وعدتك يا وليد بالعودة للرد على بعض ما تفوهت به...وهذا نص كلامك مكتوب بالأسود وردي عليه بالأزرق
----------------------------------------------------------------------------------------
من المؤسف حقا ان تكون واتا مسرحا لأفكار كهذه لا تجدي نفعا بل تزرغ الشقاق والفتن الطائفية. الأيمان لا يؤسس على المنطق والعلم. الدين يقول لك (أؤمن) والعلم يقول لك (أعرف وتنوّر وتعلّم).
نعم «واتا» بالفعل ليست مسرحا لمثل هكذا أفكار لأنه في الأساس منتدى يخص الترجمة وما يتعلق بها وهو ما أتفق معك فيه تماما. أما كون هذا الموضوع يزرع الشقاق والفتن الطائفية فكلا وألف مثلها. فالكتاب المردود عليه هو ما ينشر الفتن الطائفية والشقاق، والرد عليه ليس جرما. من يهاجم ديننا فلا ريب أن من حقنا أن نرد عليه بالحسنى وبالعلم. وهو ما فعله الدكتور الفاضل إبراهيم. والدكتور إبراهيم لم يخرج ببيان ثورجي يقول فيه:« اقتلوا هذا ال«عبد المسيح وإخوانه»»،بل خرج بكتاب يرد بالفكر على الفكر والادعاء بمثله وهو الحق الذي لا ينكره على الدكتور إبراهيم إلا غير منصف. أما كون الإيمان لا يؤسس على المنطق والدين فهذا تخصك في دينك الذي لا أدري ما هو تحديدا، أما ديننا نحن فهو دين العقل والعلم. وتعريضك بالدين وأنه لا يدعو إلى المعرفة و التنور والتعلم يخص دينك كما قلت لك. أما ديننا وما نعرفه عنه هو أنه دين«إقرأ» ودين«أفلا يعقلون».
ومزج المنطق بالدين يزعزع الايمان بكلّ الأديان. أما ما فعله الأستاذ أبراهيم عوض ، فأنه استخدم انتقائية في المنطق ومن غير معرفة كافية بالآخر المسيحي وطريقة تفكيرة وعقائده.
لا أدري يا أستاذ كبيسي كيف يتسنى لك أن تدعي أنك تدين بالإسلام، في حين أن رأيك بالأديان يحمل هذه الأفكار الغريبة. من حقك أن تظن ما تظنه، لكن أن تفرض علينا رؤيتك الشخصية عن علاقة المنطق بالدين وسوقه كأنه مسلمة من المسلمات التي لا غبار عليها ولا مشاحاة فيها فهو شئ فهو الذي ليس من حقك.
و ادعاؤك بأن الدكتور انتقائي وأنه لا يعرف الآخر معرفة كافية فسنرى بعد قليل أيكما أحق بهذا الوصف.
على سبيل المثال عارضني مبشّر بأن المسلمين يؤمنون بتجسّد الخالق. قلت له : هراء. كتابنا القرآن يكذّب ذلك.
ما شاء الله ها أنت مسلم تتحدث عن القرآن بصيغة نا المتكلمين، كيف وقد ذكرت بنفسك أن الدين أمر غير منطقي وأن الإنسان إذا عرض الإيمان على المنطق يتزعزع إيمانه؟؟؟؟!!!!!!!!!
أجاب: بل يثبت ذلك. وفتح القرآن وقرأ: يد الله مغلولة. وقال : أن الأله الذي له يد ، فله ايضا رأس وأذن ..
هذا المبشّر لا يفهم التشبيه والبلاغة العربية. ولذا فحين يكتب عن التجسيد سيستطيع ان يجد ادله عليها من القرآن. لكنها ليست صحيحة لاننا لا نجد مسلما حقيقياً يؤمن بأن الله له يد ورأس وعجيزة.
بل من المسلمين من يعتقد بالفعل أن لله يدا وأن له صفات تشبه صفاتنا في الاسم لكنها ليست كصفاتنا البشرية، بل صفاته تتناسب مع ذاته التي لا نعرف كنهها كما صفاتنا تتناسب مع ذواتنا.
هكذا يفعل كتابنا المسلمون عندما ينقدون المسيحيين والمسيحية. فهم ينظرون الى الأنجيل من منظار التصور الأسلامي.
بل أنت من يهرف عن الكتابين، القرآن والإنجيل، بما لا يعرف.
ولأضرب مثلا. فالعنوان هو عنوان خاطيء ضمن المنطق المسيحي. لكنه ضمن منطق القرآن عنوان مقبول لان محمد والمسيح نبيان كلّ منهما أرسل بمهمة.
نعم في الإسلام المسيح ومحمد عليهما السلام نبيان من أنبياء الله وبالتالي يمكن المقارنة بينهما، ولكن هل قرأ الأستاذ وليد الذي يدعي العقلانية و«المنطقية» المقال الذي يرد عليه؟
أشك في ذلك وإلا ما قال ما قد قال.
أما المسيحيين فانهم ينظرون الى المسيح على انه كلمة الله وهو كامل معصوم من الخطأ. وهي نطرة المسلمين للقرآن كلمة الله وهو كتاب المعصوم من الخطأ كامل. لذا فيجب ان يكون العنوان بالشكل التالي: أيهما أعظم عيسى ام القرآن؟
وما علاقة مقال الدكتور إبراهيم بوجهة نظر المسيحيين الدينية؟ يا أستاذ وليد لو احترمت عقليتنا وقرأت المقال أو بعضه حتى ستعرف أن الكتاب الذي يرد عليه الدكتور يتناول قصة قسيس سمح له في دولة عربية(طبعا هذا لا يحدث إلا في الأحلام) أن يزور سجنا ويجالس المساجين، بل ويحاضرهم كذلك في الدين!!! هذا القسيس سأله المساجين عن «أي الرجلين أعظم محمد أم المسيح» وقد قرر القسيس أن يجيب على هذا التساؤل مستخدما القرآن الكريم والسنة ليقيم الحجة على المسلمين من خلال ما يؤمنون به. الآن أنت قلت أنه في المنطق الإسلامي يجوز المقارنة بين النبيين، والقسيس قد استخدم المنطق الإسلامي ليثبت قضية أفضلية المسيح. والآن استخدم الدكتور المنطق الإسلامي ذاته أو على الأقل ابتداءً في الرد على هذه الفرية. إذن الوحيد غير المنطقي في هذا الأمر هو أنت وكسلك عن القراءة ودخولك فيما لا يعنيك وتعالمك رغم أنك لا تحسن تكتب بإملاء صحيح من الأساس.
الخطأ الآخر في المقارنه والتي وقع فيها الاستاذ أبراهيم عوض هو انه عامل الأنجيل كأنه قرآن فراح يتصيد فيه الأخطاء. والأنجيل ليس قرآنا. وحسب التصور الاسلامي ان الأنجيل المتوفر حاليا هو كتاب محرّف. لكنّ الأنجيل حسب الاعتقاد المسيحي السائد هو روايات لأعمال المسيح واقواله وحياته. شذرات منها كما قطرة من البحر. وهذه الروايات عديدة ومختلفة تشبه الروايات الموجودة في كتب الأحاديث النبوية. ولا يمكن مقارنة الانجيل بالقرآن بل بكتب الحديث التي روت عن سيرة الرسول واحاديثة.
لا أدري ما هذا الهزر الذي تكتبه يا رجل؟ يعني هل يجوز عقلا أن نتصيد الأخطاء من القرآن أما الكتاب المقدس فلا؟ أليسا كتابين مليئين بالمعلومات التي قد تكون صحيحة أو مغلوطة، وبالجمل الخبرية التي يمكننا لغة أن نقول عنها أنها صدق أو كذب؟ أليس المؤمنين بهما يقدسونهما ويعتقدون فيهما العصمة؟
الأناجيل الاربعة مختلفة وهي روايات كتبها رجال يعرفون بأسمائهم وكلّ انجيل يحمل اسلوب كاتبة وكلماته وثقافته. أي يمكن مقارنة أنجيل متي بسيرة ابن هشام وانجيل لوقا بصحيح البخاري وانجيل مرقس بأبن ماجه وهكذا. انها روايات لا ينظر اليها المؤمنين بالمسيح على انها قرآن بل على انها أحاديث...
من قال إن المسيحيين لا ينظرون إلى الكتاب المقدس باعتباره مساويا للقرآن؟ فعلا عش رجبا تر عجبا! كل المسيحيين يقولون إن الكتاب المقدس كلام الله،رغم أنهم يقولون بالفعل أن مؤلفيهم هم البشيرون الأربعة متى ولوقا ومرقس ويوحنا. بل يؤمنون أنها كلام الله وأنها معصومة وإن كانوا يختلفون معنا في نظرتنا للقرآن في أنهم لا يعترفون بالوحي اللفظي، بل يؤمنون أن الروح القدس يحرك الكاتب ليكتب والكتاب رغم ذلك ما يزال «مقدس».
وهذه الأناجيل معرّضة للنقد من قبل الكنيسة نفسها
ليست الكنائس كلها تؤمن بما تقول وخاصة الشرقيين ممن رد عليهم الدكتور إبراهيم عوض في مقاله هذا.
فمثلا في الأنجيل يغسل الحاكم الروماني بنطس بيلاطس يده من دم المسيح ليعني انه ليس مسؤولا -- ولا الرومان مسؤولون -- عن صلب المسيح، بل اليهود لانهم أختاروا اعدامه على اعدام باراباس المجرم...
وهم ينقدون الحدث لان بنطس بيلاطس كان حاكما شرسا فجا لا يتوانى من مواجهة اي تمرد بمواجهة وحشية دموية. وقد نُفِيَ على اثر وحشيته الى شمال ايطاليا. ولم يكن بيلاطس يتورع من صلب متمرد كالمسيح يريد أن يعيد مملكة اليهود في فلسطين ويطرد الرومان.. لكن كتّاب الأناجيل كانوا يخشون أتهام روما بصلب المسيح لانهم سيتعرضون للمواجهة، لذا قاموا بتبرئه الرومان من دم المسيح بان غسل بيلاطس يده من دم المسيح وبذلك جعلوا اليهود مسؤولين عن دمه.
هذا الكلام صحيح جزئيا، وأزيدك عليه أن البعض يقول إن عادة غسل اليد كدلالة على تبروء الغاسل من الجريمة ليست عادة رومانية أصلا. لكن أريدك أن تذكر لي من من الكنائس ذكر هذا النقد لهذه الحادثة؟ وهل الكنائس مجمعة على هذا القول وهذا الأسلوب عموما في تناول الكتاب المقدس أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد رأي شاذ، لا ينسب حقيقة إلى الكنيسة الرسمية كاثوليكية كانت أو بروتستانتية أو أرثوذكسية؟
وواجه المشكله بولس حين راح يبشر بالمسيح في روما. كان يسوع الناصري هو المسيح الذي بشر به. والناصري نسبة الى كلمة ناصر وتعني بالعبريه مقدّس أو ناصر لله. وكان الناصريون كالرهبان يكرسون حياتهم للعبادة. وكانوا مجاهدين شرسين لا يهابون الموت. وهم الذين كانوا بين فترة وأخرى يجيشون اليهود للتمرد على الرومان. وكانت كلمة الناصري في روما تقابل كلمة مجاهد من القاعدة اومن اتباع بن لادن في أمريكا اليوم. وهنا كان على بولس ان يترجم يسوع الناصري الى يسوع من الناصرة ليتجنب رد فعل الرومان ضد هذا المجاهد ضدهم. مع ان مدينة الناصرة لم يكن لها وجود في ذلك الوقت وظهرت هذه المدينة للوجود بعد 300 عام من صلب المسيح. و"لأكتشاف" الناصرة حكاية طريفة.
أنت هنا تدعي أن كل هذه الآراء آراء الكنيسة الرسمية وأنا أتحداك أن تذكر هذا الكلام في منتدى مسيحي وتدعي هناك ما تدعيه هنا من أن المسيحيين بعامة يؤمنون بأن الكتاب المقدس يمكن تخطئته على هذا النحو، وسترى كيف أنهم سيعتبرونك مجدف أو مسلم يحارب دينهم بسوق شبهات شيطانية عن دينهم. وقد يكون مصيرك المحتوم أن تطرد من منتدياتهم شر طردة.
هذا ما يقوله التاريخ. العلم. اما الأناجيل فبغير التاريخ لا يمكن فهمها.
وقد طوّر المسيحيون فهما علميا لكتبهم. بينما ما زال العالم الأسلامي يتمسك بقدسية كلّ شيء بحيث يمنع ذلك الباحث من جعلنا ان نفهم تاريخنا بشكل افضل..أنسجاما مع العلم..
كلام جميل أريدك أن تذهب إلى منتديات المسيحيين وأن تكيل لهم كل هذا المديح، وأن تذكر لهم أنك شاكر لهم جميلهم في إصلاح ذات البين فيما بين الدين والعلم. لكن لا تنس أن تذكر السبب في كل هذا المديح. قل لهم بعض الأمثلة التي ترى أنت أنهم قد طوروا من خلالها فهما صحيحا للكتاب المقدس. وأن تسألهم هل هذا ما تؤمنون به أم أنا(وليد الكبيسي) نايم في العسل؟
حرفتني العجلة عن اكمال فكرتي الأولى استاذ ابراهيم عوض، ما أردت ان أفصح عنه ابتداءً في تعليقي السابق هو أنّ مهمتنا الآن هي وحدة الصف وليس تبشير الآخرين. لان الجدل المتبادل سيجعل الطرف الآخر يجد الزلات في ديننا بنفس طريقتك ونقدك. ولاننا لا نرضى بنقد الآخرين لنا ونعتبره تهجما على مقدساتنا، فيجدر بنا ان لا نفتح معهم حوارا يسيء اليهم والينا. أذ ما الهدف الآن من أثارة نعرات طائفية ودينية؟ هل يهمنا أن ننتصر على دينهم بأنّ ديننا هو الحق ودينهم باطل؟ أذن فلنبدأ بعبدة الشيطان أولا وبالضالين من طوائفنا.
يا أستاذ وليد، يا من تخرج عند حاجة البعض لترد عنهم ما يعجزون عن رده، ويا من يقال لك :«أين أنت يا وليد؟» لا يحق لك أن تصادر حق المسلمين، ومنهم الدكتور إبراهيم في أن «يرد» على كتاب يهاجم الإسلام، وتترك الكتاب الذي «بدأ الهجوم» على الآخر(الذي هو عقيدة المسلمين) بدون أن تنبس ببنت شفة. الكتاب موجود على النت منذ زمن وهو يستخدم في التنصير، فما يضيرك أن يرد عليه من يستطيع؟ ولماذا رد الفعل «فتنة» ،أما الفعل نفسه فشئ يجدر السكوت عنه بل وامتداح أهله والدفاع عنهم؟ ولماذا لا تقول لهم هذه الأسطوانة عن عبدة الشيطان؟ أتعرف لماذا لا يتجهون لعبدة الشيطان ويتجهون للمسلمين بمحاولات التنصير بدلا من ذلك؟ لأن المسلمين يؤمنون بالمسيح وبمعجزاته ما يعني أن بيننا أرضية مشتركة. وهذا الكتاب المردود عليه من هذا النوع الذي يحاول أن يبشر المسلمين مستخدما آيات القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
كما أنّ رسولنا منحهم الأمن والامان وقال (من آذى ذميا فقد آذاني). و نقاشهم بهذه الطريقة ايذاء لمشاعرهم وهم يعيشون بيننا قرونا وما خانوا امتنا ولا تخلوا عن قضايانا بل أعتبروا تراثنا الاسلامي تراثهم يدرسونه ويفهمونه ويشاركوننا همومنا الفكرية والسياسية والأجتماعية. وهم لم يسيئوا لنا ولم يناقشوا معتقداتنا بطريقة الاستاذ عوض.
يا سيد وليد ليس هناك ذمة في عصرنا الحالي. فأحكام الإسلام لم تعد سارية في أي دولة إسلامية، بل يتبرأ الجميع منها ويعتبرونها «Old fashioned»ومنهم من يصفها ب«غير المنطقية» مثلما فعلت أنت، فلماذا شريعة الإسلام في التعامل مع الذميين هي الشئ الوحيد في الشريعة الذي تستحسنونه؟ أين الجزية قرينة الذمة وركنها الركين؟ أين احترام الإسلام وعدم فتنة الناس عن دينهم من ناحية الذميين؟ عقد ذمة يتضمن حقوق وواجبات يا هذا! سبحان الله «وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين، أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم...»
ثم هذا «رد» على «فعل»، فليس إيذائي لمن آذاني إيذاءً، أما حديثك عن أن النصارى لم يخونوا أمتنا،فهذا كلام محفوظات وليس له بالحقائق التاريخية أي صلة. فنصارى المهجر على صلة لا تنكر بالاحتلالين الأمريكي والإسرائيلي وبدوائر المخابرات، ونصارى الداخل إذا أسلمت زوجة كاهن يهددون الدولة بالويل والثبور وعظائم الأمور، فإذا توانت قليلا عنة نصرتهم توجهوا إلى إسرائيل في هتافاتهم يطلبون التدخل وهذا ليس بغريب عليهم فهم أحفاد المعلم يعقوب، هل تعرفه؟
رد مع اقتباس
.
المفضلات