|
|
|
|
(((((((((((((((( نحيبُ القدس )))))))))))))))
|
|
|
|
|
سماءُ القدسِ ما عادتْ تريدُ = بزوغَ الفجر ِ أو شمساً تعودُ
فلا وُلدتْ زهورٌ في ربيعٍ = ولا شجرٌ وزرعٌ أو حصيدُ
فقدْ مُـنعتْ منَ الأفراحِ عمراً = وفي أحداقها حزنٌ يسودُ
ويُسفرُ صُبحها عنْ كلّ همٍّ = وفيها الليلُ مقتولٌ وئيدُ
تحاصرها مخاوفها وقرحٌ = وجدرانٌ وشيطانٌ مريدُ
حبيسةُ جرحها والجرحُ دامٍ = وما منْ مرهمٍ فيها يفيدُ
أتاها البؤسُ أطواراً كغيمٍ = تراكمَ فوقهُ ودقٌ عنيدُ
صروف الدّهرِ قد سحقتْ بعنفٍ = معاصمها وأدمتْها القيودُ
رماها حظـّها في كلّ كربٍ = وخانتها المواثقُ والعهودُ
وقدْ خارتْ قـُواها ثمّ أضحتْ= جُذاذاً والفؤادُ بها فئيدُ
فصخرُ الأرضِ يـُثقبُ إنْ توالى = عليهِ القطرُ أو ماءٌ صديدُ
وإنَّ الرّيحَ لا تـُبقي خياماً = ولوْ هبّتْ عواصفها تـُبيدُ
فصارتْ مثل عشبٍ في عراءٍ = بوادٍ غيرِ ذي حبٍّ يجودُ
يجودُ بما تيسّرَ من شقاءٍ = وفيهِ الظـّلمُ والبلوى جنودُ
هنا الأحجارُ منقوشٌ عليها = أنا مقهورةٌ حقيّ فقيدُ
وما منْ منصفٍ فيزيلُ ظلماً = وصوتُ العدلِ مصرومٌ زهيدُ
وكمْ شكوى إلى الأصنامِ سارتْ = فما عادتْ ولا عاد البريدُ
أراها قدْ أضاءتْ مقلتيها = بفيضِ الدّمعِ منْ نزفٍ يزيدُ
سلوا تلكَ الوسائدَ كمْ تلقّتْ = منَ الآهاتِ ما كانتْ تحيدُ
على أسوارها تبكي نجوماً = شهيدَ التربِ يتبعهُ الشهيدُ
أسيراً في سراديبِ الظلامِ = فلا خلٌّ هنالك أو ودودُ
وفي أجفانها بانتْ شقوقٌ = وقدْ ذبلتْ بخدّيها الورودُ
عـَضوضُ الذلّ يرهقها بأسرٍ = ويُثـقلُ نومها حلمٌ بعيدُ
فلا فرحٌ بيوم ٍ سوفَ يأتي= ولا أملٌ ولا عيشٌ رغيدُ
لياليها سوادٌ في سوادٍ = مقطـّبةٌ وداجيها شديدُ
وصوتُ البردِ فيها عزفُ نايٍ = وإنّ الخوفَ ندمانٌ وغيدُ
أيا زمناً عجائبهُ تمادتْ = تساوى فيهِ إقتارٌ وجودُ
ومنْ شرّ البليّةِ ما يغيظُ = ترى الأسيادَ يحكمهمْ عبيدُ
تقولُ القدسُ في عيدٍ حزينٍ = وهلْ يا قوم في الأجداثِ عيدُ
أنا أمّ السّلاهبِ والرجالِ = أداسُ اليوم يخنقني الوصيدُ
وظلمُ الأقربينَ أشدُّ حرقاً = لأوصالي ويقتلني الجحودُ
ولستُ أنا بمنْ ترضى هواناً = من السّفهاء أوْ فظٍّ يكيدُ
أقولُ ونائباتُ الدّهرِ تكوي = حشا أرضي ويتبعها الوعيدُ
(ألا موتٌ يباعُ فأشتريهِ )= فعيشُ الـذّلِ قهراً لا أريدُ
بقلم:
رفعت زيتون
في عيد الفطر
2008
المفضلات