في ليلة 25/ 8 / 2008 أي قبل يوم من بدء فعاليات الملتقى السادس للقصة القصيرة جداً في حلب عُقِدَتْ أمسية أدبية في المركز الثقافي العربي أدارها الأستاذ مأمون الجابري , حيث قدَّم ثلاث قاصّات و شاعراً , هم : نور رمزي , غفران طحّان , عدنان الدربي , و بيانكا ماضيّة .
قدَّمتْ الكاتبة الأولى نور رمزي قصتها ( نسمات خفيّة ) الحائزة على إحدى الجوائز و لكنَّ المعلقين
من النقّاد هاجموها بشدة ؛ إذ قال القاص و الناقد عدنان كزارة : ( إنَّها ليست قصة بل حكاية و جاء
المغزى بخطابية و مباشرة واضحة , و أظهرت الثيمة الأخلاقية بطريقة وعظية كما أنَّ إلقاء الكاتبة
كان يتسم بالصفة المسرحية و ليس السردية ) .
و قال كاتب هذه السطور عنها : ( أنَّها مباشرة و خطابية و كان يمكن أن تطوِّر رمز " المفكرة " - وهي النقطة المركزية في القصة - لو أنَّها ركَّزت عليه لتصبح قصة ناجحة ) . فيما أشاد بها الشاب أحمد باكير – أحد أقرباء الشاعر عمر أبو ريشة – و قال أنَّ المفكرة تمثِّل المرجع . و قد وصفها أحد الحضور أيضاَ بأنَّها قصة مترهلة .... فيما قالت إحدى الحاضرات أنَّ هذه القصة تناسب الناشئة أو ما يسمى بأدب الفتيان .
الكاتبة الثانية كانت غفران طحّان و هي مجازة باللغة العربية و لها مجموعة قصصية تحت الطبع ( كحلمٍ أبيض ) . قرأت قصتين ؛ الأولى ( عندما نتعثر بشهقة ) و الثانية ( شجرة تخشى ظلها ) , رحب بها النقّاد و الحضور و منهم عدنان كزارة الذي قال : ( تتصف غفران بولعها باللغة التي تمتلك ناصيتها . و قال أنَّ القصة الأولى إخبارية و طغت عليها رغبة انتقام المرأة من الرجل ) و قد انتقد القصة الثانية لطغيان اللغة الشِعرية عليها بما لا يتناسب و شخصباتها و الحوار فيما بينها . و أشاد كاتب السطور يالكاتبة غفران كونها تمتلك قدرة سردية واضحة و لها حضور قوي في المواقع الأدبية الالكترونية .
أمّا الشاعر عدنان الدربي , فقد عمل مدرساً للّغة العربية في مديرية التربية في حلب و هو عضوٌ في اتحاد الكتّاب الفلسطينيين و ناقدٌ و شاعرٌ . له كتاب ( المبسَّط في الإعراب ) و ديوان شِعري بعنوان ( الشمس تخجل من جِنين ) . قرأ أربع قصائد هي ( الشمس تخجل من جِنين , و عودة قابيل , و الأرض تنتظر المخاض , و قصيدته الأخيرة المهداة إلى محمود درويش ) . اتفق عدنان كزارة و كاتب السطور بأنَّ قصائد عدنان الدربي خطابية و مباشرة , و قال كاتب السطور في تعليقه : أنَّه كان بإمكان الشاعر أن يعتني برمز ( قابيل ) و يجعله يتشرَّب في نسيج القصيدة لا أن يذكره بشكل كلمة فحسب .
أمّا بيانكا ماضيّة و هي صحفية و قاصّة و كاتبة تُعِد رسالة الماجستير و رئيسة القسم الثقافي في جريدة الجماهير الحلبية , فقد صدر لها ( سليمان الحلبي سنة 2007 ) و لها مجموعة قصصية تحت الطبع بعنوان ( رجل في الذاكرة ) . قرأت قصة طويلة واحدة بعنوان ( تكفي سنتان ) , أظهرت قدرتها السردية و سيطرتها على اللغة .