي الكريم يحي غوردو
    أشكر لك مرورك الكريم واهتمام وبارك الله فيك ولك
    كل أمر يطرح أو يناقش تجد فيه وجهات نظر كثيرة
    ولا يهم الكثرة بقدر ما يهم المنهج الذي ينطلق منه صاحب النظرة والفكرة
    لي منهجي الذي اتبعه وألتزم به
    وأبحاثي في اللغة منطلقها من "فقه استعمال الجذور"
    ولكل جذر استعماله الخاص به، وعلى ضوئه تفسر سبب تسمية كل مسمياته
    وعلى ذلك كان تسمية كل مسمى على صفة يوصف بها
    فقد يكون لذات المسمى أكثر من صفة فيكون له أكثر من اسم يسمى به
    وقد يحمل أكثر من شيء نفس الصفة فيسمى الجميع بنفس التسمية
    وقد بنيت كتب في فقه اللغة على تفصيل أسماء المسمى الواحد، والمسميات التي تحمل نفس الصفة
    فالنفس والروح مسميان لذات واحدة في الإنسان فقط
    وقد قلنا بأن إستعمال مادة "روح" فيما يحس بأثره ولا تبصر ذاته
    وعللنا لماذا يقال لله نفس ولا يقال لله روح
    فذات الإنسان تسمى روحًا عندما يراد بها سر الحياة الظاهر وجودها في أعضاء الإنسان وحركاته الدالة على وجودهاا
    وتسمى ذات الإنسان نفسًا عندما يراد بما لديها وتتمسك به؛ وأول تمسك لها هو تمسكها بالجسد، وحاجاته العضوية من طعام وشراب .
    وما فيها من غرائز وشهوات
    وقد وردت "النفس" في 295 موضعًا في 268 آية
    أما تقسيم النفس بأنه يراد بها الذات ومرة يراد بها الصفة
    فلا أوافق على هذا النقل
    ولا أدري على أي قرائن بنيت هذه القسمة
    مع الشكر والتقدير لكم

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 14/02/2009 الساعة 12:41 PM

  8. #8
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    رد: الفرق بين النفس والروح

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحي غوردو مشاهدة المشاركة
    2)
    من معاني النفس قرآنيا: الروح، والله أعلم، إذا قرنت كلمة النفس بصفة المطمئنة. ولقد ورد هذا المعنى في آية واحدة من كتاب الله: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) الفجر
    أما الروح فمن العبث البحث في ماهيتها أي كنهها وتركيبها لقوله تعالى: (ويسأونك عن الروح قل الروح من أمر ربي، وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) لذلك لا نسمح لأنفسنا أن نبحث في ماهية الروح، فالروح هي سر الخالق في الخلق ومن أمره...
    3)
    أما بقية الآيات الكريمة التي وردت فيها كلمة النفس، فإننا نستطيع أن نستخلص من خلالها القول بأن النفس هي مخلوق له كيانه الخاص وصفاته المميزة.
    فالنفس تموت وتفنى كبقية المخلوقات (كل نفس ذائقة الموت) (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق)
    والانسان قد يظلم نفسه : (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)(الأعراف).
    والنفس قد تكون أمارة بالسوء (وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء) لذلك وجبت تزكية هذه النفس بذكر الله بالغدو والآصال لكي لا تكون من الغافلين (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ(205) (الأعراف).

    فللنفس إذن معنى ثالث في القرآن الكريم، فهي مخلوق له كيان مميز خاص به، وكل مخلوق من مخلوقات الله من أصغر جسيم في الذرة إلى أكبر مجرة، مؤلف من مادة وروح إلا الروح فلها كيان روحي فقط.
    أخي الكريم يحي غوردو
    النفس لا تسمى بالروح لأنها روح
    ولا الروح تسمى بالنفس لأنها نفس
    الروح تسمى بالروح عندما تحمل الصفة التي تستوجب تسميتها بالروح
    والنفس تسمى بالنفس عندما تحمل الصفة التي تستوجب تسميتها بالنفس
    فنقول من تسميات النفس الروح وليس من معانها
    كما أن في سورة يوسف من تسميات الكيل ؛ السقاية، والصواع، والمتاع
    ومن تسميات الآلة التي نجا عليها نوح عليه السلام ومن معه: الفلك، والسفينة، والجارية، وذات ألوات ودسر.
    ووضعت كل تسمية في المكان الذي لا يصلح غيرها لوضعه محلها. مراعاة لسبب تسميتها بهذه الأسماء، وذلك راجع إلى استعمال الجذور التي بنيت منها هذه الأسماء.
    وأوافقك على عدم البحث في الروح لأنها لا تقع تحت الحس، والذي يقع تحت الحس هو أثرها الدال على وجودها فقط .. ولا يجعل ذلك طريقًا لبحث ما لا يمكن أن يقع تحت أحد حواسنا.

    ووصف النفس بالمطمئبة هو وصف لنفس خاصة تمسكت بما ينجيها عند رب العالمين من إخلاص الطاعة لله ، واجتناب معاصية، وفارقة الدنيا على ذلك، فكان حقًا ان تطمأن على مصيرها في آخرتها.
    ولما كان النفس تتمسك بما تحب من حاجاتها العضوية، ومما يشبع لها غرائزها، وتطلع إلى نيله؛ فقد تناله بالحلال وقد تناله بالحرام
    كما فعلت امرأت العزيز فرغبتها تتحق بطريق الحلال من زوجها وبطريق الحرام من مراودة فتاها
    فلذلك قالت " إن النفس أمارة بالسوء" في هذه الحالة التي وقعت فيها من طلب الحرام بدلا من الحلال
    وليس ذلك من تقسيمات النفس؛ نفس مطمئنة، ونفس أمارة بالسوء، ونفس .. ، ونفس ....
    والنفس تموت لكنها لا تفنى
    والأرض تموت وتحيا لكنها لا تفنى
    فموت النفس وقتلها هو قطع لعلاقتها بما تتمسك به وأوله الجسد وتحس بألم هذ القطع والفراق
    فالحكم على ما يحدث للجسد ليس هو الحكم على ما يحدث للروح
    وقد فرقنا سابقًا في موضوع مستقل بين الوفاة والموت
    لذلك نظر الكفار إلى الجسد ونسوا الروح ؛ (وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ (10) السجدة
    وكانت هذه الإجابة؛ (قُلْ يَتَوَفَّـاـكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11) السجدة

    ومسألة أخيرة أن الخلق للجسد والبلاء للجسد
    والله تعالى أعلم
    أخوكم أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 23/02/2009 الساعة 10:31 AM

  9. #9
    عـضــو الصورة الرمزية هشام يوسف
    تاريخ التسجيل
    14/10/2008
    المشاركات
    76
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: الفرق بين النفس والروح

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أرى أنه ما زال هناك خلط بين الروح والحياة

    ماذا تقولون في (الحيوان المنوي)أو النطفة .. هل هو كائن حي وفيه حياة ..أم ماذا؟؟؟

    ولكن... هل فيه روح ؟؟!!!!

    وهل يسمى نفسا عندكم؟؟


  10. #10
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    رد: الفرق بين النفس والروح

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام يوسف مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أرى أنه ما زال هناك خلط بين الروح والحياة
    ماذا تقولون في (الحيوان المنوي)أو النطفة .. هل هو كائن حي وفيه حياة ..أم ماذا؟؟؟
    ولكن... هل فيه روح ؟؟!!!!
    وهل يسمى نفسا عندكم؟؟

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    أخي هشام يوسف
    بارك الله فيك ولك
    ما تعريف الحياة عندك؟
    وهل في النبات الحي روح ؟

    وكيف تفهم قوله تعالى : (إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا (74) طه

    وكيف تفهم صفة الله في قوله تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58) الفرقان

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 21/03/2009 الساعة 09:51 PM

  11. #11
    عـضــو الصورة الرمزية هشام يوسف
    تاريخ التسجيل
    14/10/2008
    المشاركات
    76
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: الفرق بين النفس والروح

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مسلم العرابلي مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    أخي هشام يوسف
    بارك الله فيك ولك
    ما تعريف الحياة عندك؟
    وهل في النبات الحي روح ؟

    وكيف تفهم قوله تعالى : (إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا (74) طه

    وكيف تفهم صفة الله في قوله تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58) الفرقان

    حياكم الله أخي الفاضل أبو مسلم العرابلي، وبارك الله فيك وبك وزادنا واياكم من علمه وفضله.

    أظنها المرة الثانية تسميني فيها " هشام يونس"!! .. ولكن لا بأس ما دام يونس هو إسم نبي كريم كما هو يوسف عليهما السلام..على كل حال.. الحمد لله أنك لم تحد كثيرا.. وبت أخشى أن تسميني في الثالة " هشام يانس".
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    ما تعريف الحياة عندك؟
    بداية أحب أن أقول أن السؤال هو بداية العلم، وقد كنت قد وجهت لك عدة أسئلة من هذا الباب الذي أؤمن به.
    كنت قد قلت في ردي السابق أن الذات بجملتها تتكون من ثلاثة عناصر، هي: الجسد والحياة والروح.
    أما الجسد: فهو ما نعرف منه ما علمنا، وليس هناك من أحد يدعي أنه وقف على أطراف كل علم يختص في هذا الجسد.
    أما الروح: ما زلنا نحاول أن نمسك بطرف خيط هنا كي نعلم عنها شيئا.
    أما الحياة: حصيلة العلم فيها كحصيلة العلم في الروح،وقد وضعت بعض الأسئلة في ردي السابق حتى يعلم أنه يوجد عنصر ثالث للذات -فيما أرى-.

    وهل في النبات الحي روح ؟
    أراك قد سألت بالذي قد كنت سألتك إياه سابقا!!

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام يوسف
    1) هل للجان وللدواب والنبات أرواحا ؟؟ وهل يجوز أن نطلق نقول على الدواب أنها " نفسا "؟؟؟
    ولكن كان جوابك هنا:

    للجان والدواب أرواح لأنها ذات إرادة، أما النبات فلا خيار له، وثابت في مكانه لا يفارقه.
    ويفهم من جوابك هنا أنه لا روح في النبات الحي، وهذا يعني أن بها حياة.. وأنا أوافقك..لكن بالنسبة للدواب يحتاج جوابك إلى دليل بين، كما أنني لم أفهم ما علاقة الإرادة بالروح لدى الدواب، -هذا إذا سلمنا أولا أن لدى الدواب إرادة.!

    أما بخصوص قوله تعالى في سورة طه:
    { إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى}
    نفهم من الآية أن المجرم في جهنم تنزع منه الحياة ثم ترد إليه في حالة مستمرة، فماذا يمكن القول عندها فيه؟؟ أهو حي أم ميت؟؟
    وذلك مثال قوله تعالىفي سورة النساء:
    { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56)}


    وكيف تفهم صفة الله في قوله تعالى: ( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58) الفرقان
    أولا: أنا أدين لله بأسمائه، أما " الصفات" فابرأ الى الله منها، فمادة الجذر "وصف" جاءت في كتاب الله سبحانه وتعالى في النعوت الفاسدة، والوصف هو من أفعال وأقوال المشركين.
    ثانيا: بعد - سبحان الله وبحمده، نستغفرك اللهم ونتوب إليك- فان إسم الله الحي، هو إسم من أسماء الله تعالى الذي ليس كمثله شيء.{.. لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }.

    { أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33)}


    أعتذر عن الخطأ في الاسم

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 21/03/2009 الساعة 09:52 PM

  12. #12
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/09/2008
    المشاركات
    143
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: الفرق بين النفس والروح

    بسم الله الرحمن الرحيم


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    للنبات روح بلا أدنى شك وذلك لقوله تعالى:

    " والله انبتكم من الارض نباتا " آية 17من سورة نوح.

    " فتقبلها ربها بقبول حسن وانبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم انى لك هذا قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب ".

    ونحن ملحقون بداية به على أنه الأصل وفي هذه الحال فهو أولى منا عقلا بالروح. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    في رعاية الله وحفظه


  13. #13
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    رد: الفرق بين النفس والروح

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام يوسف مشاهدة المشاركة
    حياكم الله أخي الفاضل أبو مسلم العرابلي، وبارك الله فيك وبك وزادنا واياكم من علمه وفضله.

    أظنها المرة الثانية تسميني فيها " هشام يونس"!! .. ولكن لا بأس ما دام يونس هو إسم نبي كريم كما هو يوسف عليهما السلام..على كل حال.. الحمد لله أنك لم تحد كثيرا.. وبت أخشى أن تسميني في الثالة " هشام يانس".
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مسلم العرابلي
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    أخي هشام يوسف
    بارك الله فيك ولك
    ما تعريف الحياة عندك؟
    وهل في النبات الحي روح ؟
    وكيف تفهم قوله تعالى : (إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا (74) طه

    وكيف تفهم صفة الله في قوله تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58) الفرقان


    بداية أحب أن أقول أن السؤال هو بداية العلم، وقد كنت قد وجهت لك عدة أسئلة من هذا الباب الذي أؤمن به.
    كنت قد قلت في ردي السابق أن الذات بجملتها تتكون من ثلاثة عناصر، هي: الجسد والحياة والروح.
    أما الجسد: فهو ما نعرف منه ما علمنا، وليس هناك من أحد يدعي أنه وقف على أطراف كل علم يختص في هذا الجسد.
    أما الروح: ما زلنا نحاول أن نمسك بطرف خيط هنا كي نعلم عنها شيئا.
    أما الحياة: حصيلة العلم فيها كحصيلة العلم في الروح،وقد وضعت بعض الأسئلة في ردي السابق حتى يعلم أنه يوجد عنصر ثالث للذات -فيما أرى-.


    وهل في النبات الحي روح ؟

    أراك قد سألت بالذي قد كنت سألتك إياه سابقا!!

    هل للجان وللدواب والنبات أرواحا ؟؟ وهل يجوز أن نطلق نقول على الدواب أنها " نفسا "؟؟؟

    ولكن كان جوابك هنا:

    ولكن كان جوابك هنا:
    اقتباس:
    للجان والدواب أرواح لأنها ذات إرادة، أما النبات فلا خيار له، وثابت في مكانه لا يفارقه.

    ويفهم من جوابك هنا أنه لا روح في النبات الحي، وهذا يعني أن بها حياة.. وأنا أوافقك..لكن بالنسبة للدواب يحتاج جوابك إلى دليل بين، كما أنني لم أفهم ما علاقة الإرادة بالروح لدى الدواب، -هذا إذا سلمنا أولا أن لدى الدواب إرادة.!

    أما بخصوص قوله تعالى في سورة طه:
    { إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى}
    نفهم من الآية أن المجرم في جهنم تنزع منه الحياة ثم ترد إليه في حالة مستمرة، فماذا يمكن القول عندها فيه؟؟ أهو حي أم ميت؟؟
    وذلك مثال قوله تعالىفي سورة النساء:
    { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56)}


    وكيف تفهم صفة الله في قوله تعالى: ( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58) الفرقان

    أولا: أنا أدين لله بأسمائه، أما " الصفات" فابرأ الى الله منها، فمادة الجذر "وصف" جاءت في كتاب الله سبحانه وتعالى في النعوت الفاسدة، والوصف هو من أفعال وأقوال المشركين.
    ثانيا: بعد - سبحان الله وبحمده، نستغفرك اللهم ونتوب إليك- فان إسم الله الحي، هو إسم من أسماء الله تعالى الذي ليس كمثله شيء.{.. لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }.

    { أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33)}


    أعتذر عن الخطأ في الاسم
    سيكون رد على الموضوع إن شاء الله تعالى

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 29/03/2009 الساعة 10:28 AM

  14. #14
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: الفرق بين النفس والروح


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •