آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: منتدى الحوار البصري والتشكيلي يباشر نشاطاته -

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية د.حمزة ثلجة
    تاريخ التسجيل
    23/10/2006
    العمر
    51
    المشاركات
    482
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي منتدى الحوار البصري والتشكيلي يباشر نشاطاته -

    أود أولا أن أتوجه بالشكر الجزيل لإدارة الجمعية وعلى رأسها الأستاذ الفاضل عامر العظم
    لاستجابتها بافتتاح هذا المنتدى الجديد وأضع هذه المقالة كانطلاقة لنشاطات هذا المنتدى

    كما سأعد مجموعة من الحلقات حول تاريخ الفن أتمنى أن تلقى الاستحسان وتنال التوفيق

    عنوان المقالة "تاريخ الجمال عند اومبيرتو ايكو- الاكثر عدلا هو الاكثر جمالا"
    للناقد التشكيلي موسى الخميسي

    مدار النقد
    تحت اشراف
    الناقد التشكيلي موسى الخميسي
    musagitan@tin.it
    http://www.iraqiartist.com/Arabic/ar...Article132.htm
    ----------------------------------------------------------
    تاريخ الجمال عند اومبيرتو ايكو
    الاكثر عدلا هو الاكثر جمالا
    موسى الخميسي
    لم تفقد مسائل علم الجمال اهميتها النظرية والعملية في ظل الاحتدامات والتغيرات الكبيرة التي يعيشها عالمنا اليوم، ويقوم عدد كبير من النظريين والفلاسفة ومؤرخي الفن بمجهودات كبيرة لدراسة الافكار الجمالية الموروثة من الماضي للوصول الى الحاضر.
    وقد قسم هؤلاء مراحل تاريخ علم الجمال في العالم على النحو التالي:

    -العالم القديم

    -عصر النهضة الايطالية

    -الفترة الكلاسيكية

    -عصر التنوير الفرنسي

    -الافكار الجمالية المعاصرة

    دراسات كثيرة قام بها عدد كبير من المفكرين لكتابة تاريخ علم الجمال، وقد لقيت هذه المحاولات نجاحا كبيرا لما حوته من مواد شيقة موضوعية وبعض التحليلات المهمة لعدد من المسائل ذات القيمة العالية كونها خرجت على اسس تحليلية دقيقة. لقد تناولت عدد من هذه الدراسات التي اعتمدت على تشخيص ظاهرة الجمال وعدم انفصالها من العملية التاريخية المتكاملة، بتحليل الحياة الاجتماعية والظهور باستنتاجات موضوعية حول الظواهر الاجتماعية الخاضعة لهذا التحليل، على اعتبار ان تاريخ الافكار الجمالية عبر العصور ما هو الا تاريخ ولادة وتكون.

    ودراسات تحليل الافكار الجمالية وارتباطاتها بجميع النشاطات الاجتماعية عند الناس ، والتاكيد بين النظرية الجمالية والاسس المادية للمجتمع وصراعاته الداخلية، كان اخرها كتاب الروائي والمفكر وباحث اللسانيات الايطالي اومبيرتو ايكو في كتابه" تاريخ علم الجمال". فقد قام ايكو بتوضيح ظهور الافكار والمعتقدات الجمالية في كل فترة زمنية، وقام بتفسير ازدهار وانحطاط العديد من الافكار الجمالية ، ولماذا حلت بعض القيم الجمالية محل غيرها ، كل ذلك من خلال توضيح الروابط الداخلية والقوانين المسببة لظهور وازدهار وانحطاط الافكار الجمالية في تاريخ البشرية المعاصر.

    في كتابه" تاريخ علم الجمال" يحاول ايكو الاجابة عن العلاقة بالجمال من خلال مفاهيم متعددة" ماهو الجمال؟ وماهو الذوق والفن والموضة؟ وهل يمكن تعريف الجمال عقلانيا ام هو مجرد مسألة ذاتية بحتة لا علاقة لها بالعقل والعقلانية؟" وهو من اجل الاجابة يخوض عميقا في 448 صفحة في مفاهيم علم الجمال منذ الازمنة القديمة وحتى زمننا المعاصر من خلال الارث الغربي. فهو يقول في لقاء له مع صحيفة لاريبوبليكا الايطالية

    " الجمال ليس صفة ملازمة للاشياء انه موجود فقط في ذهن الانسان الذي يتامله وكل ذهن انساني ينظر للجمال بطريقة مختلفة بل ويمكن لشخص ما ان يرى القباحة والتشوه في الموضع الذي يمكن ان يرى به شخص آخر جمالا مختلفا". ويضيف القول" احمل هذا الكتاب منذ اربعين عاما، حين كنت دراستي في الماجستير في علم الجمال، حين كنت اعمل لدى الناشر الايطالي بومبياني الذي كنت اعد له كتاب" تاريخ الاختراعات المصور" الذي حقق نجاحا عالميا كبيرا، فقد اقترحت عليه دراسة تاريخ علم الجمال الا انه لم يقتنع بالفكرة لاسباب لم ااعرفها للان، فوضعت ملاحظاتي في ملفات واسرعت بالزواج من مساعدتي، وهذه ايضا قصة جمال من نوع اخر، بعد ذلك وقبل فترة سنتين اقترح على احد الاصدقاء امكانية البحث عن الصور التي تسمح بتحضير قرص مدمج عن تاريخ الجمال، هنا اخرجت ملفاتي القديمة وقمت بعملية البحث عن الصور المناسبة، الامر الذي اقنعني بضرورة تقديم مثل هذا العمل الى الجمهور حول مسالة الجمال". ويضيف عن الشيء الجديد الذي يحمله كتابه فيقول" الكثير من الاشياء.. انما يجب الاشارة الى تاريخ الجمال هذا هو ليس تاريخا للفن، اذ غالبا ما يتم ربط الجمال بالفن. انه اختزال شديد. فهذا الكتاب يروي الطريقة التي نظر فيها الرجال والنساء الى الجمال عبر العصور، فنحن نستخدم كلمة" جميل" للاشارة الى امور لا علاقة لبعضها بالبعض الاخر، واحيانا لا علاقة لها بالجمال، مثلا اننا نتناول وجبة جميلة، اننا امضينا ليلة حب جميلة. تقول عن امرأة انها جميلة، ان المطر يعقبه طقس جميل، فان صفة الجمال تشير الى اختبارات منفصلة جدا بعضها عن البعض الاخر. اننا نستخدم كلمة

    " جميل" لنقصد " جيد" يهمني فهم ماذا يعني شيء جميل بالنسبة الى شخص من اليونان القديمة، وشخص اخر من القرون الوسطى، او من القرن العشرين.

    يؤكد اومبيرتو ايكو في كتابه على ان هناك رابطة قوية بين الجمال والفن ولكن هذه الرابطة اكيدة وبينة بالدرجة التي يسود الاعتقاد فيها، واذا كانت العديد من الطروحات الجمالية الحديثة لم تعترف الا بـ(جمال الفن) فانها اهملت تماما جمال الطبيعة بينما كان الامر على عكس ذلك تماما في فترات اخرى، اذ كان الجمال هو صفة الاشياء الطبيعية كـ" ثمرة جميلة" و" لون جميل" وفي الوقت نفسه كان واجب الفن الوحيد يتمثل في ان يضع الاشياء بشكل جيد كي تخدم الاهداف المكرسه لها، وذلك الى درجة انه كان الفن يشمل نشاط الرسام او النحات ولكن ايضا صانع القوارب والنجار والحلاق ومن اجل ازالة هذا " الخلط" وفي سبيل التمييز بين الرسم والنحت والعمارة عما تتم دعوته اليوم بـ" الصناعات الحرفية" تم اختراغ مفهوم " الفنون الجميلة".

    يقول ايكو في معرض رده على سؤال احد الصحفيين حول كتابه: انسان عصر النهضة لم يكن يرى من الجنس الاخر سوى الوجه. الباقي كان محجوبا. لذلك حين كان يختار شريكة حياته كان يكتشفها عارية للمرة الاولى في الليلة الاولى. اليوم نحن خاضعون لابتزاز النماذج المعروضة علينا، بيد انها سطحية جدا. حتى اجمل عارضة ازياء هي في الحياة اقل جمالا من الصورة. نحن خاضعون لاغراء متواصل، انما لنماذج جمال مصطنعة. على المستوى الجنسي هذا يسبب ضعفا شبقيا. في النهاية نلتقي مع مثاليات مالتوس: كي نخفض عدد السكان يكفي من الان فصاعدا تقديم نماذج جمال متعددة.. والنتيجة مضمونة.

    يؤكد ايكو في كتابه على وجود علاقة وثيقة باستمرار بين ما هو " جميل" وموضوع للتأمل وبين حقبة زمنية معينة وثقافتها وهكذا يتم التأكيد ايضا على المبدأ القائل بأن " الجمال لم يكن ابدا مطلقا او جامدا وانما اتخذ دائما وجوها متغيرة حسب الحقب والبلدان". وهذا يصح من وجهة نظره على" الجمال الجسدي" للنساء او للرجال وعلى جمال القديسين او الافكار لكن ليس هناك نماذج فريدة للجمال في اية فترة تاريخية وانما بالاحرى " تعايش" عدة نماذج للجمال تستمر عبر فترات عديدة.

    في صفحات الكتاب الاولى يعرض المؤلف لوحات لعدد من الفنانين يحاول من خلالها خلق مقارنة عند القارىء ما بينها للتأكيد على ان فكرة الجمال يعاد انتاجها في فترات زمنية متباعدة احيانا وفي اعمال فنية وادبية وفلسفية متباعدة هي الاخرى عن بعضها البعض.

    يستعرض الكتاب المراحل التي اشرنا اليها في المقدمة، فاليونانيون القدامى حرصوا في حقل مفاهيم الجمال على ان تبقى هناك مسافة دائما بين " الشيء" و" الناظر" و" النظر" بالاحرى وليس" اللمس" وهكذا اصبح التعريف الاكثر قبولا للجمال هو الذي يخص " الاشكال المتطورة" فهي التي تعرف كيف " تمتع وتجذب". ويشير ايكو في هذا السياق الى كتاب الفيلسوف الالماني نيتشة عن مفهوم الجمال عند اليونان وتمييزه بين" الجمال الابولوني" و" الجمال الديونيزوسي".

    القرنان الخامس عشر والسادس عشر ساد فيهما " الجمال السحري" الذي يحاكي الطبيعة من خلال اكتشاف

    " المنظور" في ايطاليا والذي صاحبه انتشار تقنيات جديدة في فن الرسم، اضافة الى تأثيرات الافكار الافلاطونية الجديدة على مجمل الفنون، والتي افرزت بالنتيجة جمالا يقلد الطبيعة حسب قواعد علمية مبرهن عليها، او بمثابة نوع من انواع التأمل والتطلع الى درجة عالية من الكمال مافوق الطبيعي لا يمكن ادراكها وتحقيقها بالنظر وحده.

    يؤكد ايكو على ان القرن السادس عشر والذي برزت فيه النظريات الكبرى حول الجمال وخاصة فيما يتعلق بنظرية " تناسب الاجزاء"، ترسخت مفاهيم ذاتية متعددة للجمال، كما ان القرن الثامن عشر" عصر التنوير" كان نتيجة جدل مستمرة بين" العقل" و" الاحاسيس" وبين" الصرامة و" التحرر" من شتى القيود.

    زمن المبادىء في علم الجمال التي اوضحها ايكو ما يتعلق بـ" التناسب" و" التناسق" اذ انه يؤكد بان عملية وصف اي شيء " جميل" بالاعتماد على انسجام " النسب" التي يتشكل منها اذ ومنذ القديم خضع مبدأ الجمال بالنسبة للجسد الانساني لمفهوم التناسب وهذا باعتقاده يصح على العالمين اليوناني واللاتيني.

    يقول ايكو" عندما يستخدم فن البوب في طريقة تحريضية صور العالم التجاري والصناعي والاعلامي، وعندما يضيء البيتلز مجددا بحكمة كبيرة على انواع موسيقية تقليدية تتضاءل المسافة بين فن الاثارة وفن الاستهلاك. ليس هذا فقط، فانه بدا انه لا يزال يوجد مستويان بين فن " مثقف" وفن شعبي" فان الاول يقدم فيآن واحد، في هذا المناخ المسمى ما بعد حداثوي، محاولات جديدة تتخطى الرمزية والعودة الى الرمزية، الى اضاءات جديدة على التقليد". ويضيف" من ناحيتها ، لم تبق وسائل الاعلام تقدم نموذجا موحدا او مثالا اوحد للجمال، يمكننا ان نجد في اعلان لا يدوم اكثر من اسبوع واحد من تجارب طليعية، وفي الوقت نفسه نماذج من العشرينات، الثلاثينات، الاربعينات او الخمسينات، حتى في اعادة اكتشاف الاشكال البالية لسيارات منتصف القرن الماضي. وسائل الاعلام تعيد طرح دراسة شاملة لكل ما يمثل القرن التاسع عشر، الواقعية السحرية، اكتناز ماي وست الجونوي، جمال عارضات الازياء الخلفي، جمال عارضة الازياء ناومي كامبل الاسود، جمال كلوديا شيفر الشمالي، جمال الكلاكيت التقليديات في " كرس لاين" والبنيات الهندسية المستقبلية الباردة في " بلايد راينر، البيمبو( الفتاة الجميلة والغبية) في العديد من البرامج التلفزيونية او العديد من الاعلانات، والفتاة النظرة مثل الممثلة جوليا روبرتس او كاميرون دياز، رامبو وبلاتينيت، دراغ كزين، رمز غناء الراي، الممثل جورج كلوني بشعره القصير، والـكابوي الجديد الذين يطلقون وجوههم بلمعان معدني ويحولون شعرهم الى غابة من الاشواك الملونة او يحلقون رؤوسهم بالكامل. مستكشفين من المستقبل ما يمكن من تمييز المثال الجمالي الذي تشيعه وسائل اعلام القرن العشرين وما بعد. سيكون عليه ان يتراجع امام هذا الفيض من التساهل، امام التوفيقية الشاملة والشرك المطلق للجمال المتعذر كبحه".

    الفصل الاخير من الكتاب مكرس للافكار الجمالية في نهايات القرن الماضي وكذلك الافكار الجمالية في ايامنا الحالية، حيث ركز المؤلف على التفريق بين" الجمال الاستهلاكي" و" جمال اثارة المشاعر" و" جمال الموديلات" الذي اطلق عليه تسمية " عصر المساومة" باعتباره الحكم الاخير في المقولات الكلاسيكية. فانسان الايام الحالية من القرن الواحد والعشرين الغارق في افصام الشخصية والذي يؤيد على الدوام الالتصاق بكل ما هو جديد وعابر تفرضه" الموضة" ، هو معادل لصياغة الجمال الرومانسي الذي تعزز في القرن التاسع عشر، معادل لجفاف المدينة الحالية التي يعيشها الانسان بكل كآبة وصرامة.


    شكرا لاهتمامكم


  2. #2
    مترجم الصورة الرمزية Hasan Abu Khalil
    تاريخ التسجيل
    27/09/2006
    العمر
    49
    المشاركات
    438
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أخي حمزة،

    يسعدني أن أكون أول المهنئين لك بهذا المنتدى الرائع، متمنياً أن نحظى فيه على المعلومة المفيدة الجميلة.

    تمنياتي لك بالتوفيق

    abukhalil.hasan@gmail.com

  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية د.حمزة ثلجة
    تاريخ التسجيل
    23/10/2006
    العمر
    51
    المشاركات
    482
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أخي الغالي حسن شكرا لمرورك الكريم إن شاء الله بالتوفيق للجميع


  4. #4
    فقيدة واتا رحمها الله الصورة الرمزية حنان الأغا
    تاريخ التسجيل
    28/05/2007
    المشاركات
    377
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    شكرا د. حمزة

    مقال رائع في فلسفة الفن وعلم الجمال

    تحياتي

    [align=center]حنان الأغا
    رأيتني يمامة تتيه في السحــاب
    ومرة سفينة تستشرف الضباب
    بغفوة وصحوة يهسهس اليبــاب
    فيستحيل كوننـــــا كأنه السراب
    [/align]

  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية طلعت عبد العزيز
    تاريخ التسجيل
    31/07/2007
    المشاركات
    66
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    [

    COLOR="Red"]رأيتني يمامة تتيه في السحــاب
    ومرة سفينة تستشرف الضباب
    بغفوة وصحوة يهسهس اليبــاب
    فيستحيل كوننـــــا كأنه السراب
    [/COLOR]
    كانت هذا توقيعك ايتها الراحلة العظيمة
    والله ان القلب ليحزن والعين تدمع وإنا لفراقك يا حنان لمحزونون
    اسكنك الله فسيح جناته جزاءا لما قدمتي للبشرية

    [SIGPIC][/SIGPIC]

  6. #6
    أديبة وفنانة تشكيلية الصورة الرمزية اوليدي زينب
    تاريخ التسجيل
    17/01/2009
    المشاركات
    45
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: منتدى الحوار البصري والتشكيلي يباشر نشاطاته -

    الله يرحم الفنانة حنان الاغا ويحسن اليها
    امين

    مقال راقي بكل مكوناته العلمية
    دراسة شاملة في علم الجمال والفن الراقي

    الف شكر د. حمزة
    طرح مميز


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •