كشفت نتائج اخر ابحاث أجرتها شركة مكافي لتقنيات حماية أنظمة المعلومات أن الجريمة المنظمة تعمل على إغواء الجيل الجديد من مستخدمي الكمبيوتر وإعداده لتنفيذ الجرائم الشبكية المدهشة باستخدام تكتيكات تشبه تكتيكات الكي جي بي المخابرات الروسية لتجنيد العملاء خلال الحرب الباردة.
وأظهر تقرير مكافي السنوي الثاني حول الإنترنت والجريمة والمنظمة والذي يعتمد على النتائج التي توصلت إليها أهم وحدات مكافحة جرائم التقنية الرفيعة في أوروبا وإف بي آي أن عصابات الجريمة المنظمة أصبحت تستهدف أوائل طلبة المعاهد الأكاديمية الشهيرة لكي يحصلوا على المهارات التي تتيح لهم تنفيذ جرائمهم الجديدة ذات التقنية الرفيعة والنطاق الواسع.
كما تظهر الدراسة أيضا أن المراهقين الماهرين في استخدام الإنترنت والذي قد لا تتجاوز أعمارهم في بعض الحالات الرابعة عشرة قد صاروا ينجذبون إلى جرائم الشبكة العالمية نتيجة الصيت الواسع الذي يحظى به مجرمو التقنية الرفيعة وإمكانية اكتساب بعض المال دون التعرض لمخاطر الجرائم التقليدية.
ويذكر التقرير أيضا أن مجرمي الشبكة العالمية قد بدأوا يغادرون أماكنهم الخاصة إلى الأماكن العامة كمقاهي الإنترنت والمقاهي المزودة بشبكات الواي فاي.

ومن النتائج الهامة الأخرى التي توصل اليها تقرير مكافي حول الجريمة في العالم الافتراضي لعام 2006 نجاح الجريمة الشبكية في تأسيس جماعة لها أتباع تضم بعض مجرمي الإنترنت الذين ارتقوا لكي يحتلوا مكانة رفيعة في أوساط المتسللين غير الشرعيين. كما أن المنتديات المتخصصة في مناقشة المسائل الأمنية والتهديدات المحتملة قد استغلت من أجل شرح أساليب الخداع وتوضيح الإمكانيات الإجرامية.
كذلك أصبحت جماعات الجريمة المنظمة تلجأ إلى أساليب تشبه أساليب الكي جي بي لاستقطاب الأجيال الجديدة من المتسللين لكتابة البرامج الضارة. وصار مجرمو الشبكة العالمية يتقربون من الطلاب وخريجي المعاهد التكنولوجية لتجنيد المهارات والإمكانيات الشابة وضمها إلى صفوفهم.
وبالنسبة للجرائم الداخلية فقد أصبح الموظفون الحاليون والسابقون والمتعاملون مع الشركة من المتعهدين والمقاولين من أكثر من ينظم عمليات الهجوم على شبكات الشركة والتسلل إليها مستغلين ضعف الإجراءات الأمنية في الشركات. بل صار مجرمو الشبكة العالمية يتوجهون إلى الخريجين الجدد وتجنيدهم لكي يستفيدوا من معرفتهم الداخلية بشبكات الشركات التي سيعملون بها.

وعلق باتريك حياتي المدير الإقليمي لمكافي الشرق الأوسط قائلا ان ظاهرة الجرائم الشبكية تجاوزت مرحلة الطفولة ودخلت عالم الأعمال. وصار المجرمون اليوم يستطيعون الاستيلاء على أموال كثيرة بأقل قدر ممكن من المخاطرة ويتمتعون بقدر كبير من الاحترام. ومع التطور التكنولوجي المتواصل فإن أساليب تنفيذ الجرائم الشبكية تتطور أيضا ليعاني منها العالم كله فهذا النوع من الجرائم لا تحده الجغرافيا ولا اللغة ولا المظاهر.