Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
التغلغل الاستعماري الأمريكي والإسرائيلي في أفريقيا

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: التغلغل الاستعماري الأمريكي والإسرائيلي في أفريقيا

  1. #1
    كاتبة وصحفية
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    المشاركات
    1,119
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي التغلغل الاستعماري الأمريكي والإسرائيلي في أفريقيا

    المحاضرة التي ألقيت في قاعة الأمل للثقافة والعلوم والمسرح في مركز الشهيدة
    حلوة زيدان في مخيم اليرموك بدعوة من منظمة التحرير الفلسطينية
    في تاريخ 5/8/2008
    الكاتب والباحث:أحمد ابو سعدة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    التغلغل الاستعماري الأمريكي والإسرائيلي في أفريقيا
    إنه لمن الصعب تقييم وتقدير أهداف إسرائيل في أفريقيا بشكل عام وبالقرن الأفريقي بشكل خاص، فالعلاقات الإسرائيلية الأفريقية تنفرد من بين المواضيع الهامة لوضعنا ومستقبلنا،فحساسية الموضوع وشح المعلومات عن هذه العلاقات ،هي التي تبعدنا عن معرفة خفايا استراتيجية إسرائيل في إفريقيا ،إلا السطحية منها والتي تصلنا عبر/سفاراتنا/ المتواجدة في هذه القارة، وللأسف أقول وبكل صراحة مطلقة إن أكثر هذه السفارات بعيدة عما يفعله الصهاينة في إفريقيا اللهم ما تنشره ماكينة الإعلام الأمريكية والدائرة في فلكها.
    وإليكم المثال التالي:
    قبل عدة سنوات كنت في زيارة إلى أثيوبيا ،تلبية لدعوة الرفيق السابق ووزير الخارجية الحالي/سيوم مسفن/.
    الحديث بشكل مختصر عن معرفتي بوزير الخارجية الأثيوبي
    جاءني أحد أصدقائي الأثيوبيين والذي درس في سورية وقال لي بنبرة حزينة :اليهود والأتراك يقيمون مناورات عسكرية مشتركة في منطقة هرر.
    الحديث شفهي عن هرر وأين تقع ..وعرض علي السفر إلى تلك المنطقة...لمعرفة سر هذه المناورات.طبعاً لم نتمكن من معرفة المكان بالتحديد ونوع المناورات العسكرية لأننا لا نملك الإمكانيات المادية ولا الفنية للوصول إلى المنطقة.....
    ما العمل: الذهاب إلى سفارة بلدي سورية..ليس لسورية علاقات وسفارة في أثيوبيا....إلى السفارة المصرية ؟!!!...مصر تقيم علاقات مع إسرائيل!!!!!؟؟... إلى أين أذهب إذن؟؟؟؟!!
    وهنا خطرت لي فكرة الذهاب إلى السفارة السودانية،لكني ترددت ولم أفعل والسبب في ذلك هو أن سفير السودان حينها كان العميد عثمان السيد ...
    الحديث عن دوره في تهريب الفلاشا إلى اسرائيل مع رئيس جهاز الامن في السودان اللواء عمر الطيب ...ممكن الرجوع إلى كتابي حرب الجياع وفيه تجدون التفاصيل عن عملية تهريب الفلاشا .
    إن أي تقدير وتقييم لأهداف إسرائيل الإستراتيجية في افريقيا أمر بالغ الصعوبة، نظراً إلى ارتباطه بالمفاهيم والركائز التي تستند إليها أية إستراتيجية، وهو أمر يحتاج إلى دقة ودرجة عالية من جلب المعلومات الاقتصادية والأمنية وغيرها، وتحليلها تحليلاً علمياً دقيقاً ،كما أن هذا الأمر الهام جداً يحتاج إلى مرونة فكرية عالية، حتى يتم استيعاب المعلومات التي ذكرتُها ، والذي أقصده هنا هو إيجاد جهاز أمني قومي عربي يعمل على جلب المعلومات وإعطائها لمراكز التحليل التابعة له .وأكيد بأن هذا ليس بصعب، ولكنه صعب أيضاً في ظل ظروفنا الحالية الضعيفة والمخلخلة..إنني لا أحلم وحتى لو كنت أحلم فأحياناً الأحلام تتحقق.
    مثال:الحديث حول ذهاب الملك حسين إلى غولدا مائير وإعلامها قيام الحرب ضد اسرائيل والتي لم تصدقه.
    فكيف لنا من إيجاد جهاز كهذا....بعد الذي ذكرته.
    إن إيجاد جهاز من هذا النوع يتطلب منا الأتي:
    أولاً: إعادة بناء شخصية الإنسان العربي وتنشئته على عدم الخوف وإحساسه بالطمأنينة.
    ثانياً: عدم الخوف من الحاكم والسلطة.
    ثالثاً: عدم الخوف من الغد..الجوع مثلاً له ولأسرته .
    رابعاً: القضاء على الفساد والرشوة والمحسوبية.
    خامساً:وقبل كل ذلك لا بد من إيجاد نوع من الوحدة أو الاتحاد بين الدول العربية وعندما تتوفر هذه الأشياء وغيرها نستطيع أن نكون جهازاً أو أجهزة ...آسف لقد استرسلت كثيراً.
    إذا كان الوضع مناسب من الممكن الحديث عن الأوليات الفنية لإنشاء هذا الجهاز الكبير والذي يحتاج إلى تضافر وتضامن كل القياديين والزعماء العرب وانتقاء من يصلح منهم لقيادة هذا العمل الكبير والمهم وألا سوف يكون الاختراق سهلاً وميسراً ورقاب تقطع وأسر تشرد.
    والآن سوف أتحدث عن ما أملكه من معلومات حول المخططات والسياسات الأمريكية والصهيونية في أفريقيا بشكل عام والقرن الأفريقي بشكل خاص.
    لم تكن أفريقيا وليدة اليوم أو حديثة العهد في الفكر اليهودي.
    إن التغلغل الإسرائيلي والأمريكي في أفريقيا جاء مع انتهاء الاستعمار التقليدي ،إن مخططات أمريكا وإسرائيل يعمل بها وفق الظروف الملائمة لها عبر نهب ثروات الشعوب الأفريقية ،هذه الشعوب التي تسعى للتحرر الأمني والاقتصادي ومن هنا سوف أتناول إستراتيجية أمريكا وإسرائيل في أفريقيا سنتناول هذه الإستراتيجية طبقاً لمراحل سابقة وحالية ثم ننظر إلى البعد الإستراتيجي الأمريكي الإسرائيلي المستقبلي من خلال تحليل العلاقات مع الدول الأفريقية في مختلف المجالات وحسب النقاط التالية:
    أولاً-إن إفريقيا بقعة لها وزنها في شتى المجالات فهي قارة الكنوز المعدنية التي يسيل لها لعاب أمريكا والغرب واسرائيل التي تعمل لاستغلال القارة بصور شتى وإليكم بعض الامثلة:
    أ-إفريقيا تنتج 98% من الألماس الصناعي و93% من ألماس الزينة كما أن انتاج أفريقيا من الذهب يبلغ 80% من الانتاج العالمي وإن افريقيا تمد العالم باليورانيوم(القنبلة الذرية التي ضربها الأمريكان على اليابان كان اليورانيوم فيها من الكونغو) وعليه إن اسرائيل وامريكا متهافتة على دارفورد لا من أجل سواد عيون عملائها بل من أجل اليورانيوم والمعادن فيها.
    كما أن الثروة النفطية فيها تبلغ 25% من الانتاج العالمي وإن نسبة الطاقة المائية فيها تصل إلى ما يقرب من ربع إمكانيات العالم في هذا المجال الحياتي:
    ثانياً- والآن نطرح على أنفسنا السؤال التالي : ما هو سبب ازدياد تأييد دول أفريقيا سياسياً واقتصادياً وأمنياً لإسرائيل ؟
    الجواب: هو إقامة العلاقات السياسية والاقتصادية والتعاون الأمني والعسكري ما بين العديد من الدول العربية وأمريكا ...........ويمكن القول أيضاً مع اسرائيل .
    ثالثاً-ازدياد حجم التبادل التجاري الأفريقي مع إسرائيل والذي ارتفع من 5% في السنوات الأخيرة ليصل إلى 22%من المجموع الكلي لصادرات إسرائيل.
    رابعاً_لو قمنا بعملية مقارنة لعلاقاتنا نحن العرب مع الدول الأفريقية لوجدنا أن إسرائيل قد احتلت مكاناً متقدماً في كافة الدول الأفريقية باستثناء خجول لبعض الدول ومنها العربية وبرغم مما يتوفر لنا نحن العرب من عوامل مساعدة لوجودنا في هذه القارة نستطيع أن نقول في هذا الشأن الآتي:
    أ-يوجد ثماني دول أفريقية تعتنق الدين الإسلامي.
    ب- 55 % من سكان أفريقيا مسلمون.
    ج-إن الحالات التي نجحت فيها إسرائيل لم يكن هذا النجاح راجعاً إلى إسرائيل بل يكمن في دعم الولايات المتحدة الأمريكية لها.
    د-عدم قدرة الأنظمة العربية على مواجهة النشاط الإسرائيلي في هذه البلدان بخطط مدروسة وبتنسيق مركز في جميع المجالات وخاصة الأمنية والاقتصادية والعسكرية.
    هـ-عدم قدرة الدول الأفريقية على فهم المخططات الأمريكية والإسرائيلية الحقيقية التي يقومون بها، فالغياب العربي مكن أمريكا واسرائيل من الولوج والتغلغل في هذه القارة التي تبلغ مساحتها 23% من مساحة العالم وإنه لمن المؤلم والمحزن أيضاً أن يصف بعض الرؤوساء الأفارقة اسرائيل بأنها رمز التقدم والحضارة وإنها أي اسرائيل ساعدت في بناء أفريقيا ويجب أخذها كنموذج ومصدر إلهام في هذا المضمار وفي هذا السياق أيضاً يقول الرئيس الكيني الآتي:
    على الدول الأفريقية الاقتداء بإسرائيل إذا أرادت التقدم والنمو وكما قال أيضاً أحد الزعماء اليوغنديين ليس لإسرائيل مطامع سياسية أو روابط استعمارية وليست منتمية لتكتلات عسكرية...
    ما رأيكم أيها السيدات والسادة بأن اسرئيل مصدر إلهام ونموذج للشعب الأفريقي.
    (الحديث شفهي) وفيما يلي أقدم لكم المثال التالي: عن زيارتي الأخيرة لأثيوبيا فقد ناقشت مع بعض الشباب الإثيوبيين الخريجين من الجامعات السورية والعراقية ،(طبعاً قبل احتلال العراق) حول إمكانية إقامة مركز ثقافي عربي في أديس أبابا .
    في عام 1961 زرت السودان هذا البلد العربي الأفريقي الطيب بأهله وأرضه ومن الخرطوم سافرت إلى مدينة كوستى قاصداً مدينة جوبا عاصمة الجنوب السوداني ،وقد استغرقت رحلتي النيلية هذه خمسة عشر يوماً أمضيت هذه الأيام الطيبة والجميلة على سطح مياه النيل الأبيض الذي ينبع من بحيرة فكتوريا الأوغندية،في رحلتي هذه مررت بعدة مدن وقرى منها "كاكا،ملكال،جونقلي "وهكذا........،أمران كانا يشغلاني أثناء رحلتي هذه، الأول يمتع عيني ويبهجني وهو الطبيعة الساحرة وزينتها من نبات وأشجار وأزهار ثم حيواناتها المفترسة والألفية .أما الأمر الآخر فكان اقتراح اليهودي"[1]واريوت" الذي قدمه إلى اللورد"كرومر"عام 1900 بشأن توطين اليهود في السودان...!
    في رحلتي هذه أدركت سبب اقتراح الصهيوني "واريوت"إلى الصليبي"كرومر"بإقامة الدولة اليهودية على أرض السودان ،طبعاً لم تنجح العملية وبقي السودان عربياً ومسلماً بفضل شعبه ،وجاءت الولايات المتحدة وأوعزت إلى إسرائيل أن تدرب الجنوبيين المتمردين فانتقى ضابط إسرائيلي عدداً من المتمردين الجنوبيين يقدرون بـ/26/جنوبياً واستقدمهم إلى إسرائيل حيث دربوا فيها تدريبا عالياً، كذلك أرسلت إسرائيل بعثة عسكرية من المستشارين إلى الجنوب وتحديداً إلى قرب مدينة "توريت" الإستراتيجية .وهنا يجب الإشارة إلى أن "توريت "هي عاصمة شرق إقليم الاستوائية وبدأ التدريب للتمردين في داخل جنوب السودان ولا بد من الوقوف قليلاً عند جنوب السودان وأضرب لكم مثالاً آخر:
    في عام 1907 قدم "اليهودي إبراهام جلانت"اقتراحاً إلى رئيس المنظمة الإقليمية اليهودية لإقامة دولة يهودية في السودان طبعاً فشل الاقتراح كما فشل غيره بسبب وعي وتضامن الاخوة السودانيين .
    ماذا نستنتج من اقتراحي"واريوت"و"إبراهام"من ذلك الذي نستنتجه أن السودان ومنذ القديم محط أنظار واهتمام اليهود،وأنا أقولها الآن ولا أغالي في قولي هذا مطلقاً إذا قلت أن اليهود ومنذ شتاتهم كانت أعينهم على السودان وما زالت إلى يومنا هذا،من هنا أدركت إسرائيل أن حركة المتمردين في الجنوب هي المعبر المضمون لدخولها إلى السودان وتحديداً إلى جنوبه الذي يعتبر وسط أفريقيا وهكذا قام الإسرائيليون بمد حبال التقارب بينهم وبين متمردي الجنوب وأمريكا ،وبدأ الإسرائيليون بزيارات ميدانية لجنوب السودان من قبل الضباط الذين يعملون في الأجهزة الأمنية والعسكرية وقد تم هذا بسرور بالغ من قبل الأمريكان . وقد دربت إسرائيل حوالي 30 ألف متمرد جنوبي في الحدود الأوغندية الشمالية ، كما أقامت جسراً جوياً عسكرياً بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية إلى مناطق المتمردين ، وقد تم تتويج التدريب والجسر الجوي بإعلان اليهودي "ديفيد بسيوني وهو يهودي جنوبي"ليس للسفير المصري بسيوني الذي عين في إسرائيل أي قرابة مع بسيوني إسرائيل والله أعلم.
    إذن"بسيوني" الجنوب رشح نفسه لرئاسة الحكومة الجنوبية التي تقود حركة التمرد، واليهود يبررون تحالفهم مع المتمردين الجنوبيين حسب قول المتصهين"بول فاك" الذي عبر عنه "إن القبائل النيلية ترجع في الأصل إلى النبي يعقوب فهي قبائل سامية ذات أصل إسرائيلي"، وحركة التمرد عملت ولا زالت تعمل بجد للفوز بوضع مماثل لوضع إسرائيل التي ليس لها أية علاقة سامية ويمكن الحديث عن الشكل الزنجي لقبائل الجنوب وما تحظى به من دعم ومساندة من الولايات المتحدة الأمريكية التي قد تمكنهم في نهاية الأمر من الانضمام تحت راية شعب الله المختار وقد أحاطت أمريكيا التمرد في الجنوب بالرعاية وتتمثل في الآتي:
    1-عملت أمريكا ولا زالت تعمل من خلال المؤسسات والمنظمات الطوعية وبأيد خفية على تقديم دعمها لحركة المتمردين وبما يشبع رضاها.
    -2طوع اللوبي الصهيوني الإدارة الأمريكية بكافة أجهزتها الدبلوماسية والسياسية والمخابراتية وكذلك الفرنجة المتشددين دينياً ومن يدعون حماية الصليب وعلى رأس هؤلاء بوش الابن الذي قال في شهر آذار عام 2004 التالي:
    "سنتصدى لحفظ كرامة الإنسان وضمان الحريات الدينية في كل مكان من العالم من كوبا إلى الصين إلى جنوب السودان"
    لو صدرت هذه اللهجة الصليبية الفرنجية التي تكلم بها "بوش" لو صدرت هذه الأقوال والتي اقترنت بالأفعال من أي مسؤول عربي لقامت الدنيا ولم تقعد ولشرعت قوات المارينز والبوارج والكروز وغيرها بالتحرك لمحاربة الإرهاب العربي الإسلامي وسوف تبحث عنه لتقتله كما يقتل الأمريكان والصهاينة أولادنا ونسائنا وشبابنا في فلسطين والعراق المحتلتين وأوغادين وكما يقتل المتمردون شبابنا في الجنوب السوداني ودارفور.
    ما الذي نستنتجه من ذلك..؟
    الذي نستنتجه مما ذكر وما ذكر إلا أقل من القليل إن هذا الدعم الأمريكي الإسرائيلي يترتب عليه نتائج عملية أهمها:
    أ-إحباط ما تبقى من الدعم العربي للشعب السوداني والعمل على عرقلة العمل في قناة"جونقلي" لتخزين ما يصل إلى /5/ مليارات متر مكعب من المياه سنوياً لم يرق ذلك للأمريكان والإسرائيليين ومن هنا حرصت أمريكا وإسرائيل على تحذير الجنوبيين من أن ذلك المشروع سيكون وبالاً عليهم لأنه سيخزن كميات ضخمة من المياه لن ينتفع بها الجنوبيون والذي سينتفع بها السودانيون الشماليون والمصريون ،كما نبهت الدولة الاستعمارية أمريكيا والدولة المحتلة إسرائيل الجنوبيون إلى وجود خطة لتهجير أكثر من /6/ ملايين من الفلاحين المصريين للجنوب للتأثير على التركيبة السكانية هناك .
    ب- أرسلت إسرائيل أحد وأهم خبرائها الاقتصاديين وهو البروفيسور
    /ايلياهو لوتنسكي/ إلى جنوب السودان من أجل تقدير حجم القوة النفطية في السودان
    أيها السيدات والسادة :ما الذي نستنتجه من ذلك..؟ الذي نستنتجه أن السودان وجنوبه كان محط اهتمام اليهود منذ أن ضربهم الشتات فالاهتمام اليهودي كان منصباً على ابتلاع السودان بخيراته أما خلفية هذا الاهتمام فهي ناجمة عن كون اليهود سيجدون الأرض الجغرافية والثروات الزراعية والنفطية وكذلك المعادن الدفينة تحت التراب فضلاً عن سيطرتهم على منابع النيل أزرق وتحقيق وعدهم بإسرائيل الكبرى، وحين نعلم أن من بين قادة التمرد الجنوبي وأخطرهم المدعو/ديفيد بسيوني/ وهو الذي نسق علاقات المتمردين مع البيت الأبيض وإسرائيل، هذه العلاقة دفعت الأمريكان إلى صب غضبهم على السودان ،وخلق مشكلة جديدة اسمها دارفورد ، وما الذي نسمعه الآن من المتمرد سلفا كير بأنه يريد أن يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية السودانية ويحل محل الرئيس عمر البشير يثير الدهشة والاستغراب لكن هذه الدهشة وهذا الاستغراب يتلاشى عندما نعلم أن دولة عربية يرأسها رجل مماثل لسلفاكير في توجهه وأفكاره.
    من خلال ذلك تبلورت سياسة جديدة أمريكية اتجاه أفريقيا عموماً والسودان خصوصاً ،ولقد تمثلت في إيجاد كتلة أفريقية تمتد من القرن الأفريقي شرقاً إلى السنغال غرباً وتكون لها السيطرة الكاملة على مصادر المياه/أي منطقة البحيرات العظمى/ إن هذا التشكيل يرمي إلى إنشاء بنية أساسية لمصلحة شركات النفط والتعدين الأمريكية، وعندما زار الرئيس الأمريكي أفريقيا أطلق مبادرة تجاه القرن الأفريقي الكبير هذه المبادرة الصادرة من رئيس أمريكي والتي حاول فيها ربط التطورات التي تجري في السودان بتفاعلات شرق أفريقيا والقرن الأفريقي بعيداً عن الإطار العربي.
    أيها السيدات والسادة : إن مبادرة الرئيس الأمريكي هذه تعني خلق هوية جديدة للمنطقة تكون فيها أمريكيا هي السيد المطاع والآمر الناهي ومن هنا جاء تسليح الأنظمة الداعمة لإسرائيل ولحركات التمرد في تحقيقها لأهداف الولايات المتحدة الأمريكية وتجزئة السودان الذي عملت له بريطانيا سابقاً وتكمله اليوم الولايات المتحدة وإسرائيل ،إن إعطاء حق تقرير المصير للجنوب ما هو إلا خديعة كبيرة أرادها الأمريكان والصهاينة لتمزيق السودان كله، /غرباً تتمثل بدارفور وجنوباً تتمثل بحركات التمرد الجنوبية وشرقاً تتمثل بحركة الهدندوة / أي البجة/
    أليس أمراً سخيفاً أن يسعى أسياس أفورقي إلى رعاية مفاوضات حركة البجة مع الحكومة السودانية وفي هذا السياق فقد قال شمعون بيريز عن المذكور أن هناك قيادة شابة طموحة في ارتريا علينا دعمها ،وفعلاً دعموها الأمريكان والصهاينة وتمثل ذلك في استيلائهم على الجزر اليمنية/حنيش/ واعتداءاتهم المتكررة على شرق السودان من أين كان يأتي المتمردون الجنوبيون ويضربون شرق السودان ويقطعون طريق بور سودان الخرطوم الحيوي ،كانوا يأتون من ارتريا....!
    من الممكن الحديث عن أفورقي وخاصة عندما قال كل ما ضربت العرب بالجزمة كل ما أخذت منهم أكثر....!
    السيدات والسادة إن أفورقي هو يد إسرائيل في القرن الأفريقي شاء البعض أو لم يشأ واليوم يقوم أفورقي بالاعتداء على دولة جيبوتي العربية ويدخل جنوده أرض جيبوتي ويقتلون أهلها وجنودها ،وللأسف يستقبل استقبال الأبطال في كثير من الدول العربية التي تطبق ما يطلبه منها.
    قلت للرئيس أفورقي يوماً لماذا تنكر مساعدات العرب لكم لماذا تنكر دور سورية والرئيس الراحل حافظ الأسد في إعطائكم السلاح والمال وتدريب شبابكم في الكليات العسكرية السورية والجامعات السورية(ممكن ذكر الرائد الطيار شيكاي في سورية) وما حصل في سورية كان يحصل في العراق أيضاً،مال وسلاح وتدريب ،رفض أفورقي ذلك وقال: لم تقدم لنا الدول العربية شيئاً يذكر ،وأنا أسأل أفورقي من هنا من هذا المكان من أين خاطب أفورقي الثوار في ارتريا ..خاطبهم من الإذاعة السورية ومن ركن الجزيرة العربية التي كان يشرف عليها الأخ السعودي/أبو نبيل/ وسؤال آخر ما نوع وجنسية الجواز الذي سافر فيه إلى الصين مع رفاقه الثوار ليأخذوا دورة عسكرية هناك ،نسي الجواز السوري واسمه المستعار على الجواز العربي السوري،إذا سألنا أي رجل أو امرأة أو طفل ارتري من قدم السلاح لإرتريا ...؟ الإجابة جاهزة أول بندقية كلاشنكوف قدمت لنا هي من سورية الثورة في سنة 1964م ،رفض أفورقي وما زال يرفض الشعار القائل أن ارتريا تحررت بدماء أبناءها وبسلاح ومال عربي.
    وطالما نحن في القرن الأفريقي والتي تعتبر ارتريا إحدى دوله فلندخل إلى القرن الأفريقي ونتحدث عن دوره والمخططات والسياسات الأمريكية والصهيونية التي تمارس فيه.
    إن البحث في موضوع الصراع المحلي والإقليمي والدولي في منطقة القرن الأفريقي تعتبر مهمة صعبة شاقة على الباحث العربي وتكمن الصعوبة هذه في قلة المعلومات وقلة ما كتب عنه عنها بشكل عام فالقرن الأفريقي تعرض لصراع محلي ودولي متعدد فالبرتغاليون والبريطانيون والفرنسيون والطليان والروس هذه الدول تنافست مع بعضها بعض لتثبت وجودها ومصالحها في هذه المنطقة الحيوية ولكن هذه الصراعات لم تحسم نهائياً بل دخل على خطها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
    كيف تم هذا الدخول...؟
    بعد أن أخذت موازين القوى في العالم تتبدل وشمل هذا التغيير منطقة القرن الأفريقي ومن ضمنها إقليم الصومال الغربي المحتل أو كما يعرف بالصومال الحبشي وكذلك يعرف بالاسم الشائع/أوغادين/ .
    إن المصالح النفطية للدول الكبرى والانسحاب البريطاني القديم من شرق السويس والذي نفذه البريطانيون عام 1971 فرضت على الساحة شيء أسمه /ملء الفراغ/...؟
    هنا برز الدور الأمريكي والصهيوني هذا الدور هو الذي أدخل دول القرن الأفريقي بحروب محلية كاد من جرائها أن تحصل حرب عالمية ثالثة .
    لقد استرسلت قليلاً فالمعذرة وعليّ التعريف بالقرن الأفريقي قبل الدخول إلى أعماقه
    وإنه لمن المعروف أن القرن الأفريقي يضم دولاً عديدة فمن الناحية السياسية وهي أثيوبيا وارتريا والسودان وكينيا والصومال الكبير وهو البارز في القرن الأفريقي وعلى شكل قرن في القارة الأفريقية لكن خريطة القرن الأفريقي من الناحية الجغرافية تضم أربع دول هي أثيوبيا،الصومال،جيبوتي،ارتريا. ولنبدأ بتعريف الصومال وكلمة الصومال تعني إذهب وإجلب
    استقل الصومال عام 1960م في الأول من تموز وبعد الاستقلال اتحد الصومال بجزئيه في دولة واحدة وكونوا جمهورية الصومال الكبير وعاصمتها /مقديشو/، : ويبلغ عدد سكان الصومال حوالي 12 مليون نسمه لكن ليس هناك تعداد صحيح نتيجة الحروب وعدم الاستقراركما يقصد بالقرن الإفريقي الأرض التي يسكنها الصوماليون كافة وإن تعددت اوطانهم من مستقلة إلى محتلة (أوغادين-أنفدي) اما الغرب فيطلق اسم القرن الافريقي على كل من أرتريا واثيوبيا والسودان وكينيا أما مساحة الصومال تقدر بـ640ألف كيلو متر مربع، اللغة الصومالية وهي الرسمية في البلاد،وكانت تكتب بالحرف العربي لكن البعض غيروا الحرف إلى اللاتينية ،وبالرغم من ذلك فإن كافة الصوماليون يتكلمون العربية وهي لغة المخاطبة الرسمية ،ويقولون عن اللغة العربية الآتي:
    إن من لا يتعلم اللغة العربية يعتبر ناقص العقل والدين...
    نظام الحكم جمهوري
    العملة الوطنية :الشلن
    الحديث عن قيمة الشلن وما يساوي.
    عندما كنت في الصومال كان كل أربعة شلن يعادل دولا واحداً أما الآن فالله أعلم وما حل بالليرة اللبنانية والدينار العراقي حل بالعملة الصومالية أيضاً
    وبالنسبة للحدود الجغرافية للصومال فهي عبارة عن شبه جزيرة مثلثة الشكل في القرن الأفريقي ،يحدها من الشرق المحيط الهندي ،ومن الشمال خليج عدن وجمهورية جيبوتي ومن الجنوب كينيا ،ومن الغرب أثيوبيا .
    إذن موقع الصومال يبرز وبشكل واضح أهمية مميزة إستراتيجية والواقع أن الصومال يشرف على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر،وهذا هو شيئاً مهماً جداً في زمن السلم وزمن الحرب معاً،كما إنه يمثل مدخلاً مهماً للعرب والإسلام إلى قلب العالم الأفريقي.
    بعد الاستقلال اتحد جزئي الصومال الإنكليزي والإيطالي وشكلا جمهورية الصومال.
    الصومال عضو في جامعة الدول العربية وفي منظمة المؤتمر الإسلامي وفي منظمة الدول الأفريقية والآن سمي الاتحاد الأفريقي.
    يعتمد الصومال اقتصادياً على الثروة الحيوانية والزراعية والبحرية .
    جاء انقلاب سياد بري عام 1969م وترؤسه للسلطة نتيجة اغتيال رئيس الجمهورية الصومالية عبد الرشيد شرماركي على يد حارثه وهو من قوات الشرطة والرئيس شرماركي جاء إلى السلطة عبر الانتخابات.
    ولا بانتخابات مزورة ،وهنا لابد أن أقول شيئاً عن الرئيس شرماركي هناك رجل يدعى أبو الخير وهو سوري من دمشق و من باب سريجه كانت زوجته الأولى شقيقة الرئيس شرماركي تتمة الحديث شفهي(نحن عرب إن كنا في سورية أو الجزائر أو الصومال نحن عرب)
    نعود للحديث عن
    سياد بري الذي استولى على السلطة في 12 تشرين الأول عام 1969م وقد اعتمد هو ونظامه الماركسية اللينينية عقيدة رسمية للدولة.
    مشكلة الصومال الغربي والمواجهة العسكرية : شفهي مع أثيوبيا..
    جاء في أول دستور للصومال المستقل عبارة صريحة وواضحة جداً و هي:
    تعمل الجمهورية الوليدة على استعادة سيادتها ووحدتها وأن تضم باقي أجزائها إليها وهذه الأقاليم هي:
    1-الصومال الإنكليزي وعاصمته هرجيزه. شفهياً القول بتكوين الجمهورية من هذين الطرفين.
    2-الصومال الإيطالي وعاصمته مقديشو.
    3-الصومال الفرنسي وعاصمته جيبوتي
    4-الصومال الحبشي وعاصمته هرر.
    5-الصومال الكيني وعاصمته غارسيا.
    هذه الفقرة من الدستور الصومالي كانت نذير سوء لكل من أثيوبيا وكينيا لكنها حقيقة وعلى أثرها ساد التوتر القرن الأفريقي وظهرت حركات التحرير في كل من أوغادين وانفدي وارتريا وأثيوبيا أيضاً ،وأزكت عوامل الصراع الدولي بين القوتين العظيمتين اللتين وزعتا تعاطفهما ومساندتهما على طرفي النزاع المحلي ،روح القتال والجرأة على الصدام بين الصومال وأثيوبيا أساساً ،ومنذ شهر أيلول عام 1977 تحولت الحرب الخفيفة في الصومال الغربي/أوغادين/ إلى حرب شرسة فعلية تدق أسماع العالم في شكل انفجار رهيب في القرن الأفريقي .
    وقد شهدت بنفس هذه الحرب
    فقد أتاحت لي ظروف حياتي أن أذهب وأعيش فترة من الزمن في إقليم أوغادين ....وقد عشت بين أهالي الإقليم وثواره على فترتين وكان ذلك بين عامي 1977و1978م.
    يقع إقليم أوغادين داخل حدود الوطن العربي الكبير وموقعه في منتصف العالم الإسلامي...ومساحته تقدر بـ(650) ألف كم وتعداد سكانه يقدر حالياً بـ(7)ملايين أقف هنا وأسألكم هل سمع أحدكم عن أي مساعدة قدمت لشعب هذا الأقليم العربي المسلم، إنني أتساءل لماذا لا تمد الدول العربية وعبر جامعتها والتي لها ثقل مادي واقتصادي كبير يد المساعدة لهذا الشعب العربي..؟
    إنه لمن المؤسف أن نسمع ونشاهد ما يجري ويحدث لهذا الشعب العربي المسلم ونحن نتفرج ساكتين،وإني أتساءل أيضاً لمصلحة من هذا السكوت والتعامي..؟
    أيها السيدات والسادة إن إقليم أوغادين غني بالمعادن كما هو غني بالثروة الحيوانية في هذا الإقليم تكمن الثروة المعدنية وخاصة الذهب والفضة والنحاس والحديد والمنغنيز والقصدير والزئبق ،غير أن ذلك كله لم يستغل لأسباب عدة ومنها عدم اهتمام المحتلين الأثيوبيين بهذه الثروة نظراً للمقاومة الشديدة.
    إلا أن الشيء المهم والحيوي هو النفط الذي اكتشف وبكميات كبيرة وقد قامت بعمليات التنقيب عنه الشركات الأمريكية ومنها شركة /سنكلر/ وشركة /اجيب/ الإيطالية ، وكذلك شركات دانماركية.
    وإنني أقف هنا لأقول إن مساحة إقليم أوغادين تعادل مساحة بريطانيا وإيرلندا مجتمعتان وقبل متابعة حديثي عن ؟أوغادين لا بد من وقفة قصيرة عند إقليم أنفدي الصومالي
    تقدر مساحة إقليم انفدي بحوالي 160 ألف كيلو متر مربع وقد ضم هذا الإقليم إلى إدارة المحميات البريطانية بقرار من الحكومة البريطانية الاستعمارية عام 1909م وقد حاولت السلطات البريطانية إيجاد خط فاصل بين الانفديين وبين الأقاليم الصومالية عام 1914م بهدف وقف تسرب الاضطرابات والانتفاضات ضد البريطانيين لكنها لم تنجح في ذلك بل زادت الأحداث واستمر الوضع الأمني في تدهور في إقليم انفدي المنسي عربياً وإسلامياً إلى يومنا هذا ،حيث يقتل أهله وتغتصب نساؤه وتحرق أرضه.
    شكل شعب إقليم انفدي الصومالي جبهة مسلحة عرفت باسم جبهة تحرير انفدي وهذا الأمر أقلق الحكومة الكينية المعروفة بولائها الواضح للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وهنا نضرب مثلاً على تعاون الحكومة الكينية مع إسرائيل" عندما سهلت مهمة القوات الإسرائيلية التي أغارت وقتلت الثوار الفلسطينيين ،ايهود باراك في اوغنده.
    وقبل المتابعة لا بد من الإشارة إلى أن هناك سوء فهم للحقائق التاريخية عند الكثير من المثقفين العرب بهذا الخصوص إن معظم المؤرخين لتاريخنا هم فرنجة وفي هذا السياق أقول إن العالم الغربي قد وقف ويقف معارضاً لوحدة الصومال كما أن معظم الأنظمة العربية قد هوت إلى البئر المظلم الذي أعد لها.
    وقف العالم الغربي من وحدة الصومال الكبير موقفاً معارضاً وكانت المعارضة تتمثل في ثلاثة زعماء كبار في ذلك الحين وهم:
    الرئيس الفرنسي شارل ديغول، والرئيس الكيني جيمو كينا كيناتا،الإمبراطور هيلا سيلاسي ولغاية الآن يعارض كافة زعماء الغرب واليهود وحدة الصومال كما أن أغلبية الزعماء العرب لا يعرفون إلا الشيء القليل القليل عن إقليم انفدي الصومالي المسلم والذي ضمته كينيا بالقوة وإنني أتساءل هل نحن العرب نعاقب بعضنا البعض....؟
    العودة إلى اوغادين
    احتلت أثيوبيا إقليم أوغادين في عهد الإمبراطور/منليك/ عام 1887م هذا الاحتلال كان نتيجة مؤامرات عدة دول أوربية ومنها بريطانيا.
    السيدات والسادة
    100يوم عشتها في قلب اوغادين بين رائحة البارود ولهيب النار ولون الدم الذي يسفك يومياً، في هذا الإقليم العربي المنسي شممت رائحة الدم الطاهر حيث يناضل شعب أوغادين الصابر المكافح واقفاً جسوراً أمام طغيان الجيش الأثيوبي والذي ضمته بريطانيا نهائياً إلى أثيوبيا عام 1945م فمن هي اثيوبيا وقفة قصيرة عند اثيوبيا لنقرأ التالي:
    تبلغ مساحة أثيوبيا إحدى دول القرن الأفريقي 1,221,900 كيلو متر و يبلغ عدد سكانها حوالي 75 مليون نسمة بما فيها إقليم أوغادين المحتل ،اللغة الرسمية الأثيوبية هي الأمهرية وتعرف عملتها بالبر.
    أما أول صراع شهدته منطقة القرن الأفريقي هو صراع ما بين الإسلام والمسيحيين الفرنجة منذ عام 1515م وذلك عندما غزت البرتغال المماليك الإسلامية التي كانت تحكم منطقة القرن الأفريقي.
    السيناريو الجديد:
    وضع الأمريكان سيناريو جديداً لحل منازعات دول القرن الأفريقي ،ولكن كيف تم ذلك هذا ما أود أن أقوله هنا ووفق معايير أمريكيا الغير منطقية وغير منصفة .
    تعاقب الاستعمار والاحتلال على القرن الإفريقي من برتغالي إلى بريطاني إلى إيطالي إلى حبشي وأقصد هنا بالقرن الافريقي أقليم أوغادين الصومالي بمباركة اسرائيلية أمريكية التي حلتا محل بريطانيا ولي عودة في ذلك.
    ركزت الدول الغربية الاستعمارية المتصهينة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية على القرن الأفريقي وعليّ أن أركز كلامي على أمريكا باعتبارها زعيمة الدول الغربية لأن مسلكها المعارض لاستقلال إقليم أوغادين أقوى من كل المسالك التي اتبعته الدول الاستعمارية الغربية الأخرى كما أن الولايات المتحدة الأمريكية أدخلت نفسها بقوة بعد عام 1960م في القرن الإفريقي فقد وقفت بجانب الأحباش بقوة كبيرة بل كانت أنشط الأطراف وأكثر دعماً للنظام العبودي في أثيوبيا وتدرجت وشجعت الولايات المتحدة الأمريكية سياسة العبودية التي كانت تعمق التخلف والحرمان في أثيوبيا الإمبراطورية والجمهورية.
    الحديث نفسه عن الإطاحة في عام 1974م بالإمبراطور هيلا سلاسي من قبل منغستو هيلا مريام.....
    وعملت وتعمل الولايات بوضع سياسة خاصة اتجاه إقليم أوغادين وابتدأت بتنفيذ هذه السياسة فنقبت عن النفط والمعادن وأغلقت هذه الآبار لوقت الحاجة ثم حاولت السياسة الأمريكية في أوغادين نشر المبشرين وترسيخ تعاليمهم وذلك من خلال فرض اللغة الإنكليزية وطمس اللغة العربية، إلا أن أهل أوغادين رفضوا الهيمنة الإدارية والدينية وقامت التوارات العارمة.
    عند ذلك أوعزت الولايات المتحدة إلى إسرائيل أن تمد أثيوبيا بالضباط والجنود والأسلحة كل ذلك من أجل إخماد الثورة في أوغادين قبل أن تنتقل شرارتها إلى بقية القوميات المضطهدة في أثيوبيا.
    الحديث نفسه عن بعض القوميات في أثيوبيا.....
    هنا نرى أن أمريكا كانت من أوائل الدول التي وجهت الدعوة و النداء إلى الصوماليين بشكل تحذيري بوضع حداً للثورة التي اشتعلت في قلب القرن الأفريقي ثم كررت أمريكا نداءها بشكل أقوى إلى الثوار الاوغادينيين وإلى أشقائهم الصوماليين في الجمهورية الصومالية خاصة عندما اتضح من أن العمليات العسكرية لا تسير وفق رغباتها وإن المنطقة مقبلة على فترة طويلة من عدم الاستقرار وخاصة أنها تريد النفط والغاز.
    عند ذلك قررت أمريكا سحب بعثاتهاالتبشيرية والخبراء والفنيين الذين ينقبون عن النفط والغاز والمعادن والتي وجدت بكميات تجارية كبيرة.
    حديث عن: وقد رأيت بأم عيني أبار النفط محفورة ومغلقه إلى حين استخدامها وما قدوم الجيش الأمريكي إلى الصومال إلا توطئه لفتح هذه الآبار واستخدمها وقد قتلوا وسحلوا في شوارع مقديشو.
    إذن أغلقت أمريكا آبار النفط وخرجت من أوغادين مكتفيه بإعلان صحفي مقتضب تقول فيه:
    وجدت شركاتنا التي نقبت وتنقب عن النفط والمعادن أن كميات هائلة تجاريه وجدت في أوغادين.
    ما المقصود بهذا الإعلان
    هو افتراء ودفع الجشع الاستعماري الغربي في التعليق والتشبث بمنطقة أوغادين عبر مساعدتها للأثيوبيين المحتلين للإقليم.
    وهنا يتبادر إلى ذهني السؤال التالي:
    هل شعب إقليم أوغادين العربي مستعد لتلقي استعمار جديد يضاف إلى الاستعمار البريطاني وبعده الاستعمار الحبشي.
    الجواب يكمن في الآتي:
    من المستحيل على الشعب الصومال بل على أي شعب في هذا العالم أن يتقبل ويلتزم باستخراج ما في باطن أرضه من نفط وترده معدنية قبل تحرير أرضه.
    الولايات المتحدة يهمها أمران الأمر الأول إملاء الفراغ الذي تركه البريطانيين وبعدهم السوفيت.
    هنا حديث شفهي: هل تعتقدون إن أمريكا حاربت الاتجاه الماركس في كل من الصومال وأثيوبيا.. لا أبداً: هذان الأمران لا يهمان أمريكا الذي يهمها هو النفط في أي مكان من كان . وطالما النفط وجد بكميات تجارية في أوغادين فعلى الأمريكان دعم النظام الأثيوبي الذي يؤمن لهم مصالحهم.
    وقد شاهدت بأم عيني جزءاً من القتال الذي كان يدور بين ثوار أوغادين والجيش الأثيوبي ومازال القتال دائراً إلى يومنا هذا،هذا القتال أربك حسابات الأمريكان ومن يدور في فلكهم.
    حديث شفهي: رواية غيفاراً في الكونغو و كيف طلب الأمريكان من السوفيت إخراج غيفاراً من الكونغو.....
    لم يكن يهم الامريكان غيفارا ولا تشومبي ولا موبوتو الذي يهمهم هو النفط والذهب والألماس والمعادن الأخرى.
    أيها السيدات والسادة ما أشبه اليوم بالأمس، الأمس كان القتال دائراً واليوم ما زال القتال دائراً في إقليم أوغادين برعاية أمريكية اسرائيلية.
    قبل سنوات أحتل العراق من قبل أمريكا والغرب وطبعاً على رأسهم إسرائيل وقاتل شعب العراق ولا زال يقاتل من أجل حريته وإعادة استقلاله،وكذلك الشعب الفلسطيني والشعب الصومالي والأفغاني
    إذاً أمريكا الصهيونية والغرب المتصهين هو الغرب في كل أنحاء العالم العربي والإسلامي بالأمس فلسطين و أوغادين واليوم العراق وأفغانستان وما أشبه اليوم باليوم والأمس البعيد والقصير زمنياً.
    وسؤالي التالي:
    ما الذي نستنتجه من هذه الحقيقة؟
    الجواب هو ساحات القتال في أوغادين حيث خسائر الأثيوبيين وحلفائهم تزداد كل يوماً بعد يوم فلم يعد هناك سوى خيار واحد: الاعتراف بنضال شعب إقليم أوغادين وحقه في الاستقلال وتقرير مصيره.
    أيها الأخوة أن ما يجري في إقليم أوغادين هو الأعمق نضالاً والأبعد انسجاماً وتطابقاً مع المستعمرين الأثيوبيين والأكثر مأساة وعنفاً و دموية وانطلاقاً من مفاهيمنا وتنفيذ لأمانينا العربية والإسلامية علينا أن نقف بجانب هذا الشعب المقهور نعم مقهور وأني أقدم إليكم الرواية التالية، عذراً ربما أنا أطلت عليكم لكن لا بد من التوضيح:
    الحديث عن العرض العسكري في أديس أبابا وجلد الضباط الصوماليين من قبل النساء الأثيوبيات.
    التواجد السوفيتي: عند العرض العسكري ومثله الهجوم على الجيش والثوار الصوماليين
    الحديث شفهي: عن منغستو وزياد بري والجنرال بتروف في عام 1978 الجنرال بتروف هو النائب الأول لقائد القوات البرية السوفيتية:62-55-ميغ-سوخوي-طائرات الهوليكبتر+المدفعية والجنرال الكوبي أورنالدو أمر مؤسف محزن
    ذيول الصراع في القرن الأفريقي ودول الشرق الأوسط العربية في مسار واحد وفق ما يلي:
    أ‌-كانت حرب 1948 حرباً استعمارية احتلالية استيطانية من قبل الإسرائيليين المدعومين من دول الغرب كافة كل ذلك من أجل سلخ فلسطين عن شقيقاتها وزرع كيان جرثومي في جسد الامة العربية
    ب-كان عدوان انكلترا وفرنسا وإسرائيل على مصر وعلى الروح العربية الإسلامية التي تصاعدت بقيادة الرئيس المرحوم جمال عبد الناصر.
    ج-أما حرب عام 1967 فكانت الضرب في صميم الوحدة والالتقاء الأخوي لكافة العرب وتجريرهم من قوميتهم.
    د-وجاءت حرب 1973م ومحاولة العرب الجادة في إعادة أراضيهم المحتلة منذ عام 1948-1967م .
    هـ-وفي عام 1974م كانت المؤامرة الكبيرة على العرب حيث جرت الحرب الأهلية اللبنانية وتلاها عدوان إسرائيل المدعومة من أمريكا على سورية في 10 حزيران عام 1982م.
    من كان وراء هذا العدوان:
    الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وأخيراً وليس آخراً جاء احتلال العراق العربي، إذا ربطنا كل هذه الأحداث مع بعضها البعض نجد أن المؤامرة كبيرة تستهدف عروبتنا وإسلامنا في كل عالمنا العربي.
    ونضرب مثالا على ذلك
    (الحديث عن جنوب السودان حيث زيارتي الأولى والتي نوهت عنها في البداية) .
    الأسلحة العربية بأيدي المتمردين التي جاءت من مصر- ليبيا-السعودية؟
    منذ عام 1961م وأنا أعيش المأساة الدامية في جنوب السودان هذه المنطقة العزيزة على قلبي وقلب كل عربي صحيح توقف القتال في جنوب السودان عام 2005م فابتدأت مرحلة جديدة أشد تطوراً وأعمق تآمراً على قلب العالم الأفريقي وهو جنوب السودان، إذاً التأمر لم يأتي عبثاً إلى الصوماليين و اقتطاع جزأين مهمين منه بل كان أمراً مدبراً بعناية ودقة فائقين، أنه التآمر الأمريكي الصهيوني على وجودنا أمة وأرضاً.
    أليس لنا الحق نحن العرب أن نتساءل من هم أصحاب أرض أمريكيا هل هم الهنود الحمر أم لمامة البشر ،إن أمريكيا قد سعت إلى فرض هيمنتها على القرن الأفريقي عبر تسللها من خلال الصهيونية العائدة إلى أثيوبيا والتي لم تبرحها أصلاً وإن عودة الولايات المتحدة الأمريكية إلى منطقة القرن الأفريقي وعلى الخصوص إلى إيجاد مكان لها في إقليم أوغادين سيما بعد أن تم اكتشاف النفط والمعادن بكميات تجارية كبيرة تصلح لأن تكون هدفاً إستراتيجياً واقتصادياً معادياً للعرب والمسلمين.
    ولنعد قليلاً إلى إقليم الصومال الغربي أو أوغادين.
    كما ذكرنا أن الصومال الكبير قسم إلى خمسة أقسام وسمي كل قسم باسم الدولة المحتلة فالصومال الكبير قطع إلى خمسة أجزاء وهي:
    1-الصومال البريطاني وعاصمته هرجيسه واسمه الآن (جمهورية أرض الصومال بعد الحرب الأهلية التي تجري الآن في الصومال).
    2-الصومال الفرنسي جيبوتي.
    3-الصومال الإيطالي وعاصمته مقاديشو.
    4-الصومال الحبشي أوغادين.
    5-الصومال الكيني آنقدي.
    وأصبحت خريطة الصومال الكبير مطلية بعدة ألوان، يرمز كل منها إلى الدولة التي تسيطر على هذه الأرض أو تلك وقد مر أكثر من مئة وعشرين عاماً على احتلال إقليم أوغادين أي من عام 1887م إلى تاريخ يومنا هذا 2008م خلال هذه المدة لم تستطيع بريطانيا ولا الحبشة إخضاع شعب هذا الإقليم وإركاعه رغم كل ما بذل من جهد سياسي وعسكري ومما قدم إلى أثيوبيا من دعم أمريكي وإسرائيلي وأوربي رغم كل هذا الدعم لم تستطيع بسط سيطرتها على الإقليم وخاصة إن الأمر الشائع والمفهوم لدى شعب أوغادين أن السلاح الذي يحمله الجندي الحبشي هو سلاح أمريكي أو إسرائيلي كما أن المدرعة أو السيارة التي يركبها أمريكية كذلك البدله العسكرية إسرائيلية والبوط الذي ينتعله الجندي الحبشي ويطأ أرضه أمريكي أو إسرائيلي أيضاً وكذلك الإرساليات الدينية أمريكية،كله أمريكي إسرائيلي بأمريكي إسرائيلي.
    انتماء شعب الصومال العربي:
    انتماء شعب أوغادين إلى الأمة العربية الإسلامية هو انتماء عربي واضح، هذا الانتماء بحاجة إلى دعم عربي وإسلامي، لأن فيه تأميناً لأمن الدول العربية المطلة على البحر الأحمر وعلى الجناح الشرقي لوادي النيل ومصر والسعودية والسودان ولنأخذ مثالين على هذا الانتماء.
    الانتماء الأول: وهو بسيط جداً عندما ننظر إلى رعاة الإبل في أوغادين فنجدهم لا يختلفون في زيهم عن أقرانهم في البلاد العربية. كما أن الناظر إلى بدو أوغادين فيجد أن ملامحهم هي نفس ملامح البدو في الساحل الشرقي للبحر الأحمر، هذا سبب مهم وأساسي في الانتماء /المظاهر والسمات/.
    الانتماء الثاني: إن الانتماء العربي والإسلامي لشعب إقليم أوغادين يتجسد في اللغة والثقافة والمعتقد الديني.
    وعلينا أن نعرف أن أعلى النسب في حفظ القرآن الكريم ومدارس الفقه الإسلامي في العالم توجد في منطقة الصومال الغربي (أوغادين).
    أليس حرياً بنا كعرب ومسلمين أن نحرص على عقيدتنا العربية وثقافتنا وأخلاقنا في مناطقنا العربية المسلمة.
    إن هذا الأمر ليس خاص بالماضي المنصرم بل بالحاضر والمستقبل وهو القوة والمنعة لوجودنا المطلوب مسحه وتلاشيه.
    أمريكا وإسرائيل تنحر أثيوبيا:
    إن أهم دوافع أثيوبيا للاحتفاظ بإقليم أوغادين يمكن إيجازه بعضه في الآتي:
    1.وجود كميات كبيرة من النفط.
    2.يوجد غاز وبكميات عالية جداً حتى أنه يقال أن كمية الغاز الموجودة في الإقليم تعتبر من أكبر حقول الغاز في أفريقيا وما أسر سبعة صينيين مؤخراً يعملون في حقول الغاز إلا دليل واضح على وجوده الكبير في هذا الإقليم، إن أمريكا وإسرائيل هي التي تمد أثيوبيا بالسلاح والعتاد والمال لا من أجل دعم النظام الأثيوبي إنما من الثروة المدفونة تحت تراب أوغادين، فهل تنحر أثيوبيا نفسها بسكين أمريكية وبنصل صهيوني من أجل الغاز والنفط؟
    وأنا بدوري أتساءل:
    هل إذا أغلق الثوار منابع النفط والغاز فهل تتخلى الولايات المتحدة وإسرائيل عن دعمهما للنظام في إثيوبيا.
    الثقل اليهودي:
    أيها السيدات والسادة :التواجد الإسرائيلي في أثيوبيا وهي دولة من دول القرن الأفريقي والمحتلة لإقليم أوغادين (الصومالي العربي)، هذا التواجد يشكل ثقلاً كبيراً في المنطقة فهو الممسك بتحريك أية قضية داخلية أو خارجية، ومثال على ذلك إشعال نار الحروب في المنطقة، أما الأمر الثاني لهذا الثقل اليهودي فهو مياه نهر النيل الأزرق فإسرائيل تسعى للحصول على هذه المياه بمد أنابيب قادمة مباشرة من مصر، وإذا لم يتم ذلك فستعمل إسرائيل على تحويل حياة المصريين إلى جحيم، وذلك من خلال النظام الأثيوبي الذي ترعاه أمريكا وإسرائيل والغرب.
    ونتساءل ما الذي تملكه مصر لمواجهة الخطر الإسرائيلي في القرن الأفريقي.
    ما هي خياراتها أمام هذا التحدي لحياتها وحياة أبنائها...؟
    ليست هناك أية خيارات أمام النوايا الإسرائيلية المدعومة من أمريكا والغرب المتصهين.
    إذاً على جمهورية مصر العربية أن تقلق، وفعلاً المصريون أخذهم الخوف من الأطماع الإسرائيلية والتدابير الجارية لجر مياه النيلين الأزرق والأبيض وقد عمل الإسرائيليون وغرسوا وزرعوا في ثقافة الشارع الأثيوبي أن العرب والمسلمين يتوجسون الشر بهم. لكن الشعب الأثيوبي وقومياته المسلمة المضطهدة يعرفون كذلك أمريكا وإسرائيل وطمعهما فابتعدوا عنهما.
    إن الخروج من الخطر المحدق بمصر والسودان من جراء المشاريع الأثيوبية والمدعومة أمريكياً وإسرائيلياً على نهر النيل هو النظر و التطلع والعمل بجدية اتجاه القرن الأفريقي العربي من خلال دعمها للقوى العربية المسلمة، هذا هو الحل الوحيد لدفع خطر الدمار عن الشعب المصري وعلى المصرين والعرب جميعاً إدراك موقع القرن الأفريقي العربي ونضال شعب إقليم أوغادين قلب القرن الأفريقي ومساعدته من أجل درء خطر الدمار الذي تخطط له أمريكا وتنفذه إسرائيل التي تسعى جاهدة لزرع الفتن والخوف في قلوب الإفريقيين وتشعرهم بأن العرب يسعون إلى قيام اتحاد عربي أو دولة مسلمة كاملة في القرن الأفريقي تستعبدهم وتسرق خيراتهم.
    مياه النيل:
    جرى تحالف سري بين أثيوبيا وإسرائيل: وإن هناك مشروعاً لبناء عدة سدود عند منابع النيل الأزرق بإشراف إسرائيل يهدف إلى الضغط على مصر وتقليل حصتها من مياه النهر. وقد قبلت أثيوبيا بما طلب منها. وهو التعاون الكامل مع إسرائيل.
    إن خطورة المشكلات المائية في القارة الأمريكية تحديداً والتي تتعلق بحوض نهر النيل تعتبر بمثابة إنذار للعالم العربي وعلى رأسه مصر والسودان من التحكم الإسرائيلي بهذه المياه وخاصة إذا لم تستفيد منها.
    وتتمثل الخطورة هذه والتي تعد تهديداً للأمن العربي، في أن منابع نهري النيل تقع في مناطق غير عربية ، ومن جهة أخرى فإن، منطقة شمال وادي النيل والتي تعتبر من أكبر المناطق الغنية بالمنتجات الزراعية، هذه المنطقة لا تعرف الأمطار، لكي تسقي هذه المنتجات الزراعية فإنها تسقى من المياهالحلوة العذبة القادمة من نهر النيل.
    أثيوبيا تأخذ من نهر النيل 80% منه:
    إنه لمن المعروف أن أثيوبيا تأخذ لوحدها من منسوب مياه نهر النيل الأزرق80% فهي تعتقد بأن هذه المياه لها ومن حقها.
    وفي هذا الخصوص وعندما يسأل الأثيوبيون عن أهم صادرات بلادهم فيجيبون الماء.. ثم الماء... ثم الماء، وهذا ما يعكس رغبة أثيوبيا في التوسع ومن هنا ضمت إثيوبيا إقليم أوغادين بإيعاز من الغرب المتصهين.
    ومن الأمور الجديرة بالذكر فيما يتعلق بالسياسة الإسرائيلية في منطقة القرن الأفريقي فالدولة الصهيونية تعلم وتدرك جيداً وحتى بعد توقيع اتفاقية كامب دايفيد عام 1979م أن الدولة الوحيدة القادرة على منعها من ممارسة الدور الإقليمي الذي تسعى إليه هي مصر العربية ولذلك فهي تحاصر مصر بشتى الوسائل رغم توقيع إتفاقية كامب ديفيد وبصفة خاصة في المحيط الأفريقي وتحديداً في القرن الأفريقي. ومما لا ريب فيه مطلقاً أن أهم أدوات حصار مصر والسودان هي المياه. وبناء على ذلك نجد أن السياسة الإسرائيلية تتعامل مع أثيوبيا بشكل خاص يمكنها من إحكام الحصار على مصر والسودان.
    وإليكم المثال التالي:
    بعد انتهاء حرب تشرين طرحت إسرائيل مشروع /اليشع كالي/ وهذا هو الرجل مدير لشركة ناحال اليهودية.
    هذا المشروع يتمثل في جر مياه نهر النيل إلى صحراء النقب عبر أنابيب تمر تحت قناة السويس وهو المشروع الذي أطلق عليه ترعة السلام؟ وقد جعلت إسرائيل أول أولوياتها التفاوضية في مباحثات السلام العربية الإسرائيلية المياه وقد مارس الإسرائيليون كافة أنواع المخابراتية في مواجهة محاولات مصر لتأمين منابع النيلين :
    ما الذي نفهمه مما أوردته:
    إن ما يحدث في القرن الأفريقي يمثل حلقة حصار تهدف أمريكا وإسرائيل منها تطبيق الأحكام الجائرة بحق العالمين العربي والإسلامي، إن تركيز أمريكا وإسرائيل على المنطقة يمثل مؤشراً على حقيقة القرن الأفريقي لأن يكون ملعب الصراع المفتوح إلى أفريقيا كلها.
    في عام 2006 حاولت الاطلاع ميدانياً على مايجري حول نهر النيل لكنني لم أفلح إلا بزيارة يتيمة قمت بها إلى إقليم غوندر الإثيوبي . وإقليم غوندر هو عاصمة قومية الأمهرة وفي هذا الإقليم يعيش اليهود الذين يسمون الفلاشا. ينبع نهر النيل الأزرق من بحيرة تانا. وتسمى المنطقة بحر دار أي دار البحر (في هذه المنطقة ألتقيت بأطفال صغار لطفاء جداً وعندما عرفوا بأن اسمي أحمد طلبوا مني قلم أو أقلاماً بالأحرى حتى يكتبوا سورة الفاتحة).
    والأامر الأخير:
    لماذا تهم إسرائيل بالقرن الأفريقي؟
    تعد الدولة اليهودية جزيرة صهيونية وسط محيط عربي وإسلامي والجزيرة هذه اقتطعت من جسد الأله العربية والإسلامية. أي أنها دولة قامت على أساس العنف من قتل وتشريد وطرد الشعب العربي الفلسطيني من أرضه وجمع فئات يهودية مختلفة الجنسية والميول، لكن وضعت في شكل استعمار استيطاني وهذا ما جعلها دولة عنصرية فئوية قامت على العدوان والاغتصاب وهذا ما يماثل ما فعله ويفعله الأحباش في إقليم أوغادين. وتسعى إسرائيل لتدعيم نفوذها السياسي والتجاري في القرن الأفريقي عن طريق أثيوبيا حيث تقول أن هناك تجربة مشتركة بيننا وبين الأحباش وتقصد إقليم أوغادين وهي في هذا المجال تضرب عصفورين بحجر واحد.
    الأول: محاربة النهج واللغة العربية ومعاكسة التوجه السياسي لشعب أوغادين وتضيق الخناق عليه.
    الثاني: تدعيم تحركها السياسي والاقتصادي والصناعي وفتح طرق جديدة أمامها ونستدل على ذلك من خلال تهريبها ليهود الفلاشا من أثيوبيا. كما أن القرن الأفريقي بدوله الأفريقية يمثل مدخلاً مهماً إلى العمق الإفريقي وهذا ما لا تقبله إسرائيل وأمريكا والغرب خوفاً من أن تتخذها الدول العربية مركزاً استراتيجياً لها ومحاصرة إسرائيل الغاصبة وإن لم يكن اليوم
    ( في ظل ظروفنا الحالية فسوف يكون غداً). وهذا ما يخيف إسرائيل بل يرعبها ويرعب أمريكا والغرب المتصهين معها. إن ما تقدمه إسرائيل في أفريقيا بشكل عام ليس مساعده ولكنه تعاون.
    إسرائيل تسعى لتحقيق أهداف نظريتها الأمنية وفق ما يلي:
    1.تطويق الدول العربية وحرمانها من أي نفوذها لها.
    2.تهديد الأمن العربي وخاصة أمن العربية التي تعتمد على نهري النيل وذلك بزيادة نفوذها بالدول المتحكمة في مياه النيل وذلك بالتركيز على إقامة سدود ومشروعات زراعية بغية تخفيف مياه النيلين عن مصر والسودان .
    3.تأمين مداخل البحر الأحمر المؤدية إلى إسرائيل.
    4.منافسة المنتجات العربية في أسواق القرن الأفريقي.
    5.إيجاد وخلق بناء معاد ومناهض للعرب في القرن الأفريقي.
    6.حصلت إسرائيل على تسهيلات عسكرية في أثيوبيا واستخدمت أراضيها. فكانت طائراتها العسكرية تهاجم مصر من الأراضي التي تحتلها.
    7.استخدام إسرائيل حكام بعض دول القرن الأفريقي ليعملوا تحت رايتها مثلاً التجسس على العرب وكذلك ضرب حركات التحرر المؤيدة للحق العربي.
    8.تفتيت دول القرن الأفريقي العربية والإسلامية وهذا ما نراه الآن في الصومال.
    إذاً لا يمكننا أن نتجاهل الدور اليهودي والأمريكي في أفريقيا بشكل عام وفي القرن الأفريقي بشكل خاص وبهذا الخصوص يقول أحد واضعي السياسة الخارجية الإسرائيلية التالي: "إن أمن إسرائيل وأمن الشعب اليهودي ملتحمان بشكل وثيق وإن الاعتماد المصلحي المتبادل بين اليهود خارج إسرائيل واليهود داخلها شيء بديهي ومقبول من الحركة الصهيونية وإسرائيل. وشيء طبيعي أن تكون المهام الأساسية للبعثة الإسرائيلية في القرن الأفريقي هي العمل على توسيع وتنمية الروابط بين إسرائيل واليهود في القرن الأفريقي. ومنها عملية تهريب الفلاشا.
    وأكيد كلنا يعرف أن لدى إسرائيل جهازاً متخصصاً بأفريقيا له القدرة على التصرف الفوري.
    وهذا ما حدث بنيجيريا أيضاً. فقد قام المتمرد الجنرال أوحوكو بقيادة حركة التمرد في إقليم بيافرا بمساعدة الغرب وإسرائيل إلخ...........
    أيها السيدات والسادة إن الأمريكان قد أعطوا اسرائيل الضوء الأخضر لابتلاع العراق ونصف مصر بالإضافة إلى المشرق العربي بما في ذلك المقدسات الإسلامية وبعض مناطق النفط.
    إن دول أفريقيا غير العربية تمثل ظهر الوطن العربي وإن اسرائيل ليست دولة عادية الوجود والمنشأ وإنما هي دولة قامت في وضع دولي استثنائي أهدرت فيه القيم والعدالة الدولية والإنسانية .
    أيها السيدات والسادة اعذروني فلقد أطلت عليكم بالحديث إلا إنني أود أن أقدم بعض ما يجب على العرب أخذه بعين الاعتبار لتثبيت الحق العربي في القرن الإفريقي وإفريقيا وإحلاله محل الوجود الإسرائيلي:
    1-اتباع سياسة الانفتاح على جميع الدول الإفريقية وفتح أسواقها أمام تجارتها مما يؤدي إلى توطيد علاقاتنا مع الدول الأفريقية .
    2- دعوة الزعماء الأفريقيين لزيارة الدول العربية وإطلاعهم على نواحي التقدم فيها .
    3- إقامة جسور للتفاهم مع القوى الوطنية الموجودة في القارة مما يدعم الوجود العربي في المنطقة .
    4- المساهمة مساهمة فعالة في حل مشاكل الدول الأفريقية وخاصة بالنسبة للحدود ودون تحيز .
    5- مضاعفة التسهيلات المالية وبشروط سهلة لمنافسة رؤوس الأموال الإسرائيلية.
    6-المساهمة في جلب الطلاب الأفارقة وتدريسهم في البلاد العربية وإنشاء المدارس والجامعات وإيفاد المدرسين إلى دول القارة عموماً وخصوصاً إلى دول القرن الإفريقي.
    7- العمل على الحصول على المعلومات البالغة الحساسية والخطرة مثل الوجود العسكري والأمني وحقيقة مشروعات مياه النيل في أفريقيا.
    8- إن نجاح أو فشل مخططات الأمريكية والإسرائيلية في تدعيم وجودها وتكثيف نشاطها في أفريقيا مرهون بقدرة العرب على مواجهة النشاط الإسرئيلي في القارة والإفريقية بخطط مدروسة وتنسيق جيد في جميع المجالات التي امتد إليها النشاط الإسرئيلي الأمريكي.
    وعلى العرب أن يرسموا لأنفسهم استراتيجية لمواجهة هذا الخطر السرطاني الذي يهدد القارة الإفريقية والأمة العربية مع الاستئصال التام لهذا الوباء اسرائيل اللعين، لدينا الكفاءات ولدينا المال البترولي إذن علينا ربط الكفاءات بالمال للدفاع عن حاضرنا ومستقبلنا ومنع تغلغل أي نفوذ أمريكي اسرائيلي أو روربي متصهين وكذلك إبادة عقيدة اسرائيل الكبرى وعلى العرب أن يعلموا إن الاتحاد قوة وإننا أخوة وعلينا نبذ الخلافات إلى الوراء .
    أيها الإخوة: كما قلت لكم في بداية كلامي، إن البحث في موضوع الصراع المحلي والإقليمي والدولي في منطقة القرن الأفريقي تعتبر عملية مهمة وشاقة.
    أيها الإخوة: متى سيكون لنا الرأي المسموع...
    عندما نكون دولة عربية واحدة ولو بحد أدنى، وبدون الوحدة أيها الأخوة لن تقوم لنا قائمة، ستظل فلسطين و العراق وأوغادين وغيرهم محتلة وعلينا ألا نرضى بأنصاف الحلول وإنني أخشى على ضياع جنوب السودان ولا سمح الله دارفو-
    وأعيد وأذكر إن الوحدة العربية وبحدها الأدنى هي التي ستخرجنا من البئر المظلم الذي دفعنا إليه .السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أحمد أبو سعدة
    [1]- خبير في شؤون الفلاشا


  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    أختي الفاضلة الصحفية البارعة الأستاذة آداب عبد الهادي،

    أشكرك جزيلا على هذا الجهد الطيب في نقل هذه المحاضرة القيمة التي تزودنا بمعلومات مهمة حول التغلغل الصهيوني في إفريقيا، فجزاك الله خيرا.

    ودمت وفية وأصيلة


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •