آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: رمضان فرصة لبناء الذات

  1. #1
    صحفي وكاتب الصورة الرمزية رامي
    تاريخ التسجيل
    02/04/2007
    المشاركات
    691
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رمضان فرصة لبناء الذات

    رمضان فرصة لبناء الذات


    كل مؤمن في هذا الشهر الكريم (شهر رمضان المبارك) قد جُعل من أهل كرامة الله تعالى. وهذه الكرامة لا تخص الصائمين فقط بل هي تشمل حتى أصحاب العذر الشرعي الذين يسوغ لهم الطعام والشراب كالمسافر والمريض. إن هذه الكرامة هي لهذا الشهر الكريم، للياليه وأيامه، وكل ساعاته. فالعناية الإلهية تشمل الجميع، ولكن بما إن إحدى صفات الله تعالى المهمة ومن أسمائه الحسنى (الحكيم) أي الذي يضع الشيء في موضعه، فهذا معناه إن التوفيق الإلهي وان كان شاملا في شهر رمضان لكل العباد، إلا إن قدرا منه يرتبط بمقدار همّتنا وتوجهنا و جهدنا.
    فرصة بناء الذات
    إن شهر رمضان المبارك هو شهر لبناء الذات وتغيير النفس، وهذا الأمر مطلوب من الجميع، يستوي في ذلك أهل العلم وغيرهم، مهما يبلغ المرء درجة في هذا الطريق فثمة مجال للرقي أيضا.
    يقول النبي ( ص): فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم. وهذا معناه لو إن أحدا أهمل بناء نفسه في هذا الشهر المبارك وقصر حتى مر عليه ولم ينل تلك المغفرة الإلهية التي هي أوسع وأسرع وأعظم فيه منها في سائر الشهور، فانه هو الشقي حقا وهذا هو المستفاد من الروايات، لأن بناء الذات واجب عيني في حد أداء الواجبات وترك المحرمات .فعلى الإنسان إن يحاول في هذا الشهر المبارك إن يعمل حتى يبلغ مرحلة يعتقد فيها انه تغير فعلا وانه أصبح أحسن وأفضل من السابق.
    التغير المطلوب
    لاشك إن كل إنسان يتمنى لنفسه التغير نحو الأفضل، ولكن المسألة ليست بالأماني، فبالأماني وحدها لا يتحقق التغير، بل هو بحاجه إلى عزم وتصميم ومتابعه ومثابرة وجد واجتهاد . فمن لم يقصر في المقدمات يوفق في النتائج لأن هذا هو الهدف الأصلي لخلق الإنسان، وهو صريح القرآن الكريم؛قال تعالى: ( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ) هود /118ـ119 أي ليرحمهم . فهل يعقل أن يضع الإنسان نفسه موضع الرحمة بأن ينبري لطاعة الله والتقرب اليه ثم لا يرحمه الله ؟ فهذا محال في منطق الحكمة والعقل. ولا إمكان له. على الإنسان إن يصدق مع نفسه ويسعى في هذا المجال ليتحقق له ما يصبو اليه،قال الإمام أمير المؤمنين (ع): من طلب شيئا ناله أو بعضه.
    عن الصلوات والأدعية والزيارات والإعمال الواردة في شهر رمضان المبارك بنفسها معدات لتحقق بناء الذات، يبدأن المرء قد لا يسعه الوقت للقيام بها كلها، بسبب تزاحمها مع مشاغل أخرى قد تكون مطلوبة هي الأخرى كالتبليغ مثلا. فليس هناك طريق للتوفيق أسهل من طريق محاسبة النفس لأنها مطلوبة جدا ولها تأثير كبير على الإنسان. إذن، فليخصص المرء كل يوم من شهر رمضان بعض وقته ويخلو فيه، ليراجع ما قد مضى منه خلال الساعات الماضية، فينظر ما عمل وما قال وما سمع وما رأى وما اخذ وما أعطى، وكيف تصرف مع أسرته ليصمم بعد ذلك على إن يزيد من حسناته ويقلل من سيئاته.
    بلوغ المراتب
    وهذا الطريق بنفسه يمكن إن يصل بالمرء في هذا الشهر إلى موقع بحيث يستوي عنده الدينار الواحد والمليار دينار بما هو مال، فلا يركض خلف الأول كمالا يأسى على فقد الثاني.
    بل تراه يهتم بفقدان ثواب الله، فلا يتهاون عن الإتيان بالفضائل التي يمكنه الإتيان بها، حتى وإن كانت الفضيلة قول ( استغفر الله) مرة واحدة أو الاستمرار عليها طيلة الشهر الكريم كله.
    يمكن للإنسان إن يصل عند هذا الطريق إلى مراتب عالية، وقد وصل كثيرون درجة حيث لم يعد يزيد الترغيب في اندماجهم ولا يقلل التثبيط من عزمهم، مع أنهم بشر لهم شهوات ورغبات يدركون معنى الترغيب والتثبيط ولكن الإدراك شيء والتأثر به شيء آخر.
    لاشك ان الترغيب يكون مفيدا خصوصا في حالات النزاع أو الشروع، ومثاله: أن تكون مواظبا على قراءة دعاء ما في كل ليالي شهر رمضان، حاول شخص ما إن يثبطك فيدعوك للسهر وترك الدعاء قائلا إنك قرأته في اغلب الليالي فدعه الليلة. فمثل هذا الترغيب والتثبيط يكونان سواء عند بعض الأشخاص في عدم التأثر به في ترك العمل أو الإتيان به، فلا الترغيب يدفعهم أكثر ولا التثبيط يضعفهم ويقلل من اندفاعهم.
    إن بلوغ هذه المرحلة يتطلب عملا كثيرا ومواظبة جادة فللشهوات أثرها السلبي وكذلك الشياطين وأصدقاء السوء،ولكن إذا اقتنع الإنسان بأمانيه الوصول وتوكل على الله، فإن هذا الاعتقاد بنفسه سيوصله، ومن مفاتيحه السهلة محاسبة النفس والتأمل والتفكير جيدا في وقت يمكنه الاختلاء بنفسه ومراجعة ما قد صدر منها.
    المحاسبة الشديدة
    يقال، إن احد الأفاضل طلب من أستاذه العالم أن ينصحه نصيحة تنفعه طيلة عمره، وكان على وشك مفارقته، فقال له العالم: (خصص لنفسك كل يوم وقتا تحاسب فيه نفسك، وإن قَل). يقول ذلك الفاضل: عملت بنصيحة أستاذي العالم حتى أصبحت محاسبة النفس حاضرة في ذهني ما دمت مستيقظا. وهذا يدل على ارتكاز الحالة في ذهنه حتى لكأنها صارت حالة عنده.
    ارأيت نفسك اذا كنت تترقب وقوع امر محبوب لنفسك كتعيينك في منصب مثلا، فان هذا الأمر لا يغيب عن ارتكازك الذهني حتى تنام، بل قد يراودك حتى في نومك.
    هكذا هو حال من كان الله تعالى حاضرا عنده دائما، فان محاسبة النفس لا تغيب عنه ما دام مستيقضا، وهذا ممكن بترويض النفس بان يخصص المرء وقتا من يومه يزيده قليلا كل يوم يراجع فيه نفسه وينظر إلى إعماله ونواياه، فكلما رأى خيرا شكر الله وطلب الزيادة وسعى لها، وكلما رأى شرا استغفر الله وطلب منه التوفيق للإقلاع عنه.
    وشهر رمضان خير فرصة لهذه التجربة، ولو أضيف اليه عشرة أيام من كل شهر فذلك خير.
    التغير الاجتماعي
    لو لاحظ ذوونا وزملاؤنا أنا نسعى لأداء صلواتنا في أوقاتها فأنهم سيلتزمون بذلك في الغالب حتى لو لم ندعهم بألسنتنا، وهذا يعني عدم وجود استثناءت ولكن التبليغ العملي والتربية والدعوة من خلال العمل والمرتبطة بأهل العلم في الغالب بطبيعتها تؤثر أكثر من الدعوة باللسان.
    إن الذين عايشوا أشخاصا اعتقدوا بصلاحهم، لِما لاحظوا يسعون إن لا تختلف أفعالهم عن أقوالهم، هم أفضل في الغالب من الذين استمعوا آلاف المواعظ بدون إن يروا نماذج عملية تجسدها.
    مثل هذا الإنسان نموذج اجتماعي جيد وهو مَثَل، بطبيعة الحال أسعد حالا، واقل معاناة من غيره في الحياة الدنيا..لأنه لايفكر عند النوم إلا في هم آخرته، أما الدنيا فلا يكترث بها، فروحه لا تشعر بالألم وان كان بدنه فيه بعض العناء. وهذا لا يعني انه لا يشعر بالمشاكل المادية ولا يفكر في حلها، بل أنها لاتشغل ذهنه ولاتعذبه. ولنا في أئمتنا (سلام الله عليهم) أسوة حسنة.

    [align=center]*¨®RAMY ALGOUF®¨*
    Palestinian journalist
    [/align]
    يارب ان أعطيتني نجاحا فلا تأخذ مني تواضعي
    وان أعطيتني تواضعًا فلا تأخذ إعتزازي بكرامتي
    وان أسأت إلى الناس فامنحني شجاعة الإعتذار
    وان أساء الناس إلي فامنحني شجاعة العفو

  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية سرجون محمد
    تاريخ التسجيل
    18/07/2007
    العمر
    79
    المشاركات
    287
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    بارك الله فيك واشكرك للموضوع الهادي

    وفقك الله


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •