الشباب في ألمانيا

[سهير قاسم]

ثلاجة تلاحظ بنفسها ، عندما يكون الحليب فارغاً وطبعاً يؤمّن إمدادات؛ سترة ذات استخدامات متعددة ، يتصل بها جهاز لسماع الموسيقى مباشرة ، وتقوم بتعبئة الهاتف المحمول: رؤى من شباب تطورت في إطار المبادرة التحديثية على مستوى ألمانيا "الشباب يفكرون بالمستقبل". جوست مور، هذا هو اسم السترة متعددة الإستخدامات ، تستمد طاقتها فقط من طاقة حركة حاملها. إلى جانب الإمكانيات التقنية ، فإن مسائل الطاقة والبيئة هي أيضاً ناحية يفكر بها الشباب عندما يفكرون اليوم بالغد. كما إنهم يفكرون بمواضيع انتشار العولمة، والتطور الديموغرافي للبلاد، وعدالة الأجيال ، والتعليم والأمن.

لا رواية خيال علمي

لكن كيف سيكون المستقبل بالنسبة للشباب في ألمانيا ؟ إن تصورات الشبيبة لا تماثل رواية من الخيال العلمي . فعلى سبيل المثال ترى شابة من برلين أن الحياة الأسرية سوف تصبح مرة أخرى أكثر تقليدية ، لكن دون فهم تقليدي للأدوار بين الجنسين . وحياة العمل اليومية يتصورونها أكثر تشغيلاً للرأس.

ينظر الشباب بين 12 و25 عاماً إلى مستقبلهم الخاص بهم نظرة ملؤها التفاؤل ، كما أثبتت دراسة شل الأخيرة. في غرب ألمانيا وشرقها ينظر أكثر من نصف الشباب نظرة تفاؤل إلى السنوات القادمة ، وفقط أقل من عشرة بالمئة لديهم تصور قاتم عن مستقبلهم الشخصي .

شكّل مستقبلك بنفسك

وكذلك أبحاث المستقبل تشتغل على مسائل المستقبل . لكن مثلما طلب استطلاع نبؤة دلفي تفسيراً خاصاً للجواب ، فإن العلماء العصريين الذين يبحثون في مسائل المستقبل لا يقدمون تنبؤات. إنهم يصورون تطورات مستقبل محتملة ويستحضرون مشاهد من الممكن أن تقع. إن النظر إلى الكرة الزجاجية هو أقل فائدة من النظر إلى الماضي وإلى الحاضر. إن الصورالتي تنشأ هكذا، تساعدنا في أن نكون قادرين على التصرف. يمكننا أن نتكيف في الوقت المناسب، وندفع التطورات إلى أمام ، أو أن نتحدى . هل يمكن إذاً صنع المستقبل؟ نعم . هذه قناعة بروفسور د. رولف كرايبيش ، مدير "معهد دراسات المستقبل وتقييم التقنية" في برلين. وهو يرى أن الفرد إنما هو أهم عنصر في المشروع بكامله: "إذا لم يتصرف الفرد، لا يحدث شيء. وعلينا أن نقلع عن التفكير بأن كل شيء إنما يأتي من فوق، من السياسة ومن الإقتصاد العظيم". إذ إن كل فرد هو الذي يقرر بنفسه أين يتسوّق وأية سيارة يقود وأموراً كثيرة أخرى.

تعلّمْ مدى الحياة

غير إن قسماً كبيراً من الشباب في ألمانيا لا يرون وجود مجال عمل كبير فيما يخص مستقبلهم المهني. بل وتغلب لديهم المخاوف فيما يتعلق بالتدريب والمهنة. وهم يقيّمون الإمكانيات المتاحة لهم مهنياً تقييماً متشائماً بالأحرى ، كما بيّن استفتاء أجري لمؤسسة برتسلمان في يوليو / تموز عام 2005 . 45 بالمئة من الذين سئلوا ،يشكّون في أنهم سيجدون بعد انتهائهم من التعليم مكان عمل يناسب رغباتهم. إذاً آمال ضعيفة لشباب ألمانيا ؟ إن البروفسور د. رولف كرايبيش يرى ذلك على نحو آخر: الشباب الذين يعرفون لغات وحصلوا على تعليم مهني جيد وربما لديهم اختصاصات إجتماعية ، يملكون بالتأكيد فرصاً جيدة لإيجاد مكان عمل. لكن المستقبل لا يبدو وردياً للغاية بالنسبة لأولئك الشباب الذين حصلوا على تعليم أقل جودة. لكن يمكن التغلب على هذا التقسيم الثنائي من خلال تعليم أفضل وتأهيل متواصل، يرى الباحث في أمور المستقبل. إذا التعليم هو ذو أهمية كبرى للمستقبل.




مأخوذ عن موقع غوته

[ابراهيم خليل ابراهيم]

شكرا لك على تعريفنا بالشباب فى هذه الدولة التى تعد من الدول ذات المثل فى التقدم والعمل الجاد