Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
قراءة في رواية "موسم الهجرة إلى الشمال

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: قراءة في رواية "موسم الهجرة إلى الشمال

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية احمد محمود القاسم
    تاريخ التسجيل
    10/03/2008
    العمر
    67
    المشاركات
    156
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي قراءة في رواية "موسم الهجرة إلى الشمال

    قراءة في رواية"موسم الهجرة إلى الشمال"

    للكاتب السوداني الطيب صالح

    بقلم الكاتب والباحث احمد محمود القاسم

    تعتبر رواية (موسم الهجرة إلى الشمال) السودانية للأديب السوداني الطيب الصالح، من الروايات التي انتشرت واشتهرت كثيرا على المستوى العربي والدولي، فهذه الرواية، ترجمت إلى كثير من اللغات الأجنبية، كما اعتمد تدريسها في بعض الجامعات العربية، كذلك مُنعت من دخول بعض الدول العربية، لما فيها من بعض الإيحاءات الجنسية، وقد تناول كثير من النقاد هذه الرواية، فيما إذا كانت تعبر عن المجتمع السوداني بشكل أو بآخر.
    تدور أحداث الرواية حول شخص سوداني يدعى (مصطفي سعيد)، إبان الاحتلال الإنجليزي للسودان، أظهر ذكاءً حادا خلال مراحله التعليمية، وفي إجادته لتعلم اللغة الإنجليزية، فتمكن بمساعدة الإنجليزية السيدة روبنسون، التي سبق وتعرف عليها، أن ترسله إلى مصر لمواصلة تعليمه الثانوي، ثم أرسلته الى إنجلترا لمواصلة تعليمه العالي، وحصوله على إجازة الدكتوراه في الاقتصاد، وخلال دراسته هذه، استوعب حضارة انجلترا والغرب بصفة عامة، فعاش في تلك الحضارة، وبعد تخرجه عمل على تدرِّيس مادة علم الاقتصاد في جامعات بريطانيا، وتعرف على نساء الغرب وتزوج العديد منهن، وانتحل الأسماء الكاذبة، ليوقع الأوروبيات في شباكه، وصار ينتقل من واحدة إلى أخرى، وبسببه انتحرت عدة فتيات بريطانيات، وفي النهاية عاد إلى السودان في قرية نائية من شمال السودان، بعد أن قضى سبع سنوات في السجن، بسبب قتله امرأة إنجليزية تدعى (جين موريس)، وانتهت حياته غرقاً في النيل بظروف غامضة، لم تعرف أسبابها بعد إعادته الى موطنه في السودان.
    الرواية تتحدث عن شخصية بطل الرواية (مصطفى سعيد)، ومغامراته النسائية في انجلترا أثناء فترة دراسته الجامعية، ومن ثم عودته الى وطنه السودان. فهو قادم الى المملكة المتحدة، من بلد عربي إفريقي متخلف وفقير كالسودان، وبعيد كل البعد عن مظاهر الرفاهية والحضارة الأوروبية، وعاش في مجتمع آخر، مغاير للموطن الذي قدم منه، بكل ما في الكلمة من معنى، وشاهد بأم عينيه الاختلافات الشاسعة في العادات والتقاليد والانفتاح المبهر بين بلده، وهذا المجتمع الذي عايشه لفترة طويلة من الزمن، وتأقلم فيه، وتفاعل وتزوج من نسائه الحسناوات الشقراوات والبيضاوات اللون، والذي كان يعتبر كالحلم، لبعض من يحملون البشرة السوداء، خاصة بأن مصطفى سعيد ذو سنحة افريقية سوداء، وكونه يظفر بامرأة شقراء وبيضاء وأوروبية، يعتبر في مفهوم البعض في حينها، من المكاسب الكبيرة التي يصعب تحقيقها، وان كان هناك بالمقابل ميزة للأوروبيات، في حصولهم على زوج إفريقي اسود اللون، لما يشاع عن السود الأفارقة، بأنهم ذوو قوة جنسية فائقة ومميزة.
    حقيقة يمكن القول أن القصة في معظمها، تعطي صورة حية، لشخص يود الانتقال من المجتمعات الإفريقية والعربية المتخلفة الى المجتمعات الأوروبية المنفتحة، من اجل الحصول على العلم أو العمل، وما يمكن أن يتعرض له من أحداث ومواقف، قد تكون مشجعة على الهجرة عند البعض، وقد تكون منفرة عند البعض الآخر.
    المعتاد، في الكثير من الروايات والقصص المتداولة بين الناس، في الكثير من المجتمعات العربية وغيرها من الدول المتخلفة، الإشادة كثيرا من قبل البعض، الذين درسوا أو عملوا في مجتمعات الدول الأوروبية، وشاهدوا تقدمها وتحررها الاقتصادي والاجتماعي، وتقديرها للأفراد الوافدين، وتمتعهم بالحرية والديموقراطية والعدالة، وغيرها من الشعارات الدالة على الحقوق الإنسانية، والمساواة بين المواطنين وغيرهم من الوافدين، خاصة أن هذا ما يفتقده المواطن العربي في البلاد العربية، وكذلك في الدول المتخلفة الأخرى، وهذا من أسباب عدة، يدفع البعض للإشادة وكيل المديح بلا حدود للمجتمعات الأوروبية.
    الانطباع في هذه الرواية، مختلف نسبيا عما اعتدنا على سماعه من أبناء بعض الدول، الذين سافروا وتعلموا في الغرب، وعادوا محملين بالاحتقار لثقافتهم ولأمتهم.
    في هذه الرواية، فان بطلها مصطفى سعيد، يرجع الى موطنه بكل شوق وحنين، ومتلهف الى هذه العودة حيث يقول في الرواية:
    (المهم، أني عدت، و بي شوق عظيم إلى أهلي في تلك القرية الصغيرة، عند منحني النهر، سبعة أعوام وأنا أحن إليهم وأحلم بهم، ولما جئتهم كانت لحظة عجيبة، أن وجدتني حقيقة قائماً بينهم، فرحوا بي، وضجوا حولي، ولم يمض وقت طويل حتى أحسست، كأن ثلجاً يذوب في دخيلتي، فكأنني مقرور طلعت عليه الشمس. ذاك دفء الحياة في العشيرة، فقدته زمناً في بلاد تموت من البرد حيتانها. تعودت أذناي أصواتهم، وألفت عيناي أشكالهم من كثرت ما فكرت فيهم في الغيبة........)
    يتابع العائد من الغربة وصفه الدافيء للنخيل والرياح، وحقول القمح والطمأنينة التي يمنحها له موطنه ومسقط رأسه. فيقول:
    (أحس بالطمأنينة. أحس أني لست ريشة في مهب الريح، ولكني مثل هذه النخلة، مخلوق له أصل، وله جذور وله هدف).
    في موقع آخر من الرواية يصف جده قائلا:
    (تمهلت عند باب الغرفة، وأنا استمريء ذلك الإحساس العذب، الذي يسبق لحظة لقائي مع جدي كلما عدت من السفر. إحساس صاف بالعجب، من أن ذلك الكيان العتيق، ما يزال موجوداً أصلاً على ظاهر الأرض، وحين أعانقه، أستنشق رائحته الفريدة، التي هي خليط من رائحة الضريح الكبير في المقبرة، ورائحة الطفل الرضيع...نحن بمقاييس العالم الصناعي الأوربي، فلاحون فقراء، ولكنني حين أعانق جدي، أحس بالغنى، كأنني نغمة من دقات قلب الكون نفسه.)
    بطل الرواية (مصطفى سعيد)، يمكن فهمه من الرواية، بأنه أحد أبناء الطبقة الكومبرادورية التي اعتاد الاستعمار الأوروبي بناءها أثناء احتلاله للمستعمرات، في كافة أنحاء العالم، حيث يتمكن المستعمر من خلالهم، من التواصل مع البلد المحتل، حتى بعد زوال الاحتلال، كي يمكنه من خلالهم السيطرة على اقتصاديات البلد المحتل، وقد قدم هذا الشخص، خدمات كثيرة للمحتل البريطاني، كما غيره من الفئات المستفيدة من الاحتلال، من خلال ما كان يكلف به من أعمال خاصة، يقوم بها خدمة لمن عملوا على تعليمه وتوظيفه.
    يبقى التنويه، الى ظاهرة الهجرة الى الدول الأوروبية، من الدول الأفريقية والعربية من شمال إفريقيا بشكل خاص، والتي يدفع الكثير منهم حياتهم ثمنا لها، حتى قبل أن تطأ أقدامهم تلك البلاد، فعليهم أن يتعرفوا بشكل جيد، على تلك المجتمعات، وعلى عاداتهم وتقاليدهم، وما سوف يؤول إليه مصيرهم من أجل هذه الهجرة، فالطريق ليست معبدة بالورود والرياحين، والصورة الوردية والانطباعات الحالمة، عن تلك المجتمعات، ليست كما يتصورها البعض أو كما صورت لهم، فهي حبلى كثيرا بالآلام والأحزان والمفاجآت والمآسي، فالكثير ممن هاجروا ورجعوا الى أوطانهم، عادوا بخفي حنين، وقتلتهم الغربة كثيرا، ومزقت نفوسهم، وتمنوا لو أنهم لم يتركوا أوطانهم، وعاشوا على الكفاف، بدل من عيشة الضياع وآلام الغربة، والمعاناة من العنصرية والبرد القارص والاضطهاد.
    اتصف أسلوب الأديب الطيب صالح، بالوصف الدقيق والمشوق، لبعض الأماكن في الريف السوداني، ولبعض عاداته وتقاليده العربية-الإسلامية، وقد ادخل في روايته بعض فقرات، تتصف بالإيحاء الجنسي المحدود، كعنصر للتشويق، لروايته أثناء السرد، والمستغرب، أن الحديث الجنسي كان يدور بين مجموعة من الرجال، من كبار السن، وأيضا مع إحدى النساء المخضرمات في هذا المجال، وبأسلوب تهكمي أحيانا، وهذا حقيقة مستهجن في المجتمعات العربية عامة وفي السودان خاصة، وان كان موضوع الجنس، قد ظهر بأسلوب رومانسي لبعض الكتاب العرب أمثال نجيب محفوظ، مروراً بإحسان عبد القدوس وغيرهم في القرن الماضي.
    يبقى أن ننوه أيضا، الى أن معظم المناطق الجنوبية في بعض دول العالم، تتصف بالتخلف، لهذا فان الكثير من سكان المناطق الجنوبية في شتى أنحاء العالم ترغب في الهجرة والانتقال الى المناطق الشمالية، اعتقادا منهم بأنها تتصف بالتقدم والرخاء، وتوفر ظروف أكثر ملائمة للعيش الكريم من المناطق الجنوبية.
    شخصية مصطفى سعيد، يمكن اعتبارها واحدة من الشخصيات التي يعمد المحتل والمستعمر لتبنيها وبنائها كما يجب، كي تخدم مصالحه في مرحلة من المراحل، لذلك، فهو يختار الأفراد الذين يتمتعون بالذكاء ويملكون الشخصية القوية والجرأة والشجاعة، ويرسلهم للتعلم ورفع كفاءتهم ومستواهم، على الصعيد العلمي والعملي، ولا يبخل في الصرف عليهم وإغداقهم بالمال والامتيازات المادية وغيرها، كما يعمل في أحيان كثيرة، على مساعدتهم في تبوأ أعلى المناصب الحكومية، حتى تخدم مصالحه باستمرار فيما بعد، ويقال أن معظم رؤساء الدول الأفريقية وغيرهم من المناصب الرفيعة، وصلوا الى مراكزهم العالية عبر المخابرات الأوروبية وغيرها، وهم بمثابة عملاء مزروعين في دولهم، من اجل خدمة مصالح الاستعمار. يبقى أن نذكر أيضا أن أحداث الرواية حدثت في مرحلة العشرينات وحتى الخمسينات من القرن المنصرم، إبان سيطرة المحتل الإنجليزي على ربوع السودان.


  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية احمد خميس
    تاريخ التسجيل
    09/07/2008
    العمر
    61
    المشاركات
    58
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: قراءة في رواية "موسم الهجرة إلى الشمال

    تمتاز هذه الرواية بتجسيد ثنائية التقاليد الشرقية والغربية واعتماد صورة البطل الإشكالي الملتبس على خلاف صورته الواضحة ، سلبًا أو إيجابًا ، الشائعة في أعمال روائية كثيرة قبله .

    احمد خميس نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    مصر

    مطروح


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    أستاذ بارز الصورة الرمزية احمد محمود القاسم
    تاريخ التسجيل
    10/03/2008
    العمر
    67
    المشاركات
    156
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: قراءة في رواية "موسم الهجرة إلى الشمال

    [align=justify]الأخ الفاضل احمد خميس
    شكرا على مرورك الكريم على الموضوع، وعلى ملاحظاتك القيمة وارجو تقبل تقديري واحترامي والسلام.[/align]


    الكاتب والباحث احمد القاسم
    مدينة بيت المقدس-فلسطين


  4. #4
    أستاذ بارز الصورة الرمزية باسين بلعباس
    تاريخ التسجيل
    06/05/2008
    المشاركات
    1,645
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: قراءة في رواية "موسم الهجرة إلى الشمال

    الاستاذ:احمد محمود القاسم
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
    بداية شكرا على هذه الدراسة..واختيارهذه الرواية الموفق..
    لأنها الرواية العربية الاولى الأكثر نضجا فنيا..من حيث البناء الفني، وتقنيات السرد ..
    وما كان قبلها أشبه بالسيرة الذاتية..ويملك الكاتب القدرة الفائقة في الوصف..
    والنص يحمل فكرة الصراع بين الغرب والشرق..حملها البطل ..من خلال اغترابه..
    وانفصام في شخصيته..حيث نجده في اكثر من موقف يتجابه طرفان..القرية في السودان..
    والحضارة بكل تفاصيلها في الغرب..
    وتظهر أكثر من خلال شخصية الراوي في النهاية عندما توسط النيل سباحة ، وخارت قواه..
    فلم يستطع العبور الى الشمال(حيث الرمز الى الحضارة الغربية ..)
    ولا العودة الى الجنوب(نقطة الانطلاق..وهي البيئة الشرقية ..السودانية..)..
    فنسمع نداء الاستغاثة..حيث ينتهي موسم الهجرة الى الشمال..
    وهي دعوة من الكاتب الطيب صالح..الى ضرورة التمسك بالقيم والأصالة ،
    وعدم الانبهار بحضارة وافدة همها خدمة مصالحها..واستنزاف طاقات الأمة..
    وإبقاء الجهل يحيط بها ، فإذا ظهر عبقري أو متعلم ، كان مجال حركته ونفعه الغرب..لا الشرق..
    أشكرك جزيل الشكر أخي الأستاذ :أحمد محمود القاسم..
    وأتمنى لك موفور الصحة والعافية


  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية احمد خميس
    تاريخ التسجيل
    09/07/2008
    العمر
    61
    المشاركات
    58
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: قراءة في رواية "موسم الهجرة إلى الشمال

    اخى الكريم احمد محمود القاسم
    الطيب صالح من افضل الكتاب العالمين على الاطلاق ورواية موسم الهجرة الى الشمال رواية عالمية وترجمت الى خمس لغات وتدرس فى بعض الجامعات كجامعة اوهايو بالولايات المتحدة الامريكية وقد نال بها احد الاخوة المغاربة فى المغرب درجة الدكتوراه وتوجد بها تعابير رفيعة جدا تدل على اصالة الكاتب السودانى الطيب صالح


    رابط تحميل الروايه

    http://www.mofakren.com/Books/rgfnfa.rar

    احمد خميس نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    مصر

    مطروح


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    أستاذ بارز الصورة الرمزية احمد محمود القاسم
    تاريخ التسجيل
    10/03/2008
    العمر
    67
    المشاركات
    156
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: قراءة في رواية "موسم الهجرة إلى الشمال

    ]الأخ الفاضل والغالي ياسين بالعباس المحترم
    اشكرك على مرورك الكريم على الموضوع واغنائه بملاحظاتك الفنية الموضوعية والقيمة، وملاحظاتك الفكرية ايضا، حقيقة ما تفضلت به من ناحية المضمون للقصة ،هو فعلا من اسباب نجاحها واشتهارها، حيث لاقت شهرة واسعة على النطاق العربي، وهي حقا تشرح رغبة الكثير من الشباب العربي في الهجرة الى المناطق الشمالية من العالم ، حيث التقدم والنجاح والرخاء والنساء ايضا، ولكنهم لا يعرفون ما خلف الأكمة من صراعات ومواقف وثمنا باهظا يجب دفعه، فكما تفضلت سيدي الفاضل، الاستعمار لا يخدم احدا ولايبني انسانا او مصنعا الا لتلبية احتياجاته واهدافه، وقد كان الطيب الصالح موفق كثيرا في سرده لروايته واسلوبه الراقي في التسلسل من موقف لآخر، وفي التنقل من حدث لآخر ايضا، وفي اسلوبه المشوق في عرض الأحداث، ويبقى معرفة حقيقة كنهه بطل القصة، ولماذا تمت بناء شخصيته بهذا الشكل، وكيف ولماذا جاءت نهايته بهذا الشكل ايضا؟؟؟.ويبقى للقاريء ان يضع النقاط على الحروف، ارجو سيدي الفاضل تقبل فائق تقديري واحترامي.
    [/color]


    الكاتب والباحث احمد القاسم
    مدينة بيت المقدس-فلسطين


  7. #7
    أستاذ بارز الصورة الرمزية احمد محمود القاسم
    تاريخ التسجيل
    10/03/2008
    العمر
    67
    المشاركات
    156
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: قراءة في رواية "موسم الهجرة إلى الشمال

    الأخ الفاضل احمد خميس المحترم
    مرة اخرى اشكرك كثيرا على مرورك الكريم على الموضوع، واضافة معلومات قيمة وجديدة على موضوع القصة والكاتب الطيب الصالح، ارجو تقبل فائق شكري وتقديري واحترامي والسلام


    الكاتب والباحث احمد القاسم
    مدينة بيت المقدس-فلسطين


  8. #8
    أستاذ بارز الصورة الرمزية قاسم عزيز
    تاريخ التسجيل
    15/10/2008
    العمر
    65
    المشاركات
    627
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: قراءة في رواية "موسم الهجرة إلى الشمال

    كل التقدير للكاتب والباحث/ احمد محمود القاسم , , هذه الرواية من أهم الروايات فى الادب العربى فعلا , ودراستك لها
    كانت اختيارا ذكيا منكم , فيعرف الباحث بما ينشغل ويهتم .
    اهنئك واحييك . . وأشكرك على تقديمك هذه الدراسة هنا .
    والى الاخ العزيز أحمد خميس
    تعقيبكم أثرى الموضوع وأفادنا كثيرا . . ويدل على ذائقة أدبية رفيعة . .
    .. لكن رابط التحميل الذى تفضلت بإيراده لا يعمل , فهل تتفضل بإيراد رابط آخر ؟
    تقبل تحياتى وتقديرى .


    فى المسافة بين التردد والاقدام**يذهب كثيرا مما نستحق لغيرنا
    http://kasemazez.maktoobblog.com

  9. #9
    أستاذ بارز الصورة الرمزية احمد محمود القاسم
    تاريخ التسجيل
    10/03/2008
    العمر
    67
    المشاركات
    156
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: قراءة في رواية "موسم الهجرة إلى الشمال

    الأخ الفاضل قاسم عزيز
    اشكرك جزيل الشكر على مرورك الكريم على الموضوع وعلى ملاحظاتك القيمة والموضوعية والحقة، اشكر اطراؤك اللطيف لي وعلى الموضوع وارجو قبول فائق تقديري واحترامي.


    الكاتب والباحث احمد القاسم
    مدينة بيت المقدس-فلسطين


  10. #10
    عـضــو الصورة الرمزية أمل أحمد عبدَّن
    تاريخ التسجيل
    07/05/2009
    المشاركات
    7
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: قراءة في رواية "موسم الهجرة إلى الشمال

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد محمود القاسم مشاهدة المشاركة
    قراءة في رواية"موسم الهجرة إلى الشمال"

    للكاتب السوداني الطيب صالح

    بقلم الكاتب والباحث احمد محمود القاسم

    تعتبر رواية (موسم الهجرة إلى الشمال) السودانية للأديب السوداني الطيب الصالح، من الروايات التي انتشرت واشتهرت كثيرا على المستوى العربي والدولي، فهذه الرواية، ترجمت إلى كثير من اللغات الأجنبية، كما اعتمد تدريسها في بعض الجامعات العربية، كذلك مُنعت من دخول بعض الدول العربية، لما فيها من بعض الإيحاءات الجنسية، وقد تناول كثير من النقاد هذه الرواية، فيما إذا كانت تعبر عن المجتمع السوداني بشكل أو بآخر.
    تدور أحداث الرواية حول شخص سوداني يدعى (مصطفي سعيد)، إبان الاحتلال الإنجليزي للسودان، أظهر ذكاءً حادا خلال مراحله التعليمية، وفي إجادته لتعلم اللغة الإنجليزية، فتمكن بمساعدة الإنجليزية السيدة روبنسون، التي سبق وتعرف عليها، أن ترسله إلى مصر لمواصلة تعليمه الثانوي، ثم أرسلته الى إنجلترا لمواصلة تعليمه العالي، وحصوله على إجازة الدكتوراه في الاقتصاد، وخلال دراسته هذه، استوعب حضارة انجلترا والغرب بصفة عامة، فعاش في تلك الحضارة، وبعد تخرجه عمل على تدرِّيس مادة علم الاقتصاد في جامعات بريطانيا، وتعرف على نساء الغرب وتزوج العديد منهن، وانتحل الأسماء الكاذبة، ليوقع الأوروبيات في شباكه، وصار ينتقل من واحدة إلى أخرى، وبسببه انتحرت عدة فتيات بريطانيات، وفي النهاية عاد إلى السودان في قرية نائية من شمال السودان، بعد أن قضى سبع سنوات في السجن، بسبب قتله امرأة إنجليزية تدعى (جين موريس)، وانتهت حياته غرقاً في النيل بظروف غامضة، لم تعرف أسبابها بعد إعادته الى موطنه في السودان.
    الرواية تتحدث عن شخصية بطل الرواية (مصطفى سعيد)، ومغامراته النسائية في انجلترا أثناء فترة دراسته الجامعية، ومن ثم عودته الى وطنه السودان. فهو قادم الى المملكة المتحدة، من بلد عربي إفريقي متخلف وفقير كالسودان، وبعيد كل البعد عن مظاهر الرفاهية والحضارة الأوروبية، وعاش في مجتمع آخر، مغاير للموطن الذي قدم منه، بكل ما في الكلمة من معنى، وشاهد بأم عينيه الاختلافات الشاسعة في العادات والتقاليد والانفتاح المبهر بين بلده، وهذا المجتمع الذي عايشه لفترة طويلة من الزمن، وتأقلم فيه، وتفاعل وتزوج من نسائه الحسناوات الشقراوات والبيضاوات اللون، والذي كان يعتبر كالحلم، لبعض من يحملون البشرة السوداء، خاصة بأن مصطفى سعيد ذو سنحة افريقية سوداء، وكونه يظفر بامرأة شقراء وبيضاء وأوروبية، يعتبر في مفهوم البعض في حينها، من المكاسب الكبيرة التي يصعب تحقيقها، وان كان هناك بالمقابل ميزة للأوروبيات، في حصولهم على زوج إفريقي اسود اللون، لما يشاع عن السود الأفارقة، بأنهم ذوو قوة جنسية فائقة ومميزة.
    حقيقة يمكن القول أن القصة في معظمها، تعطي صورة حية، لشخص يود الانتقال من المجتمعات الإفريقية والعربية المتخلفة الى المجتمعات الأوروبية المنفتحة، من اجل الحصول على العلم أو العمل، وما يمكن أن يتعرض له من أحداث ومواقف، قد تكون مشجعة على الهجرة عند البعض، وقد تكون منفرة عند البعض الآخر.
    المعتاد، في الكثير من الروايات والقصص المتداولة بين الناس، في الكثير من المجتمعات العربية وغيرها من الدول المتخلفة، الإشادة كثيرا من قبل البعض، الذين درسوا أو عملوا في مجتمعات الدول الأوروبية، وشاهدوا تقدمها وتحررها الاقتصادي والاجتماعي، وتقديرها للأفراد الوافدين، وتمتعهم بالحرية والديموقراطية والعدالة، وغيرها من الشعارات الدالة على الحقوق الإنسانية، والمساواة بين المواطنين وغيرهم من الوافدين، خاصة أن هذا ما يفتقده المواطن العربي في البلاد العربية، وكذلك في الدول المتخلفة الأخرى، وهذا من أسباب عدة، يدفع البعض للإشادة وكيل المديح بلا حدود للمجتمعات الأوروبية.
    الانطباع في هذه الرواية، مختلف نسبيا عما اعتدنا على سماعه من أبناء بعض الدول، الذين سافروا وتعلموا في الغرب، وعادوا محملين بالاحتقار لثقافتهم ولأمتهم.
    في هذه الرواية، فان بطلها مصطفى سعيد، يرجع الى موطنه بكل شوق وحنين، ومتلهف الى هذه العودة حيث يقول في الرواية:
    (المهم، أني عدت، و بي شوق عظيم إلى أهلي في تلك القرية الصغيرة، عند منحني النهر، سبعة أعوام وأنا أحن إليهم وأحلم بهم، ولما جئتهم كانت لحظة عجيبة، أن وجدتني حقيقة قائماً بينهم، فرحوا بي، وضجوا حولي، ولم يمض وقت طويل حتى أحسست، كأن ثلجاً يذوب في دخيلتي، فكأنني مقرور طلعت عليه الشمس. ذاك دفء الحياة في العشيرة، فقدته زمناً في بلاد تموت من البرد حيتانها. تعودت أذناي أصواتهم، وألفت عيناي أشكالهم من كثرت ما فكرت فيهم في الغيبة........)
    يتابع العائد من الغربة وصفه الدافيء للنخيل والرياح، وحقول القمح والطمأنينة التي يمنحها له موطنه ومسقط رأسه. فيقول:
    (أحس بالطمأنينة. أحس أني لست ريشة في مهب الريح، ولكني مثل هذه النخلة، مخلوق له أصل، وله جذور وله هدف).
    في موقع آخر من الرواية يصف جده قائلا:
    (تمهلت عند باب الغرفة، وأنا استمريء ذلك الإحساس العذب، الذي يسبق لحظة لقائي مع جدي كلما عدت من السفر. إحساس صاف بالعجب، من أن ذلك الكيان العتيق، ما يزال موجوداً أصلاً على ظاهر الأرض، وحين أعانقه، أستنشق رائحته الفريدة، التي هي خليط من رائحة الضريح الكبير في المقبرة، ورائحة الطفل الرضيع...نحن بمقاييس العالم الصناعي الأوربي، فلاحون فقراء، ولكنني حين أعانق جدي، أحس بالغنى، كأنني نغمة من دقات قلب الكون نفسه.)
    بطل الرواية (مصطفى سعيد)، يمكن فهمه من الرواية، بأنه أحد أبناء الطبقة الكومبرادورية التي اعتاد الاستعمار الأوروبي بناءها أثناء احتلاله للمستعمرات، في كافة أنحاء العالم، حيث يتمكن المستعمر من خلالهم، من التواصل مع البلد المحتل، حتى بعد زوال الاحتلال، كي يمكنه من خلالهم السيطرة على اقتصاديات البلد المحتل، وقد قدم هذا الشخص، خدمات كثيرة للمحتل البريطاني، كما غيره من الفئات المستفيدة من الاحتلال، من خلال ما كان يكلف به من أعمال خاصة، يقوم بها خدمة لمن عملوا على تعليمه وتوظيفه.
    يبقى التنويه، الى ظاهرة الهجرة الى الدول الأوروبية، من الدول الأفريقية والعربية من شمال إفريقيا بشكل خاص، والتي يدفع الكثير منهم حياتهم ثمنا لها، حتى قبل أن تطأ أقدامهم تلك البلاد، فعليهم أن يتعرفوا بشكل جيد، على تلك المجتمعات، وعلى عاداتهم وتقاليدهم، وما سوف يؤول إليه مصيرهم من أجل هذه الهجرة، فالطريق ليست معبدة بالورود والرياحين، والصورة الوردية والانطباعات الحالمة، عن تلك المجتمعات، ليست كما يتصورها البعض أو كما صورت لهم، فهي حبلى كثيرا بالآلام والأحزان والمفاجآت والمآسي، فالكثير ممن هاجروا ورجعوا الى أوطانهم، عادوا بخفي حنين، وقتلتهم الغربة كثيرا، ومزقت نفوسهم، وتمنوا لو أنهم لم يتركوا أوطانهم، وعاشوا على الكفاف، بدل من عيشة الضياع وآلام الغربة، والمعاناة من العنصرية والبرد القارص والاضطهاد.
    اتصف أسلوب الأديب الطيب صالح، بالوصف الدقيق والمشوق، لبعض الأماكن في الريف السوداني، ولبعض عاداته وتقاليده العربية-الإسلامية، وقد ادخل في روايته بعض فقرات، تتصف بالإيحاء الجنسي المحدود، كعنصر للتشويق، لروايته أثناء السرد، والمستغرب، أن الحديث الجنسي كان يدور بين مجموعة من الرجال، من كبار السن، وأيضا مع إحدى النساء المخضرمات في هذا المجال، وبأسلوب تهكمي أحيانا، وهذا حقيقة مستهجن في المجتمعات العربية عامة وفي السودان خاصة، وان كان موضوع الجنس، قد ظهر بأسلوب رومانسي لبعض الكتاب العرب أمثال نجيب محفوظ، مروراً بإحسان عبد القدوس وغيرهم في القرن الماضي.
    يبقى أن ننوه أيضا، الى أن معظم المناطق الجنوبية في بعض دول العالم، تتصف بالتخلف، لهذا فان الكثير من سكان المناطق الجنوبية في شتى أنحاء العالم ترغب في الهجرة والانتقال الى المناطق الشمالية، اعتقادا منهم بأنها تتصف بالتقدم والرخاء، وتوفر ظروف أكثر ملائمة للعيش الكريم من المناطق الجنوبية.
    شخصية مصطفى سعيد، يمكن اعتبارها واحدة من الشخصيات التي يعمد المحتل والمستعمر لتبنيها وبنائها كما يجب، كي تخدم مصالحه في مرحلة من المراحل، لذلك، فهو يختار الأفراد الذين يتمتعون بالذكاء ويملكون الشخصية القوية والجرأة والشجاعة، ويرسلهم للتعلم ورفع كفاءتهم ومستواهم، على الصعيد العلمي والعملي، ولا يبخل في الصرف عليهم وإغداقهم بالمال والامتيازات المادية وغيرها، كما يعمل في أحيان كثيرة، على مساعدتهم في تبوأ أعلى المناصب الحكومية، حتى تخدم مصالحه باستمرار فيما بعد، ويقال أن معظم رؤساء الدول الأفريقية وغيرهم من المناصب الرفيعة، وصلوا الى مراكزهم العالية عبر المخابرات الأوروبية وغيرها، وهم بمثابة عملاء مزروعين في دولهم، من اجل خدمة مصالح الاستعمار. يبقى أن نذكر أيضا أن أحداث الرواية حدثت في مرحلة العشرينات وحتى الخمسينات من القرن المنصرم، إبان سيطرة المحتل الإنجليزي على ربوع السودان.

    الأستاذ أحمد محمود القاسم :
    شكرا على هذه الدراسة ،والراوية تستحق الاهتمام من النقاد نظرا لما تمتاز به من مميزات سواء على مستوى البناء الفني المتميز أو على مستوى الموضوع الذي ناقشته .
    استطاع عبقري الرواية العربية ان ينقل لنا صورة الآخر ويضعنا أمام موضوع من أهم المواضيع التي يواجهها العربي في الغرب كالتماهي في صخب الحياة الغربية برونقها وانفتاحها اللامعقول وهو ماحدث مع بطل هذه الرواية .
    وثمة موضوع مهم تناولته هذه الرواية هو صورة المرأة الأوروبية وهذا ما نجده من خلال نساء الرواية وعلاقة البطل بهن ،وكذلك قدم نماذج من صور المرأة السودانية وكأنه يريد ان يضعنا في مقارنة بين الاثنتين .
    وسيمر وقت طويل قبل ان يستنفذ النقاد جوانب مهمة من هذه الرواية ودراستها بالنقد والتحليل.
    دمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــت ودام قلمك .

    ما أطلبه هو المستحيل أبحث عن مدينة فاضلة أهلها فضلاء...........

  11. #11
    أستاذ بارز الصورة الرمزية احمد محمود القاسم
    تاريخ التسجيل
    10/03/2008
    العمر
    67
    المشاركات
    156
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: قراءة في رواية "موسم الهجرة إلى الشمال

    الأخت الفاضلة والغالية امل احمد
    اشكرك جزيل الشكر على مرورك الكريم على الموضوع وعلى ملاحظاتك القيمة والموضوعية، اعتقد ان ما تفضلت به صحيحا، وانا اتفق معك بكل ملاحظاتك القيمة، اشكرك مرة اخرى سيدتي الفاضلة، وارجو قبول فائق تقديري واحترامي
    .


    الكاتب والباحث احمد القاسم
    مدينة بيت المقدس-فلسطين


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •