Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
>> دافعوا عن السنة يا شجعان واتا <<

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 15 من 15

الموضوع: >> دافعوا عن السنة يا شجعان واتا <<

  1. #1
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    20/11/2006
    المشاركات
    9
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي >> دافعوا عن السنة يا شجعان واتا <<

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اليكم يا جهابذة اللغة ، وحماة الدين وانصار السنة . . وجدت هذا الموضوع الذي اضعة بين ايديكم الذي يطعن بالسنة المطهرة على الرابط التالي:

    http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=144559

    واليكم نص الموضوع حتى لا يضيع وقتكم الثمين بالبحث . . اليكم النص كاملا كما وجدته:

    " التقوى جوهر الاسلام

    أحمد صبحى منصور
    mas3192003@yahoo.com
    2008 / 8 / 21


    التقوى نقطة الفصل بين الاسلام والمحمديين

    1 ـ تقوى الله تعالى هى جوهر الاسلام ، وعلى اساسها قامت شريعة الاسلام الحقيقية المذكورة فى القرآن والتى طبقها خاتم الأنبياء محمد عليهم جميعا السلام.
    تاريخ المسلمين بفتوحاته وغزواته وامبراطورياته وتشريعاته وتراثه يتناقض فى اغلبه مع جوهر الاسلام ، وبالتالى فان أغلب تشريعات المسلمين تتناقض مع تشريعات الاسلام الحقيقية.

    2 ـ فى الدين السنى يقولون ( بنى الاسلام على خمسة : شهادة أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ، واقامة الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلا ). ويتعلم الطفل المسلم منذ نعومة أظفاره هذه الأركان الخمسة للاسلام عندهم ، ومن أنكرها فهو عندهم كافرلأن هذه الأركان الخمسة هى جوهر ( اسلامهم )، بينما تكون التقوى عنده مظهرا حسيا يتمثل فى التدين السطحى والاحتراف الدينى ولباس المتقين من اللحية والجلباب والنقاب والمسواك .
    وفى ضوء الاسلام الحقيقى فى القرآن فان التناقض بين الاسلام وبين أولئك المسلمين يبدأ بمقولة تلك الأركان الخمسة عندهم ، ليس فقط لأن للاسلام ركنا واحدا وجوهرا واحدا هو التقوى ولكن أيضا لأن الصيغة التى قيلت بها مفردات الاركان الخمسة عندهم تخالف الاسلام.
    *. فشهادة الاسلام واحدة وليست إثنتين ، فهى شهادة أنه لا اله الا الله فقط. ومن شهد بهذا فقد آمن بكل الأنبياء دون أن يفرق بينهم ، أو أن يرفع واحدا من بينهم فوق الآخرين. حين يضاف الشهادة بمحمد رسولا فهنا تفضيل له على غيره من الأنبياء وتمييز له عنهم ، وهذا كفر بالاسلام وفقا لما أكده الله تعالى فى القرآن ( البقرة 136 ، 285 ) ( آل عمران 84 ) ( النساء 150 : 152 ) ( الأحقاف 9 ).
    ولكن العقيدة الأساسية لديهم إنهم أمة محمد،وأن محمدا هو سيد المرسلين ، وهذا تأليه للنبى محمد يؤكده قيامهم بالحج الى قبره و الصلاة اليه بزعم الصلاة عليه ووضع اسمه الى جانب اسم الله تعالى فى المساجد وفى الأذان للصلاة قبل الصلاة و فى التحيات أثناء الصلاة ،وفى صلاة ركعات السنة له بعد الصلاة، وفى قراءة الفاتحة له ، وفى الاعتقاد الجازم فى شفاعته كأنه المالك ليوم الدين . وكل ذلك كفر عقيدى بالاسلام.
    *. بعد الشهادتين يذكرون العبادات ( إقامة الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان والحج ).
    وهنا تناسوا فرائض اسلامية أخرى مثل التسبيح وذكر الله تعالى ، وله أوقاته اليومية ( طه 130 ـ الروم 17 : 18 ـ ق 39 : 40 الطور 48 : 49 ) وله طريقته (آل عمران 191 : 194 ـ الأعراف 55 ـ 205 ) وتلاوة القرآن الكريم ( الاسراء 78 ـ النمل 91 ـ 92 ـ فاطر 29 ).
    ثم أنهم ذكروا إقامة الصلاة وايتاء الزكاة يريدون تأدية الصلاة وتقديم الصدقات مع اختلاف المعنى بين إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة من ناحية وتادية الصلاة والصدقة من ناحية أخرى . وعندهم فان تأدية الصلاة وتقديم الصدقة والحج والصوم أهداف فى حد ذاتها ، ومن قام بها فقد ضمن الجنة مهما ارتكب من معاص وآثام ، وعليه تكون صلاتهم مشجعا لهم على العصيان و ليس على التقوى وخشية الرحمن .
    وليس هذا هو مفهوم اقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وفقا للقرآن الكريم ، إذ أن إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة تعنى أن تسفر تأدية الصلاة وسائر العبادات عن الطهارة الخلقية و السمو فى التعامل مع الناس ، لأن مجرد تأدية الصلاة و الصدقة و الحج والصوم وكل العبادات ليست هدفا فى حد ذاتها ولكنها وسائل لهدف أعظم هو التقوى ؛جوهر الاسلام . ولذلك فان أكثر المسلمين تدينا هم أسوأهم خلقا و أشدهم تزمتا وأكثرهم تطرفا ، لأنه تيقن عندهم أنهم طالما يؤدون العبادات فقد أصبح لهم مهمة التسلط على الآخرين.

    3 ـ ان للدين الالهى الحق ثلاثة جوانب أساسية تتمثل فى ( التقوى ):
    *جانب عقدى قلبى وهو الايمان بالله وحده لا شريك له ولا مثيل ولا ولد ولا زوجة.
    * جانب تعبدى شعائرى وهو عبادة الله جل وعلا وحده .
    * جانب أخلاقى قيمى وهو التمسك بالقيم العليا الأخلاقية من العدل و الرحمة و السلام و الكرم و التسامح والاحسان ..الخ والبعد عن نقيض التقوى من الظلم والفجور و البغى والفساد والاسراف .
    أو باختصار : ايمان حقيقى بالله تعالى وعمل صالح يشمل عبادة الله تعالى وحده وحسن التعامل مع الناس .
    أو باختصار أكثر تقوى الله تعالى بحيث لا تؤمن باله سوى الله تعالى و لا تعبد غيره و لا تظلم أحدا من الناس.
    وهذه هى التقوى التى غفل عنها معظم المسلمين ولا يزالون.
    هذه لمحة عن التقوى تشير للتناقض بين الاسلام والمسلمين ، نتوقف بعدها مع التقوى بالتفصيل .
    معنى التقوى :
    معنى التقوى عموما :
    1 ـ يقول تعالى لبنى اسرائيل (وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ) (وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ )، وهذا يفيد أن معنى التقوى هو الخوف من الله تعالى والرهبة من عذابه بحيث لا يقع الانسان فى معصية ، أو يتوب اذا وقع فى معصية ، ويأتى هذا فى معرض التحذير والإنذار لمن يقع فى المعصية .
    2 ـ وقد يحمل مفهوم التقوى معنى الرجاء فى الجنة والأمل فيها ، وهذا ما يحس به المؤمن المطيع لربه جل وعلا ، نستفيد هذا من قوله تعالى يخاطب المؤمنين (قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ) (الزمر 10 ). فالتقوى هنا تحمل فى طياتها وعدا إلاهيا لمن اتقى بأن يعيش فى دنياه وآخرته حياة طيبة مصداقا لقوله تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) ( النحل 97 ).
    3 ـ وفى كل الأحوال فإن التقوى هى أن تعلم أن الله تعالى يراقب أعمالك وهو جل وعلا شاهد عليك فتبتعد عن المعصية و تكثر من الطاعات ، وهذا ما أشارت اليه الآية السابقة (وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (النساء 1 ـ)
    التقوى بمعنى الوقاية والحماية :
    1 ـ الأصل اللغوى لكلمة التقوى هو من الوقاية ـ أى الحماية .
    2 ـ وقد تكون الحماية والوقاية حسية كأن تتقى البرد والحر وكأن تلبس دروعا لتتقى ضربات العدو فى القتال ، وهذه وظيفة اللباس المشار اليها فى قوله تعالى (وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ ) (النحل 81 ).
    3ـ وقد تكون الحماية معنوية ، تعنى الوقاية من الأنانية وهى أم الشرور ، والأنانية فى المصطلح القرآنى تعنى ( الشح ) وقد تكرر مرتين قوله تعالى (وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (الحشر 9 ) (التغابن 16)
    4 ـ وقد تكون الوقاية من عذاب دنيوى ، فالله تعالى وقى ونجّى مؤمن آل فرعون من مكر الفرعون ـ فى قصة موسى عليه السلام ، قال تعالى عن مكر فرعون بذلك الرجل المؤمن من آل فرعون (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ) (غافر 45 ).
    5 ـ وقد تكون الوقاية حماية من الذنوب التى يرتكبها الانسان فتكون سببا فى عذابه ، ولهذا فان الملائكة تدعو الله تعالى وتستغفر للمؤمنين قائلة (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ) (وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ ) ( غافر 7 : 9 ).
    6 ـ إلا إن الأغلب الأعم هو الوقاية أو طلب الوقاية من عذاب النار يوم القيامة ، وهذا ما تكرر فى القرآن الكريم ، مثلا : )وَوقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ) ( الدخان 56 ) (وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ) (الطور 27 ) (وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) (البقرة 201 آل عمران ـ 16).
    وبالتالى فان الوقاية من الذنوب أو العذاب من ملامح مصطلح التقوى .
    التقوى بمعنى الخشية :
    تعبير الخشية لا يدل على مجرد الخوف من الله ، ولكنه الخوف الممتزج بالخشوع ، لذا يأتى فى الأغلب مرتبطا بتقوى الله تعالى والخشية منه، كقوله تعالى (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ) (النور 52 ).
    إن الخشية حالة خاصة من الخوف ينبغى أن يتوجه بها المؤمن التقى نحو الله تعالى فلا يخشى الا الله ، وهذا ما نفهمه من قوله تعالى للنبى محمد فى معرض التأنيب الحاد (وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ) ( الأحزاب 37 ) وقوله تعالى لأهل التوراة (فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ ) ( المائدة 44 ) وقوله تعالى للمؤمنين (أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ ) وقوله تعالى للمشركين فى مكة : (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ ) ( التوبة 13 ، 18).
    وبالتالى فان الخشية من علامات القلب الخاشع الذى يخشى الرحمن بالغيب .
    التقوى بمعنى الخوف :
    وتأتى التقوى بمعنى الخوف من الله تعالى أو من عذابه فى الدنيا كقوله تعالى يحذر المؤمنين من عذابه الدنيوى : (وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) (الانفال 25 ) أو يحذرهم من عذابه يوم الدين ، يقول جل وعلا (فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) ( التحريم 6 ).
    ويأتى الأمر بالتقوى فى معرض نفى الشفاعة البشرية التى يعتقد فيها معظم البشر ، وهنا يكون التخويف مقصودا حتى يتقى الناس وليستعدوا مقدما لليوم الآخر الذى لا مكان فيه لأمانى الشفاعة وأساطيرها ، يقول تعالى ( وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ ) (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ ) (البقرة 24 ـ ـ48 ـ 123 ) ففى هذا اليوم لا تنفع نفس بشرية نفسا بشرية ولا شفاعة ولا فدية ولا ينصر أحد أحدا، أو كما تقول سورة لقمان لا ينفع الابن اباه ولا ينفع الأب ابنه : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ) ( لقمان 33 )
    التقوى بمعنى التوبة:
    وهذا يستدعى من المؤمن التوبة فتأتى التوبة ضمن معانى التقوى وصفات المتقين ، فاذا أذنب أحدهم بادر بالتوبة وعزم على ألاّ يعود الى العصيان ، يقول تعالى عن المتقين (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) (آل عمران ـ 135). وهناك من هو أعلى درجة إذ يتذكر ربه قبل الوقوع فى المعصية وقبل ان يغويه الشيطان فيرفض الوقوع فى الذنب مستعيذا بالله تعالى من الشيطان الرجيم (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ) (الأعراف 201 )
    التقوى جوهر الدين السماوى للبشر جميعا

    1 ـ الاسلام هو دين الله تعالى لكل البشر ، وبه نزلت كل الرسالات السماوية ونطق به كل نبى باللغة التى يتكلم بها قومه ( ابراهيم 4 ) الى أن نطق الاسلام أخيرا باللغة العربية فى القرآن الكريم الذى حمل الرسالة السماوية النهائية للبشر الى قيام الساعة (مريم 97 ) ( الفرقان 1 ).

    2ـ والتقوى هى جوهر كل الرسالات السماوية ، حيث خاطب الله تعالى كل الرسل فقال (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ) ( المؤمنون ـ 52 ). أى أمرهم بالتمسك بالتقوى والعمل الصالح.
    ولذلك فكل نبى كان يأمر قومه بالتقوى، وفى سورة الشعراء ـ التى قصّت سيرة كثير من الأنبياء ـ كان كل نبى منهم يقول لقومه : (أَلَا تَتَّقُونَ ؟ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ) وتكرر هذا فى سور أخرى ، يقول تعالى ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ ؟) (فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ؟ ) (المؤمنون 23 ـ32 ) (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ؟ ) (الاعراف 65 ) (وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ اِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ ؟) (الصافات ـ 124 ) (..ٍ وَاذكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) (الاعراف171 ).
    3 ـ وخطاب القرآن بالتقوى لم يشر فقط الى الأمم السابقة وانما امتد به من عصره حتى قيام الساعة.
    * فالنبى محمد مأمور بالتقوى شأن كل غنسان فى هذه الدنيا ،يقول له رب العزة : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ ) ( الاحزاب 1 ).
    * وكذلك الذين آمنوا معه والذين آمنوا بعده (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ) ( التوبة 119 ) والصادقون هم مجموع الأنبياء , ويقول تعالى أيضا للمؤمنين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (الحجرات 1) أى يحرم عليهم المزايدة على الله تعالى ورسوله ، ويحذرهم بأنه ( سميع عليم).
    * وفى الرسالة الخاتمة أكّد رب العزة أنه أمر المسلمين وأهل الكتاب بالتقوى فقال (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ : أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ ) (النساء131 ). وكرر خطابه لبنى اسرائيل يأمرهم بالتقوى (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ , وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ ) ( البقرة ـ 41 ).
    * وكان مشركو العرب يؤمنون بأن الله تعالى خالق السماوات والأرض وبيده ملكوت كل شىء ومع ذلك يتخذون معه آلهة أخرى ، وفى حوار القرآن معهم اتخذ من ايمانهم بالله تعالى الخالق حجة عليهم فدعاهم لتقوى الله (قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ) (المؤمنون ـ 87 ).
    * بل ان الأمر بالتقوى يتوجه لجميع الناس :
    يذكرهم بماضيهم حيث جاءوا من أصل واحد ولهم اله واحد يراقب أعمالهم (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (النساء 1 ـ )
    أو يذكرهم بالمستقبل حين تأتى القيامة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ) (الحج 1 ).
    وهكذا ..فكما أن دين الله جل وعلا للعالم بأسره فان الأمر بالتقوى للعالم بأسره.
    إن أكرمكم عند الله أتقاكم :
    خلافا للدين المحمدى الذى يقسّم العالم الى معسكرين متحاربين فان الله جل وعلا فى دينه السماوى يخاطب البشر جميعا يدعوهم للتعارف والتآلف السلمى كأخوة من أب واحد وأم واحدة ، وأنهم متساوون ،وأن أكرمهم عند الله ليس أغناهم أو أجملهم أو أقواهم ، وإنما هو أتقاهم ،أى لا بد من التحلى بالتقوى ليكون أتقاهم هو أكرمهم عند الله تعالى فى ميزانه الالهى يوم القيامة ، ولهذا فان الله تعالى يخاطب الناس جميعا قائلا ( أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) ( الحجرات 13 ) أى انهم جميعا أخوة وابناء آدم وحواء ، وقد جعلهم شعوبا وقبائل مختلفى العنصر والثقافة ليتعارفوا لا ليتقاتلوا ، وهم جميعا متساوون فى نظر الرحمن ولكن الأفضل منهم يوم القيامة ليس هو الأغنى مالا أوالأكثر جاها وانما هو أتقاهم لله تعالى، وكل انسان يستطيع ـ إذا أراد أن يكون أتقى البشر ليصبح الأكرم عند الله مهما كان وضعه فى الدنيا. ويتحدد من هو التقى يوم القيامة حيث لا يدخل الجنة إلا المتقون ، وبالتالى فلا يحق لأحد فى الدنيا أن يصف نفسه بالتقوى او أن يتاجر بها طلبا لحطام دنيوى أو جاه سياسى أو بالتلاعب بالدين فى دنيا السياسة والثروة . الله جل وعلا وحده هو الذى سيحدد يوم القيامة من هو المتقى ، هذا حق الله تعالى وحده لأنه تعالى العليم الخبير (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
    أى لأن التقوى تعامل خاص ومباشر بين الانسان وربه جل وعلا فانه محرم التظاهر بالتقوى وتحويلها الى متاجرة بالدين وخداع للناس، ولذا فان الله تعالى يحرّم تزكية النفس بالتقوى، أى أن يمدح الانسان نفسه بالتقوى، يقول تعالى ( فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ) (النجم 32 ). وطالما أن الله وحده هو الأعلم بالسرائر والأعلم بما تخفيه الصدور والأعلم بالمتقين فلا مجال فى الاسلام لتأسيس كهنوت يزعم أنه المتحدث باسم الله تعالى ويتحكم فى الناس باسم الرحمن مغتصبا سلطة الله تعالى .
    شمولية التقوى للعقيدة و الأخلاق و الشريعة
    هناك آية قرآنية جمعت ملامح التقوى فى العقيدة و السلوك من أخلاق وعبادات وتشريعات . يقول تعالى : (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) ( البقرة 177).
    هنا نلاحظ الآتى :
    1 ـ أن بداية الاية تنفى التدين السطحى المظهرى والاحتراف الدينى و الكهنوت الدينى ، فليس البر مجرد أداء سطحى للعبادات بالتوجه للقبلة أو لغيرها :(لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ) ولكن البر إيمان حقيقى وعمل صالح نافع مخلص وسمو اخلاقى . وتختتم الاية بقوله تعالى عمن يتحلى بتلك الصفات (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )ز
    2 ـ بدأت صفات المتقين الصادقين بالايمان الحقيقى الخالص بالله تعالى وحده لا شريك له وباليوم الآخر على حقيقته كما جاءت فى القرآن الكريم ، والايمان بالملائكة وكل الكتب السماوية وكل الأنبياء بلا تفرقة بينهم : (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ )
    3 ـ بعد الايمان يأتى العطاء المالى أى الصدقة للمستحقين ، وأن يكون عطاء الصدقة من أحسن ما يحبه الانسان وليس من مجرد الفائض عنده ،أو من (الزبالة )،فالآية الكريمة تحدد مقدار الصدقة ونوعيتها ونوعية المستحقين بقوله تعالى ( وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ ). أى ينفق المؤمن التقى الصادق فى ايمانه وتقواه من المال مهما بلغ حبه لذلك المال ومهما بلغت حاجته له ، فيعطيه للمستحقين من ذوى قرباه واليتامى و المساكين وابناء السبيل والسائلين المتسولين ، ويعتق به رقاب الرقيق ـ لو كان هناك رقيق..
    ومن قال ان الرق قد انتهى فهو واهم . فقد تخفى الرق خلف لحية ( الكفيل ) فى دول الخليج ، وفى استغلال الطبقات العاملة فى معظم بلاد العالم ،هذا عدا تجارة الرقيق الأبيض فى العالم المتقدم والمتخلف على السواء.. ثم ..تلك الشعوب المسلمة التى يسترقها حكامها المستبدون بالارهاب و التعذيب .. أليس هذا أفظع الرق والاسترقاق ؟ عموما هذه قضية أخرى سنتعرض لها بتوسع فيما بعد فى بحث عن (ملك اليمين ).المهم هنا أن من وسائل علاج الاسلام لموضوع الرق هو العمل بكل الوسائل على تحرير الرقيق من خلال الكفارات والصدقات ، ومنها تلك الاشارة فى الاية الكريمة عن ملامح المتقين الصادقين.
    4 ـ وبعد العطاء المالى والمادى للمستحقين تاتى المفاجأة بقوله جل وعلا (وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ ) فليس المقصود هنا مجرد تادية الصلاة واعطاء الصدقة فقد سبق الكلام بالتفصيل وبايجاز ايضا عن اعطاء الصدقة ، ولكن إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة تعنى السمو الأخلاقى فى التعامل مع الناس ،أى تكون العبادات كلها وسيلة لتزكية النفوس والسمو بها ، وأن تكون تأدية الصلاة مؤثرة فى تعامل المسلم مع الناس بالخير ،وبأن تمنعه من الوقوع فى الظلم والمعاصى و الفحشاء.
    4 ـ ثم تاتى إشارة جامعة للقيم العليا فى التعامل مع الله جل وعلا ومع الناس ، وهى أن يلتزم المتقى بالوفاء بالعهد إذا عاهد الله تعالى وإذا عاهد الناس ، وأن يلتزم بالصبر فى كل أحواله وحياته ، فاذا تعرض للأذى صبر ،وأذا تعرض لمحنة صبر وإذا كان فى معركة يدافع فيها عن حق صبر :(وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ ).
    هنا تجتمع الشجاعة مع العفو والتسامح والرجولة والشهامة وصدق الوعد والفعل والكلام ..وهنا أيضا يكون الصدق فى الايمان والصدق فى التقوى (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ).
    وبعد هذه اللمحة عن شمولية التقوى نأتى الى التفصيل ..
    التقوى أساس العقيدة الاسلامية
    1 ـ قد يقال ان تقوى الله تعنى الخوف منه و خشيته و العمل على الفوز برحمته وجنته. وليست هذه العبارة صحيحة بهذا الشكل لأن معظم الناس يقولون انهم يخافون الله تعالى ويخشونه ، ولكن يخشون و يتقون مع الله تعالى آلهة أخرى . لذا فالعبارة الصحيحة أن تتقى الله فقط ولا تخشى غيره.

    2 ـ لقد كان العرب قبل نزول القرآن الكريم يؤدون الصلاة و الحج ويقوم القرشيون على رعاية البيت الحرام ، ولكنهم أضافوا الى ذلك الحج الى القبور المقدسة و الأوثان ، وارتكبوا المذابح والغارات وكل الفواحش معتقدين أن من يؤدى العبادات فقد غفر الله تعالى له ، وهو نفس الحديث الكاذب الذى اخترعوه ونسبوه للنبى محمد فى الدين السنى والقائل ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) أى رجع بدون ذنوب. ردّ الله تعالى على العرب المشركين فقال (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ ) أى ان العبرة ليست بالتدين السطحى المظهرى ومجرد تأدية الحج و الصلاة فى المساجد مع الاستمرار فى الكفر العقيدى و الظلم أو الكفر السلوكى ، ولكن العبرة بالتقوى ، تقول الآية التالية (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ )( التوبة: 17 ـ 18 ). فالمؤمن الحق بالله واليوم الاخر هو الذى يتحقق ايمانه باقامة الصلاة وايتاء الزكاة أى بالسمو الخلقى فى التعامل مع الناس ولا يخشى إلا الله تعالى ، ولذا تأتى الصيغة بالأمر والنهى معا ، أى بخشية الله وعدم خشية غيره (فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ) ( المائدة 3 )( البقرة 150 ) أو تأتى باسلوب القصر والحصر كقوله تعالى (وَقَالَ اللّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلـهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ ) (النحل 52 ) أى هو وحده الذى نتقى ونخشى (وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ) (وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ ) (البقرة ـ 41 ).

    3 ـ ولتقرير أن الشفاعة لله وحده تقوم بها الملائكة حين تعرض أعمال الناس فان الأمر بالتقوى يأتى أحيانا ليؤكد نفى الشفاعة البشرية حتى ينهمك الناس فى العمل الصالح و يجتنبوا العمل السىء ، يقول تعالى عن القرآن الكريم و الانذار به ( وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) (الانعام 51 ـ ).
    4 ـ واذا تمسك المؤمن بالتقوى فى حياته فقد أصبح حسابه يوم القيامة يسيرا (الانشقاق 7 ، 8 ) لأنه حاسب نفسه فى الدنيا وتحكم فى غرائزها ، فاصبح حسابه فى الآخرة هينا :(وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَـكِن ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) (الانعام 69 ) أى لا بد أن يتمسك بالتقوى ليظل على تذكر بها طيلة حياته الدنيا فاذا جاء اليوم الآخر نجا.

    5 ـ ولأن الانذار والبيان لا يكون إلا بالقرآن الكريم المحفوظ بقدرة الله تعالى إلى يوم القيامة فإن هذا القرآن فيه الهدى للمتقين ( ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ) (البقرة 2 ، ) (وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ ) (الحاقة 48 ).

    6 ـ وجاء بيان القرآن داخل القرآن نفسه بحيث لا يحتاج الى شروح بشرية تشوه حقائق القرآن كما فعل المسلمون فى تراثهم وتفاسيرهم التى أبعدت المسلمين عن التقوى جوهر الاسلام ، يقول تعالى عن بيان القرآن وتوضيحاته (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ )( البقرة 187 ).

    7 ـ وجاءت الوصية العاشرة فى القرآن الكريم تأمر باتباع القرآن وحده دون غيره أملا فى تحقيق التقوى (وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) (الانعام 153 ).

    8 ـ وهذا ما لم يفعله المسلمون الذين ابتدعوا لهم أديانا أرضية كالسنة و التشيع والتصوف ، وجعلوا لها وحيا إلاهيا بالكذب والإفتراء .
    أهملوا ما فى القرآن من وعيد يهدف الى تربية الاحساس بتقوى الله تعالى (وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا ) (طه 113 )
    وأهملوا ما فيه من أمثال وعظات جاءت بتناسق أملا فى أن يتقوا (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) (الزمر ـ 28 ).

    9 ـ ومعلوم ارتباط التقوى بالإيمان الحقيقى بالله تعالى ، وهذه صفة أولياء الله تعالى من كل البشر المؤمنين المتقين (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ) (يونس ـ 63 ) ، وهم أصحاب الجنة ( وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ) (يوسف 57 ) ( وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ ) ( الجاثية ـ 19) بل إن الله تعالى لا يوالى إلا المتقين ( إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ) (الانفال 34 ).
    وقبل اليوم الآخر فان الله تعالى يشمل من يحرص على التقوى فى الدنيا بعنايته ورحمته ، وقد أنجى المتقين من الأمم السابقة،وأهلك الظالمين الطغاة (النمل 53 ) (فصلت 18 ).

    التقوى فى السلوك الأخلاقى والقيم العليا :
    وكما يتقى المؤمن ربه جل وعلا فى عقيدته وايمانه بحيث لا يؤمن بإله سوى الله فانه يتقى الله تعالى فى تعامله مع الناس بحيث يتمسك بالقيم الخلقية العليا ولا يظلم أحدا .
    وفى كل تفاصيل التعامل البشرى لا بد من تقوى الله تعالى واجتناب الظلم وهو نقيض التقوى .
    يشمل هذا شتى مظاهر التعامل مع الناس ، ومنها :
    1 ـ عدم موالاة المشرك الكافر بالمعنى السلوكى أى المعتدى ظلما ، أى عدم مناصرته فى ظلمه واعتدائه إلا اذا اضطر المؤمن لاظهار ذلك خوفا من الاضطهاد (لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ) (ال عمران 28 ).
    2 ـ الوفاء بالعهد مع الأفراد ومع الدول ، لا فارق بين صديق أو عدو لأن الأهم هو فضيلة الوفاء بالعهد : ( بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (آل عمران 76) (إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) ( التوبة 4)
    3 ـ فى الصدق والمصداقية أو الصدقية : فى التوصية بالصدق يقول جل وعلا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ) (الاحزاب70 ) فالقول السديد هو القول الصادق المخلص النافع .
    ولا بد أن يكون المؤمن صدوقا يتمتع بثقة الناس فيه وتصديقهم له ، وعدم تشككهم فيه ، أى بمعنى أن تكون له (صدقية )أو بالتعبير الشائع ( مصداقية ) ، ولذلك لا يلجأ للحلف والقسم بالله جل وعلا ، فكثرة الحلف دليل على عدم الصدقية ، لذا نهى الله تعالى عن الإكثار من الحلف بالله تعالى والقسم باسمه وجعل ذلك من علامات التقوى فقال : (وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (البقرة 224).
    4 ـ العفة فى الحديث بين الرجال والنساء بحيث تحتشم المرأة فى حديثها مع الرجال حتى لا يطمع فيها أصحاب الغرض السىء (..إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا ) ( الاحزاب 32) . والفاحشة تبدأ عادة بالكلام .. لذا فلا بد من الحشمة فى الكلام بين الرجال و النساء ..وأن يحل محل الكلام الفاحش الكلام الجاد الطاهر العفيف.
    5 ـ التناجى سرا بين الناس ، ممنوع أن يكون فى الاثم والعدوان والمعصية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) (المجادلة 9 )
    6 ـ التعاون على البر والتقوى وليس على الاثم والعدوان (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) (المائدة 2 )
    7 ـ على إن العدل فى التعامل مع العدو هو أسمى مظهر للتقوى لذا شدّد الله تعالى عليه بتكرار كلمة التقوى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة 8 )
    8 ـ فى الصلح بين المسلمين يقول الله جل وعلا : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) (الحجرات 10 )
    9 ـ وفى التوصية لهم بالصبر يعدهم بالأجر فى الدنيا والآخرة اذا كانوا متقين ، فيقول لهم (قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ) (الزمر ) 10
    التقوى هى الهدف الأساس من العبادات:
    وليس أعظم فى التشريع الاسلامى من أن تكون عبادة الله تعالى مجرد وسيلة للتقوى ، ومن التقوى حسن التعامل مع الناس. فالذى يصلى ويحج ويصوم ويتصدق ولكن يظلم الناس ويعتدى عليهم لا عبرة بعبادته طالما لم تنعكس عبادته خيرا و احسانا فى تعامله مع المجتمع.
    وقد جعل الله تعالى كل العبادات وسائل للتقوى وخاطب بذلك كل الناس (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) (البقرة21 ).
    * فالصلاة ـ مع قراءة القرآن وذكر الله تعالى ـ هدفها إجتناب الفحشاء والمنكر والبغى (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) (العنكبوت 45).
    *والصوم حتى نتعلم التقوى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) (البقرة 183).
    * والحج مدرسة نتزود فيها بالتقوى (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ ) (البقرة 197 ).
    ولا عبرة بالشكليات السطحية فى تأدية مناسك الحج ولكن العبرة بالايمان والتقوى (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) (البقرة 189) (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) الحج 32 ).
    وفى كل واجبات الحج لا بد من مراعاة التقوى وإلا فان الله تعالى شديد العقاب (البقرة196 ) لذا فان من يعصى الله تعالى فى الحج أو يفكر مجرد تفكير بالعصيان فان الله تعالى يتولى الانتقام منه لأنه حوّل التقوى فى الحج الى عكس المراد منها .( وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) ( الحج 25 )
    التقوى وتطبيق الشريعة الاسلامية
    فى القصاص:
    أى اعدام القاتل الظالم المتعمد يقول تعالى (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) ( البقرة 179 ) وفى القصاص من العدو المعتدى الذى يهاجم بلدا مسالما يقول تعالى (وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ )( البقرة 194 )
    وفى المعاملات الاقتصادية:
    *الوصية قبل الموت واجب محتم على كل المتقين (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ) ( البقرة 180).
    *ولا بد من اجتناب الربا فى الصدقة بمعنى عندما يأتيك فقير جائع يطلب الصدقة ـ وهى حق له ـ فان لم تعطه حقه فى الصدقة فأنت آثم ، فاذا أعطيته قرضا بربا فأنت عدو لله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ).
    * وفى حالة الاستدانة لا بد من كتابة الديون مع مراعاة التقوى فى كل مرحلة ومن كل المتعاملين ، ويشمل هذا الشهود و القائمين بالكتابة سواء كان ذلك فى السفر أم فى الحضر ، وفى كل الأحوال فان الله تعالى عليم بما فى الصدور وبما نخفيه وما نعلنه (البقرة 278 : 284)
    تشريعات الأحوال الشخصية :
    *يقول تعالى عن التعامل الجنسى مع الزوجة يلفت نظر الزوج الى اعطائها حقها الجنسى مراعاة لتقوى الله تعالى :نسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) (البقرة223 ).
    * وفى حالة الخطوبة للأرملة يجوز لقاء الخطيبين سرا ولكن مع التقوى ومعرفة ان الله تعالى يراهما (وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَـكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا ).
    ولا بد من الانتظار لانتهاء عدتها ثم يعقد قرانها بعد انتهاء العدة (وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) (البقرة 235) أى ان الله تعالى هو هنا الشاهد الحقيقى قبل المجتمع ، حتى يخشى المؤمن ربه ويتقيه فى خلوته وسره وعلانيته.
    * وعن متعة المطلقة يقول تعالى ( وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) (البقرة241 ) والمتعة أو المتاع هو قدر من المال يدفعه الزوج لمن طلقها ـ ويتم تقديره بواسطة اولى الأمر فى المجتمع اذا لم يكن منصوصا عليه فى عقد الزواج . و لو طلقها قبل أن يدخل بها فعليه نصف المتعة المفروضة عليه ، (البقرة237 )
    * ورضاعة الطفل على نفقة الأب ، وعليه إعالة المرضعة بالمعروف ، ويتم ذلك بالتشاور ولا بد فيه من تقوى الله تعالى حتى لا يظلم أحد أحدا (البقرة 233 ).
    * ومن أشد المحرمات الاضرار بالمرأة المطلقة ، وجاء هذا التحذير مرتبطا بتقوى الله تعالى (..وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ( البقرة231 ) (.. ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ) (الطلاق 1 : 5 )
    الله جل وعلا يحب المتقين
    الذى يحقق التقوى فى عقيدته وسلوكه يحظى بحب الله عزوجل ويكون الله تعالى معه برحمته ، فالله جل وعلا يحب المتقين ( آل عمران 76 ) ( التوبة 4 ، 7) وهو مع المتقين ( التوبة 36 123 )..
    ولكن متى يتحدد المتقى ؟

    الله جل وعلا يقول عن المتقين جميعا (وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ( الزمر ـ 33 ) فالذى جاء بالصدق هم الأنبياء وهم طائفة مخصوصة مختارة مصطفاة من البشر، ومعهم يوم القيامة اولئك الذين صدقوا بالرسالة السماوية التى جاء بها الأنبياء والمرسلون من ربهم . والجميع من أنبياء وأتباعهم المخلصين هم المتقون من البشر . وهم أصحاب الجنة التى لا يدخلها إلا المتقون . يقول تعالى عن المعية التى تجمع الأنبياء و الفائزين من المؤمنين : (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا ) ( النساء 69 ) . هذا فى الاخرة .
    أما فى الدنيا فالوضع مختلف ..
    فالانسان طالما يسعى على الأرض فكتاب أعماله مفتوح يقبل الحسنة و السيئة ، يتعرض للوقوع فى الخطأ و الصواب ، وقد يتوب وقد يتمسك بالعصيان. وعند موته يقفل كتاب أعماله وتتحدد درجته هل هو من المتقين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، أم هو من العصاة الفجرة أولياء الشيطان . ( الواقعة 88 : 96 ). هنا يعرف المتقى نفسه ويعرف الخاسر أيضا نفسه

    الجنة للمتقين فقط

    يوصف أصحاب الجنة بأنهم الذين آمنوا وعملوا الصالحات، أى أن الإيمان وحده لا يكفى حتى لو كان إيمانا صحيحا بالله تعالى وحده لا شريك له ولا ولد ولا زوجة ، لا بد من اقتران الإيمان الصحيح بعمل صالح ينشغل به المؤمن بحيث لا يجد وقتا لإرتكاب المعاصى ،أى ان هذا الايمان مع العمل الصالح يساوى كلمة واحدة هى التقوى.
    وبالتالى فلا يدخل الجنة إلا المتقون. يقول تعالى (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا ) ( مريم 63 )
    ويقول :( زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (البقرة 212 ). أى ان الكفرة يسخرون فى الدنيا من الذين آمنوا ، وفى الرد على سخريتهم لم يقل تعالى ( والذين آمنوا فوقهم يوم القيامة ) وإنما قال ( والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة ) لأن المتقين فقط من أولئك المؤمنين هم الذين سيدخلون الجنة.
    وفى نهاية سورة الزمريقول تعالى عن أهل النار ( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا) وفى المقابل لم يقل ( وسيق الذين آمنوا الى الجنة ) وانما قال ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ) ( الزمر ـ 73 ).
    وبهذا فان بالتقوى ـ جوهر الاسلام ـ يفوز المؤمنون بالجنة،وبدونها فهم أصحاب النار.

    درجات التقوى :
    1 ـ وسيكون الناس يوم القيامة أقساما ثلاثة ؛ قسمان فى الجنة وقسم فى النار ، فالقسمان اللذان فى الجنة هما المتقون السابقون المقربون ، والمتقون من أصحاب اليمين ، أما القسم الثالث التعس فهم أصحاب الشمال. يقول تعالى عن يوم الواقعة أى القيامة : (وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) ( الواقعة 7: 10 ). وهذا ما بدأت به سورة الواقعة ، وجاءت تفصيلات نعيم المتقين من الدرجة الألى ( السابقون المقربون ) ثم نعيم المتقين من الدرجة الثانية ( اصحاب اليمين ). وفى نهاية السورة جاء الحديث عن نفس الدرجات الثلاثة عند الاحتضار ، حيث يعرف الانسان عند موته مصيره ، هل هو من السابقين المقربين ،أم من أصحاب اليمين أم من المكذبين الضالين أصحاب الشمال. يقول تعالى : (فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ) .
    2 ـ ليس المتقون درجة واحدة ، بل يختلفون حسب مواقفهم ودرجات طاعتهم ، ويختلفون أيضا حسب موقفهم من المعصية .
    عن الاختلاف فى درجة الطاعة يقول جل وعلا عن موقف من مواقف الناجين من الصحابة (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ) ( النساء 95 ) . فهنا نوعان من أهل الجنة ، ولكن الفارق بينهما عظيم ، وهو حسب العمل .
    والمتقون لهم ـ جميعا ـ موقف حاسم من المعصية ، إذ يرفضونها ويستعيذون بالله جل وعلا من الشيطان الرجيم حين يوسوس لهم ، بينما يستسلم أتباع الشيطان لوسوسته ولوحيه ، يقول تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ ) ( الأعراف 201 : 202 ).
    وفى هذا (التذكر ) فان بعض الذين يتقون ( يتذكرون ) متأخرا ،أى يقع فى المعصية ثم يندم ويتوب ، والبعض الآخر يتذكر سريعا ويبتعد سريعا ، وبالطبع فليسوا سواء .. ومن هنا يقول تعالى عن الدرجة الثانية من المتقين : ( وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) ( آل عمران 133 : 136 ).
    فالمتقون هنا إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم تذكروا عقاب الله جل وعلا فسارعوا بالاستغفار ولم يصمموا على الاستمرار فى المعصية .
    3 ـ ولكن هناك صنفا أعلى من المتقين ،إنهم أولئك الذين شغلوا أنفسهم بالطاعات وركزوا فيها ليل نهار بحيث لم يبق لديهم وقت أو متسع للتفكير فى المعصية ، وبحيث لو عرضت لهم غواية بالفاحشة او بالعصيان طردوا الخاطر السىء سريعا .. هذا الصنف من المتقين قال عنه رب العزة : ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) ( الذاريات 15 : 19 )..فإذا كانوا يقيمون الليل عبادة ويقضون الأسحار فى الاستغفار ويستهلكون المال فى التصدق على السائل والمحروم فما الذى سيبقى لهم من الوقت للتفكير فى العصيان ؟
    4 ـ ونحن هنا لا نتحدث عن أشخاص ، والقرآن دائما يتحدث عن صفات الايمان والصلاح و التقوى والاحسان والبر .. وكلها صفات مطروحة أمام الناس جميعا ليتحلوا بها وفق تكافؤ الفرص للبشر جميعا وحريتهم فى تقرير مصيرهم ليكون خلودا فى الجنة أو خلودا فى السعير .
    5 ـ ولأن للتقوى درجتين حسب الايمان والعمل فإن الأمر بالتقوى للبشر جميعا يأتى ليعكس هذا التنوع ، بحيث يختار كل انسان لنفسه مكانا فى الجنة فى الصنف الأول أو فى الصنف الثانى ، ولكن المهم أن ينجو من ان يكون من الصنف الثالث التعس الملعون ، ولذا فان الفوز يتحقق لكل المتقين ، إذ يكفى أحدهم فوزا أنه تزحزح عن النار فدخل الجنة ، ولم يقع فى الاغترار بهذه الدنيا وحطامها الزائل ، يقول تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ) ( آل عمران 185 ).
    عن التقوى يقول تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ) ( آل عمران 102 ) . هذه هى الدرجة العليا للتقوى. وبامكان أى إنسان أن يتحلى بها لوشاء . فان لم يستطع فلا أقل من أن يتحلى بالدرجة الثانية من التقوى ،أى يتقى الله جل وعلا على قدر استطاعته ، وهنا يقول جل وعلا (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) ( التغابن 16 ) . هذا المفلح تزحزح عن النار ودخل الجنة (فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ) ( آل عمران 185 ).
    اللهم اجعلنا منهم.
    وأخيرا :
    1 ـ تبعا لعمل الانسان و إيمانه يتحدد موقفه يوم القيامة ، هل هو من السابقين المقربين ؟أم من أصحاب اليمين أم من أصحاب الشمال .وطالما أن المتقين فقط هم أصحاب الجنة وطالما أن أصحاب الجنة قسمان حسب أسبقية الايمان والعمل فالمنتظر أن تكون هناك درجتين للتقوى .. درجة عليا ودرجة متوسطة ، والمنتظر أيضا أن يكون الموقف من المعصية حاسما . أى فالمتقى الذى يبتعد من البداية عن المعاصى و الفحشاء يكون فى الدرجة العليا ، وأدنى منه درجة ذلك المتقى الذى يقع فى المعصية ثم يتوي ويؤوب . أما الصنف الشقى التعس فهو الذى لا يتوب ولا يؤوب بل يظل يلتحف المعصية الى أن يموت بها وقد أحاطت به خطيئته (بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) ( البقرة 81 ـ )

    2 ـ إن القرآن الكريم لم يكتف بالتفصيل فى موضوعات التقوى ، ولكن لمزيد من التأكيد فقد فصّل الكتاب الحكيم فى الظلم باعتباره النقيض الأكبر للتقوى. وكما أمر بالتقوى فانه نهى عن الظلم.
    وكما أن التقوى أساس الاسلام فان الظلم أساس الكفر و الشرك فى التعامل مع الخالق جل وعلا وفى التعامل مع الانسان .

    3 ـ وبسبب الظلم السلوكى فى الفتوحات التى قام بها الصحابة فانهم ما لبث أن وقعوا فى الظلم العقيدى لله جل وعلا حين برروا وشرعوا ذلك الظلم السلوكى بأحاديث باطلة تشرع الاعتداء على الغير ، وتحول الجهاد الاسلامى النبيل من مجرد رد العدوان الى شن العدوان وتحت اسم الاسلام .. فأضاعوا التقوى الحقيقية واستبدلوا بها مظهرا سطحيا يرتكبون تحته وبه أفظع الاثام ...
    ثم يقولون ( بنى الاسلام على خمس ) ..""
    انتهى نص الموضوع.

    وبعد ان وضعت الموضوع بين ايديكم أسأل الله لكم التوفيق في الرد المناسب على صاحب الموضوع وفقكم الله.

    تحياتي
    د. مكحمد


  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الحاج بونيف
    تاريخ التسجيل
    07/09/2007
    المشاركات
    4,041
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي

    من هو كاتب المقال؟
    أحمد صبحي منصور، مفكر إسلامي مصري. كان يعمل مدرساً بجامعة الأزهر ثم فصل في الثمانينيات بسبب إنكاره للسنة النبوية، وتأسيس مذهب الاكتفاء بالقرآن كمصدر للتشريع الإسلامي. سافر إلى الولايات المتحدة لبعض الوقت، ثم عاد إلى القاهرة ليصبح أحد أركان مركز ابن خلدون وبعد المشكلات القضائية التي واجهها المركز ومديره في عام ألفين هاجر إلى في الولايات المتحدة، ليعمل مدرساً في جامعة هارفارد و بالوقفية الوطنية للديمقراطية، ثم لينشئ مركزه الخاص تحت اسم المركز العالمي للقرآن الكريم. ينشط الدكتور أحمد صبحى منصور الآن في نشر مقالاته على بعض المواقع في الإنترنت . اشتهر الدكتور منصور بموقفه المعارض لفكر الجماعات الإسلامية.

    بدأ الدكتور منصور حركته الفكرية منذ سنة 1977 بالبحث والمقال والكتاب والندوات، وصودرت بعض كتبه وطرد من مسجد لآخر ومن الأزهر إلى غيره من مواقع فكرية إلى أن انتهى به المطاف في مركز ابن خلدون، فاستقر فيه خمس سنوات إلى أن أغلقت الحكومة المصرية المركز وطرد الدكتور أحمد منصور فلجأ إلى أمريكا. وبعد أن استقرت أحواله نوعا ما بدأ يكتب مرة أخرى على الإنترنت العربى منذ أكتوبر 2004.


  3. #3
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    01/09/2007
    المشاركات
    64
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    أخي الحبيب الحاج بونيف
    انه صاحب مذهب. لديه الكثير من الآراء المصيبة المنفتحة. وهو وطني. المهم لديّ انه ضد سياسات امريكا. وضد الأخوان المسلمين المنحرفين المتعاملين مع امريكا...ولذا فهو مطارد. ولديه آراء وتأويلات غريبة غير مطروقة. وتتعارض مع التاريخ الاسلامي المثبث.

    لكن قراءة تأويلاته فيه طرافة.... فالقرآن الكريم حمّال وجوه...
    وهذه رحمة من الله سبحانه ...


  4. #4
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الحاج بونيف
    تاريخ التسجيل
    07/09/2007
    المشاركات
    4,041
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي

    إنه أيضا ممن يعادون السنة النبوية المطهرة المتمثلة في الأحاديث النبوية، ويضمرون العداء للرسول صلى الله عليه وسلم..
    واستطاعت ثلة من الليبراليين جره إلى مستنقعهم.


  5. #5
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    20/11/2006
    المشاركات
    9
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الأخوة الأفالكرام وفقكم الله

    مهما يكم ذلك الرجل ومهما كانت ديانته او معتقداته او عروبته . فهو رجل يعادي رسولنا الكريم جهرة ، ويهاجم السنة علنا .

    وعلينا مواجهته . . ولعلمي انكم هنا من خير من يمكنهم اشهار سلاح الدفاع عن رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام وعن سنته المطهرة . فأناشدكم جميعا تجريد اسلحتكم والهجوم بلا هواده بشكل علمي واسلوب حضاري حتى نسكته هو وامثاله ، ودعونا نجعله عبرة لغيره . . وفقكم الله.

    وتقبلوا تحياتي
    أخوكم
    د. محمد


  6. #6
    أستاذ بارز الصورة الرمزية طه خضر
    تاريخ التسجيل
    28/07/2007
    العمر
    53
    المشاركات
    4,092
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي

    خارج السرب ... ومؤفتا !!

    أسجل "اعتراض" على نعت الأستاذ الكبيسي للإخوان بعملاء أمريكا، لأن حالهم في كل مكان لهم فيه وزن ينافي قوله هذا تماما، بل يقول بعكسه، ولست بحاجة لأن أضرب له أمثلة، اللهم إن استثنينا الحزب الإسلامي في العراق!!

    للواحد ِ الأحد ِ الولاءُ ... وليسَ للبشر ِ الخضوعْ

  7. #7
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    من يتهم الإخوان المسلمين بالعمالة للولايات المتحدة الأمريكية هو العميل لها بعينه، وهو صاحب عقل ضعيف وفكر سقيم ولا يؤخذ برأيه ولا تعتبر مواقفه.

    احذر من ينعت أكبر حركة إسلامية وسطية في العالم بالعمالة لأمريكيا وغيرها!


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  8. #8
    طالب علم - وباحث بالفرق والمذاهب الصورة الرمزية جيفار التميمي
    تاريخ التسجيل
    01/03/2008
    المشاركات
    606
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    عن الحسن بن جابر قال سمعت المقدام بن معدي كرب - رضي الله عنه - يقول : (حًرّمَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يومَ خَيْبَر أَشْياءَ ثم قَالَ يُوشِكُ أَحَدُكُم أَن يُكذِّبَني وَهو مُتّكِئ يُحًدّث بحدِيثي فَيقولُ بَيْنَنا وَبَيْنكُم كِتابُ اللهِ فما وَجَدْنَا فِيهِ من حَلالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ وَمَا وَجَدْنا فيه من حَرام حًرّمْنَاهُ أَلا إِنَّ مَا حًرّمَ رسُولُ اللهِ مِثْلُ مَا حًرّمَ الله) أخرجه الحاكم و الترمذي وابن ماجه بإِسناد صحيح .

    وعن المقدام بن معدي كرب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (أَلا إٍني أوتِيتُ الكِتابَ ومِثْلَه مَعَهُ أَلا يُوشِكُ رَجلٌ شَبْعانُ على أريكَتِهِ يَقولُ عَليكمْ بِهذا القُرآنِ فَما وَجَدْتُمْ فيهِ مِن حَلال فأَحِلُّوهُ وَمَا وَجَدْتُم فيِه مِن حَرامٍ فَحَرِّمُوهُ) أخرجه أحمد وأبو داود والحاكم بإِسناد صحيح .

    وعن ابن أبي رافع عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (لا أَلْفَينَّ أَحَدَكُم مُتّكِئاً عَلى أَريكتِهِ يَأتِيهِ الأمْرُ مِن أَمْري مَمّا أَمَرْتُ بِهِ أو نَهَيْتُ عَنْهُ فَيقولُ لا ندْري ، ما وَجَدْنا في كِتابِ اللهِ اتَّبَعْنَاه ) أخرجه أبو داود وابن ماجه بسند صحيح

    وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأنه كان يوصي أصحابه في خطبته أن يبلغ شاهدهم غائبهم ويقول لهم ربّ مبلغ أوعى من سامع ومن ذلك ما في الصحيحين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما خطب الناس في حجة الوداع في يوم عرفة وفي يوم النحر قال لهم فليبلغ الشاهد الغائب فرب من يبلغه أوعى له ممن سمعه فلولا أن سنَّته حجة على من سمعها وعلى من بلغته ، ولولا أنها باقية إِلى يوم القيامة لم يأمرهم بتبليغها ، فعلم بذلك أن الحجة بالسنة قائمة على من سمعها من فيه - عليه الصلاة والسلام - وعلى من نقلت إِليه بالأسانيد الصحيحة .

    التعديل الأخير تم بواسطة جيفار التميمي ; 11/09/2008 الساعة 04:53 AM
    [align=center]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/align]
    قال الرسول صلى الله عليه وسلم
    [align=justify](يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها قيل يا رسول الله أمن قلة بنا؟ قال لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل تنزع المهابة من قلوب عدوكم منكم ويوضع في قلوبكم الوهن قالوا يا رسول الله وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت) [/align]

  9. #9
    كاتب الصورة الرمزية أحمد مختار البوعزيزي
    تاريخ التسجيل
    23/02/2007
    المشاركات
    184
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    هذا المقال نشره صاحبه منذ مدة ولكنه اهمل من كل الإخوة لتفاهة صاحبه فالرد عليه يعطيه وزنا وهو احقر من ان يعطى شيئا
    ولأن الأخ محمد خليص نزله هنا لما كلفت نفسي كتابة كلمة واحدة عنه( اعتذر إذا جاء الرد غير متناسق لأنه مباشر وفي عجالة)

    القرآنيون كفرتهم الأمة بإجماع منذ القديم
    لو كان كاتب المقال باحثا ناقدا موضوعيا ولو معاديا لقبلنا حواره ولكنه من أؤلئك التافهين الذين يريدون أن يضعوا لأنفسهم أسما باستفزاز الآخرين
    وقبل أن نرد لا بد من نحدد بعض الحقائق التي لا يمكن تغافلها
    أ – اعتماد صاحب المقال على منهجية متهالكة منذ البداية: فهو يعتمد كتاب الله تعالى منطلقا أولا وأخيرا ويرفض ما عداه . بل إنه يشكك في نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم
    والسؤال : كيف يعتمد كتابا يطعن في من جاء به إلى الناس بل إن الطعن يمتد إلى الصحابة الذين أوصلوه إلينا
    ب - اعتمد كاتب المقال منهجا سفسطائيا : فهو يشكك في كل شيء ويعطي لنفسه الحق فيما يدعي
    ج – التلاعب والتمويه : مرة يحكم على الإسلام من خلال معتنقيه ومرة يحكم على المعتنقين من خلال الإسلام
    وأخرج فرقته الضالة ولم يذكرها وكأنها هي الوحيدة التي على الحق
    موضع صاحب المقال من الإسلام
    المتتبع لكاتب المقال يستشف أنه يطرح نفسه مسلما
    ولا يمكنني الرد إلا بعد إثبات أنه ليس كذلك
    1 - بلغ إلينا بالتواتر أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعرض على كل داخل للإسلام ركنين لا ثالث لهما : التوحيد والإعتراف بأن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله
    2 – شهادة القرآن للنبي بأنه لا ينطق عن الهوى
    وانطلاقا من هذا ومن قوله تعالى: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.
    وكذلك
    قال الله تعالى: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا
    هنا القرآن يؤكد حق التشريع للرسول صلى اللله عليه وسلم
    وإلا لقال : وما آتاكم به ( أي القرآن)
    وانطلاقا من هذا فإن المخول الوحيد لبيان ما جاء به القرآن هو الرسول صلى الله عليه وسلم
    قال الله تعالى: بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
    وزالرسول صلى الله عليه وسلم بين لنا التالي: عن عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنْ الْإِسْلَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا قَالَ صَدَقْتَ قَالَ فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِيمَانِ قَالَ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ قَالَ صَدَقْتَ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِحْسَانِ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ السَّاعَةِ قَالَ مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ.
    وعلى هذا يترتب إما أن يلتزم بما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم: اتباعا لأمر القرآن أو يرده وفي رده يتضح موقعه من الكفر
    وقد يشكك هذا الخارج عن الملة في الصحابة وبذلك يضع نفسه مجددا في موقع الرافض لشهادة القرآن الكريم
    قال الله تعالى: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
    3 - أراد الكاتب أن يلعب على التقوى فأعطاها من خلال سفسطة طويلة معاني كثيرة بينما الأمر أبسط من ذلك بكثير
    أ -الحكم على الإيمان في الإسلام فردي وليس جماعي
    قال الله تعالى: ولا تزر وازرة وزر أخرى
    ب – أن العبادة الصادقة تتلخص في جملة واحدة كما دل عليه الحديث: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك
    بلا نفاق ولا سفسطة ولا لف ولا دوران
    من كل هذا نخلص إلى القاعدة التي أجمع عليها علماء الأمة
    من أنكر معلوما من الدين فقد كفر
    وهذا ثابت للجزم بكفر كاتب المفال حيث رفض الإعتراف بأن محمدا رسول الله تعالى
    فهو يستشهد بما في القرآن وأكيدا لو عارضناه بالقرآن لراغ وزاغ وهذه طبيعة السفهاء والفجار( وخاصة من يسمون نفسهم بالقرآنين وهم شر من حملت الأرض
    لن ألتزم الإسترسال مع هذا الدعي نقطة نقطة وإنما سأحاول أن أشير إلى سفه القول لديه
    1 – قال:
    * بل ان الأمر بالتقوى يتوجه لجميع الناس :
    يذكرهم بماضيهم حيث جاءوا من أصل واحد ولهم اله واحد يراقب أعمالهم (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (النساء 1 ـ )
    أو يذكرهم بالمستقبل حين تأتى القيامة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ) (الحج 1 ).
    وهكذا ..فكما أن دين الله جل وعلا للعالم بأسره فان الأمر بالتقوى للعالم بأسره.
    إن أكرمكم عند الله أتقاكم :
    خلافا للدين المحمدى الذى يقسّم العالم الى معسكرين متحاربين
    هل بعد هذا الشقوط سقوط؟( لن أتوسع لأني أشرت إلى ذلك في البداية)
    يستشهد الجاهل بالقرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ثم يلتف ليكذب وبسرعة البرق فيقول: خلافا للدين المحمدى
    وهل لمحمد صلى الله عليه وسلم دين غير هذا؟
    نسجل الحماقة الأولى
    2 – يقول الجاهل
    ""فشهادة الاسلام واحدة وليست إثنتين ، فهى شهادة أنه لا اله الا الله فقط. ومن شهد بهذا فقد آمن بكل الأنبياء دون أن يفرق بينهم"
    ونقول له أدخلت حقا في باطل وكنت كذابا بامتياز
    فعلا شهادة : لا إله إلا الله هي أصل كل شيء ولكن الشهادة بها ليست شرطا للإيمان بكل الأنبياء وإلا لما دعانا الله تعالى في آيات كثيرة إلى الإيمان بهم
    وهل كنا سنعرف الأنبياء لولا الذي جاءنا به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
    فإذا كانت كلمة : لا إله إلا الله هي افراد الله تعالى بالربوبية فإن
    شهادة : أن محمدا رسول الله إنما تعني وجوبا:
    هو التصديق الجازم من صميم القلب الموافق لقول اللسان بأن محمداً رسول الله وعبده ورسوله إلى الناس كافة انسهم وجنَّهم
    قال الله تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً
    وهذه الآية جمعت كل معاني الجزء الثاني من الشهادة ولذلك وجب تصديقه فيما اخبر به من أنباء ما قد سبق وأخبار ما سيأتي وفيما احل من حلال وحرم من حرام والامتثال والانقياد لما أمر به والكف عما نهى عنه وإتباع شريعته والالتزام بسنته في السر والعلن مع التسليم والرضا له، وأن طاعته هي طاعة لله تعالى، وان معصيته هي معصية لله تعالى، لأنه مبلغ عن الله تعالى، ولم يتوفه الله إلا بعد أن أكمل الدين وبلغه البلاغ المبين، وترك أمته على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا ضال، ولا يتنكر لها إلا هالك . ومعناها أيضا أي لا متبوع بحق إلا رسول الله
    قال الله تعالى: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا
    فهل يمكن الإستغناء عن الجزء الثاني من الشهادة ؟
    قطعا فإن القرآن ينفي هذه الإمكانية
    قال الله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ
    فالآية قرنت بين الإيمان بالله تعالى وبرسوله
    وعلى هذا الأساس لا نجد أن نقول لهذا الدعي إلا أنه أحمق يتحدث في موضوع لا يفقه فيه شيئا خاصة عند زعمه
    "" ولكن العقيدة الأساسية لديهم إنهم أمة محمد،وأن محمدا هو سيد المرسلين ، وهذا تأليه للنبى محمد يؤكده قيامهم بالحج الى قبره و الصلاة اليه بزعم الصلاة عليه ووضع اسمه الى جانب اسم الله تعالى فى المساجد وفى الأذان للصلاة قبل الصلاة و فى التحيات أثناء الصلاة ،وفى صلاة ركعات السنة له بعد الصلاة، وفى قراءة الفاتحة له ، وفى الاعتقاد الجازم فى شفاعته كأنه المالك ليوم الدين . وكل ذلك كفر عقيدى بالاسلام.""

    وتعليق بسيط على هذا الإقتباس
    المسلم يزور قبر الرسول صلى الله عليه وسلم للتحية والسلام عليه وكل أمم الدنيا تفعل هذا مع موتاها بل كاتب هذا المقال يذهب لقبور من يتبعهم ويضع عليها الورود( فرعون وجنده)
    وأما القول بالصلاة إليه فلا تحتاج إلى دليل لإثبات أنه كذاب فاسق
    يقول الله تعالى : ورفعنا لك ذكرك
    من كل ما سبق نتبين أن الله تعالى قرن اسمه باسم رسوله صلى الله عليه وسلم في كثير من آي القرآن وأن الإيمان لا يتحقق إلا بذلك ويأتي هذا السفيه ليفرق البين الجلي
    يواصل الأحمق القول:
    "" *. بعد الشهادتين يذكرون العبادات ( إقامة الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان والحج )."
    نقول لهذا الأحمق : كذبت
    بعد الشهادتين تأتي بقية اركان العقيدة
    قال الله تعالى: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ
    ونسأل هذا الكذاب الذي ادعى أن الشهادة بأن محمد رسول الله كفر
    هل كنا سنؤمن ببقية الأنبياء لولا دعوة نبينا لذلك؟
    3 – يذكر التافه
    "" فى الدين السنى يقولون ( بنى الاسلام على خمسة : شهادة أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ، واقامة الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلا ). ويتعلم الطفل المسلم منذ نعومة أظفاره هذه الأركان الخمسة للاسلام عندهم ، ومن أنكرها فهو عندهم كافرلأن هذه الأركان الخمسة هى جوهر ( اسلامهم )، بينما تكون التقوى عنده مظهرا حسيا يتمثل فى التدين السطحى والاحتراف الدينى ولباس المتقين من اللحية والجلباب والنقاب والمسواك""
    لا يوجد دين سني وإنما الإسلام
    وهذا الأحمق لا يدري عما يتحدث بل إنه ينزل إلى تفاهات القول بذكر بعض مظاهر اللباس
    ونقول له: هل شققت على قلوب العباد لتعلم مدى إيمانها أو ضعفه ونذكر بما سبق الحديث عن الإحسان
    ثم يدخل السفيه في متاهة من التفسير العقيم للتقوى لا تحتاج إلى رد لتفاهة ما طرح
    فقول الرسول صلى الله عليه وسلم: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك تغني لنسف كل تفاهات هذا الزنديق
    يواصل الأحمق القول:
    "" . وعندهم فان تأدية الصلاة وتقديم الصدقة والحج والصوم أهداف فى حد ذاتها ، ومن قام بها فقد ضمن الجنة مهما ارتكب من معاص وآثام ، وعليه تكون صلاتهم مشجعا لهم على العصيان و ليس على التقوى وخشية الرحمن .""
    ويعلق
    ""وليس هذا هو مفهوم اقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وفقا للقرآن الكريم ، إذ أن إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة تعنى أن تسفر تأدية الصلاة وسائر العبادات عن الطهارة الخلقية و السمو فى التعامل مع الناس ، لأن مجرد تأدية الصلاة و الصدقة و الحج والصوم وكل العبادات ليست هدفا فى حد ذاتها ولكنها وسائل لهدف أعظم هو التقوى ؛جوهر الاسلام . ولذلك فان أكثر المسلمين تدينا هم أسوأهم خلقا و أشدهم تزمتا وأكثرهم تطرفا ، لأنه تيقن عندهم أنهم طالما يؤدون العبادات فقد أصبح لهم مهمة التسلط على الآخرين.""
    أين وجد هذا التافه أن مجرد إقامة الشعائر تدخل الجنة
    لنمسح به الزبالة من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    4678 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ قَالَا حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ عَنْ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ فَقَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ. مسلم ج12 ص 459
    ألا يرى هذا التافه أن الصلاة والزكاة والصوم قد لا تنفع لدخول الجنة؟
    يقول المهرطق
    ." الاسلام هو دين الله تعالى لكل البشر ، وبه نزلت كل الرسالات السماوية ونطق به كل نبى باللغة التى يتكلم بها قومه ( ابراهيم 4 ) الى أن نطق الاسلام أخيرا باللغة العربية فى القرآن الكريم الذى حمل الرسالة السماوية النهائية للبشر الى قيام الساعة (مريم 97 ) ( الفرقان 1 )."
    ونقول له : كذبت فالأديان السابقة جاءت لأقوام معينين ولم تكن قد اكتملت
    قال الله تعالى: وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه
    وبهذا فالإسلام ألغى كل الكتب السابقة وما يهرف به هذا الجاهل ليس إلا خبط عشواء يهذي بما لا يعرف
    ويزداد حمق هذا التافه عمقا بقوله
    "" إذا أراد أن يكون أتقى البشر ليصبح الأكرم عند الله مهما كان وضعه فى الدنيا. ويتحدد من هو التقى يوم القيامة حيث لا يدخل الجنة إلا المتقون ، وبالتالى فلا يحق لأحد فى الدنيا أن يصف نفسه بالتقوى او أن يتاجر بها طلبا لحطام دنيوى أو جاه سياسى أو بالتلاعب بالدين فى دنيا السياسة والثروة . الله جل وعلا وحده هو الذى سيحدد يوم القيامة من هو المتقى ، هذا حق الله تعالى وحده لأنه تعالى العليم الخبير (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).""
    هل هذا الكلام يحتوي أي دلالة على أن هذا الكاتب له مستوى معرفي؟
    وماذا يقول أمام قوله تعالى : أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ
    والظاهر أن هذا الشخص يخبط على غير دليل فهو يستنبط أفكارا من عن خياله يلبسها للإسلام
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجنة.البخاري ج10 ص 28
    وهذا الحديث وحده كاف لنسف كل كلام هذا التافه عن التقوى
    يواصل الزنديق
    "وهو نفس الحديث الكاذب الذى اخترعوه ونسبوه للنبى محمد فى الدين السنى والقائل ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه"
    ما دليل التافه على أن الحديث مكذوب؟
    وماذا يقول أمام النص القرآني
    الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ
    وكذلك
    فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ{200} وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ{201} أُولَـئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ
    وسعي المسلم وحرصه على أن يؤدي هذه الفريضة أليست تقوى وهل هو ذاهب للسياحة ؟
    وهل يحس المؤمن بفرحة أشد من تلك التي يحسها يوم يجد نفسه في تلك البقاع المقدسة
    وما الزاد الذي سيتزود به المسلم عند أداء فريضته ؟ أكيد ليست زجاجة شمبانيا كما يفعل صاحب المقال أو غانية يهودية
    وكل فريضة أليس القصد منها تحصيل الثواب
    فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ
    يواصل الأحمق القول:
    "وجاء بيان القرآن داخل القرآن نفسه بحيث لا يحتاج الى شروح بشرية تشوه حقائق القرآن كما فعل المسلمون فى تراثهم وتفاسيرهم التى أبعدت المسلمين عن التقوى جوهر الاسلام ، يقول تعالى عن بيان القرآن وتوضيحاته (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ )( البقرة 187 )."
    ونقول له خسئت أيها الكذاب
    قال الله تعالى: بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
    وما الدليل على صحة شرحك يا غبي؟

    يختم صاحب الموضوع بالقول:
    وبسبب الظلم السلوكى فى الفتوحات التى قام بها الصحابة فانهم ما لبث أن وقعوا فى الظلم العقيدى لله جل وعلا حين برروا وشرعوا ذلك الظلم السلوكى بأحاديث باطلة تشرع الاعتداء على الغير ، وتحول الجهاد الاسلامى النبيل من مجرد رد العدوان الى شن العدوان وتحت اسم الاسلام .. فأضاعوا التقوى الحقيقية واستبدلوا بها مظهرا سطحيا يرتكبون تحته وبه أفظع الاثام ...
    ثم يقولون ( بنى الاسلام على خمس ) ..""
    ونقول له كذبت ورب الكعبة ولولا أؤلئك الرجال ما انتشر دين الله تعالى
    ولكن نلاحظ" نحن لم ندع لهم يوما عصمة فليسوا إلا بشرا يصيبون ويخطؤون وخير الخطائين التوابين
    ولولاهم لكان صاحب المقال يتقرب بابنته إلى النيل عله يتكرم عليه بمتعة من الدنيا
    قال الله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ
    أخيرا لو طرحنا السؤال التالي على صاحب المقال:
    عندي مقدار معتبر من المال أريد أخراج زكاته
    فهل يستطيع أن يبين لنا : متى وكم ؟
    هذه بعض الآراء على عجالة وإن كان كاتبها من التفاهة لكي لا يرد عليه ولكن نظرا لأن الأخ نزلها هنا فكان لزاما اعطاء بعض الإشارات
    قال الله تعالى : وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
    أسأل الله أن يتوفاه على اعتقاده هذا

    اسرج خيولك كسرى عاد ثانية *** وشهوة الملك في عينيه تلتهب

  10. #10
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    20/11/2006
    المشاركات
    9
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بارك الله فيكم وفيما كتبتم ، وجعل مثواكم الجنة

    لقد ابليتم بلاء حسنا وفقكم الله ، فشكرا لكم جميعا

    سؤالي: هل من طريقة نوصل لهذا الحقير ردودنا ؟ وهل من طريقة لنردعة لعدم العوده؟

    وكيف يمكن التبليغ عنه او مقاضاته أن لزم الأمر ؟ وهل هناك جهات أو اشخاص يتبنون مهمة الدفاع والمقاضاة ؟

    وفقني الله واياكم لما فيه الخير والسداد.

    تحياتي
    أخوكم
    د. محمد


  11. #11
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الحاج بونيف
    تاريخ التسجيل
    07/09/2007
    المشاركات
    4,041
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي

    ليس وحده فهناك شرذمة تقول مثل كلامه وأكثر..



    19 مايو 2005



    الإسلام والسلام كما يراهما الشيخ د. أحمد صبحي

    د. كامل النجار





    الشيخ الدكتور أحمد صبحي منصور من خريجي الأزهر ورجلٌ تجديدي يدعو إلى تأويل القرآن تأويلاً يتماشى وعصرنا هذا، ويدعو كذلك إلى التخلي عن الأحاديث والاعتماد على القرآن فقط لمعرفة الإسلام الحقيقي. وهذا دفع جديد يشكر عليه إذ أن الأحاديث يغلب عليها الانتحال ومن الصعوبة بمكان أن نصدق أن الناس تناقلوا آلاف الأحاديث شفهياً على مدى مائتي عام دون أن يغيروا فيها. وقد قدّم لنا الشيخ أحمد صبحي مقالا ًنُشر بموقع " شفاف الشرق " بتاريخ 14 مايو 2005، يدفع فيه بأن الإسلام دين السلام جاء فيه: " هناك رؤيتان للإسلام: رؤية للإسلام من خلال مصدره الإلهى، وهو القرآن الكريم، ومنهج هذه الرؤية هى أن تفهم القرآن من خلال مصطلحاته ولغته، فللقرآن لغته الخاصة التى تختلف عن اللغة العربية، فاللغة العربية- كأى لغة- هى كائن متحرك، تختلف مصطلحاته ومدلولات الكلمات حسب الزمان والمكان وحسب الطوائف والمذاهب الفكرية، وحسب المجتمعات.. وبالتالى فإن الذى يريد أن يتعرف على الإسلام خلال مصدره الإلهى- القرآن- عليه أن يلتزم باللغة القرآنية. "

    ونختلف مع الشيخ د. أحمد صبحي في قوله إن لغة القرآن تختلف عن اللغة العربية العادية. فالقرآن نفسه يقول: " نزل به الروح الأمين. على قلبك لتكون من المنذرين. بلسان عربي مبين " ( الشعراء 193-195). وقال كذلك: " ولو نزلناه على بعض الأعجمين وقرأه عليهم ما كانون به مؤمنين " ( الشعراء 198، 199). وكذلك يقول القرآن: " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه " ( إبراهيم 4). وفي الواقع هناك أحد عشرة آية تقول إن القرآن نزل بلسان عربي مبين، أو بلسان النبي محمد، وهو لسان عربي قرشي. فالقرآن يصر إن الله ما أرسل رسولاً إلا بلسان قومه، حتى يتسنى لهم فهم الرسالة. ولو أنزل الله القرآن على الأعجمين وقرأه عليهم النبي لما فهموه، كما يقول القرآن. فإذاً ليس هناك أي منطق يدعونا لأن نقول إن لغة القرآن العربية تختلف عن لغة العرب اليومية. ولكي نفهم بعضنا البعض أو نفهم رسالة القرآن، يجب أن تكون مصطلحات اللغة ثابتة ومعروفة للجميع حتى لا أتحدث أنا عن خيط أبيض، ويفهم المخاطب أني قصدت بقرةً صفراء. واللغة، أي لغة، لا تختلف مصطلحاتها ومدلول كلماتها حسب الزمان والمكان، وإلا لأصبحت كلمة " الباب " مثلاً تعني " الخيمة " أو ما شابه ذلك. وما اللغة إلا رموز اتفق الناس على أن كل رمز منها يعني شيئاً معيناً. فإذا فقدت هذه الرمز خصوصيتها أصبحت اللغة لا تعني شيئاً. واللغة تتطور باختلاط متحدثيها بثقافات أخرى فيقتبسون بعض كلمات هذه الثقافات ويعدلونها ويدخلونها على لغتهم لتزيد من ثرائها، لكنها لا تُلغي الكلمات القديمة. فاللغة العربية منذ أن تطورت وانفصلت عن اللغة السريانية، احتفظت بمصطلحاتها ولم تغير منها شيئاً بل أضافت إليها كلمات عبرية اقتبسها القرآن ثم العرب من بعده. والمشكلة التي تعترض طريق دارس القرآن ليست اللغة وإنما تعارض سور القرآن، بل حتى الآيات في نفس السورة، مع بعضها البعض مما يجعل فهم المقصد من الصعوبة بمكان، فيضطر دارس القرآن إلى اللجوء إلى المفسرين الذين نجدهم يتخبطون في تفسير الآيات والكلمات تخبطاً واضحاً دفعهم إليه محاولتهم البائسة في ملائمة الآيات التي تلغي بعضها البعض.



    ويستمر د. أحمد صبحي فيقول: " والرؤية الثانية للإسلام هى الرؤية التراثية البشرية، وهى أن تنظر للإسلام من خلال مصادر متعددة، منها القرآن، والأحاديث المنسوبة للنبى، وروايات أسباب نزول الآيات، وأقاويل الفقهاء والمفسرين.. ومن الطبيعى أن تجد آراء متعارضة، وكل رأى يبحث فى آيات القرآن عما يؤيده بأن يخرج الآية عن سياقها، وأن يفهمها بمصطلحات التراث ومفاهيمه، ومن الطبيعى أن هذا الفهم للإسلام يتعارض مع حقيقة الإسلام، ومع الرؤية القرآنية له، ومن هذه الرؤية الثانية تخرج الفتاوى التى يكون بها الإسلام متهماً بالإرهاب والعنف والتخلف والتطرف." انتهى



    واعتراضنا على هذا القول هو الزعم بأن تفسير الآية بمفردها أو بمناسبة نزولها يخرجها عن سياقها. فما هو سياق آيات القرآن ؟ نحن نعلم أن القرآن نزل متقطعاً على مدى 23 عاماً، وفي مناسبات عدة عندما سأل الصحابة النبي بعض الأسئلة، مثل: ما هو الحيض ؟ وأجابهم: " يسألونك عن المحيض قل هو أذى ..." أو عندما تخلف ثلاثة أفراد عن غزوة تبوك نزلت فيهم آيات معينة. فإذا فسرنا هذه الآيات منفردة أو بمناسبة نزولها، لا نخرجها عن سياقها. وبما أن معظم القرآن ما عدا القصص المكية نزل في مناسبات بعينها، يصبح القول بعدم تفسير الآيات إلا مع الآيات الأخرى التي تجري في نفس العرق في كل المصحف، قول مجحف لا تسنده الوقائع لأن النبي لم يطلب من المسلمين أن يصبروا حتى يكتمل نزول القرآن قبل أن يفسروا آياته. فالمسلمون الأوائل فسروا الآيات وقت نزولها. ولو أراد الله لهم أن يفسروا القرآن في مجمله لأنزل القرآن دفعة واحدة كما أنزل الألواح على موسى. فقد روى الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن ( مقدمة الحفاظ، ابن كثير لتفسيره ج1، 13). إذاً المسلمون الأوائل فسروا الآيات وقت نزولها ولم يخرجها هذا عن سياقها. وهذا الفهم للتفسير لا يتعارض مع حقيقة الإسلام كما يقول الشيخ د. أحمد صبحي.

    ثم يسأل د. أحمد صبحي: والآن..ماذا عن علاقة الإسلام بالسلام ؟ وللإجابة على هذا السؤال يدخل د. أحمد صبحي في تفصيل لغة القرآن، فيقول: " نبدأ بمفهوم الإسلام والإيمان طبقاً لمصطلحات القرآن ولغته الخاصة:

    إن كلمة الإيمان فى معناها فى اللغة العربية وفى مصطلحات القرآن لها استعمالان: "آمن بـ" ، "آمن لـ" ونشرحها بإيجاز:

    "آمن بـ" أى اعتقد، مثل قوله تعالى ﴿آمَنَ الرّسُولُ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رّبّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّن رّسُلِهِ﴾ (البقرة 285).



    2- الاستعمال الآخر هو "آمن لـ" أى وثق واطمأن وأصبح مأمون الجانب يطمئن له الناس ويثقون فيه

    والإيمان بمعنى الأمن والأمان والثقة والاطمئنان هو بالطبع حسب التعامل الظاهرى، فكل من تأمنه وتثق فيه ويكون مأمون الجانب هو إنسان مؤمن فى مصطلحات القرآن، أما عقيدته، إن كانت بوذية أو إسلامية أو مسيحية أو يهودية- فهذا شأنه الخاص بعلاقته مع ربه. والله تعالى هو الذى سيحكم عليك وعليه وعلى الجميع يوم القيامة." انتهى الاقتباس

    وبداية نود أن نضيف استعمالاً ثالثاً لكلمة الإيمان لم يذكره د. أحمد صبحي، وذلك استعمال كلمة " آمن " و " يؤمن " من دون حروف الجر " ب" و " ل "، مثل قول القرآن: " قالوا لن نؤمن حتى نُؤتى مثل ما أوتى رسل الله " ( الأنعام 124) و " وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس " ( هود 36). أما قول الدكتور إن كل من تأمنه وتثق فيه ويكون مأمون الجانب هو إنسان مؤمن في مصطلحات القرآن " فقول يعارض الواقع ويعارض آيات القرآن، فمثلاً نجد أن النبي محمد أحب ووثق في عمه أبي طالب وأتمنه على كل شئ، لكن أبا طالب لم يكن مؤمناً. بل يمنعنا القرآن من الثقة في غير المسلمين أو حتى موالاتهم. والقرآن نفسه يقول: " ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك " ( آل عمران 75). والشخص عادة لا يعطي قنطاراً من الذهب إلا إلى شخص يأمنه ويثق فيه، وهذا كان حال أهل يثرب مع جيرانهم من اليهود، ولكن أهل الكتاب هؤلاء الذين وثق فيهم المسلمون لم يكونوا مؤمنين بمفهوم القرآن. والقرآن نفسه يتشدد في تعريف المؤمن، فيقول: " ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم " ( آل عمران 73). وليس هذا فقط، بل القرآن يفرّق بين الطيب والخبيث من المؤمنين، إذ ليس كل مؤمن يعتبره القرآن مؤمناً. فالقرآن يقول: " ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميّز الخبيث من الطيب " ( آل عمران 179). بل يذهب القرآن أبعد من ذلك ويعرّف المؤمن بالذي آمن بالله وجاهد في سبيله: " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون " ( الحجرات 14).



    وبعد هذا قدّم د. احمد صبحي للإسلام بمثل مقدمته للإيمان فجعل الإسلام أما إسلاماً قلبياً اعتقادياً، وقال إن هذا ينسحب على كل من آمن بالله سواء أكان يهودياً أو نصرانياً أو صابئاً، فهو مسلم، أما إسلاماً ظاهرياً، وعرّفه بالآتي: " - أما الإسلام فى التعامل الظاهرى فهو السلم والسلام بين البشر مهما اختلفت عقائدهم يقول تعالى ﴿ يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السّلْمِ كَآفّةً﴾ (البقرة 208) أى يأمرهم الله تعالى بإيثار السلام. ونتذكر هنا أن تحية الإسلام هى السلام. وأن السلام من أسماء الله تعالى، وكل ذلك مما يعبر عن تأكيد الإسلام على وجهه السلمى، ويؤكد المعنى السابق للإيمان بمعنى الأمن والأمان." انتهي الاقتباس

    فإذا أخذنا المعنى الأول للإسلام الباطني الذي يتساوى فيه كل من آمن بالله ووحدانيته، نجد أن القرآن لا يعترف بهذا التعريف للمسلم. فالقرن يقول عن أهل الكتاب ( اليهود والنصارى) الذين يؤمنون بالله، وخاصة النصارى منهم: " ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وإنهم لا يستكبرون " ( المائدة 82). وكذلك: " وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين " ( المائدة 83). هؤلاء النصارى الذين آمنوا بالله ولم يعتدوا على المسلمين وكانت أعينهم تفيض من الدمع لذكر الله، وبالتالي هم مسلمون حسب تعريف د أحمد للمسلم، أمر الله رسوله أن يقاتلهم حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون: " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون " ( التوبة 29). وإذا أخذنا التعريف الثاني للإسلام، وهو الإسلام الظاهري الذي يعني السلم بين البشر مهما اختلفت عقائدهم، نجد أن تعريف د. أحمد صبحي لا يستتب أمام ما حدث في أرض الواقع، و لا حتى أمام آيات القرآن نفسه، الذي قلنا في البداية أنه يعاني من تضارب الآيات. فالقرآن يقول للنبي وللمؤمنين: " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله " ( البقرة 193). و" حتى يكون الدين لله " تعنى حتى يكون هناك دين واحد وهو الإسلام، لأن " من يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه " ( آل عمران 85). بل يستمر القرآن فيقول: " فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فأما مناً بعد ذلك وأما فداء "( محمد 4). و " الذين كفروا " هم اليهود والنصارى الذين عرّفهم د. أحمد صبحي مع المؤمنين الاعتقاديين.



    ويقول د. أحمد صبحي: " ونتذكر هنا أن تحية الإسلام هى السلام. وأن السلام من أسماء الله تعالى، وكل ذلك مما يعبر عن تأكيد الإسلام على وجهه السلمى ". ولنا اعتراض على هذا القول: فالسلام لم يكن تحية الإسلام فقط، فالقرآن يخبرنا أن أناساً قبل الإسلام كانت تحيتهم السلام: " هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين. إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال سلام قوم منكرون " ( الذاريات 25). وكذلك يقول: " ولا تقولوا لمن ألقى عليكم السلام لست مؤمناً " ( النساء 94). وهذه الآية تدل أن عرب ما قبل الإسلام كانت تحيتهم السلام. وهذا ليس غريباً إذ أن السلم أو السلام هو نقيض الحرب، والحروب كانت من مقومات حياة العرب قبل الإسلام.



    وانتقل د. أحمد صبحي بعد هذه المقدمة إلى تاريخ الإسلام وهاجم المؤرخين من أمثال الطبري وغيره بأنهم ركزوا على الغزوات والحروب ليبرروا الفتوحات الإسلامية في العصر الأموي، وقال: " - وهؤلاء المؤمنون المسالمون المستضعفون الذين اجتمعوا حول النبى فى مكة ثم فى المدينة أثروا السلم وتحملوا الاضطهاد، ولم يحاول أحدهم الدفاع عن نفسه، تحملوا التعذيب فى مكة وهاجروا منها إلى الحبشة مرتين، ثم هاجروا إلى المدينة، وعاشوا فى مطاردة وقتال من المشركين الذين يريدون إرغامهم على العودة لدين الآباء . " انتهى.



    وهذا الموقف من المسلمين الأوائل في مكة لا يعني أن الإسلام دين السلام وإنما يعني أن المسلمين كانوا ضعفاء في مكة ولم يكن في وسعهم الدفاع عن أنفسهم، فهاجروا إلى الحبشة. وهذه سنة الحياة حتى يومنا هذا، فالضعيف لا ينتقم حتى يقوى، وهذا ما حدث عندما هاجر النبي إلى المدينة وقويت شوكته بالأنصار، فبدأ الانتقام من قريش بالهجوم على قوافلها.

    ثم استمر د. أحمد صبحي فقال: " وكان ممكناً أن يستأصلهم المشركون بالاضطهاد والقتال لولا أن نزل تشريع القرآن يبيح لهم الدفاع عن النفس. " انتهى. ولم يذكر لنا د. أحمد أن آيات القتال نزلت في سورة البقرة في السنة الثانية أو الثالثة بعد الهجرة وبعد أن شعر النبي بأن جيشه أصبح من القوة والاستعداد بمكان. ولو كان للمسلمين جيشٌ قوي في مكة لنزلت آيات القتال في مكة.



    وفي التفاف واضح حول التاريخ، يقول د. أحمد صبحي: " فهى إذن تصريح لكل من يتعرض للظلم والقتل بأن يدافع عن نفسه، بغض النظر عن عقيدته ودينه، يكفى أن يكون مظلوماً وأن يتعرض لاحتمال الإبادة بالقتل، حينئذ يأتيه نصر الله إذا قاتل دفاعاً عن حقه فى الحياة، وقد غفل علماء التراث عن عمومية الآية فى تشريعها الإلهى لكل مظلوم يفرض الآخرون عليه الحرب، وغفلوا إلى درجة القتل، بل القتال، وحين يقاتل المشركون قوماً مسالمين لا يردون عن أنفسهم القتل فإن الإبادة لأولئك المستضعفون حتمية. أى أن القرآن يشير إلى حقيقة تاريخية أغفلتها عنجهية الرواة فى العصر العباسى الإمبراطورى، وهى أن المشركين قاموا بغارات على المدينة وحدث قتل وقتال للمسلمين، وسكت المسلمون لأن الإذن بالقتال لم يكن قد نزل، فلما نزل التشريع أصبح من حقهم الدفاع عن النفس." انتهى



    ويحق لنا أن نسأل هنا: إذا كان الله ينصر المستضعفين من كل الأديان، لماذا لم ينصر المسلمين في مكة حينما كانوا مستضعفين ومضطهدين على مدى ثلاثة عشر عاماً، وانتظر حتى قويت شوكة المسلمين في السنة الثانية بعد الهجرة حتى ينصرهم في غزوة بدر الكبرى ؟ أما قول د. أحمد: " أن المشركين قاموا بغارات على المدينة وحدث قتل وقتال للمسلمين، وسكت المسلمون لأن الإذن بالقتال لم يكن قد نزل " قول يسبح عكس تيار التاريخ والحقائق المعروفة عن غزوات النبي. فالمشركون لم يغزوا المدينة (غزوة الخندق) إلا في العام الخامس الهجري بعد أن غزا النبي ما لا يقل عن عشرين غزوة وهاجم قوافل قريش أكثر من خمسة مرات. وآية إباحة القتال نزلت في السنة الثانية من الهجرة. فكيف غزا النبي كل هذه الغزوات وحارب فيها ولم يكن الإذن بالقتال دفاعاً عن النفس قد نزل ؟ وإذا كان قتال المسلمين دفاعاً عن النفس، فهل حدث أن هاجمت أي قبيلة نصرانية النبي أو المسلمين ؟ لماذا إذاً حاصر النبي ثقيف وقاتلهم ولماذا غزا الروم في تبوك ولم يحدث أن حارب الروم المسلمين ؟



    واستمر د. أحمد صبحي فقال: " وغفل علماء التراث أيضاً عن التدبر فى الآية التالية لتشريع الإذن بالقتال.

    فالآية تقول ﴿الّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقّ إِلاّ أَن يَقُولُواْ رَبّنَا اللّهُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لّهُدّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسمُ اللّهِ كَثِيراً﴾ (الحج 40). فالآية هنا تعطى سبباً آخر فى حيثيات الإذن بالقتال لرد العدوان، السبب الأول أن أولئك المظلومين تعرضوا للقتل والقتال، والسبب الثانى أنهم تعرضوا للطرد من بيوتهم ووطنهم لمجرد أنهم يقولون ربنا الله، وهذا ما أشار إليه علماء التراث ولكنهم غفلوا بسبب التعصب الدينى فى عصر الإمبراطورية العباسية فى القرون الوسطى، عند التدبر فى الفقرة الثانية من الآية وهي التى تؤكد أنه لولا حق المظلوم فى الدفاع عن نفسه لتهدمت بيوت العبادة للنصارى واليهود والمسلمين وغيرهم حيث يذكر العابدون فيها اسم الله كثيرا. " انتهى

    ونسأل مرة أخرى: من الذي أخرج المسلمين من ديارهم ؟ إنها قريش التي اضطرتهم إلى الهجرة. فإذا كان هذا هو سبب التشريع للقتال، ما ذنب بني فزارة الذين بعث النبي زيد بن حارثة لقتالهم فقتل منهم الرجال والنساء ( أم قرفة )؟ هل أخرج بنو فزارة المسلمين من ديارهم. وما ذنب نصارى دومة الجندل ؟ وهل حدث أن أخرج اليهود المسلمين من ديارهم؟ وإذا كان إخراج المستضعفين من ديارهم يبيح للشارع إنزال آيات القتال نصراً لهم، لماذا أخرج النبي بني النضير من ديارهم ؟ ألم يحرّم الله إخراج الناس من ديارهم حتى على اليهود أنفسهم عندما قال: " ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقاً منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسرى تفادوهم وهو محرّم عليكم إخراجهم " (البقرة 85).

    ويقول د. أحمد صبحي كذلك، حسب مفهومه الخاص للقرآن: " والأهمية القصوى هنا أيضاً أن تشريع الإذن بالقتال ليس فقط لرد الاعتداء ولكن لتقرير حرية العبادة لكل إنسان فى بيت عبادته. مهما كانت عقيدته وعبادته، فكل إنسان يتعبد لله، وله فكرته عن الله، وعقيدته فى الله، وهو يقيم بيوتاً لعبادته لله، ولابد أن تكون هذه البيوت واحة آمنة تتمتع هى ومن فيها بالأمن والسلام، وتلك هى حقيقة الإسلام التى غفل عنها علماء التراث ." انتهى



    وكيف يسمح القرآن لغير المسلمين بالتعبد في دور عباداتهم ويحرص على هذا الحق وهو يخبرنا في آيات عديدة أن من جاء بغير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه، والإسلام يعني إسلام محمد، إذ أن القرآن يقول له قاتل الذين لا يؤمنون بما أنزل إليك ؟ ألم يقل القرآن للنبي عن اليهود والنصارى: " قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم "( التوبة 14). ألم يقل القرآن: " يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور " ( الممتحنة 13). ومن هم الذين غضب الله عليهم ؟ أليسوا هم اليهود الذين مسخهم قردةً وخنازير لأنه قد غضب عليهم ؟



    ويستمر د. أحمد منصور في استعراض يقلب الحقائق ويوقفها على رأسها، فيقول: " وكان منتظراً من المؤمنين المسالمين حول النبى أن يبتهجوا بتشريع الإذن لهم برد الاعتداء والدفاع عن النفس، ولكن حدث العكس إذ أنهم تعودوا الصبر السلبى وتحمل الأذى، لذلك كرهوا التشريع الجهادى برد الاعتداء وغفلوا أنه ضرورى لحمايتهم من خطر الإبادة، لأنه إذا عرف العدو أنهم لن يسكتوا فسيتوقف عن الاعتداء عليهم، وبذلك يتم حقن الدماء. وفى ذلك يقول تعالى للمؤمنين ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لّكُمْ وَعَسَىَ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لّكُمْ وَعَسَىَ أَن تُحِبّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرّ لّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ (البقرة 216) لقد كرهوا القتال دفاعاً عن النفس وهو خير لهم، وأحبوا الاستكانة والخضوع لمن يحاربهم وهو شر لهم، والسبب أنهم تعودوا السلام والصبر إلى درجة أصبحت خطراً على وجودهم ودينهم." انتهى



    والتاريخ يخبرنا أن المسلمين كانوا يتنافسون على الغزوات يطلبون الشهادة، حتى أن الولد وأباه كانا يتشاجران في من منهما يغزو ومن ينتظر مع العيال. وعندما هم النبي بغزوة تبوك ولم يجد بعضهم جمالاً أو بغالاً تحملهم، بكوا فسموهم البكاؤون. ويخبرنا الكامل في التاريخ للمبرد أن المسلمين كانوا يستدينون ليخرجوا في الغزوات لأن المردود من السبايا والأنفال كان عظيماً: " لما أمر أمية بن عبد الله – عامل عبد الملك بن مروان على خراسان- بكير بغزو ما وراء النهر، تجهز وأنفق نفقةً كثيرة وأدان فيها وكان عُقاب اللقدة الفداني قد استدان ليخرج مع بكير فأخذه غرماؤه فحُبس حتى أدى عنه بكير " ( ج4/ص 185). ثم أن المسلمين الذين استكانوا للاضطهاد في مكة هم المهاجرون إلى المدينة وأصبحوا أقلية في جيش المسلمين إذ أن أغلب الجيش كان من الأنصار ( الأوس والخزرج) الذين لم يتعرضوا إلى اضطهاد قريش.



    يقول د. أحمد صبحي: " كانوا فى مكة مأمورين بكف اليد عن الدفاع عن النفس اكتفاء بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، فلما فرض عليهم القتال الدفاعى احتج فريق منهم وطلبوا التأجيل.. وهذا يدل على عمق شعورهم بالمسالمة وكراهية سفك الدماء ." انتهى. و في الحقيقة أن سبب كف أيديهم في مكة، كما قلنا سابقاً، كان ضعفهم عن قتال المشركين ولم يكن لأن الله قد كف أيديهم.

    مرة أخرى يقلب د. أحمد صبحي التاريخ رأساً على عقب، فيقول في تبرير هجوم المسلمين على قوافل قريش وقطع الطرق الذي نهى عنه الإسلام فيما بعد: " وبإيذاء المسلمين وطردهم من مكة إلى المدينة استولى المشركون على بيوتهم فى مكة ورؤوس أموالهم فى قافلتى الشتاء والصيف، ولم يكن المسلمون ليجرؤا على استرداد أموالهم طالما كانوا يتحملون ضربات عدوهم. فلما نزل تشريع الإذن بالقتال كان طبيعياً أن يحصلوا على حقهم من الإيلاف القرشى، بالإغارة على القافلة التى تتاجر بأموالهم الضائعة ليحصلوا منها على بعض ما ضاع من حقوقهم، وجاءتهم البشارة إما بالنصر أو بالحصول على القافلة، ومع عدالة القضية ووضوحها، إلا أنه عندما نجت القافلة وجاء على أثرها جيش المشركين ليقاتل الفرقة المسلمة قليلة العدد. " انتهى



    من هم الذين هاجروا من مكة إلى المدينة ؟ كانوا حفنةً من العبيد من أمثال بلال بن رباح وأسامة بن حارثة وغيرهم من الفقراء الذين آمنوا بمحمد في مكة. وكان أغناهم أبو بكر وعثمان بن عفان. ولم يذكر أي كتاب تاريخ إسلامي أن أبا بكر أو عثمان قد فقد مالاً في مكة. فلما هاجر أبو بكر ترك زوجته وبناته في بيته، فلم يطردوا من بيتهم. وكذلك الحال مع عثمان. الشخص الوحيد الذي ذكرت كتب التاريخ أنه استحوذ على منزل أسرة واحدة لما هاجرت، كان أبو سفيان بن حرب. ولما فتح المسلمون مكة، طالبت هذه العائلة النبي برد بيتها، فنصحهم بأن يعفوا ويصفحوا. وحتى لو افترضنا أن بعض المسلمين قد فقدوا بعض أموالهم، فهل هذا سببٌ كافي ليرصدوا قوافل قريش ويقطعوا الطريق وينهبوا أموال كل قريش رغم أن كل قريش لم تشترك في أخذ مالهم، إذا كان فعلاً قد أُخذ مالهم ؟ ونحن نعرف من كتب التاريخ والسيرة أن سرايا الرسول التي اعترضت قوافل قريش كانت قد بدأت في العام الأول الهجري وآيات القتال نزلت في العام الثاني أو الثالث الهجري.



    ثم انتقل د. أحمد صبحي لتشريعات الجهاد أو القتال في الإسلام، فقال: " وعموماً فالأحكام فى التشريعات القرآنية هى أوامر تدور فى إطار قواعد تشريعية، وهذه القواعد التشريعية لها مقاصد أو أهداف أو غايات عامة. فالأمر بالقتال له قاعدة تشريعية، وهو أن يكون القتال للدفاع عن النفس ورد الاعتداء بمثله، أو بتعبير القرآن ﴿ فى سبيل الله ﴾ ثم يكون الهدف النهائى للقتال هو تقرير الحرية الدينية ومنع الاضطهاد فى الدين، كى يختار كل إنسان ما يشاء من عقيدة وهو يعيش فى سلام وأمان، حتى يكون مسئولاً عن اختياره أمام الله تعالى يوم القيامة." انتهى



    وهنا يُعطي د. أحمد صبحي اللغة العربية معاني جديدة تحت مسمى " لغة القرآن " فيقول القتال أو الجهاد في سبيل الله يعني " القتال للدفاع عن النفس ورد الاعتداء ". وحسب فهمي للغة العربية، فلو قاتلت دفاعاً عن نفسي أو رداً للاعتداء، أكون قد قاتلت في سبيل الحرية، وليس في سبيل الله. فالقتال في سبيل الله يكون من أجل شئ يرضي الله، ألا وهو نشر الدين الإسلامي الذي ارتضاه الله ديناً للبشرية جمعاء " اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت لكم الإسلام ديناً ". ولذلك جعل الله الجهاد في سبيله من أعظم الأعمال وتكون مكافأته الجنة. وعندما سئل النبي: هل هناك عمل يساوي الجهاد في أجره ؟ أجابهم بأنه ليس هناك أي عمل كالجهاد في سبيل الله. ولو كان القتال دفاعاً عن النفس جهاداً، لكان كل قتلى الغزوات النبوية في الطائف وخيبر وفي بني المصطلق وفي تبوك وغيرها شهداء رغم أنهم لم يكونوا مسلمين، لأن النبي غزاهم في عقر دارهم فقاتلوا دفاعاً عن النفس.

    وضرب لنا د. أحمد صبحي بعض الأمثلة، فقال: " يقول تعالى ﴿ وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوَاْ إِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ الْمُعْتَدِينَ﴾ (البقرة 190) فالأمر هنا ﴿ َقَاتِلُواْ﴾ والقاعدة التشريعية هى ﴿فِي سَبِيلِ اللّهِ الّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوَاْ إِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ الْمُعْتَدِينَ﴾ وتكرر القاعدة التشريعية فى قوله تعالى ﴿ فَمَنِ اعْتَدَىَ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىَ عَلَيْكُمْ﴾ (البقرة 194) أما المقصد أو الغاية التشريعية فهى فى قوله تعالى ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتّىَ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدّينُ للّهِ﴾ (البقرة 193) أى أن منع الفتنة هى الهدف الأساسى من تشريع القتال.. والفتنة فى مصطلح القرآن هى الإكراه فى الدين والاضطهاد الدينى، وهذا ما كان يفعله المشركون فى مكة ضد المسلمين، يقول تعالى ﴿ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتّىَ يَرُدّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِن اسْتَطَاعُواْ﴾ (البقرة 217)." انتهى



    ولا يُخفى على أحد أن د. أحمد صبحي انتقى الآيات التي تجيز للمسلمين قتال من قاتلهم وتجاهل الآيات العديدة التي تأمرهم بقتال الكافرين أو المشركين حيثما كانوا وتنهاهم عن موالاة غير المسلمين. ونضرب له مثلاً: " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر " (التوبة 28). " واقتلوهم حيث ثقفتموهم واخرجوهم من حيث أخرجوكم " (البقرة 191). " مالكم لا تقاتلون في سبيل الله ". فنلاحظ في هذه الآيات أن القتال ليس دفاعاً عن النفس. وتظهر الحقيقة جليةً في هذه الآية: " قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلوهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجراً حسناً وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذاباً أليماً " ( الفتح 16). وأظن اللغة العربية هنا واضحة لا تحتاج إلى الرجوع إلى لغة القرآن. فالله يقول للأعراب قاتلوا القوم حتى يسلموا، وفي هذه الحالة سوف يجازيكم الله أجراً عظيماً، وإن رفضتم فسوف يعذبكم عذاباً أليماً. وهذا هو الجهاد أو القتال في سبيل الله، وليس دفاعاً عن النفس كما قال د. أحمد صبحي.



    ويستمر د. أحمد صبحي فيقول: " والواضح أن هذه التشريعات عن القتال فى الإسلام تتفق مع مفهوم الإسلام والإيمان والمسلم والمؤمن، أو بمعنى آخر هى تشريعات تؤكد على السلام وتحميه من دعاة العدوان، وتؤكد على حرية العقيدة وتفويض الأمر فيها لله تعالى يوم القيامة، وتحميها من دعاة التعصب والتطرف وإكراه الآخرين فى عقائدهم واختياراتهم. " انتهى



    ولا أعتقد أن أي مسلم يمكن أن يصدق أن هناك حرية اعتقاد في الإسلام رغم الآية التي تقول " لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ". فالإكراه واضح في الآية السابقة: أما يسلموا وأما تقاتلونهم. ثم نجد آيات أخرى تقول لمن لا يؤمن بالقرآن ونبيه: " فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون " ( القلم 44). " فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب " (محمد 4). " وماذا يحدث لمن لا يؤمن بالقرآن ؟ " سنسمه على الخرطوم " ( القلم 16)



    وتحدث د. أحمد صبحي عن حرمة حياة المؤمن وحث القرآن المؤمنين ألا يقتلوا مؤمناً عمداً، فقال: " وتتحدث الآية 94 عن ذلك المؤمن المسالم الذى تحرص تشريعات القرآن على حقه فى الحياة، يقول تعالى ﴿يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَىَ إِلَيْكُمُ السّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً﴾. أى فى ساعة المعركة على المؤمنين أن يتبينوا ويتأكدوا من العدو حتى لا يقعوا فى جريمة قتل إنسان مسالم شاء سوء حظه أن يوجد فى الميدان، ويعطى القرآن مسوغاً للنجاة لكل إنسان فى الجهة المعادية، بمجرد أن يقول "السلام عليكم" فإذا قالها حقن دمه، وأصبح مؤمناً مسالماً حتى فى ذلك الوقت العصيب مهما كانت عقيدته أو دينه... وإذا تعرض للقتل فإن قاتله يستحق الخلود فى النار والعذاب العظيم ولعنة الله وغضبه." انتهى

    والدكتور هنا يتحدث عن لغة القرآن التي قال إنها تعني بالمؤمن كل من آمن بالله بغض النظر عن ديانته، وهذا أمر قد بينا عدم صحته في صدر المقال. وقد حاولت جاهداً أن أفهم ما رمى إليه د. أحمد صبحي عندما قال: " فى ساعة المعركة على المؤمنين أن يتبينوا ويتأكدوا من العدو حتى لا يقعوا فى جريمة قتل إنسان مسالم شاء سوء حظه أن يوجد فى الميدان " فالمسلمون في حياة النبي لم يحاربوا إلا غير المسلمين، فإذا كان غير المسلمين من نصارى وغيرهم، مؤمنين مسالمين، ماذا جاء بهم إلى ميدان المعركة ؟ هل هو سوء حظهم، أم أنهم هوجموا في قعر دارهم فقاتلوا دفاعاً عن ديارهم ونسائهم اللاتي سباهم المسلمون بالآلاف ؟



    وختاما يقول د. أحمد صبحي: " والحقيقة أن أغلبية المسلمين أيضاً قوم لا يعلمون.. بدليل أن الإسلام دين السلام فى حقيقته وفى شريعته، ومع ذلك فقد أصبح بأعمال المسلمين متهماً بالتعصب والتطرف والإرهاب ". ولا أظن أن د. أحمد صبحي يستطيع إقناع أي شخص بأن لغة القرآن تختلف عن اللغة العربية وأن الإسلام يدعو إلى السلام رغم تاريخه الطويل الملئ بدماء الأبرياء الذين قتلوا لرفضهم تبديل دينهم، وسُبيت نساؤهم وأطفالهم.


  12. #12
    كاتب الصورة الرمزية أحمد مختار البوعزيزي
    تاريخ التسجيل
    23/02/2007
    المشاركات
    184
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. محمد خليص مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بارك الله فيكم وفيما كتبتم ، وجعل مثواكم الجنة

    لقد ابليتم بلاء حسنا وفقكم الله ، فشكرا لكم جميعا

    سؤالي: هل من طريقة نوصل لهذا الحقير ردودنا ؟ وهل من طريقة لنردعة لعدم العوده؟

    وكيف يمكن التبليغ عنه او مقاضاته أن لزم الأمر ؟ وهل هناك جهات أو اشخاص يتبنون مهمة الدفاع والمقاضاة ؟

    وفقني الله واياكم لما فيه الخير والسداد.

    تحياتي
    أخوكم
    د. محمد
    أخي الفاضل محمد رعاك الله

    أفضل رد هو احتقاره

    فهذه الحثالات إذا رددت عليها أعطيتها قيمة لا تستحقها
    وقديما قيل


    قل بما شئت في مسبة عرضي فسكوتي عن اللئيم جواب
    ما أناعادم الجواب ولكن ما من الأسد أن تجيب الكلاب

    وقيل أيضا

    إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت
    فإن كلمته فرجت عنه و إن خليته كمدا يموت
    سكت عن السفيه فظن أني عييت عن الجواب وما عييت

    اسرج خيولك كسرى عاد ثانية *** وشهوة الملك في عينيه تلتهب

  13. #13
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    20/11/2006
    المشاركات
    9
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بارك الله فيكم وفي جهودكم ووفقكم

    أخي احمد حفظك الله

    هل تقصد ان نكتفي بأضعف الإيمان ، وهو الشجب بالسكوت وكأن شيئ لم يكن ؟ ونبقى ساكنين كأن لم يكن ؟

    للأسف الشديد هذه هو منهاجنا في كل قضايانا . . مما اثر على سلوكنا العام فأصبحنا سلبيين لا نحرك ساكنة.

    نرى حقوقنا تسلب ، واعراضنا تنتهك ، وديننا ورسولنا يسب علنا ، ومقدساتنا تغتصب . ونحن اصحاب حق واقوياء ولكننا سلبيين لا نستطيع توظيف قدراتنا وإمكاناتنا فتنعكس قوتنا وسلاحنا إلى صدورنا ونبقى نأن ونتألم ، ولا ترياق للسم الذاتي الذي نتجرعه . فنحن المصابين ونحن الأطباء.

    فعلتنا باطنية ونزيفنا داخلي لا يظهر للعيان ، ولكن واقع الأمر أننا نتهاوى كما هوى برجي التجارة . واقصد أننا نتهاوى ونحن في أماكننا وسنسقط في مكاننا وكاننا انكمشنا الى الداخل.

    أسأل الله العزة والسؤدد للمسلمين وان يعيد الله امجاد الإسلام حتى لو على ايدي الأجيال القادمة لعل فيهم ومن بينهم من يستطيع تحقيق ذلك ومالنصرإلا من عند الله.

    تحياتي
    د. محمد


  14. #14
    كاتب الصورة الرمزية أحمد مختار البوعزيزي
    تاريخ التسجيل
    23/02/2007
    المشاركات
    184
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أخي الفاضل محمد
    لم اقصد ما ذهبت إليه ولست من دعاة أضعف الإيمان
    بل : ما يؤخذ بالقوة لا يرد إلا بالقوة
    ومن لم يغضب لدينه فلا شرف له
    لكن هؤلاء المتاقطين من الواجب قضحهم وتعريتهم ولكن لا تحاورهم مباشرة لأنك تعطيهم قيمة وهم " أحقر من الخقارة" عافاكم الله أجمعين

    هذا هو قصدي
    وهؤلاء النتن يبخثون عن شهرة مزيفة ليتبناهم الغرب
    نصر أبو زيد
    ساقطة صوماليهة نسيت اسمها وأخرى بنغالية
    لذلك تعريتهم واجبة ولكن دون أن تشعرهم أن لهم قيمة

    اسرج خيولك كسرى عاد ثانية *** وشهوة الملك في عينيه تلتهب

  15. #15
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    20/11/2006
    المشاركات
    9
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخي احمد حفظك الله

    جزاك الله خيرا وهذا هو املنا بكم وفقكم الله

    تحياتي
    د. محمد


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •