المنفى الافتراضي
يلجأ كثير من الناس إلى القارة السابعة ليتخلصوا من واقعهم المؤلم وحياتهم التعيسة ومشاكلهم المتفاقمة. إنه هروب من الحياة والمسؤولية والناس والذات، ومنفى افتراضي يتيح للتعساء والأشقياء فرصة ذهبية لصياغة حياتهم بأنفسهم، والتخلص من ماضيهم التعيس، وتقمص الشخصية التي يريدون، وتبني المواقف الوهمية التي تحلو لهم، وإحاطة صورهم بنرجسية وهمية لا يحلموا بها في الواقع، وإنزال أنفسهم مكانة سامية ورفيعة غير حقيقية.
فكم من منافق في الواقع تحلى بالصدق في العالم الافتراضي، وكم من جاهل بدا في منفاه الافتراضي وكأنه عالم فريد من نوعه، وكم من جبان ادعى الشجاعة وبدا وكأنه مقدام مكر لا مفر، وكم من قبيح الأخلاق قدم نفسه على أنه دمث الأخلاق وذا قلب رؤوف ورحيم...!!
ولكن أليس هذا انفصام في الشخصية وكذب على الناس أم أنه جائز ولا بأس فيه في القارة السابعة حيث القيم المختلفة والمعايير الشاذة؟! أعتقد أن كل من يلقي بنفسه في منفى القارة السابعة للتخلص من تعاسته وشقائه وخيبته فصامي ومريض نفسي يحتاج إلى الذهاب إلى أقرب مصحة عقلية.
تحية حقيقية 100%!
المفضلات