Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
مَنْ وليد الكبيسى مؤلف هذا الكتاب الكافر؟

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

موضوع مغلق
النتائج 1 إلى 16 من 16

الموضوع: مَنْ وليد الكبيسى مؤلف هذا الكتاب الكافر؟

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية إبراهيم عوض
    تاريخ التسجيل
    21/12/2007
    المشاركات
    828
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي مَنْ وليد الكبيسى مؤلف هذا الكتاب الكافر؟

    هل وليد الكبيسى مؤلف هذا الكتاب هو وليد الكبيسى الذى يعلق هنا فى واتا على بعض المقالات؟ ذلك أننى قرأت مقالا بالمصادفة لمصرى يعيش فى النرويج هو الكاتب محمد عبد المجيد الذى يسمى نفسه: "طائر الشمال"، يقدم فيه كتابا يهاجم الله والرسول والمسلمين والإسلام بصورة رهيبة ألفه وليد الكبيسى، فهل وليد الكبيسى مؤلف ذلك الكتاب هو وليدنا أوهو وليد آخر؟ كل ما أبغيه هو معرفة الشخص الذى يتعامل معنا هنا حتى تكون صورته واضحة لنا لا أكثر. والآن إلى مقال محمد عبد المجيد:

    مسلم يقدم الإسلام للنرويجيين .. السجود للأجناس النقية!

    --------------------------------------------------------------------------------
    مسلم يقدم الإسلام للنرويجيين
    السجود على أعتاب الأجناس النقية
    هذا المقال قمت بنشره في ( طائر الشمال ) في عام 1995، ثم أعدت نشره في رابع كتبي ( في البدء كان القلم ).
    لم يثر المقال آنئذ أي انتباه، وكذلك حملتي للدفاع عن ديننا الحنيف ونبينا الكريم، صلوات الله وسلامه عليه.
    أعيد نشره الآن بعدما بدأت حملة مزايدة نالتني عندما أرسل لي المزايدون رسائل تستنكر اهتمامي بكرامة المواطن، وكتاباتي الحادة ضد الاستبداد والطغيان والسجون والمعتقلات في الوقت الذي كان ينبغي أن أنضم إليهم كأنهم في ساحة الوغى.
    أول كتاب لي عن الاسلام ( لم أكمله لظروف خاصة ) كان منذ أربعين عاما وعرضت بعض فصوله على المرحوم الشيخ محمد الغزالي الذي استحسنه كثيرا.
    أعيد نشر المقال وآخر في وقت لاحق لأقوم بتذكير الهائجين بأننا هنا نقوم بواجبنا لتحسين صورة ديننا ومعتقداتنا وأوطاننا، فلتتوقف حملة المزايدة التي تذكرني بأصحاب محلات يغلقونها ساعات طويلة ويرفعون على بابها ( مغلق للصلاة ).
    لم يكن أمرا غير طبيعي أن تحتفي وسائل الإعلام النرويجية بكتاب وليد الكبيسي(Min tro din myte) أو "الإسلام يلتقي الحياة اليومية النرويجية".
    فهو شاهد من أهله يقيم في النرويج، ويضفي على خاتم الرسالات النبوية هالة من الفزع والخوف تجعل أي قارئ نرويجي للكتاب في صف معاد تماما للإسلام. بل ربما يمكن اعتبار كتاب وليد الكبيسي إعلان حرب ظالمة لتبرير أي إجراءات تتخذها السلطات النرويجية أو وسائل الإعلام أو البعثات التبشيرية لإيقاف المد الإسلامي، واعتبار المسلمين متخلفين فكريا وحضاريا بل ودينيا. شاهد من أهله لكنه ظالم بصورة تثير التعجب الشديد وتضع كتابه كله في علامة استفهام
    لا نهائية. الأخ وليد الكبيسي كما نعرف عنه ونتابع كتاباته مثقف وقارئ جيد، ومتابع للآداب العربية والاسكندنافية، ومواطن عراقي مسلم وعربي هارب من جحيم الحياة في عصر صدام حسين. لكنه اختار أغرب الطرق وأكثرها وعورة لتقديم نفسه للقارئ النرويجي. فهو المثقف العربي الذي تمرد على ظلم وتخلف وإرهاب الإسلام، وقرر أن يقدم بديلا عنه تسامح المسيحية وحقوق الإنسان في الغرب وحرية الكلمة في النرويج.
    في أفريقية ينتقل الأفارقة من الوثنية واللادينية إلى اعتناق واحد من آخر الأديان السماوية. ومن بين كل عشرة أفراد يختار ثلاثة منهم المسيحية ويعتنق سبعة الإسلام، على الرغم من مئات البعثات التبشيرية التي تنفق مليارات الدولارات، ومنها بعثات بروتستنتية من النرويج والسويد والدانمرك.
    وفي فرنسا يعتنق الإسلام الحنيف أكثر من خمسمائة شخص كل عام، وأغلبهم من المثقفين والمفكرين والأحرار والأدباء والعلماء. وأينما وليت وجهك غربا أو شرقا وجدت مفكرين أوروبيين وعلماء يختارون الإسلام طواعية واقتناعا، من موريس بيكاي إلى فانسان مونتاي، ومن مراد هوفمان إلى محمد أسد.
    النرويج بلد حديث التعرف بالإسلام، وأول ترجمة لمعاني القرآن الكريم قدمها آينار بيرج منذ أقل من عشر سنوات، أي بعد ستين عاما من الترجمة السويدية، وبضع مئات من الأعوام من ترجمات ألمانية وفرنسية وإنجليزية. والنرويجيون تعرفوا على الإسلام عن طريق بعض المراكز الإسلامية التي تجيد تشويه صورته، ويقوم على أكثرها مسلمون لا يفرقون بين الألف والعصا، ولا يقرأ كثير منهم آية قرآنية واحدة دون أن يخطئ فيها!
    وقدم الإسلام إلى النرويجيين عمال من باكستان والمغرب وتركيا، وتبلورت الصورة واضحة في العقد الأخير بعد حملة واسعة للدفاع عن حقوق الإنسان في العالم الإسلامي، وتبني سلمان رشدي كأنه من بقايا الفايكنج، واحتضان تسليمة نسرين، واعتبار صادق جلال العظم المتحدث الرسمي باسم الفكر العربي المستنير، والاستعداد لمنح أدونيس جائزة آداب من دولة اسكندنافية.
    وصدعت رؤوسنا الصحافة النرويجية بقضايا وهموم الإسلام كما يرونها عن حقوق المرأة المسلمة في أوسلو التي يرفض زوجها أن تتعلم اللغة النرويجية باسم الإسلام، وتأييد إمام مسجد لفتوى الخوميني بقتل سلمان رشدي، ومظاهرات المسلمين ضد تسليمة نسرين وعشرات غيرها من الهامشيات السخيفة التي تحتل مانشتات الصحف وتزداد مبيعاتها وتقوى الحركة العنصرية وتكبر صورة الإسلام المتصدعة والمشوهة والمزيفة.
    في هذا الجو المشحون كراهية للإسلام وخوفا من أتباعه وفزعا من شريعته وبغضا لتعاليمه، تقدم دار آفانتورا النرويجية للنشر كتاب وليد الكبيسي بكل ما يحويه من مغالطات وأخطاء فاحشة، وتعمد صريح للتزوير في أوراق رسمية، أعني في حقائق تاريخية وقرآنية لم يتجرأ أشد المستشرقين عداء وتعصبا على تحريفها بمثل ما فعل كاتبنا المسلم العربي.
    يبدأ الكبيسي كتابه بإعلان البراءة التامة من أي مشاكل يسببها له ماضيه الإسلامي، فهو ليس مسؤولا عن دينه ولم يكن له أن يختار، والتصادمات التي تفجعه بين ماض إسلامي وحاضر متفتح على التسامح النرويجي المسيحي ينبغي تفهمها جيدا! براءة من الإسلام يعلنها الكاتب للقارئ النرويجي فيقول:
    " كنت أظن أن إلغاء الماضي أمر سهل كمحو كلمة من ديسكت كمبيوتر، لكنني اكتشفت أن خلفيتي الثقافية تطاردني ليل نهار، وستظل تطاردني إلى القبر"!
    ثم يضرب الكبيسي مثلا للتسامح، فيقولك" في التجمعات الدينية النرويجية تعلمت أن الخطيئة طبيعة بشرية وكلنا نخطئ، لهذا فإن المجتمع النرويجي يفسح مجالا للتسامح، بعكس العالم الإسلامي الذي يطالب أتباعه بتتبع خطى الأنبياء والأئمة والخلفاء الذين لا يخطئون وكذلك، بالعمل وفقا لتعاليم القرآن الصارمة التي لا تدع مجالا لأي تسامح. إن اليهودية والإسلام متأثران بفكر الانتقام، العين بالعين، ولا مجال هنا لأخلاق فأدر له خدك الآخر (يقصد المبدأ المسيحي من صفعك على خدك الأيمن فأدر له خدك اليسر).
    هذا التزييف الصارخ الذي يقوم به مسلم لحساب الكنيسة يقع تحت طائلة خيانة الأمانة الفكرية. إنها شهادة زور يقدمها وليد الكبيسي في كتابه وهو يعلم تماما أنها بعيدة عن الصحة وهي كذب لا مبرر له. إن الإسلام الحنيف ليس فقط دين تسامح، لكنه يعتبر الخطيئة طريقا إلى الجنة" والله لو لم تذنبوا، لذهب الله بكم وأتى بقوم آخرين، يذنبون ويستغفرون الله فيغفر لهم". وآيات القرآن الكريم التي تحض على العفو والمغفرة والتسامح لا تحصى ولا تعد، ولا يمكن مقارنتها بأقصى درجات التسامح في الأديان الأخرى. (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله). والإسراف هنا يشمل كل شيء،
    لكنه يفتح مجالا كبيرا للاستغفار والتوبة والتسامح. ولو كان الإسلام دين انتقام كما يصوره وليد الكبيسي للنرويجيين لما شهد العالم الإسلامي أقليات دينية وعرقية طوال مئات الأعوام. القانون النرويجي المتسامح جدا كان يمنع اليهود من الإقامة فوق أرض النرويج. والتسامح الغربي المسيحي الذي يلجأ إليه الكاتب في مواجهة فكر الانتقام في الدين الإسلامي لم يرض طوال تاريخه الذي يمتد لألفي عام بوجود أقليات إسلامية أو بوذية أو يهودية، وعندما كان يدخل هذا التسامح بلدا لا يرضى إلا بتصفية كل من يختلف معه. لذا ليست هناك أقليات دينية في أيسلندا والنرويج والسويد والدانمرك(ونحن هنا لا نتحدث عن الهجرة العمالية منذ بدء الثورة الصناعية وحاجة أوروبا إلى أيدي عاملة).
    والتسامح الذي يعلمنا إياه الأخ الكريم لم يمنع قيام الحربين الأولى والثانية بسبب تفاقم وتضخم واشتداد الوطنية العنصرية غير المتسامحة في أوروبا كلها، فقتل الأوروبيون من مواطنيهم المسيحيين أكثر من ثمانين مليونا في حربين مجنونتين لم تتأخر الكنيسة عن دعمها.
    الأخ وليد الكبيسي يعلمنا التسامح النرويجي المسيحي في مقابل كراهية وانتقام وتشدد في الإسلام. ونحن وهو نقيم معا في النرويج ونتحداه في عدد المرات التي يجلس بجانبه مواطن نرويجي في حافلة عامة أو ترام أو قطار محلي، ولعلها لا تزيد على عدد أصابع اليد الواحدة في شهر أو أكثر.
    والتسامح الكبير الذي يحدثنا عنه لن يجعله يوما ما مواطنا من الدرجة الأولى. فعلى الرغم من كل الحقوق القانونية التي يحصل عليها وهي أمور طبيعية في مجتمعات قامت على النظام والتقدم والتطور والانضباط، إلا أن الأخ وليد الكبيسي سيظل ما بقى له من عمر في النرويج مواطنا من الدرجة الرابعة أو الخامسة، وإذا تزوج من نرويجية فسيقاطعها أهلها، وإذا ذهب إلى طبيب الأسنان فقد يتردد في قبوله، وإذا سمى أبناءه بأسماء إسلامية فسيكونون موضع سخرية في الحضانة والمدرسة. الأخ وليد الكبيسي الذي مضت عليه سنوات طويلة في النرويج، لن تشفع له لدى النرويجيين كتاباته المعادية للإسلام والتي تتهم القرآن الكريم بالتشدد والتزمت والجهل التاريخي، فسيظل في مكانه لا يبرحه، أي مواطن أجنبي من العالم الثالث قدم دينه وخلفيته الثقافية وعالمه قربانا، لكن دمه لن يصبح أزرق، ومعاملاته مع الشرطة والقضاء ومكتب العمل وغيرها لن تختلف عن الآخرين.
    ينتقل الكبيسي في صفحة 13 إلى الحديث عن الرق الذى مارسه المسلمون حتى القرن الماضي، وكيف أن لا وعيه الداخلي بحكايات عن الرق أخرت ردود أفعال في أحلامه عندما كان يأوي إلى الفراش! هذه الشهادة يقدمها مسلم إلى العالم الغربي في فرنسا التي قتلت مليونا ونصف مليون مسلم جزائري بدعم كامل من الكنيسة، وفي الولايات المتحدة الأمريكية التي استوردت الأفارقة بضاعة رخيصة واستهلكتهم وأذلتهم عبيدا في سوق النخاسة. ويشهد تاريخ العار بالتفرقة العنصرية الأمريكية التي تتبرأ منها السماوات والأرض. والغرب كله تقريبا مارس عبودية واستعمارا ووحشية في مواجهة العالم الإسلامي، وعلى الرغم من التاريخ غير المشرف للاستعمار والرق الذي باركته الكنيسة المتسامحة(!)، فإن المسلمين كانوا يعفون ويصفحون لمسيئيهم ومذليهم.
    على العكس من ذلك فإن خمس سنوات من الاحتلال النازي للنرويج الذي مضى عليه خمسون عاما لم يخفف ولو قليلا من الشعور بالمرارة والكراهية تجاه الألمان، وتجاه جيل جديد تماما ليس له علاقة بالاحتلال أو الحرب العالمية الثانية. أما الإسلام فقد علمنا أن لا تزر وازرة وزر أخرى.
    يحكي الكبيسي بعد ذلك حكاية غريبة عن فتاة مسلمة تقبل شابا غير مسلم زوجا لها، ويشترط والد الفتاة على الرجل أن يعتنق الإسلام أولا! ويقبل العاشق الولهان الذي كان ملحدا، فوافق علي اعتناق دين آخر على الورق فقط. ولكن والد الفتاة اشترط أيضا على العريس أن يتم ختانه، فأسقط في يده وملكه الخوف. فهذا هو الإسلام الذي لا يرحم كبيرا أو صغيرا فيقتطع جزءا من جسد رجل حتى يتزوج من مسلمة.
    يحكي بعد ذلك وليد الكبيسي عن طفولته وعن آلامه عندما أجريت له عملية الختان الوحشية. ولا مجال هنا للرد عليها، فاليهود يقومون بها وهم أصحاب العهد القديم الذي هو الأصل في المسيحية والكتاب المقدس الذي ينبغي أن يؤمن به كل مسيحي مالم يتعارض هذا مع العهد الجديد.
    حكاية أخرى عن طفولته عندما كان في مدينة البصرة العراقية وشاهد مسلمين من جنسيات مختلفة وغير عربية، واحتار في اللغة التي يؤدون بها صلواتهم.
    سأل الكبيسي والدته عن سبب أداء هؤلاء صلواتهم باللغة العربية، فردت عليه قائلة إن الله يفهم جميع اللغات لكنه يرغب أن يؤدي المسلمون صلواتهم بالعربية، فسأل والدته ولكن ربما كان الله كاذبا( حاشا لله) ويفهم اللغة العربية فقط؟ فنهرته والدته قائلة: لا تجدف في حق الله. ثم يكمل الكبيسي حكايته فيقول إنه خشي عقاب والدته فانطلق قرب باب البيت ثم قال لها: إن الله كاذب، فهو يعرف اللغة العربية فقط ويدعي أنه يفهم جميع اللغات.
    هذه الحكاية بمدلولها الخطير والعميق تؤكد أن كراهية وليد الكبيسي للإسلام ليست وليدة ثقافة حديثة وتأثر بالفكر الغربي، لكنها تمتد إلى طفولته. فلما هاجر من العراق مع ملايين العراقيين الهاربين من جحيم صدام حسين، لم يكن له أن يختار قضية بلده ووطنه ليقدمها للنرويجيين، أعني الثقافة والأدب والشعر فهو مجال تخصصه وعشقه، لكنه انهال ضربا وركلا وافتراء على الإسلام، فربما كان مفتاح السر للأبواب المغلقة دونه.
    الفصل الثاني من الكتاب يربط ربطا محكما بين الإسلام وإيران، بل بين الإسلام والخومينيين الذين تولوا تصدير مهمة الدعوة الإسلامية، وهي مغالطة كبيرة يعرفها الكبيسي جيدا ويعرف أيضا أن فتاوي كل آيات الله من قم إلى طهران ومن العتبات المقدسة إلى جنوب لبنان ليست ملزمة لأي مسلم. وبالناسبة سأقص على الأخ وليد الكبيسي حادثة طريفة ومؤلفة عن فتاوي الإمام آية الله روح الله الخوميني.
    بعد انتصار الثورة الإسلامية في فبراير 1979 وهروب الشاه محمد رضا بهلوي من غضب الشعب، توجهت إلى السفارة الإيرانية في العاصمة النرويجية لأقدم تهنئتي. ففتح لي موظف كوة صغيرة في الباب وشرحت له سبب مجيئي، فطلب مني الانتظار بضع دقائق قبل أن يسمح لي بالدخول، ثم عاد وقال لي غاضبا إن الإمام آية الله الخوميني أفتى بأن لا يدخل الكفار سفارة إيران الإسلامية! فسألته بسذاجة: ومن هم الكفار في رأي الإمام؟ قال لي بثقة حسدته عليها: المصريون واليهود! كانت هذه أول فتوى تمسني شخصيا، وتركت مبنى السفارة غير آسف ولم أعد إليها طوال هذه السنوات.
    وليد الكبيسي في الفصل الخاص بسلمان رشدي، ومحاولة اغتيال وليام نيجور، وردود أفعال المسلمين هنا، والتعلق بأهداب الفتوى الخاصة بإهدار دم الكاتب الهندي البريطاني، خلط كل الأوراق، وسبب حيرة لنفسه ولغيره حتى انتهى إلى أن " الإسلام يطارد منتقديه ويتعقبهم، ويخطئ من يظن أن الإسلام بريء من فتوى الخوميني، فالنبي محمد" صلوات الله وسلامه عليه" أعطى أوامر بالاغتيال والمطاردة والقتل لمنتقدي الإسلام، وكذلك تصفية المنشقين عنه. فإذا كانت الفتوى ليست تعبيرا عن الإسلام فإن محمدا ليس مسلما".
    الغريب أن وليد الكبيسي نفسه يستخدم الإسلام كما يفعل شهود الزور. فهو هنا يؤكد أن الإسلام أحل دم منتقديه والمختلفين معه، لكنه في موضع آخر ينفي
    أن يكون المسلمون المؤمنون من العلماء أصحاب الدور الأكبر في شروق الحضارة الإسلامية، ويضرب مثلا ببعض العلماء الذين اعتبرهم مسلمين علمانيين ومختلفين مع الإسلام في كل شيء.
    في صفحة(35) وما بعدها يصر الكبيسي على أن قيم الغرب من حرية وديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة والإيمان بقيمة الإنسان كلها أشياء تصطدم بالإسلام، فالقضية كما يراها المؤلف هي أن الدين الإسلامي في أزمة لأنه دين قائم على أفكار قبلية من العصور الأولى! ثم يكمل الكبيسي قائلا:" إن الذي يدافع عن الإسلام ويقول إن هذا الدين دين تسامح يزيف الحقيقة كاملة" ص (38). ويصل المؤلف إلى ذروة التزوير في شهادته ضد الإسلام عندما يقول في صفحة38 إن
    " الكتاب المقدس للمسلمين يحتوي على أخطاء تاريخية مع أنهم يدعون أنه نزل من عند الله. فمثلا يقول الإسلام إن مريم العذراء شقيقة موسى وهارون مع أنها عاشت في عصر مختلف تماما عنهما". أن هذا الاقتطاع الغريب من آيات القرآن الكريم يذكرني ببعض المبشرين المسيحيين الذين تعلموا بعض الكلمات العربية، وبدأوا في تفسير معجزة الإسلام الكبرى بلغتهم. وهل يعقل أن القرآن الكريم الذي يؤكد أنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ويتحدى طوال مئات الأعوام العلماء والأدباء والمؤرخين والشعراء وغيرهم أن يجدوا فيه خطأ واحدا( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) يكتشف الكبيسي أنه يخطئ هذا الخطأ الفاحش؟ هل استنكار قوم مريم بقولهم: يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا يعني أن أم المسيح عليه السلام في فلسطين كانت شقيقة النبي موسى وأخيه هارون عليهما السلام؟
    هل القرآن الكريم الذي صرح بأن الله تعالى أنزل التوراة على موسى، والإنجيل على عيسى يخطئ تاريخيا وينسب مريم إلى موسى وبينهما مئات الأعوام؟
    ألم يعلم الأخ وليد الكبيسي بشيء اسمه" تفسير القرآن الكريم"؟ لو كلف نفسه عناء التقاط أي تفسير وقرأ فيه لما حاول أن يقدم الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه على أنه كتاب جاهل بحقائق التاريخ، رغم زعم المسلمين أنه منزل من عند الله، كما يقول!
    يقول الكبيسي في صفحة (39): " إن القرآن يتعارض تماما مع الحقوق الإنسانية، لأنه يحتوي على خمس عشرة آية في تنظيم العبودية والرق. وقد ظل نظام العبودية معترفا به إلى أن قام العبيد بثورة في البصرة، وقام البريطانيون والفرنسيون في عام 1918 بإلغاء الرق نهائيا بعد تقسيم الدول الإسلامية.
    إنها قراءة جديدة للتاريخ تراه بعين واحدة، فالأخ وليد الكبيسي يكاد يبعث تهنئة من القلب لقوى الاستعمار البريطاني والفرنسي التي أنهت عصر العبيد في الإسلام، لكنه لا يرى ولا يريد أن يرى أبعد من ذلك. عندما اكتشف الأسبان كوبا بفضل التسامح الديني المسيحي الذي يشيد به الكبيسي في كل صفحات الكتاب، قام الاستعمار الإسباني بقتل مليون مواطن من السكان الأصليين الذين ينحدرون من أصول هندية، وقام باستيراد عبيد سود بمباركة الكنيسة.
    الغريب أن الكبيسي لا يستطيع مع كل ما قدمه من قرابين أن يسير رافع الرأس ويتحدث عن حقوق الإنسان في كل مكان، فلا تزال بعض الكنائس ترفض المساواة بين البشر. وإلى وقت قريب كانت هناك كنائس في جنوب أفريقيا يقبل منها الرب صلاة البيض، وكنائس للفقراء يتلقى فيها الرب صلوات السود العبيد. وإلى وقت قريب جدا كانت سوق العبيد في البرازيل أكثر شعبية من أكسفورد ستريت في لندن، وكان رجال الدين يختارون عبيدهم السود من سوق النخاسة البرازيلية. والاستعمار بكل صوره البشعة المفزعة الدموية، والذي تمهد له الطريق قوافل المبشرين المتسامحين كان رقا علنيا، سواء موزمبيق وأنجولا من البرتغال، أو في جنوب أفريقيا من الهولنديين، أو في أوغندا وفلسطين وزيمبابوي من البريطانيين.
    ولم ينس الإيطاليون ليبيا، وفتك الفرنسيون بملايين من المسلمين في الجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا وسوريا والسنغال.
    أما الرق في الإسلام فقد تم تنظيمه في انتظار أن يتم إلغاؤه نهائيا كنتائج طبيعية للحروب، فالإسلام ليس دينا ساذجا يلغي الرق ويقع المسلمون أسرى فيتم استرقاقهم، بينما أسرى أعدائهم لا يحق للمسلمين استرقاقهم.
    لهذا كان الحل الإسلامي هو الأمثل والأكثر إنسانية وتعاملا مع طبائع الأشياء.
    لكن من يقرأ كتاب وليد الكبيسي يظن أن بإمكان المسلم السفر إلى الدومينكان أو الباهاماس أو كولومبيا أو كينيا أو روسيا لشراء بعض العبيد.
    الرق نظام غير إسلامي، قام الإسلام بتهذيبه وتنظيمه ووضعه في إطار إنساني وحث على العتق، لكنه لم يلغه خشية انفجار حالة من اللاتوازن في الحروب، فيصبح المسلمون أرقاء لدى أعدائهم ويتحرر الأسرى الأعداء عندما يقعون في أيدي المسلمين.
    ينتقل وليد الكبيسي إلى ما يطلق عليه تصادم أخر بين الإسلام والحضارة الغربية المسيحية المتسامحة، فيقول:" إن الإسلام يرفض تماما حرية العقيدة، وإن تارك الدين الإسلامي تقع عليه عقوبة الإعدام. إن العقيد الليبي معمر القذافي يرى أن العرب يجب أن يكونوا كلهم مسلمين، فلا مجال لعربي مسيحي في الأمة العربية"! أما إن الإسلام يحكم على تاركيه بالإعدام فهي قضية خلافية يرى فيها معظم المسلمين والفقهاء أن الإعدام واجب، لكن القرآن الكريم يقر في صراحة واضحة أن من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ويتوجه إلى النبي الكريم بالكلمة الفصل وهي ( لست عليهم بمسيطر).
    القضية الخلافية ينبغي أن لا يضعها الكبيسي أمام القارئ النرويجي وكأنها حقيقة قرآنية تم الإجماع عليها، فعشرات المفكرين المستنيرين يرفضون فكرة الردة في الإسلام وينحازون إلى آيات القرآن الكريم التي تحض على الحرية والتسامح. وكانت فكرة الردة قد انتشرت في العالم الإسلامي إثر تولي الإخوان المسلمين إعادة تفسير الإسلام على الطريقة المودودية، أي فكر أبي الأعلى المودودي الذي فهم الإسلام بروح متعصبة وشديدة وعابسة، فأعاد سيد قطب ومحمد قطب نشر هذا الفكر الذي فرخ فيما بعد الجماعات المتطرفة، وخرجت من أحشائه عصابات دينية من شكري مصطفى إلى عبود الزمر، ومن أيمن الظواهري إلى علي بلحاج في الجزائر وحسن الترابي في السودان وأسعد التميمي في الأردن، ولا يزال يفرخ الكثير من جماعات التصفية والقتل وسفك الدماء وإلقاء القنابل على الأطفال، وقد أخرج لنا من أبواب الشياطين مجاهدين في أفغانستان، ثم أتبعهم بشياطين جدد من طالبان يدمرون ما بقى من هذا البلد الإسلامي المنكوب.
    عندما يكتب وليد الكبيسي عن عداء الإسلام لحرية العقيدة ورفضه المطلق لأي مسلم يختار دينا آخر، فكأنه يظهرنا جميعا في النرويج مسلمين رغم أنوفنا، وعبيدا لدين لو تمرد عليه عقل أو فكر فإن السيف سيكون أسرع من لمح البصر. في اندونيسيا ارتد عن الإسلام بسبب النشاط الكبير لقوافل التبشير بين الفقراء عشرات الآلاف ولم يمسسهم سوء قط. والإسلام تمكن في الأرض ولن يخسر قد شعرة لو ارتد عنه بضعة ملايين، فلا يزال هو أكثر الأديان السماوية عددا على الرغم من أنه آخر أديان التوحيد تنزيلا. وقد لا يكون أكثر عددا من الكاثوليك والبروتستانت والأرثوزكس مجتمعين.
    أما شهادة العقيد الليبي معمر القذافي التي قالها عن المسيحيين العرب فهذا يمكن إدخاله في التزييف الفكري وعدم الأمانة من الأخ وليد الكبيسي.
    فالعقيد لم يكن يعرف في أوائل السبعينات أن هناك مسيحيين عربا، فهو قادم من جوف الصحراء الليبية، ويقرأ اللغة بصعوبة شديدة ولا يفهم تاريخ الإسلام، حتى أنه قام بتبديل التاريخ الهجري وخالف المسلمين في كل شيء. ولا أفهم لماذا يستعير الكبيسي هذا الحادث العابر ويستند إليه، على الرغم من أن بقية القصة تنهي الحادث إلى غير رجعة. فقد كان الكاتب الدكتور غالي شكري في زيارة لطرابلس الغرب وغضب من حديث القذافي، وأتيحت له الفرصة بعد ذلك لشرح ما خفي على العقيد الذي لم يكن يعرف أن ميشيل عفلق كان أيضا مسيحيا. وأن نضال مسيحيينا العرب ضد قوى الاستعمار لا تقل عن معارك المسلمين ضد أعدائهم. والمسيحيون العرب لم ينخرطوا في العداء للإسلام، فهم جزء من الحضارة الإسلامية، ووطنية أبناء الأمة العربية من المسيحيين لا يمكن التشكيك فيها إلا ممن لا يعرف حقائق التاريخ. والكنيسة القبطية في مصر أدت ولا تزال تؤدي دورا وطنيا كبيرا، خاصة في الصراع العربي الصهيوني، أو في الولاء للوطن العربي الكبير أو في موقفها من الإسلام والمسلمين.
    العقيد معمر القذافي ليس هو الشخص الذي يتحدث باسم الإسلام، أو تحيل أي كتابات جادة القارئ إلى أقواله أو أفعاله.
    يقول وليد الكبيسي (ص40):" إن حرية الرأي لا مكان لها في القرآن أو في سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بل إن محمدا نفسه أمر بقتل عجوز انتقدت الإسلام فوضعها بين جملين وربط جسدها بهما وسارا في طريقين متضادين وتمزق جسد العجوز وانشطر نصفين".
    هذا هو الإسلام الذي قدمه وليد الكبيسي، واحتفت به الأوساط الثقافية. وطربت له الكنيسة، ورقصت على صفحاته العنصرية، ولم يعد المعادون للإسلام والخائفون من انتشاره في حاجة إلى شهادة جديدة، فهذا واحد من أهل الإسلام دين الانتقام يكتب لهم بطريقته الخاصة التي تروق لموزعي الجوائز الأدبية، وهو يعلم جيدا أن ما قام به من تزوير وتزييف ومغالطات ربما تكون الطريق الوحيد إلى قلوب الصحفيين والكتاب والمثقفين ورجال الكنيسة.
    إن ما قام به الأخ وليد الكبيسي هو رق فاضح وعبودية بكل المقاييس، واسترضاء مذل لن ينعم به، فلا يزال لون بشرته كما هو ولن تقل نظرات الازدراء والاحتقار والعنصرية التي توجه إليه في الشارع وفي الحافلة وفي المحلات وفي المصارف وفي كل مكان عن التي توجه إلينا جميعا أصحاب البشرة غير البيضاء.
    أما الأمانة الفكرية التي من المفترض تعلمها من البيت والأسرة والوطن والمدرسة والكتاب والفن والدين فقد ركلها بقدميه.
    يقول الكبيسي (ص41) " إن إرث الحضارة الإغريقية الذي وقع في أيدي المسلمين، استتبعته بالتالي حركة ثقافية نتيجة لاعتناق العلماء والمثقفين اليونانيين للإسلام خوفا من قطع الرقبة. إن كل العلماء الذين كان لهم تأثير على الأوروبيين لم يكونوا مسلمين مؤمنين، مثل جابر بن حيان الذي وجه نقدا كبيرا للنبي محمد، وكذلك الفيلسوف الكندي والعالم الطبيب الرازي، وابن سينا، وعمر الخيام".
    كالعادة يبتعد الكاتب وليد الكبيسي عن الأمانة العلمية عندما يستخدم تعبير" كل العلماء". فالحضارة الإسلامية لم تقم على أكتاف ثلاثة أو أربعة علماء، لكنه أراد أن يبشر الغرب كله بأن ما يدعيه المسلمون من أنهم أصحاب حضارة غير صحيح بالمرة، فكل من ابتعد عن الإسلام وانتقد القرآن الكريم ونبيه صلى الله عليه وسلم، ساهم في التقدم الذي أحرزته فترة الازدهار الإسلامي.
    نكتفي بهذا القدر من كتاب وليد الكبيسي المواطن العراقي العربي المسلم الذي أساء لنا جميعا بتقديمه الإسلام للنرويجيين بصورة مشوهة، والافتراء عليه والادعاء بجهل القرآن الكريم بحقائق الأشياء، وتاريخ الأولين واعتبار نبيه صلوات الله وسلامه عليه مستبدا وقاتلا وغير رحيم.
    وما جاء ببقية الكتاب لا يقل سوءا وافتراءا وكذبا وبهتانا على الإسلام. إنها مقايضة بائسة قدم فيها الكبيسي أكاذيب ومغالطات وادعى أنها من صلب القرآن الكريم وتعاليم نبيه، في مقابل ثمن بخس لن يحصل عليه.
    يقول أنه كان يذهب إلى كنيسة شهود يهوه وينصت ساعات طويلة إلى موعظة دينية دون أن يفهم منها شيئا لأن لغته النرويجية لم تكن قد تحسنت بعد. ونحن لا نجد تفسيرا عقلانيا أو تحليلا نفسيا لهذا التصرف الغريب، اللهم إلا أن تكون مقدمة لكسب الرضا، والإصرار على أنه واحد منهم.
    في وائل الثمانينات كان هناك شاب مصري، ارتد عن الإسلام وقضى أكثر من سبعة أعوام دارسا للهندسة، وفي وقت فراغه يحفظ العهدين القديم والجديد حتى يبهر أتباع دينه الجديد. وعندما تخرج وطرق كل أبواب العمل، ولم يفتح له باب واحد، ثم خطف فتاة في مكتب العمل بأوسلو وهدد بقتلها إن لم يساعده النرويجيون في الحصول على عمل. وقد قابلته مصادفة في كوبنهاجن وقضيت معه وقتا طويلا نتحدث في كل شيء، فقد شغلني أمره كثيرا. ووجدت نفسي أمام حالة غريبة من الانفصام، فهو يصر على أنه واحد منهم، وأنه يكره الإسلام المتخلف والعالم الإسلامي، لكنه لا يفهم لماذا لا يتعامل معه النرويجيون كواحد منهم مع أنه ترك من أجلهم دينه وبلده وقومه وثقافته وعزل نفسه في الدراسة والكنيسة فقط..
    كان يحتاج إلى مصحة نفسية وعلاج سريع حتى لا يقدم على الانتحار والتخلص من حياته التي وصفها لي بأنها غير ذات معنى.
    نعرف تماما رأي الكبيسي في أن المسلمين في النرويج لن يقرءوا كتابه، وأنه قدمه كجواز مرور للاندماج في المجتمع النرويجي، وشهادة حسن سير وسلوك تأخذها الكنيسة في الاعتبار إن حدث له سوء أو احتاج لدعم أو مساعدة. الأخ وليد الكبيسي حاول أن يبيعنا جميعا، لكنه لن يقبض الثمن مطلقا، وسيظل أجنبيا في النرويج، وسيتعرض للعنصرية في الطريق والبيت ومع الجيران وفي كل مكان. وربما يفعل كما فعل المهندس المصري ويصر على أنه منهم، وأنه قدم كتابا كان واحدا من أربعة كتب مرشحة لجائزة كبرى في النرويج. ويخطئ الأخ وليد الكبيسي إن ظن أننا في جبهة واحدة، كما أشار في كتابه إلى حملة"طائر الشمال" ضد التطرف الديني للجماعات الإسلامية. فنحن فعلا ضد الإرهاب بكل صوره وندخل المعركة بكل حدة وقوة في مواجهة أي "طالبان" عربي أو إسلامي، من قتل الدكتور فرج فودة ومطاردة الدكتور أحمد البغدادي والحكم على الدكتور نصر حامد أبي زيد.
    ونحن ضد التخلف الديني بكل صوره، خاصة الإرهاب السوداني للجبهة الإسلامية الترابية، وفتاوي آيات الله في قم، ووحشية عصابات القتل الديني في الجزائر، وغباء المعارضة السعودية ممثلة بحماقة فكر المسعري وغيره الذين يريدون تحويل المملكة العربية السعودية إلى كابول جديدة.
    ونحن ضد عالم الفتاوي الذي يضيق على المسلم الخناق في كل حياته، ونقف في مواجهة الجماعات المسلحة في مصر التي لا ترحم بريئا أو طفلا أو رجل أمن أو حارسا مسكينا أمام مبنى تقيم في غرفة فيه أسرته الفقيرة. ونحن مع حرية الرأي والعقيدة والفكر، مع الفن والجمال والخير والموسيقا.
    ونؤمن بالتعاون السلمي بين الشعوب وباختلاط الحضارات، وبأن الإسلام دين تسامح ومحبة ورحمة لأبنائه وأتباعه ولغير المسلمين. ونحن نقيم في النرويج ونعيش بين أهلها وشعبها، ونراعي احترام عاداتها وتقاليدها، وتقديم الولاء لبلد نحمل جنسيته ونتحدث لغته ونأكل من خيراته.
    ونحن نرفض أي اعتداء على النرويج، وكتاب الكبيسي اعتداء صريح على الفكر النرويجي، وتقديم أكاذيب وأباطيل ومغالطات إلى دار نشر نرويجية.
    ونرفض أيضا نهج الأخ وليد الكبيسي في تزييف الحقائق وتزوير أوراق إسلامية. فالنرويجي الذي يعرف أن أحدنا قدم شهادة زور في دينه لن يقابلنا باحترام وتقدير، ولا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم.
    إن كتاب وليد الكبيسي دعوة للعنصرية ضد المسلمين، ودفاع عن الباطل وتبرير لأي تمييز تقوم به الدولة أو الأفراد.
    محمد عبد المجيد
    رئيس تحرير طائر الشمال
    عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
    http://www.tearalshmal1984.com
    Taeralshmal@gawab.com
    Taeralshmal@hotmail.com
    Fax: 0047+ 22492563

    من مواضيع طائر الشمال

    التعديل الأخير تم بواسطة إبراهيم عوض ; 26/09/2008 الساعة 05:18 PM

  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    الأخ الفاضل الدكتور إبراهيم عوض،


    أشكرك جزيلا على هذا الموضوع المهم، الذي يضع النقاط على الحروف لتصرفات الأستاذ وليد الكبيسي ومواقفه الغريبة والمعادية للإسلام والمسلمين والتي عبر عنها هنا بطرق مختلفة في مواضيع عديدة. لقد راعني جدا أن يزعم الأستاذ الكبيسي بأن الإخوان المسلمين عملاء للولايات المتحدة الأمريكية، وبدفاعه المستميت عن الصهاينة المجرمين المغتصبين لأرضنا فلسطين، وبدفاعه عن كل من يطعن في القرآن الكريم والإسلام وإجهاد نفسه بالبحث عن مسوغات ومبررات لمن يتطاول على الإسلام ويشكك فيه. لقد زعم الأستاذ الكبيسي أن اللغة العبرية هي اصل اللغة العربية، وعندما واجهته بالحقيقة زعم أنه قد تعلم ذلك في المدرسة، رغم أنه قارئ ومطلع على الكثير من الأمور الثقافية والسياسية، ورغم أنه يزعم بأنه يعلم عن الكيان الصهيوني الذي يسميه (إسرائيل) أكثر مما يعلم عن بعض الدول العربية.

    لا أريد أن أطيل عليكم هنا، ولكن أختصر وأقول إن الأستاذ الكبيسي لا يتوقف عن الدعوة إلى إقصاء الإسلام عن الحياة والإسلاميين عن الوجود، ولا يتوقف عن التشكيك في ديننا الحنيف وتمرير ثقافة مريضة معادية للأمة العربية والإسلامية، وأنقل لكم في هذا الصدد مداخلة للأستاذ الكبيسي في موضوع "تشكيل أكبر تجمع عربي على الإنترنت" :

    لا يستطيع العرب ان يخلقوا لوبي. اللوبي أقلية نشطة تتغلغل في أنظمة الدولة، لها تأثيرها بالمال وعلى أطلاع على مجريات السياسه. وتعمل على تحقيق هدف.

    العرب لا يستطيعون الأتفاق على هدف والعمل من أجله أن كانوا مختلفين. انهم يبحثون عن العدو في صفوفهم، ولا يتوقعونه في الجبهة المعادية.
    اليهود أكثر ذكاءُ من العرب. واللوبي لم يؤسسه يهود الشرق، بل يهود امريكا وهم احفاد مهاجرين اوروبيين. والعقلية الاوروبية عقلية براجماتية تتعارض مع قيم العرب ...

    اللوبي الذي تريدونه لا يستطيع أرسائه الى مثقفين عرب. وأغلب هؤلاء الوطنيين التنويريين ليسوا متدينين ولا يربطون الكفاح من اجل الأمة بالكفاح من أجل اعلاء كلمة الله...

    ثمّ أن لوبي أسلامي متدين لا يحظى في ظروفنا بثقة اوروبا وامريكا... غير العلمانيين لا ينجح هذا العمل...
    أما تأسيس جامع ومؤسسة دينية فأستطيع ان طموحا كهذا تستطيع واتا ان تحققه..

    هذا واقع. أنني اشعر أن واتا تحتاج الى دورة تعليمية في طريقة العمل الجماعي. كيف تختلف الآراء لكن الجميع يعملون بأخلاص من اجل هدف وطني وقومي.

    احلام واتا لا حدود لها. لكن الاحلام الكبيرة تحتاج الى نفوس كبيرة. وهذه لدينا منها القليل.

    قد اخطيء في تقييمي ... لكنني اظن انني مصيب.
    لذلك أدعو إلى حظر الكبيسي من الدخول إلى واتا والعبث فيها والتشكيك والتفريق.

    والله المستعان


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  3. #3
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    الأخ الفاضل الدكتور إبراهيم عوض،


    أشكرك جزيلا على هذا الموضوع المهم، الذي يضع النقاط على الحروف لتصرفات الأستاذ وليد الكبيسي ومواقفه الغريبة والمعادية للإسلام والمسلمين والتي عبر عنها هنا بطرق مختلفة في مواضيع عديدة. لقد راعني جدا أن يزعم الأستاذ الكبيسي بأن الإخوان المسلمين عملاء للولايات المتحدة الأمريكية، وبدفاعه المستميت عن الصهاينة المجرمين المغتصبين لأرضنا فلسطين، وبدفاعه عن كل من يطعن في القرآن الكريم والإسلام وإجهاد نفسه بالبحث عن مسوغات ومبررات لمن يتطاول على الإسلام ويشكك فيه. لقد زعم الأستاذ الكبيسي أن اللغة العبرية هي اصل اللغة العربية، وعندما واجهته بالحقيقة زعم أنه قد تعلم ذلك في المدرسة، رغم أنه قارئ ومطلع على الكثير من الأمور الثقافية والسياسية، ورغم أنه يزعم بأنه يعلم عن الكيان الصهيوني الذي يسميه (إسرائيل) أكثر مما يعلم عن بعض الدول العربية.

    لا أريد أن أطيل عليكم هنا، ولكن أختصر وأقول إن الأستاذ الكبيسي لا يتوقف عن الدعوة إلى إقصاء الإسلام عن الحياة والإسلاميين عن الوجود، ولا يتوقف عن التشكيك في ديننا الحنيف وتمرير ثقافة مريضة معادية للأمة العربية والإسلامية، وأنقل لكم في هذا الصدد مداخلة للأستاذ الكبيسي في موضوع "تشكيل أكبر تجمع عربي على الإنترنت" :

    لا يستطيع العرب ان يخلقوا لوبي. اللوبي أقلية نشطة تتغلغل في أنظمة الدولة، لها تأثيرها بالمال وعلى أطلاع على مجريات السياسه. وتعمل على تحقيق هدف.

    العرب لا يستطيعون الأتفاق على هدف والعمل من أجله أن كانوا مختلفين. انهم يبحثون عن العدو في صفوفهم، ولا يتوقعونه في الجبهة المعادية.
    اليهود أكثر ذكاءُ من العرب. واللوبي لم يؤسسه يهود الشرق، بل يهود امريكا وهم احفاد مهاجرين اوروبيين. والعقلية الاوروبية عقلية براجماتية تتعارض مع قيم العرب ...

    اللوبي الذي تريدونه لا يستطيع أرسائه الى مثقفين عرب. وأغلب هؤلاء الوطنيين التنويريين ليسوا متدينين ولا يربطون الكفاح من اجل الأمة بالكفاح من أجل اعلاء كلمة الله...

    ثمّ أن لوبي أسلامي متدين لا يحظى في ظروفنا بثقة اوروبا وامريكا... غير العلمانيين لا ينجح هذا العمل...
    أما تأسيس جامع ومؤسسة دينية فأستطيع ان طموحا كهذا تستطيع واتا ان تحققه..

    هذا واقع. أنني اشعر أن واتا تحتاج الى دورة تعليمية في طريقة العمل الجماعي. كيف تختلف الآراء لكن الجميع يعملون بأخلاص من اجل هدف وطني وقومي.

    احلام واتا لا حدود لها. لكن الاحلام الكبيرة تحتاج الى نفوس كبيرة. وهذه لدينا منها القليل.

    قد اخطيء في تقييمي ... لكنني اظن انني مصيب.
    لذلك أدعو التعامل مع الأستاذ الكبيسي على هذا الأساس ومنعه من العبث في واتا والتشكيك والتفريق.

    والله المستعان


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  4. #4
    أستاذ بارز الصورة الرمزية إبراهيم عوض
    تاريخ التسجيل
    21/12/2007
    المشاركات
    828
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    الدكتور الريفى، صباح الخير، وبعد: فلست متأكدا أن الكبيسى هذا هو الكبيسى ذاك، وإن غلب على ظنى أنهما شخص واحد. كما أرجوكم ألا تحجبوا الرجل عن المشاركة فى واتا، فهناك من يستطيع كشف أخطائه ونسفها نسفا بنفخة من فمه، وما أكثرها لمن يريد، فكل تعليقاته عورات ومقاتل، وإن كنت أنا بالذات لم أرد على تعليقاته المضحكة، أو فلنقل: أفكاره التى تشبه افكار صبيان المبشرين، ولا أجد فى نفسى عزما على ذلك رغم ما ينصبّ علىّ من إلحاح فى هذا السبيل. وقد أفعلها فيما بعد، وبخاصة إذا ثبت أن الشخصين المشار إليهما شخص واحد.

    التعديل الأخير تم بواسطة إبراهيم عوض ; 26/09/2008 الساعة 05:26 PM

  5. #5
    طالب علم - وباحث بالفرق والمذاهب الصورة الرمزية جيفار التميمي
    تاريخ التسجيل
    01/03/2008
    المشاركات
    606
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    هو لم يطعن بالإخوان المسلمين فقط وإنما وصل به الحد أن طعن بعلماء الإسلام الأوائل ووصفهم بالجهلة ، وطعنه بكتب الحديث ، كتب أهل السنة والجماعة .


    التعديل الأخير تم بواسطة جيفار التميمي ; 26/09/2008 الساعة 10:15 PM
    [align=center]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/align]
    قال الرسول صلى الله عليه وسلم
    [align=justify](يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها قيل يا رسول الله أمن قلة بنا؟ قال لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل تنزع المهابة من قلوب عدوكم منكم ويوضع في قلوبكم الوهن قالوا يا رسول الله وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت) [/align]

  6. #6
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    23/09/2008
    المشاركات
    10
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    الأستاذة والإخوة المحترمون:

    بما أني من عشاق الأدب الساخر، أتمنى أن لا يصنفني السيد عامر العظم ضمن " ثقلاء الدم " فما أكتبه في هذه المداخلة يستلهم مقولة : أهلا بكم في منتديات واتا الحضارية؟ والحضارة أفهمها أيضا ببعدها الإنساني الرحب، الذي يقوم على تلاقح التجارب والمعارف البشرية وقبول بمبادئ السلم والتسامح والعدل والعمران. من هنا أود أن أقول كلمة بحق الأستاذ الكبيسي، الذي عرفته من خلال ردوده في " واتا" وفي الصحف الإلكترونية الأخرى. وبكلمات قليلة أستطيع القول أنه شخص مثقف ويملك هما معرفيا، ورؤية حداثية قد لا تناسب التصوّرات الدينية الدوغمائية السائدة.

    وبرأيي أن مانسب إليه في المقالة لن يغير شيئا جوهريا. فكل هذا الكلام معروف في الغرب والشرق. والإسلام مثله مثل باقي الأديان والديانات والرسالات، هو إرث ثقافي إنساني يحق للباحثين في كل مكان تناوله وفق مناهج العلوم الحديثة، لأن الإسلام ورموزه ليس ملكا خاصا ( بقبائل عربية أو تركمانية أو أردية ) بل دين عالمي وجب أن يحرر رموزه من حيز اللغة و( الديموغرافيا) والوصاية والقبلية. تماما كما فعل العالم البوذي واليهومسيحي. إن رفع سيف التكفير هو أحد سمات العالم القروسطي، ومحاكم التفتيش فشرعة حقوق الإنسان تجيز للإنسان حرية الإعتقاد وتغيير العقيدة ، وهذا ما نراه جليا في أوروبا الحديثة حيث يعتنق المسيحيون الإسلام أو البوذية بكل حرية وبدون أي مشاكل قانونية أو إقصاء أو تهميش. وشكرا


  7. #7
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    الأستاذ نادر قريط،

    لماذا لا تشارك في واتا إلا للدفاع عن وليد الكبيسي؟! هذا السلوك يزيد من شكوكنا بأنك أنت الكبيسي نفسه ولكن باسم مستعار آخر، وهذا السلوك ليس جديدا علينا في واتا ولا في أماكن أخرى، وإن شاء الله سنتحقق من هذا الموضوع في أقرب فرصة.

    الكبيسي لا يبحث في الإسلام ولا ما يحزنون، كل ما يقوم به هو الطعن في الإسلام والتشكيك فيه ووصمه ووصم أتباعه وعلمائه بالتخلف، والدفاع عن كل مدلس مشكك زنديق، وليس لدى الكبيس أي شيء سوى ذلك. ولذلك لا تحاول خداعنا بكلماتك الغوغائية التي لا معنى لها، ولا يجوز لك ولا لغيرك الطعن في الدين والتطاول عليه. كما أن البحث في الإسلام ومعانيه حق لأتباعه فقط ولمن يؤمن به، أما من يريد النيل من الإسلام خدمة للماسونية والصليبية والصهيونية، فلا يحق له أن يقترب من ديننا ويصدر أحكامه وفق هواه ومزاجه وثقافته المعادية للإسلام.



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  8. #8
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    23/09/2008
    المشاركات
    10
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    الأستاذ د. الريفي:

    لماذا لا تشارك في واتا إلا للدفاع عن وليد الكبيسي؟! هذا السلوك يزيد من شكوكنا بأنك أنت الكبيسي نفسه ولكن باسم مستعار آخر، وهذا السلوك ليس جديدا علينا في واتا ولا في أماكن أخرى، وإن شاء الله سنتحقق من هذا الموضوع في أقرب فرصة.

    لا أبدا يا دكتور أخطأت العنوان، فلست بحاجة للإختباء وراء أسماء الآخرين، يمكنك بكل سهولة التعرف عليّ بدون الحاجة لكثير من التقصي أو إرسال لجان تفتيش، لدي ملف مقالات في جريدة القدس العربي يمكنك الإطلاع عليه، وبكل سهولة أقول لك بأن مسألة الإيمان والعقائد هي مسألة ضمير، ولا يحق لأي كان أن يحكم على سرائر وضمائر الناس. وشخصيا أخبرك بأن الحق الفلسطيني هو الشيئ الوحيد الذي اؤمن بعدالته وقدسيته!! وما سواه قابل للمساومة وشكرا


  9. #9
    أستاذ بارز الصورة الرمزية إبراهيم عوض
    تاريخ التسجيل
    21/12/2007
    المشاركات
    828
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    هذا رد على تعليق الأستاذ قريط. وقد وضعت قبل كل فقرة من كلامه نجمة واحدة، وقبل ردى عليها نجمتين اثنتين:

    * بما أني من عشاق الأدب الساخر، أتمنى أن لا يصنفني السيد عامر العظم ضمن "ثقلاء الدم" فما أكتبه في هذه المداخلة يستلهم مقولة: أهلا بكم في منتديات واتا الحضارية؟ والحضارة أفهمها أيضا ببعدها الإنساني الرحب، الذي يقوم على تلاقح التجارب والمعارف البشرية وقبول بمبادئ السلم والتسامح والعدل والعمران.

    ** وأين التسامح والعدل والسلم فى كتابة وليد الكبيسى عن الإسلام والرسول والمسلمين؟ إن ما كتبه الرجل إنما ينضح بالغل والكراهية والتدليس الفاجر. ألم يجد فى الإسلام وفى رسوله ولو شعاع نور واحدا؟ شعاع نور واحدا يا أخى؟ وهل فى لمزك للمسلمين الآن من تحت لتحت وتسميتهم بالقبائل العربية والأردية والتركمانية، وكأن المسلمين ليسوا إلا قبائل، وكأن الإسلام لم يأت إلا لأهل البادية وما أشبه، هل فى ذلك عدل وتسامح وتحضر؟ أليس هذا عيبا لا يليق؟ على الأقل فى حق زملائك فى واتا يا أخى!
    * من هنا أود أن أقول كلمة بحق الأستاذ الكبيسي، الذي عرفته من خلال ردوده في "واتا" وفي الصحف الإلكترونية الأخرى. بكلمات قليلة أستطيع القول أنه شخص مثقف ويملك هما معرفيا، ورؤية حداثية قد لا تناسب التصوّرات الدينية الدوغمائية السائدة.

    ** أنا لا أشاركك الرأى فيما يخص ثقافة الرجل وهمه المعرفى ورؤيته الحداثية، فأولا هو ركيك اللغة. وثانيا أفكاره ساذجة وسطحية ويسودها التناقض، ولا ترقى إلى مستوى الكلام الكبير الذى تصفه به. ولا أقول هذا لأنه خالفنى فى الرأى أو يهاجم الإسلام وينصر النصرانية ويردد كلام صبيان المبشرين، بل لأن أفكاره فعلا كذلك. وأرجو أن أنفض عن نفسى رداء التردد فيما يخص الرد على كلامه السطحى المضحك الذى يدل على أنه لا يعرف شيئا يستحق الذكر فيما يكتب عنه. قل: يا رب!

    * وبرأيي أن مانسب إليه في المقالة لن يغير شيئا جوهريا. فكل هذا الكلام معروف في الغرب والشرق. والإسلام مثله مثل باقي الأديان والديانات والرسالات، هو إرث ثقافي إنساني يحق للباحثين في كل مكان تناوله وفق مناهج العلوم الحديثة، لأن الإسلام ورموزه ليس ملكا خاصا (بقبائل عربية أو تركمانية أو أردية) بل دين عالمي وجب أن يحرر رموزه من حيز اللغة و(الديموغرافيا) والوصاية والقبلية. تماما كما فعل العالم البوذي واليهومسيحي. إن رفع سيف التكفير هو أحد سمات العالم القروسطي، ومحاكم التفتيش فشرعة حقوق الإنسان تجيز للإنسان حرية الإعتقاد وتغيير العقيدة، وهذا ما نراه جليا في أوروبا الحديثة حيث يعتنق المسيحيون الإسلام أو البوذية بكل حرية وبدون أي مشاكل قانونية أو إقصاء أو تهميش. وشكرا

    ** من يسمعك وأنت تتكلم عن الرجل يظن أننا سنقتله مثلا أو ننفيه من الأرض، وإن كان من حق أهل كل بيت أن يبعدوا عن أنفسهم من يسبب لهم إزعاجا أو يؤذيهم فى مشاعرهم أو يحسون أنه يمالئ أعداءهم عليهم، وإن لم أحبذ أنا هذا بوجه عام. ومن حقه أن يترك الإسلام إلى غيره من الأديان أو الفلسفات، إن لم يكن قد فعل ذلك منذ زمن، فهذا شأنه، ولكن من حقنا أن نعرف أيضا مع من نتعامل. أم تراك تقول بحق فلان وعلان فى الكفر بالإسلام، وتنكر علينا ما هو أهون من ذلك؟
    ثم أين محاكم التفتيش التى تتحدث عنها؟ إنك تقول من الصبح كلاما يشبه كلامه، وإن كنت تقوله بدبلوماسية ناعمة، ونحن نرد عليك ونساجلك الأفكار واحدة بواحدة فى حوار راق، فلماذا التدليس؟ بل إننى أثنيت عليك فى نقطتين رغم وعيى بما عندك، ولم يمنعنى هذا من مبادلتك الدعابة والضحك. فاين محاكم التفتيش مرة أخرى؟ أترى أن من حق بعض الناس النيل من دين الآخرين، فإذا ما قام من هؤلاء من يبين حقيقته ويكشف القناع عن وجهه، إن كان هناك قناع أصلا، غضبت؟ لا ليس لك حق فى هذا. وما تقوله الآن إنما هو شنشنة نعرفها من أخزم. ونأتى إلى كلمة "كافر": فهل تنكر أن ما يتضمنه الكتاب المذكور هو كفر بالإسلام؟ بلى هو كذلك بكل يقين. صحيح أنه عند قوم آخرين إيمان، لكنه ليس إيمانا بالإسلام أبدا ولا يمكن أن يكون. وأنت قلتها بنفسك، فلم تكون منك لطيفة ظريفة، ومن سواك كريهة قبيحة؟ إن مصطلحات كــ"الإيمان والكفر" عند المتدينين هى مثل مصطلحات "الحداثة" والتنوير"، والرجعية" و"الظلامية" عند العلمانيين والملاحدة والمرددين لكلام المبشرين. ولا مشاحة فى الاصطلاح. ونحن لا نملك شيئا نؤذى به أحدا، فليس عندنا أصلا إلا الكلمة والفكرة. أم تراك تنكر على من يخالفكم الرأى أن يرد على ما تقولون؟ ألا إن هذا ليس بالعدل ولا بالسداد

    التعديل الأخير تم بواسطة إبراهيم عوض ; 29/09/2008 الساعة 05:28 AM

  10. #10
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    الأستاذ نادر قريط،

    لن نرسل لجان تفتيش ولن نتعب أنفسنا في مثل هذه القضايا، ولكن هناك من استخدم أربعة أسماء مستعارة واعترف بذلك، فهذا السلوك موجود لدى سكان القارة السابعة.

    فلسطين لن يحررها إلا المسلمون، ونحن الفلسطينيين لا نريد من العلمانيين والليبراليين الديمقراطيين وغيرهم ممن لا يرى أن الإسلام حق مقدس أي مساعدة لتحرير فلسطين، فالعلمانيون هم الذين نكبوا فلسطين، وهم الذين باعوها، ولا يزال العلمانيون يتاجرون بدماء الشهداء والقضية والشعب المظلوم.

    نحن نتعامل مع كل من لا يؤمن بالإسلام على قاعدة: لا إكراه في الدين. ولكن لن نسمح بتحويل واتا إلى منبر لكل مدلس ومشكك وطعان في الدين.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  11. #11
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    23/09/2008
    المشاركات
    10
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    الأستاذ د. الريفي :

    إختصارا لعناء السؤال والبحث والتنقيب أرسل لك ثلاث مقالات نشرت في مواقع عديدة :

    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=140012

    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=140582

    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=88992

    مع الشكر والتقدير


  12. #12
    أستاذ بارز الصورة الرمزية طه خضر
    تاريخ التسجيل
    28/07/2007
    العمر
    53
    المشاركات
    4,092
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي

    بمعزل عمّا كتب هنا ..

    أقر بانني أحترم الأستاذ وليد الكبيسي العضو الواتاوي وكنت أنتظر منه تعليقا على ما أورده الأستاذ الدكتور هنا، واندهشت إذ لم أجد اسمه حتى بين من تصفحوا الموضوع، رغم معرفتنا بأنه متواجد دائما في المواضيع المشابهة!

    ساقوم بإرسال رابط الموضوع إليه برسالة خاصة؛ فمن يدري لعله لم ينتبه؟!

    للواحد ِ الأحد ِ الولاءُ ... وليسَ للبشر ِ الخضوعْ

  13. #13
    أستاذ بارز الصورة الرمزية طه خضر
    تاريخ التسجيل
    28/07/2007
    العمر
    53
    المشاركات
    4,092
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي

    ملاحظة لتكتمل الصورة ..

    طائر الشمال أو محمد عبد المجيد كان عضوا في واتا وتم حظره لآراءه المتطرفة وشتائمه الكثيرة!!

    للواحد ِ الأحد ِ الولاءُ ... وليسَ للبشر ِ الخضوعْ

  14. #14
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الحاج بونيف
    تاريخ التسجيل
    07/09/2007
    المشاركات
    4,041
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي

    إن كان من خطإ يحسب على صدام الشهيد فهو عدم إراقة دم هذا الصهيوني الجاسوس ..
    أمثال هذا العميل كثر، وهم إذ يقبّـلون أرجل الغربيين قبل أيديهم فإنما لمكاسب ومآرب مادية سرعان ما تزول..
    والغربيون يحتقرونهم لأنهم يعرفونهم على حقيقتهم؛ فبالإضافة لكرههم للجنس العربي، هم لا يثقون في من غيّـر سحنته..
    ما هذا الكبيسي سوى قزم حاول الظهور على هرم سامق، ولكن الرياح العاتية استأصلته ورمت به في هاوية سحيقة.
    أخي الفاضل/ إبراهيم عوض
    رايتك تناديه بأخي فهو لا يستحق منك هذه الأخوة..
    وأؤيد حجره إن ثبت أنه هو الوليد الكبيسي المتواجد في واتا هو ومن يؤيده من المارقين المندسين.
    وكل الشكر لصاحب الرد المفحم الأخ: محمد عبد المجيد.


  15. #15
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    بل شل الله لسانك أنت أيها الحثالة وليد الكبيسي، لماذا تدعو عليّ بهذه الدعوة التي تنم عن الحقد والكراهية والظلامية المقيتة؟!!

    نحن هنا نتحاور باسلوب حضاري، قد نتهم بعضنا بعضا، ولكن لا نلجأ أبدا لهذا الأسلوب الهمجي المشين الذي لجأت إليه، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على حقدك الدفين ونفاقك وزعمك أنك داعية للتسامح والاحترام وغير ذلك من الأكاذيب التي تتستر وراءها لتخفي حقدك على الإسلام والمسلمين أيها المتصهين!!

    إن استخدامك لهذا الأسلوب السوقي والشوارعي لشاهد على انحطاط أخلاقك، ولا يوجد في واتا متسع لك ولأمثالك من الحثالات.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وليد الكبيسي مشاهدة المشاركة
    أنا لا اتهم الاخوان يا ريفي. أنا اتهم من يتعاون مع امريكا. الحزب الاسلامي في العراق. وأخوان سوريا. فأن كنت تدافع عمّن يتعامل مع امريكا فأختر مكانك من (جنّتك)...

    الأخ الدكتور الريفي
    اسمع بما اتهمتني به:
    (وبدفاعه المستميت عن الصهاينة المجرمين المغتصبين لأرضنا فلسطين،)
    شلّ الله لسانك يا كاذب. من اين اتيت بذلك؟ متى واين وبأي لغة؟

    اللهم لا تحشرني مع الريفي ..اعطه الجنة لوحدة..ومن معه من الذين يرمون الاشراف الوطنيين بالتهم فقط لانهم يختلفون عنهم في النظر الى الاسلام......


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  16. #16
    أستاذ بارز الصورة الرمزية إبراهيم عوض
    تاريخ التسجيل
    21/12/2007
    المشاركات
    828
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    صبيان المبشرين وألاعيبهم
    بقلم: إبراهيم عوض


    هذه، فيما أذكر، أول مرة أرد فيها على أحد المعلقين على مقالاتى ودراساتى فى "واتا" ممن يخالفوننى الرأى، إذ كنت وما زلت أوثر ترك الفرصة لهم كاملة يقولون ما لديهم دون تدخل من جانبى. ولم يكن فى ذهنى أن أخرج عن خطة السكوت التى كنت أجرى عليها من قبل، وظللت أتبعها طوال الأيام الماضية رغم التعليقات الكثيرة التى علّقها الأستاذ وليد الكبيسى على دراستى المسماة: "أيها أعظم: محمد أم المسيح عليهما السلام؟" وعلى غيرها من الدراسات والمقالات. إلا أن كثرة غمزه ولمزه ومحاولة إيحائه للقراء أنه ليس لدىّ ما أرد به عليه قد جعلنى أخرج عما كنت أتبعه من اللواذ بالصمت، وبخاصة أننى رأيته اليوم يتنفج على المعلقين قائلا لهم إن البرلمان النرويجى قد أعطاه الــ"Genius Grant"، علاوة على وصفه لنفسه بأنه "أمة وحده". فقلت عندئذ: الآن لم يعد يُسْتَحْسَن السكوت. ثم كتبت الكلمة التالية راجيا من الله أن تكون الأخيرة فلا أكتب فى الرد عليه شيئا بعدها. وقد نظّمت الرد بحيث أسوق كلامه هو أولا مسبوقا بنجمة، ثم أتبعه بكلامى مسبوقا بنجمتين اثنتين:

    * الكبيسى: عظمة الاسلام عدم المغالاة. ونحن نؤمن بأن الرسول بشر كباقي الناس اصطفاه الله بالنبوة والرساله. (انما انا بشر، أخطيء وأصيب)... هذه الشتيمة لا تليق بك، ولا يرضاها الرسول الحبيب. أنت تدافع عن الاسلام والرسول. ومن شتم الناس شتموه. الم يوصي الرسول بعدم شتيمة ارباب الآخرين واوصى اتباعه (لا تسبّوا ربّهم فيسبّوا ربّكم). أسحب الدراسة، احذف منها الشتائم. حاول ان تجعلها معتدله. أستذكر تاريخنا: هل دافع المسلمون عن الاسلام بأسلوبك؟ لو كنت مسيحي وقرأت كتاباتك لما شعرت نحوك الا كما شعرت انت حين كنت تقرأ التشكيك بنبوة الحبيب المصطفى.

    ** هذا ما علق به الكبيسى تحت ما كنت كتبته فى الرد على رسالة النصارى التى يفضلون فيها المسيح على رسول الله عليهما السلام. والرجل، كما نعرف، لا يؤمن بمحمد ولا بالقرآن بل ينال منهما نيلا بذيئا وقميئا وحقيرا. والإسلام عنده هو دين متخلف شرير همجى، فكيف يصفه بالعظمة هنا إذن؟ إنها المزايدة من خلال التظاهر بالثناء على الإسلام حتى يسكت كل كلمة تنطق بالدفاع عن هذا الدين العظيم. هذه هى الحكاية دون لف ولا دوران. ويؤكد كلامَنا هنا ما وقعْنا عليه بالمصادفة من تلخيص لكتابه الذى يهاجم فيه الإسلام ونبيه والله ذاته سبحانه وتعالى. فما معنى ذلك؟ ألسنا أمام حالة من حالات النفاق الخبيث؟ إن صبيان المبشرين ينتشرون فى النت من أجل الهمز واللمز فى الإسلام، أو الهجوم عليه جهارا نهارا، حسب الظروف وحسب درجة وقاحة كل منهم، فإذا وجدوا من يقوم بواجب الدفاع عن الإسلام تظاهروا بأنهم مسلمون على أحسن ما يكون الإسلام، وأنهم من منطلق قيم الإسلام فى التسامح والعدل والجدال بالتى هى أحسن يريدون إغلاق الموضوع كيلا تكون فتنة، وأنه لا يصح أن نخالف ما أمرنا به كتاب الله ورسول الله. طيب، فأين كنتم حين شُتِم الرسول ورب الرسول وأتباع الرسول والحضارة التى صنعها دين الرسول؟ الواقع أن كل ما يبغونه هو عدم الرد وترك النصارى يشتموننا ويشتمون رسولنا وربنا ليل نهار، فهم يتلذذون بذلك. على أن هناك شيئا آخر فى حالتنا نحن المسلمين المصريين، وهو أن أمر فريق كبير من النصارى عندنا وفى المهجر، لا يقتصر على الشتم والبذاءات، بل لهم أهداف شيطانية منحطة لا يخفونها بل يقولونها علنا، ألا وهى إخراج المسلمين من وطنهم بحجة أنهم ليسوا من أبناء البلاد بل عربا جاؤوا من الجزيرة العربية، ويجب من ثم أن يعودوا إليها، وإلا فهل كان محمد أو أبو بكر أو عمر مثلا مصريا؟ ونسوا أنه لا المسيح ولا بطرس ولا لوقا ولا بولس كانوا من مصر، ولا النصرانية ذاتها نتاج مصرى، بل أتت مثل الإسلام من وراء الحدود، وأن العبرة على كل حال بما فى الدين الذى يُعْرَض علينا من حق وصدق ومعقولية ورُقِىّ. إننا هنا أمام حالة شاذة بالغة الشذوذ، فالأقلية السكانية التى لا تزيد فى أحسن الأحوال بإقرار الغربيين النصارى أنفسهم عن 6% تريد أن تتحكم فى مصير الأغلبية التى لا تقل نسبتها عن 94%، ثم يأتى صبيان المبشرين فيظنون أنهم بخبثهم يستطيعون إسكات صوت الحق. ومن المضحك الشاذ أيضا أن يعترض صبيان المبشرين على عنوان دراستى المسماة: "أيهما أعظم: محمد أم المسيح عليهما جميعا السلام؟"، مع أن هذا العنوان ليس من عندى، بل هو مستعار من رسالة النصارى التى يعملون فيها على التقليل من شأن الرسول الأعظم والتى وضعتُ دراستى المذكورة فى الرد على ما فيها من تنطع وسخف. وصبيان النصارى يعرفون ذلك جيدا، فهم، مهما بلغ منهم الغباء، لا يمكن أن تفوتهم هذه النقطة. إلا أنهم يعمدون عن وعى وسبق إصرار إلى التعمية على الحقائق حتى يضطرب حكم القارئ على الموضوع، ولكن هيهات ثم هيهات ثم هيهات! نعود مرة أخرى إلى ما بدأنا به الكلام فنوجه انتباه القارئ إلى خطة النفاق الرخيص التى يتبعها صبيان المبشرين لتعويق جهود المدافعين عن الرسول الكريم. لعن الله من يناله بأذى ويضمر له أو لدينه السوء ثم يتظاهر بالحرص على دينه وسمعته.
    أما قوله إن القرآن يقول: "لا تسبوا ربّهم فيسبوا ربّكم" فلا أدرى أى قرآن هذا. الذى فى القرآن هو: "ولا تسبّوا الذين يَدْعون مِنْ دون الله فيسبّوا الله عَدْوًا بغير علم"، أما ما يقوله فهو أسلوب المبشرين الذين لا تعودوا على تحريف الكتب السماوية والعبث بها وأورثوا ذلك صبيانهم. وعلى كل حال فإن الاستشهاد بالآية هو فى غير موضعه، إذ معناها أنه لا ينبغى أن تبدأوا المشركين بسب آلهتهم حتى لا يسبوا الله عدوانا منهم وجهلا وانطماس بصيرة. ولكن ماذا لو سبُّوا هم الله ورسوله ودينه وشتمونا ونحن لم نمس لهم طَرَفا؟ أوَنسكت ونتركهم يتمادَوْن فى قلة الأدب والسفالة أم نخلع ما فى أرجلنا وننهال به على رؤوس الذين نفضوهم؟ هذا هو السؤال. ويستحيل على أى صبى من صبيان المبشرين أن يثبت أن أحدا من المسلمين قد سب المسيح أو أمه أو أيا من حوارييه. العكس هو الصحيح، إذ المسلمون لا يصنعون شيئا أكثر من إبراز ما فى الأناجيل الحالية من إساءات بالغة لعيسى وأمه وتلاميذه، ثم يقومون بالدفاع عنهم كما يوجب عليهم دينهم.

    * الكبيسى، مخاطبا الأستاذ طه خضر: "العدل من شيم الأسلام. الدكتور عوض لم يهاجم القمض زكريا. بل شمل بنقده المسيحية كلها واناجيلها".

    ** قائل هذا الكلام الزلق الأملس ملاسةَ الحية الرقطاء هو مؤلف الكتاب الذى نشرْنا عرضا له فى "واتا"، والذى لعن فيه "أبو خاش" الإسلام كله لم يترك منه شيئا، ونال فيه من الرسول الكريم نيلا شنيعا يدل على نفسه المريضة، وشتم المسلمين وحقَّر تاريخهم وحضارتهم، وتطاول على الله نفسه جل وعلا. فماذا يقول القارئ فى هذا النفاق الشيطانى؟ ترى أين كان هذا الأدب يوم أن كتب كتابه السفيه الذى لم يشمل فيه بنقده الإسلام فقط، بل تباذأ فى حق الله والرسول والمسلمين أجمعين وحضارتهم وتاريخهم من أوله حتى هذ اللحظة؟ إنها الخطة الخبيثة لإسكات كل صوت يدافع عن سيد الأنبياء والمرسلين ودينه، وفى سبيل هذه الخطة يهون كل شىء.
    ومن الطريف أن يجد فى نفسه الجرأة على محاضرتنا فى وجوب التأسى بالنصارى فى فتحهم عقولهم وصدورهم للنقد العلمى لأديانهم بدلا من الانغلاق الذى نعتصم به نحن المسلمين المتخلفين، مع أن الإسلام هو الدين الوحيد الذى دعا إلى تشغيل العقل فى مسألة الإيمان. ومن ينظر فى كل ردودى إنما يرانى ألجأ إلى منطق العقل دائما ولا أردد الآيات القرآنية لمن لا يؤمن بها. كما أن كل ما كتبه هو عن النصرانية فى "واتا" إنما هو دفاع مستمر عنها وعن كل شىء فيها دون أن يعمل عقله، فأين أسلوب الانتقاد التاريخى إذن؟ وأطرف من ذلك أن أحد المعلقين من إخواننا النصارى الأفاضل كتب يقول: "الأيمان لا يؤسس على المنطق والعلم. الدين يقول لك (أؤمن) والعلم يقول لك (أعرف وتنوّر وتعلّم). ومزج المنطق بالدين يزعزع الايمان بكلّ الأديان"، وهو ما يهدم كل مزاعم صاحبنا عن انفتاح النصرانية على العلم والنقد العلمى. ومن الواضح أن الجملة الصغيرة التى أوردناها للمعلق المذكور مملوءة بالأخطاء الإملائية واللغوية مما لا داعى لشغل النفس بتصويبه، وإلا فلن ننتهى.

    * الكبيسى، فى تعليقه على استنكارى لقول الأستاذ وليد قريط إن اسم "عائشة" مأخوذ من الكنعانية وتأكيدى أنه اسم فاعل من الفعل: "عاش يعيش"، وأن كلتا اللغتين: العربية والكنعانية لغة سامية، فضلا عن أن بعض العلماء يقولون بأن العربية هى اللغة السامية ذاتها، فلا معنى إذن للقول باستعارة العربية له من الكنعانية: "اعلام واتا المكرّمين في تعليقه: (إن كلتا اللغتين لغة سامية كما نعرف، والعربية قديمة جدا حتى إن بعض العلماء يجعلون منها أصل اللغات السامية كلها). لم اسمع من قبل بأن هناك علماء يجعلون العربية أصل اللغات واقدمها... هل هم علماء لغة ام علماء السلف؟ علما ان كلمة (بعض) بالعربية تعني واحد او اثنين او ثلاثة".

    ** أولا أحب أن أوضح للقراء أننى أنا المقصود بقول صاحبنا هنا بعبارته الركيكة التى لاتليق إلا بمستوى العوامّ: "اعلام واتا المكرّمين في تعليقه: ...". ثانيا: يا بنىّ، لقد فوجئتُ بأنهم فكروا فى إضافتى لقائمة المكرمين فى "واتا" فشكرتهم. ووالله لم أكن أتصور أنهم متنبهون لوجودى فى موقعهم، الذى كان يبدو لى وكأنه دنيا واسعة لا يعرف فيها أحد أحدا. ولو كنت أعرف أن واحدا مثلك سوف "ينطّ لى فيها" بعد عام ويسمعنى هاتين الكلمتين اللتين ليس لهما أى موقع من الإعراب ولا من البناء لكنت قلت لهم يومها: "يفتح الله! لا تكريم ولا دياولو". مبسوط يا عم؟ على أنه لا بد من تعريف من لا يعرف أن التكريم الواتاوى ليس أكثر من تقدير معنوى، فلا جائزة مادية ولا حتى شهادة ورقية. بل لم أفكر حتى فى تنزيل الشهادة الضوئية من الموقع، لا عن عدم اهتمام بما تفضل به الإخوان، فليست هذه شيمتى، بل لأننى تعودت على ألا أنال أية جوائز لقاء ما أبذل من جهد فى ميدان الكتابة والفكر، إن كان لما أكتبه قيمة. كما أن خبرتى التكنولوجية فى تنزيل الصور بالذات ضعيفة. ليس ذلك فقط، بل إنى لم أخبر أحدا بهذا التكريم خجلا منى ليس إلا، وإن كنت شعرت بالسرور رغم هذا، إذ لا أحد يكره أن يكرمه الآخرون حتى لو لم يكن يستحق ذلك. أريد أن أقول: إن المسألة لا تستأهل كل هذا الاهتمام من واحد مثلك "مسكون بهمّ المعرفة"، فلديك من الهم والغم، والحمد لله، ما ينبغى أن يشغلك عن الالتفات إلى مثل تلك الأمور الصغيرة. ولو كانوا أعطونى مثلا "سلطانية الجزيرة" وكبسوها فى رأسى لكنت خلعتها الآن عليك بصفتك "مسكونا بهمّ المعرفة" كما وصفك الأخ نادر عن غير حق، لا لشىء إلا لأَسْمَعك تصيح همًّا وغمًّا كما صاح صلاح منصور منهارا فى آخر التمثيلية الغنائية المشهورة وهو يقول فى نهنهة الألم واليأس: "السسسلطانيييييية؟". يستطيع "حبايبك" المصريون فى واتا أن يشرحوا لك حكاية مرزوق العُتَقِى مع تاج الجزيرة. على أن مسألة "الانسكان بهم المعرفة" هذه لا أستطيع أن أفهمها. الذى أعرفه أن يكون بيت من البيوت مسكونا بالعفاريت، أو شخص من الأشخاص ملبوسا بالشياطين فيحضروا له العرّافين ويعملوا له زارا حتى يخرج منه الجن الذى يركبه، وقد يضربونه بالخيزرانة حتى يلهبوا له جسمه إلى أن يخرج الشيطان ويتركه فى حاله. قالوا فى الأمثال إن الذين اختشوا قد ماتوا. وها نحن قد عشنا حتى سمعنا أن واحدا مثل صاحبنا مسكون بهمّ المعرفة... إلى آخر الكلام الكبير والثخين الذى قاله فى حق جنابه صديقه نادر قريط عن غير حق!
    فتعالَوْا لنرى شيئا من الهم الذى يسكنه، ولا داعى لأن نشغل انفسنا بركاكة أسلوبه وأخطاء لغته وإملائه، وهو، فى مسائل التعبير، لا يزيد عن عوامّ مرتادى النت. كل ما فى الأمر أنهم لا يجدون من يصفهم بأنهم مسكونون بالهم والغم. فهل يتميز هو فى أمور الفكر عن الإنترنتيين العوامّ، إن أمكن لضعيف متهافت اللغة متفكك الأسلوب أن يكون لديه فكر يذكر؟ نبدأ بما أتحفنا به "مهمومنا" من دُرَرٍ عن كلمة "بعض". فـ"البعض"، فى تفسيره، "يعنى واحد أو اثنين أو ثلاثة": هكذا بلغة العوام وفهم العوام ومحدودية عقل العوام وضبابية تعريفات العوام، وهو ما يُفْهَم منه أن "بعض" لا تكون إلا فى الأشياء المادية، أما المعنويات فلا تتبعض ما دامت المعنويات لا تتعدد ولا تنقسم بالتالى إلى "واحد اثنين ثلاثة"، وأنها لا تدل إلا على أقل القليل ما دامت لا تزيد عن "واحد اثنين ثلاثة". لكن كلمة "بعض" للأسف تختلف عن هذا اختلاف فكر العلماء عن فكر العوام، إن كان للعوام فكر أصلا. جاء فى "تاج العروس" و"المعجم الوسيط" على سبيل المثال: "بَعْضُ كُلِّ شَيْءٍ: طائِفَةٌ مِنْه، سَوَاءٌ قَلَّتْ أَوْ كَثُرَتْ". ومما يدل على أنها ليست خاصة بالماديات كما فهمها "المسكون" قولهم: "بعض الشر أهون من بعض" (طرفة بن العبد)، و"بعضَ احتيال" (الحارث بن عباد)، و"بعضَ هذا التدللِ" (امرؤ القيس). ومما يدل على أنها لا تعنى القليل فقط قوله تعالى عن ذرية آدم ونوح وآل إبراهيم وآل عمران: "ذريةً بعضها من بعض"، وإلا لكان معنى الآية: "ذريةً واحدٌ منها أو اثنان أو ثلاثة من واحد آخر منها أو اثنين أو ثلاثة". وقس عليها الآيات التالية: "وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ"، "وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ"، "وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ"، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ".
    وأما أنه لم يسمع بما قاله بعض علماء اللغة، أيا كان عددهم، من أن اللغة العربية هى اللغة السامية أو أقرب بناتها إليها فليس هذا ولا يمكن أن يكون حجة على عدم صحة ذلك الكلام، إذ هو ليس مقياسا يعتمد عليه فى هذا الصدد. فمعلوماته على قَدّ حاله، كما أن عقله ضحل ولا يمكنه أن يستقل بشىء، وإلا ما رضى أن يكون صبيا للمبشرين ينشر سخافاتهم وافتراءاتهم ويدافع عن هوسهم ويتباذؤ فى حق الرسول الكريم ويكتب الكتب فى سبابه وتحقير كل ما يمتّ له بصلة، ثم لا يكتفى بهذا، بل يحاول منع كل من يدفع عنه صلى الله عليه وسلم سفالات القوم وسفاهتهم بحجة الحرص على مشاعر فلان وعلان ممن لا يراعون مشاعرنا ولا يفكرون فى أن يقولوا للقمص المنكوح وأمثاله: قفوا عند حدودكم أيها الأوساخ.
    وإنى لَنَاصِحُه بالرجوع إلى الدراسات المتخصصة فى اللغات السامية من تأليف العرب والمستشرقين حتى يتعلم شيئا كان يجهله، وإن كنت أشك فى أنه سوف ينتصح بهذه النصيحة. أليس هو "مسكونا بهمّ المعرفة"؟ إن معنى هذا أنه خزينة معارف متنقلة، ومتى كانت مثل تلك الخزائن بحاجة إلى السعى وراء المعرفةِ، وهى قد احتوت المعرفة كلها بداخلها؟ إن السعى وراء العلم والتشمير عن ساعد الجد فى تحصيله إنما يصلح لنا ولأشباهنا من عباد الله غير المسكونين، أما المسكونون فهم شىء آخر!
    المضحك فى الأمر أن هذا "المسكون" لا يمكنه فهم أبسط البسائط. لقدكتبتُ أن بعض العلماء يرون أن العربية هى أصل اللغات السامية، ففهم ذلك "المسكون" أننى أقول بأنها أصل اللغات كلها، وراح يتعجب ويستنكر. أنا قلت ذلك يا فتى؟ ألم أقل لكم، أيها القراء الكرام، إنه لا يحسن فهم أبسط البسائط؟ ومع هذا فإنه يأنس فى نفسه الجرأة كى يمن علينا بأنه قد قرأ كانط وديكارت ولا أدرى من أيضا وفهمهم، وهو ما لا نصدقه بحال، فمثله لا يتجاوز كتابات تافهى المبشرين وترديدها. وهل الكلام عليه ضريبة؟ وحتى لو افترضنا أنه قرأ هؤلاء الفلاسفة لقد فاته أن قراءة كاتب أو مفكر ما شىء، وفهمه شىء آخر، وإلا ما قال القرآن المجيد عن اليهود: "مثل الذين حُمِّلوا التوراةَ ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا" ولما أُثِر عن المسيح عليه السلام: "لا تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ".
    ويتساءل صبى المبشرين قائلا: "لم اسمع من قبل بأن هناك علماء يجعلون العربية أصل اللغات واقدمها... هل هم علماء لغة ام علماء السلف؟". وهذا مبلغ علمه وفهمه، فهو يضع علماء اللغة مقابل علماء السلف، كأن علماء السلف ليس فيهم مئات من علماء اللغة المشهورين الكبار، ودعنا ممن ليسوا بمشاهير. ترى هل يصح أن يقال: هل التفاح أحلى أو الفاكهة؟ إن التفاح نوع من أنواع الفواكه، ومن ثم لا تصح المقارنة فى هذا السياق بين النوع وجنسه. أهذا مبلغ من يقرأ كبار الفلاسفة الغربيين ويفهمهم؟ أما أنا فلا أظنه قرأهم، وإن كان قد قرأهم، وهو ما أشك فيه شكا كبيرا ولا أصدقه بحال، فهو لم يفهمهم. وصدق أحكم الحاكمين حين وصف اليهود بأنهم "كالحمار يحمل أسفارا". إن كل ما يهمه هو النيل من علماء العرب، الذين يسميهم: "علماء السلف"، هؤلاء العلماء الكرام العظام الذين لا يستحق أى صبى من صبيان المبشرين أن يربط لهم سيور أحذيتهم، لأن ذلك شرف كبير لا يستأهله صبيان المبشرين المتطاولين على رب العالمين ورسول رب العالمين ودين رب العالمين. ولو كان قد رُزِق الفهم لوضع السؤال على النحو التالى مثلا: "من الذين قالوا هذا؟ أهم علماء لغة أم علماء تاريخ؟". لكنه لا يفهم، ومع هذا تراه لا يكف عن إزعاجنا.
    ومُضِيًّا مع الإساءة إلى كل ما هو إسلامى نراه يقول: "ومن كان عالما في القرون الوسطى فهو جاهل حسب تقييمنا المعاصر". والمقصود طبعا هم العلماء العرب لا سواهم. ولكن لماذا يا فتى كل هذه الأذيّة؟ ألأن ما كانوا يعرفونه قد تجاوزه العلم؟ عظيم! لكن هذا يا فتى ينطبق أيضا على كانط وديكارت ونيوتن وهيوم، وينطبق من قبلهم على سقراط وأرسطو مثلا. إلا أنك لا تقول هذا لأنك لا تحقد إلا على كل ما هو مسلم وإسلامى، فتذهب تردد كلاما ساذجا يدل على ضحولة فهمك. لو أن كلامك صحيح لما كان هناك شىء اسمه: "علماء". ذلك أنه ما من عالِمٍ، بالغا ما بلغت عبقريته، إلا وبعد فترة من الزمان يتخطاه موكب العلم. لكن الأمور يا فتى لا تؤخذ بهذه الطريقة العامية، بل يظل العالِم القديم عالما أبد الدهر لأنه استوعب ثقافة عصره وتبحر فى ميدان تخصصه وأعمل عقله وفكره وأضاف إلى ذلك بعض ما استطاع الوصول إليه من الجديد أو استدرك عليه، أو على الأقل: عرضه عرضا متميزا، فسهّل صعبه ويسّر عسيره وحبّب طلاب العلم فيه وساهم فى نشره على نطاق واسع، وإلا لكان أى طالبٍ فَدْمٍ من طلاب هذه الأيام حَفِظ بعض الملخصات أعلم من كل علماء الماضى. ومن يقول ذلك يا ترى، اللهم إلا من طمس الله على بصره وبصيرته فهو لا يفقه شيئا، والعياذ بالله؟

    * الكبيسى: أن ما يقوله المسلمون عن الكتاب المقدس وفي واتا يتعارض مع القرآن الكريم. فالقرآن الكريم لم ينكر صحة التوراة والأنجيل أي العهد القديم والعهد الجديد. ما قاله القرآن هو التحريف. اي تغيير بعض الحروف فقط. تحريف بعض الكلمات. والقرآن دقيق. لكن القرآن لم يرفض الكتاب المقدس ولا آياته بالكامل. أما الأخوة المسلمين حفظهم الله فأنهم يسخرون وينقدون ويعتبرون ان الكتب المقدسة عهدا قديما وجديدا بأنها مزيفة ومنحوله. وهذا يناقض ما جاء به القرأن أذ اعتبرهم أهل الكتاب أي لديهم كتاب منزل. ولو لم يكن لديهم كتاب منزل لما أعترف به القرآن زمن الرسول محمد ص وهو نفس الكتاب الذي بين ايدي المسيحيين اليوم... ايها الأخوة المسلمون حفظكم الله: التزموا بالقرآن. بأحترامه للمسيحية ولأهل الكتاب. أن أنكاركم أنّ المسيحيين بين ايديهم كتاب سماوي منزل هو انكار وتكذيب للقرآن الكريم الذي اعترف بكتبهم ككتب منزله... كان الرسول يطريهم والقرآن قال عنهم انهم (اي مسيحيي الجزيرة الذين التقى بهم الرسول) اقرب مودة الى الذين آمنوا بشهادة القرآن الكريم.

    ** ليس صحيحا أن القرآن الكريم لم ينكر صحة التوراة والأنجيل أي العهد القديم والعهد الجديد. هذا كذب وتدليس، وليست التوراة والإنجيل (لا "الأنجيل" كما يكتبها هو مثل التلاميذ الفاشلين فى هذه الأيام النحسات الذين لا يعرفون الألف من كوز الذرة)، أقول إن التوراة والإنجيل ليسا هما العهد القديم والعهد الجديد كما يظن أنه قادر على إيهام القراء به. هناك فرق شاسع بين الأمرين. ولْنُوَضِّحْ ما نقول حتى نكشف تدليس صبيان المبشرين: فالتوراة التى يقصدها القرآن هى التوراة التى نزلت على موسى، كما أن الإنجيل الذى يقصده القرآن إنما هو الإنجيل الذى نزل على عيسى. فهل ما يسميه صاحبنا بـ"التوراة" هنا هو الذى نزل على موسى؟ وهل ما يسميه بـ"الإنجيل" هو الذى نزل على عيسى؟ وهل العهد القديم هو التوراة؟ وهل العهد الجديد هو الإنجيل؟ الحق أنه لا يقول بها إلا مزيف أو جاهل لا يفقه شيئا مما يقول. كيف؟ أولا العهد القديم يضم ما يسميه اليهود أنفسهم بـ"التوراة"، بالإضافة إلى جميع ما يقولون هم أنفسهم أيضا إنه وحى أُوحِىَ إلى أنبياء بنى إسرائيل التالين لموسى باستثناء عيسى. أى أن العهد القديم عند اليهود يضم التوراة (التوراة حسب اعتقادهم هم لا اعتقادنا نحن المسلمين كما سوف نبين بعد قليل) إلى جانب كتب الأنبياء الإسرائيليين الآخرين، وهذه الكتب لا تُعَدّ التوراة بجوارها شيئا من حيث الحجم.أما التوراة فهى (عند اليهود) الكتب الخمسة الأولى فقط لا غير من العهد القديم، لأن بقية أسفار العهد القديم قد نزلت بعد موت موسى عليه السلام، ولا يعقل أن تكون قد نزلت عليه بعد أن كان قد مات.
    هذا من الناحية النظرية، أما من الناحية النصوصية فكيف تكون هذه الكتب هى التى نزلت على موسى، وفى آخرها نقرأ العبارة التالية: "7وَكَانَ مُوسَى ابْنَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَاتَ، وَلَمْ تَكِلَّ عَيْنُهُ وَلاَ ذَهَبَتْ نَضَارَتُهُ. 8فَبَكَى بَنُو إِسْرَائِيلَ مُوسَى فِي عَرَبَاتِ مُوآبَ ثَلاَثِينَ يَوْمًا. فَكَمُلَتْ أَيَّامُ بُكَاءِ مَنَاحَةِ مُوسَى. 9وَيَشُوعُ بْنُ نُونٍ كَانَ قَدِ امْتَلأَ رُوحَ حِكْمَةٍ، إِذْ وَضَعَ مُوسَى عَلَيْهِ يَدَيْهِ، فَسَمِعَ لَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَعَمِلُوا كَمَا أَوْصَى الرَّبُّ مُوسَى. 10وَلَمْ يَقُمْ بَعْدُ نَبِيٌّ فِي إِسْرَائِيلَ مِثْلُ مُوسَى الَّذِي عَرَفَهُ الرَّبُّ وَجْهًا لِوَجْهٍ، 11فِي جَمِيعِ الآيَاتِ وَالْعَجَائِبِ الَّتِي أَرْسَلَهُ الرَّبُّ لِيَعْمَلَهَا فِي أَرْضِ مِصْرَ بِفِرْعَوْنَ وَبِجَمِيعِ عَبِيدِهِ وَكُلِّ أَرْضِهِ، 12وَفِي كُلِّ الْيَدِ الشَّدِيدَةِ وَكُلِّ الْمَخَاوِفِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي صَنَعَهَا مُوسَى أَمَامَ أَعْيُنِ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ" (سفر التثنية/ إصحاح 34)؟ فهل من المعقول أن يتكلم موسى عن نفسه بضمير الغائب ويقول عن نفسه إنه قد مات، ثم يضيف فوق ذلك أنه لم يظهر فى بنى إسرائيل بعده نبى مثله رأى الله وجها لوجه؟ فأين كان موسى من هذا كله، وهو قد مات وشبع موتا؟ وبالمناسبة فكل الكلام فى الكتب الخمسة المذكورة عن موسى إنما يتم بضمير الغائب حتى حين الكلام عن ولادته ورضاعته ووضعه فى التابوت وعثور بيت فرعون عليه وأخذهم له وتبنيههم إياه ونشأته بينهم... إلى حين موته، بما يدل على أن كاتبه شخص آخر غير موسى.
    كذلك هل يعقل، لو كانت هذه الكتب الخمسة هى التوراة التى نزلت على موسى عليه السلام، أن يقول الله فيها مثلا عن الرجال إنهم أبناء الله، أما النساء فبنات الناس، أو إن الله قد استراح فى اليوم السابع بعد أن خلق السماوات والأرض وما فيهن، أو إنه سبحانه وتعالى قد خلق الليل والنهار الأرضيين قبل أن يكون قد خلق الشمس والقمر، أو إن ابنتى لوط، بسبب من تحرّقهما للرجال ورغبتهما المسعورة فى إطفاء غُلْمتهما بأى حال ومن أى طريق، قد سقتا أباهما النبى الكريم خمرا ونامتا معه الواحدة تلو الأخرى وحبلتا منه، أو إن ابنة فرعون قد انتشلت موسى الطفل الرضيع من الماء، فى الوقت الذى يقول فيه كاتب هذا الكلام بعد أسطر قليلة إن أخت موسى، حين وصلت قبالة قصر فرعون، قد وضعته فوق نبات الـحَلْفاء على الشاطئ، أى خارج الماء، أو إن موسى هو إله هارون، وهارون هو نبى موسى، أو إن يد موسى عندما كانت تبيضّ أمام فرعون وسَحَرَتِه إنما كانت بسبب البَرَص، أو إن هارون هو صانع العجل الذهبى الذى عبده بنو إسرائيل حين غاب أخوه فوق الجبل للقاء ربه وترك القوم فى رعايته ... إلى آخره، وهو كثير يمكن القراء أن يطالعوه بأنفسهم فى الكتب المذكورة؟ وهل يعقل أن يشغل الله نفسه بتاريخ البشرية منذ أول الخلق إلى أيام موسى لا لشىء إلا من أجل خاطر بنى إسرائيل وتتبع أصلهم وفصلهم، وعلى نحو يعجّ بالأخطاء الشنيعة التى لا تليق بوحى السماء ولا يمكن تأويلها بحال، وبخاصة أن من هذه الأخطاء التناقض الأبلق فى تعداد بنى إسرائيل حين خروجهم من مصر أيام موسى؟
    أما بالنسبة إلى الإنجيل والعهد الجديد فقد كفانا "جِنْيَصُ" (Genius) زمانه و"مِنْيَصُ" (Menius) أوانه كثرةَ الكلام فيه، إذ قال هو بعظمة لسانه الذى سيأكله الدود إن الأناجيل التى بين أيدينا ليست إلا سِيَرًا للمسيح تشبه سيرة النبى عندنا. عظيم! وهذا ما ينقض كلامَه كلَّه نقضا لا يُبْقِى منه على شىء ولا يَذَر. ذلك أن الله لا يُنْزِل سِيَرًا نبوية ولا عيسوية، بل هى من صنع البشر. هذه واحدة، والثانية أن القرآن يتحدث عن إنجيلٍ نزل على عيسى عليه السلام، أما الأناجيل التى معنا حاليًّا فهى، كما قال الجِنْيَصُ المِنْيَص، سِيَرٌ كتبها بعض أتباع النصرانية بعد ترك عيسى الأرض بعشرات السنين. إذن فالقرآن يتكلم عن إنجيل واحد، بينما عندنا الآن أناجيل كثيرة، وإن كانت الكنيسة قد اختارت أربعة منها فقط وقالت (على أى أساس؟ لا أدرى، ولست إخال أدرى) إن هذه هى الأناجيل الصحيحة، وكل منها شىء آخر غير الإنجيل الذى نزل على المسيح من السماء. وبالمناسبة فهناك فى الأناجيل الحالية إشارة إلى وجود إنجيل فى يد عيسى كان عليه السلام يبشر به قومه، فأين هو؟ إن هذا هو الإنجيل الذى يتحدث عنه القرآن المجيد. كذلك فالإنجيل الذى يتحدث عنه القرآن قد نزل من السماء، فى حين أن الأناجيل الكثيرة الحالية قد ألفها بشر. هل انتهت المسألة عند هذا الحد؟ كلا برغم أنه قد اتضح للقراء الآن مدى الكذب والتدليس الذى يمارسه صبيان المبشرين معنا متصورين أننا قوم سذّج. كيف؟ يقول الجِنْيَص الِمْنَيص إن القرآن، فى حديثه عن الإنجيل، إنما يقصد العهد الجديد، وقد برهنّا أن الأناجيل الموجودة الآن شىء، والإنجيل الذى نزل على عيسى ويقصده القرآن شىء آخر. فإذا أضفنا أن العهد الجديد ليس هو الأناجيل الأربعة فقط، بل هو هذه الأناجيل مضافا إليها أعمال الرسل ورسائلهم ورؤيا يوحنا اللاهوتى، وهى تزيد على الأناجيل الأربعة فى الحجم، تبين لنا عند ذاك أن كلام الرجل الجِنْيَص هو كلامٌ "بَزْرَمِيطٌ" من الصنف الردىء الذى لا يصلح إلا لرواد حانات كوبنهاجن الجنايص المنايص من أمثاله يشربونه على الريق، فلعله يزيح عن صدروهم البلغم.
    ويبقى زعمه أن الرسول كان يُطْرِى النصارى العرب وأن القرآن قال عنهم إنهم أقرب مودة الى الذين آمنوا، وهو أيضا مثل سائر كلامه لا يزيد عن أن يكون تدليسا رخيصا لا يصلح، كما قلنا، إلا لرواد حانات كوبنهاجن. وكيلا يطول حبل الكلام فى يدى وأنا فى غاية الإرهاق اليوم بالذات أحيله وأحيل القراء الأعزاء إلى الآيات التى يُكْثِر المبشرون، ومِنْ ورائهم صبيانهم المتاعيس المناحيس، الاستشهادَ بها كى يدلِّسوا على عوام المسلمين، وهى موجودة فى سورة "المائدة"، ونصّها: "وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (86)". ومنها يتبين لكل ذى عينين وعقل وضميرٍ سليمٍ لا ضميرٍ فيه غشٌّ ودَخَلٌ أن القساوسة والرهبان الذين أثنت عليهم الآيات قد أتوا إلى الرسول واستمعوا إليه وهو يقرأ القرآن فجاشت قلوبهم وعيونهم وفاضت دموعهم خشيةً وتقوى وأعلنوا إيمانهم بالله ورسوله عليه الصلاة والسلام وأَضْحَوْا بذلك مسلمين. هذا هو معنى الآيات لا كما يقول صاحبنا مدلسا ومعطيا إياها معنى ليس فيها، معنى حفّظه إياه المبشرون فحفظه وردده كما تلقاه، ولا يمكن أن يكون للآيات معنى آخر. ذلك أن الإسلام دين عالمى لا بد لكل من بلغه نبؤه ووصله على حقيقته وتبين له وجه الحق فيه أن يؤمن به ويصبح من أتباع محمد، وإلا كان عقابه النار. وعلى هذا لا يمكن ولا يُعْقَل أن يُثْنِىَ القرآن على أى شخص يرفض الإيمان به، وإلا كان متناقضا مع نفسه. إن مجىء محمد بالإسلام يَجُبّ ما قبله من أديان ويوجب على أتباعها جميعا أن يدخلوا فى الدين الجديد. ومن لم يُصِخ السمع منهم فهو عاص متمرد، ولا يمكن أن يطرى القرآن ولا الرسول العصاة المتمردين. وهذا من الوضوح بمكان، إلا أن صبيان المبشرين يظنون أن بمستطاعهم التدليس فى مثل هذا الأمر، وهو ما لا يمكن أن يكون.

    التعديل الأخير تم بواسطة إبراهيم عوض ; 29/09/2008 الساعة 05:26 AM

موضوع مغلق

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •