من الشعر الألماني
ترجمة عن الألمانية : د.شاكر مطلق
الشمس تَغْرُبُ (*)

فريدريش نيتشهْ
( 1844 _ 1900 م. )

أمَا زلتَ تَظمأُ طويلاً
أيّها القلبُ المحترقْ ؟
ثمَّةَ وعدٌ في الهواءِ .
من أفواهٍ مجهولةٍ
تأتي ( إليَّ ) البرودة الكبرى ...
شمسي وقفَتْ فوقي ، حارَّةً ، في الظَّهيرةِ :
أُحيّي قدومَك ِ
أيّتها الرّيحُ المُفاجئةُ
(وأُحيّيكم أيضاً ) يا أشباحَ بعدَ الظُّهرِ الباردةَ !
الرِّيحُ تخرجُ وتعودُ .
هلْ تَرمُقني بنظراتٍ مائلةٍ ومغريةٍ
( أيّها ) اللّيلُ ؟ ...
كنْ قوياً ، يا قلبي الشّجاعُ
ولا تسألْ : لماذا ؟ ...
===================
(*) هو المقطع الأول من القصيدة ، ومن مجوعة " دِيونيسوس _ ديتيرامْبِنْ " من العام 1888 م.

النّشيدُ الـثّـمِلُ
نيتشه
أيها الإنسانُ ، اِحذرْ
ماذا يقولُ منتصفُ الليلِ العميقِ ؟
" أنا نائمٌ ، أنا نائمٌ
صَحوْتُ من حلمٍ عميقٍ :
العالَمُ عميقٍ
وأعمقُ مما ظنَّ اليومُ ( النهارُ ) .
عميقٌ ألمُهُ
( عميقةٌ ) اللّذةُ
( ولكن ) ألمُ القلبِ أعمقُ
الألمُ يقولُ : زائلٌ
ولكنْ كلُّ اللّذاتِ تريدُ الخلودَ
تريدُ خلوداً أعمقَ ( فـ ) أعمقَ .
===============
سيلْسْ _ ماريا (مريم )
نيتشه
هنا جلستُ ، منتَظراً ، منتَظراً
ولكنْ لا شيءَ ( أنتَظرُ ) .
بعيداً عن الخيرِ والشّــرِّ
قريباً ، سأستَـمتِعُ بالنّورِ
وقريباً ( سأستَـمتِعُ ) بالظّلالِ
الكُلُّ مجرَّدُ لعـبةٍ (:)
بحرٌ كاملٌ ، ظَـهيرةٌ كاملةٌ ،
زمنٌ كاملٌ ، دونما زمنٌ .
هناكَ ، فُجاءةً ، صديقةٌ
أصبحَ الواحدُ اِثنينِ
عندها عَبَرَ بيَ " زرادَشْـتُ " ...
==================
وحـْدةٌ
نيتشه
الغِربانُ تصرُخُ
وتطيرُ بضوضاءٍ نحو المدينةِ :
ستثـلِجُ قريباً
طوبى ، لمن لا يزالُ له الآن وطناً
الآنَ تَقفُ دونَ حَراكٍ
تَنظرُ للوراءِ
آهٍ كم مضى ( من الوقتِ ) الآنَ ؟
يا لكَ من أحمقٍ
تهربُ إلى العالمِ عندَ بَدْءِ الشّتاءِ (؟)
العالَمُ بوّابةٌ ( تفضي )
إلى آلافِ الصّحارى الصامتةِ الباردةِ
مَن ، مثلُكَ ، أضاعَ ما أضعتَ
من دون أن يتوقّفَ بأيِّ مكانٍ (؟)
ها أنتَ تقفُ الآنَ شاحباً
ملعوناً ( محكوماً عليه ) بالتَّجوالِ الشّتائيِّ
كالدُّخَانِ
يبحثُ دوماً عن السماواتِ الباردةِ (.)
طِرْ أيها الطّائرُ وغنِّ
نشيدَكَ بلحنِ طيورِ الصّحراءِ
خبِّئْ ، أيها الأحمقُ ، قـلبَكَ الدّامي
في الجليدِ و( في الإهانةِ ) .
الغِربانُ تصرُخُ
وتطيرُ بضوضاءٍ نحو المدينةِ :
ويلٌ ، لمن لا وطنَ لهُ الآنَ .
==================
وردةُ اللّيل
للشاعر الألماني : يوسف فون أيْشِنْدروف
الليلُ يشبهُ البحرَ الهادئَ
لذَّةٌ وآلامٌ وشَكاوى الحبّ
تأتي هكذا مُشَوَّشةً
إلى هنا
إلى حيثُ
تضرِبُ أمواجاً في ( شجرِ ) " اللِّندةِ " –الزّانِ-
رغباتٌ تشبهُ الغيومَ
تُبحِرُ خلالَ حجُراتٍ هادئاتٍ
من يستطيعُ التَّعرفَ
في الرّيحِ الدَّافئةِ
إنْ كانت تلكَ أفكاراً أمْ أحلاماًْ ؟
أغلقُ الآنَ القلبَ والفمَ
اللّذينِ يشكُوانِ _ برغبةٍ _ النّجومَ :
( وبرُغم ذلك ) تَظلُّ في قرارةِ القلبِ
أمواجُ ( شجَرة )" اللِّندَة " –الزّان-
خفّاقةً ...
==========
19 / 4 / 2005 ( ترجمة عن الألمانية )
د . شاكر مطلق


حبٌّ حقيقيٌّ
آيشنْدروف
ترجمة عن الألمانية : د. شاكر مطلق

لا أحبُّ أبداً أن أكونَ
في ليلٍ فاترٍ ( بين بين )
( إمّا ) برودةٌ
أو نارٌ حارةٌ متأجِّجةٌ .
آهٍ من اللّذةِ ، و ( من ) المُعاناةِ
( يكونانِ ) دون لونٍ ، صغيرانِ
إذا لم يسيطرْ الحبُّ
على المِقْوَدِ .
مثل سفينةٍ ، عندما الأجواءُ تَسْودُّ
تتنقَّلُ ( على غير هدى )
قربَ الجرفِ الصَّخريِّ في الليلةِ العاتِمةِ .
هكذا ، على بحر آلاميَ الموحشِ
أبحثُ بإصرارٍ عن معاناةٍ جديدةٍ
( و ) من دونِ أملٍ ، عن هدفِ سعادتي .
==================

في الربيع
إدوارد موريكِـهْ
( 1875 – 1804 )
أَستَلقي على هضبةٍ ربيعيّةٍ :
الغيمةُ تغدو جناحي
طائرٌ يتقَدَّمني
آهٍ ، قولي لي ، يا كلَّ حبي ،
و يا حبّيَ الأوحدَ
أينَ ستستقرّينَ ، لأبقى بقربِـكِ ؟
ولكن أنت والهواءَ ، لا بيتَ لكُما .
مشاعري متفتحةٌ كزهرةِ " عبّادِ الشّمسِ "
بشوقٍ تَتمدّدُ
في الحبِّ والأملِ .
أيها الربيعُ ، ماذا تبغي ؟
متى سأهدأُ أنا ؟ .
أرى الغيمةَ والنهرَ يتبدَّلان
قُبلةُ الشمسِ الذهبيةِ
تخترقُ عميقاً ( مشاعري ) المزهرةِ
العينانِ بنشوةٍ رائعةٍ ،
تتظاهرانِ بالنومِ
وحدها الأُذنُ تصغي لطنينِ النحلةِ .
أفكّر بهذا وبذاكَ
أتشوَّقُ ، ولا أدري تماماً ، نحوَ ماذا ؟
نصفٌ لَذةٍ ، ونصفٌ من الشكوى
آهٍ – يا قلبي – قلْ
ماذا تغزلُ من ذكرياتٍ
في غَبَشِ مساءِ الغصونِ الخضراءِ الذهبيةِ ؟
( أتغزِلُ ) أياماً قديمةً لا تُسمّى (؟) ! .
======================
جواب الشاعر الـثَّمِل
الشاعر الألماني : ليسِنْغْ
( 1729- 1781 )
ترجمة عن الألمانية د. شاكر مطلق

لعبتُ ، مؤخّراً ، دورَ قاضي الأخلاقِ
بالتّأكيدِ ( هي ) لعبةٌ صعبةٌ
تكلّمتُ ( فيها ) إلى شاعرٍ ثَمِلٍ :
توقّف، إنّك تشربُ الكثيرَ .
جاهزاً للسّقوطِ تحتَ الطاولةِ
قالَ ( لي ) : إنك لستَ ذكياً
يمكنُ للمرءِ بالتّأكيدِ شُربَ الكثيرِ
لكنّه لا يشربُ أبداً ما فيه الكفاية .
=============
أنـا وأنـتِ
فريدريش ك . هبِّـل
حَلُمنا ببعـضنا بعضاً
حتّى أفَـقنا منهُ
عشنا لنحبَّ بعضنا بعضاً
وعُدنا لنَسقطَ في الليلِ .
خرجتِ من أحلامي
وخرَجتُ من أحلامِك
نموتُ ، لو أضاعَ أحدُنا
الآخرَ كليّاً .
على زنبقـةٍ يرتجفانِ
قَطْرتان من النّدى
نقيّتان ومدَوّرتانِ
تَسيلانِ ( تَتوحدان ) في بعضهما بعضٍ
وتَسقُطانِ من قاعِ الكِلْشِ (معاً ) .
====================
المُريحُ في هذا العالَمِ
فريدريش هولْدَرْلين ْ ( 1770 _ 1843 )
ترجمة عن الألمانية : د. شاكر مطلق

تمتّعتُ بالمُريحِ في هذا العالَمِ
ساعاتُ الشبابِ ، من زمانٍ ، من زمانٍ
انداحتْ عني
نيسانُ ، أيارُ ، ويوليوس ( تموزُ )
صارتْ في البعيدِ
لمْ أعُدْ شيئاً ، ولا أحيا برغبةٍ بَعْدُ .
*******************
السِّــرُّ
فريدريش شِلَر
لمْ تَستطِعْ أنْ تقولَ لي كلمةً صغيرةً
الرُّقباءُ كثيرونَ ، مُتيقّظونَ :
سَمحتُ لنفس ، خجولاً ، أنْ أسألَ نظرتَكِ
وفهمتُ ماذا تقولين .
بهدوءٍ أَدخلُ في هدوئكِ
يا خيمةَ شجرة الـ ( بوخِه ) الجميلةِ الوارفـةِ
خبّئي ، في ردائكِ ، الأخضرِ
العاشقينَ عن عينِ العالَم .
من البعيد ، بسرعةٍ مُربكةٍ
يعملُ اليومُ ، كثيرُ الانشغالِ
ومن خلال صوتِ السرعةِ الجَوفاءِ
أتعرَّفُ دقاتِ مطارق ثقيلةً .
الإنسانُ يصارع بجهدٍ السماءَ القاسيةَ
من أجل حظٍّ عاثرٍ
ولكنّ السعادة ينالُها دون جهدٍ
( وهي ) تتساقطُ من أحضان الآلهة .
الناسُ لا يَسمعون أبداً
كيف الحبُّ الوفيُّ يُسعِدنا بهدوءٍ
لا يستطيعونَ إلاَّ أنْ يزرعوا الفرحَ
لأن الفرح لم يفرحْهم أبداً .
العالمُ لن يسمحَ بالسعادةِ أبداً
كطريدةٍ يُمسِكُ بها
عليك سرقتَها ، أو نيْلَها قسراً
قبل أنْ يفاجئك سوءُ الحظِّ .
بهدوءٍ ، على أصابع رجليها ، تأتي خلْسَةً
الهدوءُ يحبها والليلُ ( كذلك )
تهربُ ( منكَ ) سريعاً
حيث أعينُ الخائنِ تَرقُبُ
آهٍ ، تلوَّ أيها النبعُ الوَديعُ
كتيّارٍ عريضٍ حولنا
هدّد بموجةٍ غاضبةٍ
ودافع عن هذا المقدس ( حبّنا ) .
======================
أعيش حياتي كدوائر ( الشجرة ) النامية
ريلكه
أعيش حياتي كدوائر ( الشجرة ) النامية
التي تحيط بالأشياء .
ربما لن أستطيع إنهاء الحلقة الأخيرة
ولكنني سأحاول ( ذلك ) .
أحيط بالإله ، بالبرج المغرق في القدم
وأدور ( حوله ) ألاف السنين
ولا أدري بَعْدُ إن كنتُ
باشَقاً ، عاصفة ، أم نشيدٌ كبيرٌ
===============
متوّجاً بالحلُم
( ريلكه )
ذاك كان يومُ الأقحوان الأبيض
كدتُ أهلَعُ من روعته ...
بعدها ، بعدها أتيت تقبضين روحي
في عميقِ الليلِ .
كنتُ هلِعاً ، وكنت محبّبة وساكنةً
كنت لحظتها أفكّر فيكِ ، في الحلُم .
أتيت ، وبهدوءٍ كنشيدٍ خرافيٍّ
تلاشى الليل .
=====================
وَحدةٌ
راينَر . ماريا رِلْكه
وَحدةٌ كالمطرِ
تَصعدُ من البحرِ باتجاهِ المساءاتِ
( و ) من السّهولِ البعيدةِ
محاذيةً السَّماءَ ، التي تحتويها دوماً
والتي من السماءِ ( منطلقةً ) أولاً
تَتساقطُ على المدينةِ
تَصبُّ ( الوحدةُ ) المطرَ
في الساعاتِ الخُـنثـَويَّةِ
عندما تَـنحرِفُ كلُّ الأزقـَّةِ
نحو الصباحِ
وعندما الأجسادُ ، التي لم تجدْ شيئاً
خائبةً ، حزينةً ، تنفـصلُ عن بعضها بعضاً
وعندما الناسُ الذينَ يكرهونَ بعضهم بعضاً
( يكونُ ) لِـزاماً عليهم
أنْ يناموا في السريرِ معاً .
عندها تذهبُ الوحدةُ مع الأنهارِ .
================
المتَعرِّفُ والمُتَعرَّفُ عليهِ
الشاعر الألماني المعاصر
فيرنر شبرنغر

هما ، في الحقيقة ، الشيءُ نفسُهُ
أنتَ تكونُ ما تعرَّفتَه
تبقى ما تعرّفتَه
وهذا المتعرَّفُ عليه ، لا يمكن أن يعودَ
مرَّةً أخرى ، ليكون مجهولاً .
أنقِذ الطريقَ ، وانسَ أهدافَ طريقِكَ
ابدأ الطَّريقَ ، ولا تسأل نفسَكَ
إلى أين يقودُكَ
ماذا يُعطيكَ
كنْ واثقاً ، في نهاية الطريقِ
ستكون شخصاً مغايراً
مغايراً وليس جوَّالاً .
يبتدئ الطريقُ
إذا تعرَّفتَ مرَّةً
تعرَّفتَ حقَّاً
أنَّ الحياةَ ليستْ حدَثاً عارِضاً
( عندها )سوفَ تكونُ حرَّاً .
عندما يتأمَّل الإنسانُ ،لأوَّلِ مرةٍ ، العالمَ
يتأملّه بوعيٍ تامٍ
ينظرُ إليه ، للمرّةِ الأولى
فعلاً ينظرُ إليهِ
في هذه اللحظةِ
سيُخلَقُ العالمُ ( الجديدُ )
كما يشكِّلُ الفُخَّارُ الإناءَ
من حلقاتٍ طينيةٍ
هكذا تُشكلُ تجارِبُ الحياةِ الإنسانَ .
ابحث عن الحياة في الموتِ
عن الموتِ في الحياةِ
أنْ نعرِفَ ، نحنُ البشرَ ، الموتَ
ولا نرغبُ أن نعرفَ عنه شيئاً
هو مدَمِّرٌ لنا .
الفَهمُ الحقيقيُّ يكمُنُ
في تآلفِ ذاتكِ مع غير المألوفِ
وفي عدمِ التآلفِ مع المألوفِ .
موتٌ موتٌ
هو الحياةُ المَعيشةُ بالكاملِ
موتُ الخوفِ
هو الحياةُ الَمعيشةُ بالكاملِ
قيامةُ السّعادةِ
هي الحياةُ الَمعيشة بالكامِلِ .
ما الذي يجعلُ الزَّمنَ أبدياً ؟
ما الذي يجعل المكانَ المقدّسَ مكاناً مقدّسا ً؟
ما الذي يجعل اللِّقاءَ حيَّاً ؟
ما الذي يجعل الوردةَ جميلةً ؟
ما الذي يجعلنا خاشعيَن ( أمام ) زهرةِ اللَّوْتَسِ ؟
ما الذي يجعل المغارةَ وسَطاً للحياةِ ؟.
==========
حمص _ سورية ترجمة عن الألمانية د.شاكر مطلق

تَطْييبُ خاطرٍ
غوستاف فالكه
(1853- 1916 )
هدوءٌ ، هدوءٌ
إنه مجرّدُ حلمٍ .
هكذا يمضي كلُّ شيءٍ
أياً كانَ .
هكذا ، هكذا ...
تكادُ لا تشعرُ شيئاً
إنه مجرَّدُ نفسٌ
مثلَكَ أنتَ أيضاً .
================
مـُهَــدِّءٌ
فيلهيلم رابه
( 1831 – 1910 )
أردتُ أنْ أتسلّقَ
كلَّ الذّرى
أنْ أنْحني
( لأطلَّ ) في كلِّ الأعماقِ .
أردتُ استطلاعَ
القريبَ والبعيدَ
أنْ أَتقصّى
أكثرَ العجائبِ غموضاً .
شوقٌ عارمٌ
خيالٌ يجولُ في اللامحدودِ
بطموحٍ دائمٍ
دونَ أنْ أمسِكَ شيئاً .
هكذا كانت حياتي ...
الآنَ حصلَ ذلك :
من كلِّ المساحاتِ
كسِبتُ حلماً نبيلاً
الآنَ تقبعُ محاصرةً
في حلقاتٍ ضيقـةٍ
في قلبٍ ساكنٍ
أشياءٌ وَسيعَةٌ كالعالمِ .
غُلالةُ نورٍ زرقاءُ
تسقطُ وتحُطُّ بهدوءٍ
تَغزلُ ، بحُبٍّ ،
دوائرَ ساحرةً ذهبيَّةً
هذه ( هي ) حياتيَ الآنَ ...
==================
سامحيني
( كلابوند – Klabund )
(1890-1928)
سامحيني .
لقد فعلتُ
ما لا يَليقُ إلاَّ بالربِّ فعلُه :
أخذتُ يدَك بيدي
( ضَممتُ ) قلبَك إلى قلبي .
الليلةُ الجميلةُ تُشَـتِّـتُـني (:)
النجمُ الذهبيُّ في الشُجيرةِ
وثُمَّ عطرُ شجرةِ " اللِّندةِ "
الذي لا اسم له .
اعذريني .
=======================
حمص – سورية 18/6/2007
E-Mail:mutlak@scs-net.org
طبيعةٌ ساخرةٌ
للشاعر كلابوند
مثلَ سِربِ " مالكِ الحزينِ " المُهلهَلِ
تترنَّحُ ، بخطرٍ ، مثلَ نعوشٍ ثَمِلةٍ
غيومُ المساءِ ، وتمشي فوقَ الجبالِ .
هناكَ ينمو بطنٌ أسودُ
من ( تلك ) المساحةِ .
الدَّرَكيُّ الحريصُ على تطبيقِ النظامِ
يَطردُ ، بـهِزّاتٍ شرِّيرةٍ ، من كفَّيهِ
غيومَ " مالكِ الحزينِ " – المسائيّةِ
بعيداً إلى المجهولِ ...
========
تعريفٌ بالشاعر :
ولد بتاريخ 4/11/1890 كابن لصيدلاني . أصيب بالسل في سن مبكرة ولم يشف منه تماماً أبداً برغم العلاج في مصحات عديدة في إيطاليا وسويسرا . نال الشهادة الثانوية عام 1911 ودرس – فيما درس – الكيمياء - الصيدلة – الفلسفة – علم اللغة والأدب ، غير أنه لم يكمل دراسته إلى النهاية في أيٍّ منها .
1913 نشر في مجلة " بان " قصائده الأولى التي جرته مع الناشر أمام القضاء ، بسبب اللاأخلاقي ، غير أن الشاعر المعروف " فرانك فيدي كِند " وغيره تدخلوا وحصلوا له على البراءة . عند نشوب الحرب الكونية 1914 كان من المعجبين بها ليتحول في عام 1917 إلى مناوئ للحرب حتى أنه كتب رسالة إلى القيصر "وليم الثاني " نشرت في جريدة " زوريخ " القديمة يطالبه بالاستقالة لإتاحة تحقيق السلام وبرر ذلك خطياً . تزوج عام 1918 وتوفيت زوجه إبان ولادة ابنته بسبب مرض رئوي انتقل منه إليها بالتأكيد .
عام 1919 وبسبب انضمامه إلى جماعة " سبارتاكوس " الثورية في " مونيخ " اتهم بالخيانة العظمى وبإهانة القيصر وسجن حتى عام 1921 . ألف العديد من الأغاني والأناشيد المعروفة . عام 1925 تزوج مرة أخرى من ممثلة شهيرة وعمل على إصدار الحكاية الصينية الخرافية الموسومة بـ " دائرة الطباشير " للمسرح والتي لاقت رواجاً كبيراً إبان جمهورية " فايمار " . وكانت القاعدة التي انطلق منها الشاعر والمسرحي الشهير " برتولدْ بريشْت " في عمله الموسوم " دائرة الطباشير القوقازية " .
توفي عام 1928 في " دافوس – سويسرا " بمرضه العضال ( السل ) .
=========
( على ) شاطئ البحر
" تيودور شتورم – T.Storm "
( 1817 – 1888 )
إلى ( كومة ) تجمُّعِ الرّمالِ
يطير – إذن – النورسُ
والغروبُ يقتحِمُ
( على ) مياهِ الطَّميِ الرّطبِ
ينعكسُ نروُ المساءِ
طيورٌ رماديةٌ تعبُرُ
هنا قربَ المياهِ .
الجزرُ تَستلقي كالأحلامِ
في الضّبابِ فوقَ البحرِ .
اِسمعْ صوتَ الطّنينِ المُتخمِّرِ
شديدِ الغموضِ
نداءُ طيرٍ ( يشعرُ ) بالوحدةِ
هكذا كان عليه الأمرُ دوماً .
مرّةً أخرى تهتزُّ الريحُ
ثمَّ تَصمتُ بعدها الرّيحُ
الأصواتُ فوقَ الأعماقِ
تغدو ( الآن ) مسموعةً .
================
عيونٌ في المدينةِ الكبرى
الشاعر الألماني : " كورت توخولْسْكي "
( 1890 – 1935 )
ت . عن الألمانية : د. شاكر مطلق

عندما تذهبُ إلى العملِ
باكراً في الصباحِ
عندما تقفُ في محطةِ القطاراتِ
مع همومِكَ
عندما تُريكَ المدينةُ
في القِمْعِ البشريِّ
ملايينَ الوجوهِ
ملساءَ كالإسفـلت :
عينينِ غريبتينِ
نظرةً قصيرةً ( عابرةً )
حاجبينِ ، حدَقتينِ ، جَفنينِ
... ماذا كان هذا ؟
ربما ( كان ) هو حظَّ حياتِك
عبَرَ ، تبعثرَ ، ولا يعودُ .
تمشي طوالَ حياتِكَ
فوقَ آلافِ الشوارعِ
تَرى في ( تَجوالِكَ ) فوقَ دربِكَ
أولئكَ الذينَ نسوْكَ
عينٌ ترِّفُّ
الرُّوحُ تطنُّ
لقد وجدتَ
لثواني فقطْ :
عينينِ غريبتينِ
نظرةً قصيرةً ( عابرةً )
الحاجبينِ ، الحدقتينِ ، الجفنينِ
ماذا كانَ هذا ؟
لا أحدٌ يعيدُ الزمنَ
( الذي ) عبَرَ ، تبعثرَ ولا يعودُ .
عليكَ ، في ( تَجوالِكَ ) فوقَ دربِكَ
أن تجولَ المدنَ
( أن ) تَرى لفترةِ نبضةٍ واحدةٍ ( فقط )
الآخرَ الغريبَ
( الذي ) يمكنُ أن يكونَ عدواً
أن يكونَ صديقاً
أن يكون – في النِّضالِ – رفيقاً
ينظرُ صوْبَكَ ويمضي .
عينانِ غريبتانِ
نظرةٌ قصيرةٌ ( عابرةٌ )
حاجبانِ ، حدقتانِ ، جفنانِ
ماذا كانَ هذا ؟
قطعةٌ من البشريةِ الكبرى
عبرَتْ ، تبعثَرتْ ولا تعودُ .
==============
معلومات ٌعن الشاعر :
ولد الشاعر " كورت توخولْسْكي " بتاريخ 9/1/1980 لأبٍ تاجر . درس هناك وفي جامعة " جنيف – سويسرا " القانون . وتخرج في عام 1914 من جامعة ( يـينا ) الألمانية . تمرَّن لفترة قصيرةٍِ في العمل البنكي . كان الشاعر من أهم نقاد المجتمع الألماني في القرن العشرين . نشر أعماله المختلفة تحت أسماء كثيرةٍ مستعارة وعمل في بعض المسارح وبخاصة " مسرح العالم " أيضاً مع حامل جائزة نوبل لاحقاً ( كارل فون أُوسْيِتْسكي - Carl v.Ossietzky ) الذي قضى نحبه في معسكرات الاعتقال النازية لاحقاً ، وكان هذا المسرح عدوانياً وجماهيرياً فترة جمهورية ( فايمار - Weimar ) وأوضاعها القلقة والفوضوية أيضاً . منذ العام 1924 عاش الشاعر غالباً في الخارج ولم يعد إلى ألمانيا إلاَّ لفترات متقطعة قصيرةٍ . استقر منذ العام 1920 في " السويد " . بعد وصول "النازية " هتلر " إلى الحكم عام 1933 منع النازيون " مسرح العالم " وأحرقوا كتب الشاعر كما فعلوا مع غيره من الأدباء والرسامين ... الخ وأسقطوا عنه الجنسية الألمانية .
في 21 /12/1935 وبعد مرض مضنٍ والعديد من العمليات الجراحية ، غادر الحياة طوعاً ( انتحر ) في مدينة " هِنْدس - Hinds " في السويد .
==========
في الماضي ، عندما أكنْ خبيراً
فيلْهِلْمْ بوشْ
( 1908 – 1932 )
في الماضي ، عندما لم أكنْ خبيراً
وكنتُ أكثرَ تواضعاً من اليومِ
كان الآخرونَ ينالونَ أقصى احترامي .
لاحقاً ، قابلتُ على المروجِ
عجولاً كثيرةً مثلي
والآن ، كما يُقالُ
أقدِّرُ ذاتي أولاً .
=================
كلُّ بَـدْءٍ صعبٌ
فريدريش هاوْغ
( 1761 – 1829 )
استناداً إلى قولٍ قديمٍ (: )
كلُّ بَـدْءٍ صعبٌ .
عندما يتكلمُ اللسانُ
لا تظلُّ صلاحيَّـةٌ للقانونِ ، عندها .
البَدءُ ( بالكلامِ ) سهلٌ عليه ( اللسانَ )
ولكن النهايةَ صعبةٌ .
===================

ماذا يَعنيكِ ذلكَ ؟
فرانس ف . غاودي
تـ . عن الألمانية:د. شاكر مطلق
أحبُّكِ من كلِّ قلبي
قولي ، ماذا يعنيكِ ذلكَ ؟
عندما أتبعُكِ صامتاً
ولو من بعيدٍ
عندما لا أستطيعُ أن أستعملَ عيني
( لأجل ) حبّي ، ( لأجل ) نجومِ حياتي
ماذا يعنيكِ ذلك ؟
أحبُّكِ بألمٍ
قولي ، ماذا يعنيكِ ذلك ؟
أنتِ تبرِّئينَ نفسَكِ من الذَّنبِ
عندما أعاني
أنتِ تحلِّينَ حتى رَصَدَ حبٍّ عاثرٍ
أنتِ تُطْلقينني
ولكن عندما لا أستوعبُ هذا
ماذا يعنيكِ ذلك ؟
أحبُّ من دونِ جدوى
قولي ، ماذا يعنيكِ ذلك ؟
ليسَ الأملُ وليسَ العَزاءُ
( هو ) ما أرغبُ ( به )
بحنانٍ تَنْحَنينَ على الرَّجلِ الغريبِ
فإن افترستُ نفسي صامتاً
ماذا يعنيكِ ذلك ؟ ...
=============
(*) ولد الشاعر والكاتب " Franz Freiherr Gaudy " - ذو اللقب النبيل – بتاريخ 19/4/1800 في مدينة فرانكفورت على نهر الأودر ، وليس على نهر الماين ، حيث ولد الشاعر غوتْه ، وتوفي في برلين بتاريخ 5/2/1840 .
===========
من المُجدي حقـاً
يؤاخيم رنغِـلناتْس

( 7/8/1838 – 17/11/1934 )
من المُجدي حقاً
أن نكونَ لطفاءَ قليلاً
ونعيدَ كلَّ الأمورِ إلى بساطتِها
وإنها ليست شجاعةٌ كبيرةٌ ( كَرَمُ أخلاقٍ )
عندما نسامحُ الآخرينَ
لأنهم يعتقدون ، بغيرِ ما نعتقدُ نحنُ
وإن كان صحيحاً أن المحبّةَ
طبيعةٌ ( فينا ) في الخيرِ والشّرِّ
فإن عُقْدةً في رِباطِ الحذاءِ
لا يمكن حلُّها إلاَّ بالحبِّ والهدوءِ .
===============
هو شاعر ساخر وحكيم أيضاً حسب رأيي .
للمزيد يمكن الرجوع إلى دراسة موسعة نشرتها حوله في مجلة " الآداب الأجنبية " – كما كانت تسمى يومئذ ، والآن " الآداب العالمية "- التي يصدرها اتحاد الكتاب العرب – دمشق ، 8/1981 – العدد 28 ، الصفحة ( 5 – 36 ) .
==================

وجَدنا درباً
كريستيان مورغين شْتيرْنْ
(1871 - 1914)
آهٍ منك أيّها الشّعبُ
قليلُ الُجرأةِ
الذي لا يَتخلَّصُ من اليومِ ( من الآنيِّ )
لأنكم تَقصِدونَ :
هكذا الأمرُ يكونُ
وهكذا كان الأمرُ سابقاً
وهكذا سيكون لاحقاً
طالما هناك بشرٌ يحيونَ .
آهٍ لو كنتُم طريدة َأملٍ آخرَ
و تعلّمتم مرةً أخرى
النّظرَ إلى الكَشفِ
والسُّموَّ بالعقلِ والقلبِ

إلى ٍ أعلى الأهدافِ...
================
( ترجمة عن الألمانية) د. شاكر مطلق

_ قصيدة من مجموعة ( وجدنا درباً ) ، للشاعر الألماني كريستيان مورغين شْتيرْنْ(1871 _ 1914 ) .

=============
وَحدةٌ ( في ) الحَقـلِ
هيرمان ألميرس
( 1821-1902 )

أَستلقي بهدوءٍ في العشب الأخضر العالي
وأرسلُ نظري نحو الأعلى
الجَنادب تحيطني دونَ كللٍ
وتحيطُـني زُرقةُ السّماء الرائعةِ .
غيومٌ بيضاءُ جميلةٌ تجولُ
تعبرُ الأزرقَ العميقَ الجميلَ
كأحلامٍ هادئةٍ
يُخيّلُ إليَّ إنني ميتٌ من زمنٍ بعيدٍ
وأجولُ معهم ، فرِحاً
خلال الفراغِ الخالد .
======================
" يوهان مارتن ميلَر "
من مدينة " أولْم " ( 1750 -1814 ) ،
يقول، مخاطباً نشيد " المينه " – نشيد الشعراءُ الجوّالون - ، ما يلي :

مينه ، بأية روعةٍ
تستطيعين عملَ كلِّ شيءٍ ؟
تعطي أحدَهم كثيراً من الحزن
والآخرَ ( تعطينه ) الضّحكَ
هذا تجعلين وجنتيه حمراء َ
والآخرَ ( تجعلينها صفراءَ )
شاحبةً كالموت .
==========
Dr. Shaker MUTLAK
Homs - Syrien
E-Mail:mutlak@scs-net.org
9-2008