وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم كمال عبابنه
بلغ عدد كتبة الرسول صلى الله عليه وسلم سبعون كاتبًا
أربعون منهم كتبة وحي
وقد استشهد عدد القراء الذي قام عليهم التبليغ في موقعة اليمامة التي قتل فيها مسليمة الكذاب
عندما كان ينزل الوحي بآيات جديدة
يطلب النبي صلى الله عليه وسلم من بعض كتبة الوحي إحضار أدواتهم
ثم يملي عليهم الآيات
ثم يراجعهم فيما كتبوه ليتأكد أن ما كتبوه كان مطابقًا لما أملاه عليهم
كان كتبة الوحي يدركون اختلاف الرسم القرآني عن الرسم الإملائي ومنهم الخلفاء الراشدون
ولذلك كان الشرط في جمع المصحف الذي أعلنه عمر رضي الله عنه :
أن يشهد شاهدان مع الكاتب على أن المكتوب كان من إملاء الرسول صلى الله عليه وسلم
وهذان الشاهدان لا يستطيعان أن يشهدا إلا إذا حضرا إملاء الآيات وكانا يحفظان هذه الآيات اللاتي سيشهدان عليها.
من هذا الحفظ وأداء الأمانة كان تميز الرسم القرآني
بعض الرسم يمكن إدارك كتابته من طريقة إملاء
فمثلا لو كان الإملاء للجنة بكتابة جنة بالوقوف على هاء فسيكتبها الكاتب بالتاء المقبوضة
ولو كان الإملاء بالوقوف على تاء فيكتب الكاتب "جنت" بتاء مبسوطة.
ولو أملي عليه أن يكتب "أن" ثم "لا" فيسكتب أن لا كلمتين
ولو أملي عليه "ألا" فيسكتبها كلمة واحدة
وسيظل الرسم القرآني وثيقة إثبات لطريقة إملاء النبي صلى الله عليه وسلم
ولو لم يردنا طريقة تفصيلية لهذا الإملاء
المفضلات