- الجزء الثاني -
المخطط الصهيو أمريكي في المنطقة – وثائق وتقارير–
بقلم أ . تحسين يحيى أبو عاصي – كاتب فلسطيني مستقل –
-------------------------------------------------
*** *** *** ***
ولا يخفى على أحد أن المخابرات الأمريكية ، تتزعم حملة مادية ومعنوية ، من خلال تمويلها لكثير من الأنشطة العربية والإسلامية ، لأجسام وأُطر مشبوهة ، سواء كانت أقلام مأجورة ، أو صحف ومجلات ، أو اتحادات كتاب وصحفيين ، أو أجسام فنية واجتماعية أخرى أو قوى تصنعها على عينها .
فأمريكا تخصص ملايين الدولارات ، تمنحها لمنظمة بن خلدون ، ومنبر الشرق الأوسط للأبحاث ، ومركز التعددية الإسلامية ، والذي يترأسهما دانيال بايبس ، و يدعمها نائب وزير الدفاع الأمريكي((بول وولفووتيز مهندس الحرب على العراق ، وأحد أبرز اليهود الناشطين بين المحافظين الجدد ، وجيمس وولسي مدير المخابرات المركزية السابق.))
وكذلك منظمة مناهضة أنشطة الإسلاميين ، ومنظمة ائتلاف المسلمين الأحرار ضد الإرهاب.
و المنبر الأمريكي الإسلامي للدفاع عن الديمقراطية ، وغيرهم مئات من المنظمات في الداخل والخارج .

أمريكا اليوم تبذل جهدا حثيثا ، من أجل تحسين وجهها الملطخ بالعار في كل بقاع الأرض ، وتعرض اليوم أموالا مغرية على كثير من الأدمغة والعقول والصحفيين ومؤسسات إعلامية ، خاصة في العراق ، على شكل رشوات لشراء الذمم ، من أجل الوصول إلى هدفها في تلميع صورتها ، هذا إضافة إلى عشرات الآلاف من الجواسيس ، الذين ينتشرون في مؤسسات العمل الرسمي والشعبي ، في جميع دول العالم .حملة أمريكية قذرة ، تتسم بمنظور استراتيجي واضح الأهداف ظاهر المعالم ، تصب جميعها لمصلحة إسرائيل ، ولتحقيق الأهداف الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة ، من أجل إقامة إسرائيل الكبرى ، فرأس المال الأجنبي يُستثمر على الأرض العربية ، ليحقق أهدافه ، وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية تسعيان بكل قوة للسيطرة على النفط العربي ، وحماية وتقوية اقتصادهما ، ورجال أعمال عرب يحرصون على إنشاء مشاريع اقتصادية وعلمية في إسرائيل ، والدول العربية تتهافت على التطبيع مع العدو الإسرائيلي ، ومخططات الهيمنة على المنطقة وثرواتها ظاهرة لكل عين لا تعاني من الرمد أو القصور ، والخيانة أصبحت ليست فقط وجهة نظر ، بل هي السياسة الرسمية والعلنية للنظام الرسمي العربي والإسلامي ، وأمريكا تنحاز بالكامل لإسرائيل ، والعالم يكيل بمكيالين وقد أدار لنا ظهره وباعنا في أسواق النخاسة .لقد سقطت كل المراهنات على أمريكا ، لتسقط معها كل اتفاقية ، فأين اتفاقية أوسلو ، وأين كامب ديفيد ، وأين خارطة الطريق ، وأين شرم الشيخ ، والفساد السياسي العربي يتربع فوق كل شيء ، والعالم يدفعنا إلى الاقتتال الداخلي ، وتحويل كل دولة عربية إلى كانتونات متصارعة ليسهل تمرير المخططات الخبيثة . الرئيس الأمريكي والعالم من ورائه ، في حل من أي التزام مع الذين تعبوا من اللهث خلفه ، المخططات الأمريكية والإسرائيلية يجري تنفيذها في كل بقعة في العالم ، حتى في أوغندا ، على أيدي جيش الرب المسيحي الذي أنشأته إسرائيل ليكون شوكة في حلق السودان وشعوب إفريقيا ، والأولويات الفلسطينية في تراجع مخزي ، أمام الإملاءات الإسرائيلية ، التي نتج عنها وقائع جديدة على أرض الواقع .فالحكام لا بد من أن يُرضوا أمريكا ، وإلا سقطت عروشهم ، وليذهب شعبهم إلى الجحيم ، هذا ما حدث ويحدث في جميع الدول العربية ، فالكونغرس الأمريكي قِبلتهم ، والبيت الأسود مزارهم وحجهم ، وشوارع وفنادق الغرب كله أُمسياتهم وسهراتهم ، ولا يمكن تمرير المصالح الأمريكية والإسرائيلية إلا من خلالهم ، انسجاما مع الإرادة الدولية ، وهم الذين تعهدوا من قبل أمام إلههم الأمريكي ، على أن يقفوا بقوة أمام كل توجه يسعي للتغيير ، وبالتالي استطاعوا من ضمان مصالحهم ، وحمايتها ، وهذا يعني ضرورة الاعتراف بإسرائيل ، وضرورة تحقيق السلام مع من اغتصب العرض والأرض ، كخيار استراتيجي لا بد منه لبقاء عروشهم . ينفذون أوامر السحق والقتل والإذلال والسجن ، مرضاة لأسيادهم ، الذين هم عندهم أعظم من شعوبهم المستضعفة ، ويخدعون شعوبهم ، فيتباكون على الأقصى الجريح ، ويتغنون بفلسطين وبالعروبة والإسلام ، وهم الذين يتآمرون وينسجون الخطط في ظلام الكواليس ، ضد كل قيم ومعاني التحرر والإباء والشرف والمروءة ، فهم ضباع ضارية على شعوبهم ، أرانب ضعيفة ونعاج جبانة ، مع أعداء الدين والأوطان والشعوب . وفي لبنان يعيش الفلسطيني في معسكرات البؤس والشتات ، غريبا مضطهدا محروما من أبسط حقوقه الآدمية ، وقد فرضوا عليه حرب الإبادة .وفي سابقة هي الأولى من نوعها ، قررت شخصيات من الوسط التجاري والأكاديمي العربي ، العمل على افتتاح أول جامعة عربية في كيان صهيون ، وذلك في شهر أكتوبر من العام 2005 المخابرات الأمريكية والإسرائيلية تعمل بكل ثقلها على رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد ، وضرب جميع قوى المقاومة والصمود ، فحزب الله ومعه الفلسطينيون في لبنان وحركة حماس مستهدفون من أجل توفير الحدود الآمنة لإسرائيل .نظام عربي يعلق على أعواد المشانق شرفاء الرأي . والنظام الليبي الذي طرد الألوف من الفلسطينيين ، وتركهم على الحدود تحت العراء بينهم الأطفال والنساء دون مأوى ولا غطاء ، هذا النظام الذي ينبطح اليوم مستسلما للإملاءات الأمريكية ، محاولا كسب ود وعطف قادة أمريكا وحلفائها . وفي قطر أكبر قاعدة أمريكية في العالم فمن تستهدف يا تُرى ؟ بل إنه تفتخر بأنه يستضيف على أراضيه اكبر قاعدةعسكرية أمريكية ، و يعلن النظام على الملا بأنه بصدد توطيد العلاقات مع إسرائيل ورفع درجةالتمثيل الدبلوماسي بين الدولتين . والصحافة الإسرائيلية ( يديعوت احرونوت) تعلن عن اتصالات متقدمة معه لرفع مستوى العلاقات ، وذلك نقلا عن أوساط رفيعة المستوى في القدس .بعض الدول أصبحت محميات أمريكية كاملة ، وحدث عنها بما شئت ولا حرج .في العراق ذكرت صحيفة يديعوت أحر نوت الإسرائيلية ، أن شركات إسرائيلية ساهمت في عملية تمويل نشاطات المخابرات الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي في شمال الصحراء العراقية ، وهذه النشاطات تختص بتدريب الأكراد تدريبا عسكريا ، وإنشاء جيش كردي ، وتدريبهم على عمليات المطاردة والحراسة ، والتفتيش وتلقي المعلومات ، وتحليلها .( انتهى كلام الصحيفة ) .الموساد الإسرائيلي قتل ( 1200 ) عالماً و أستاذاً جامعياً ، حتى بداية عام( 2008 ) فلقد أكد تقرير أمريكي أن جهاز الاستخبارات الخارجية الصهيوني "الموساد" و بالاشتراك مع القوات الأمريكية في العراق ، تمكن حتى الآن من قتل 750 عالماً عراقيا ، وأكثر من 500 أستاذ جامعي في التخصصات العلمية المختلفة.وجاء في تقرير أعدته الخارجية الأمريكية ورفعته للرئيس الأمريكي جورج بوش أن وحدات الموساد والكوماندوز (الإسرائيلية) تعمل في الأراضي العراقية منذ أكثر من عام ، وأن هذه الوحدات تعمل خصيصا لقتل العلماء العراقيين وتصفيتهم. الموساد الصهيوني كان يرى أن بقاء هؤلاء العلماء أحياء يمثل خطرا على أمن الكيان الصهيوني في المستقبل ، وأكد التقرير أن الموساد رأى أن الخيار الأمثل للتعامل مع هؤلاء العلماء هو تصفيتهم جسديا ، وأن أفضل الخيارات المطروحة لتصفيتهم هو في ظل انتشار أعمال العنف الراهنة في العراق.وأشار التقرير الأمريكي إلى أن "البنتاجون" كان قد أبدي اقتناعه بوجهة نظر تقرير المخابرات الصهيونية ، وأنه لهذا الغرض تقرر قيام وحدات من الكوماندوز الصهيونية بمساندة القوات الأمريكية بهذه المهمة.( انتهى التقرير ) رئيس القوات الأمريكية في العراق يصرح بأن إبادة الآلاف من العراقيين لا يعادل مقتل جندي أمريكي واحد . فهل نحن في نظرهم من البشر وهم الذين يدَّعون أنهم الساهرون على حقوق الإنسان في العالم .لذلك فهم يستخدمون كل وسائل الإبادة والقهر والذل ، الفسفور الأبيض واليورانيوم المخضب والنبالم والقنابل الانشطارية ضد العراقيين في مدن الفلوجه والقائم وغيرهما ، لتمثل أبشع وأحقر أشكال السقوط الأخلاقي ، من دعاة حقوق الإنسان المزيفين ، وأنصار الحرية الكاذبين . ودخلت منظمات يهودية كثيرة للعمل ضد العراقيين كمنظمة دلتا ولها مكاتب في أماكن متعددة ( يتبع )