العدو الحقيقي.. والصديق الحقيقي
فواز العجمي

يبدو أن ما فشلت فيه الإدارة الأمريكية الحالية برسم خريطة جديدة للشرق الأوسط الكبير تقوم الآن بعض الانظمة الرسمية على العمل به وتنفيذه على أرض الواقع من خلال ادخال العدو الصهيوني في هذه الخريطة الشرق أوسطية وهذا ما اشار له النائب البحريني ناصر الفضالة رداً على دعوة وزير الخارجية البحريني لانشاء منظمة تجمع الدول العربية وإسرائيل وإيران وتركيا من أجل التوصل إلى السلام، كما قال وصرح به الوزير البحريني لصحيفة الحياة التي تصدر في لندن والتي أثارت حفيظة النواب البحرينيين كما اثارت حفيظة كل عربي ومسلم ولعل تصريح النائب الفضالة بأن هذا التصريح للوزير البحريني "سابق لاوانه" وكذلك تصريحات النائب جلال فيروز التي ذكر فيها أن دعوة وزير الخارجية لا تنسجم مع الموقف الرسمي للبحرين يضاف إلى هذه التصريحات وردود الفعل للبرلمان البحريني على تصريحات سعادة الوزير ما قاله النائب حسن مدن لوكالة فرانس برس أن "اللافت في دعوة وزير الخارجية هو إسرائيل" معتبراً أنه من المبكر الحديث عن دمج إسرائيل في المنطقة.

إن رد بعض البرلمانيين البحرينيين هذا على تصريحات وزير الخارجية البحريني يعتبر عين الصواب فمن المبكر جداً الحديث عن دمج هذا العدو في منطقتنا العربية لأنه لايزال "عدواً" يحتل الأرض العربية ويرفض السلام مع العرب بعد أن قدم له النظام الرسمي العربي هدية مجانية لا يحلم بها أي محتل وهي الاعتراف به بعد قبوله مبادرة السلام العربية التي وافق عليها حكامنا العرب جميعاً.

إن هذا التخبط العربي في التعامل مع العدو الصهيوني وهذه المواقف العربية التي تعترف به كما حدث مع مصر والأردن وجماعة أوسلو وبعض الدول العربية الأخرى والتي تفتح بعض السفارات والمكاتب لهذا العدو على أراضيها سببه الوحيد هو "غياب الاستراتيجية" العربية الواحدة، لهذا نجد هذا الاختلاف والتضارب في الآراء والمواقف من هذا العدو مما يربك الموقف العربي ويجعله هزيلاً وضعيفاً سرعان ما يفرض هذا العدو ما يريد وما يخطط له لمستقبل الوطن العربي في حال تم تحقيق ما دعا إليه وزير خارجية البحرين.

إن وجود استراتيجية عربية موحدة تقول لنا "من نحن" و"ماذا نريد" و"ما هي اهدافنا" واهم من كل ذلك "من هو العدو الحقيقي" و"من هو الصديق الحقيقي" كافية للتعامل مع الآخرين وخاصة مع العدو الصهيوني وإن غياب هذه الاستراتيجية يجعلنا فريسة لاعداء هذه الأمة واخطرهم العدو الصهيوني.

صحيح ما يقال لا توجد عداوة دائمة وانما توجد مصالح دائمة لكن العداء مع الصهيونية سيبقى عداء دائما لان هذا العدو يحتل ارضا عربية ويستمر في عدوانه على شعب هذه الارض باقامة المستوطنات الصهيونية ويرفض عودة اصحاب هذه الأرض الى أراضيهم وهنا جاء رد البرلمانيين البحرينيين على محاولة دمج هذا العدو في منطقتنا العربية وانها تشكل خطراً على الأمن القومي العربي طالما ان هذا العدو لم ينسحب من الأرض العربية ويرفض عودة اللاجئين الفلسطينيين الى وطنهم المحتل وهذا يؤكد قولهم إن هذا الدمج سابق لاوانه مما يعني لو ان هذا العدو استجاب للمبادرة العربية وخاصة عودة اللاجئين يمكن وقتها التفكير بكيفية التعامل مع هذا العدو أو التفاوض معه لان تركيبته السكانية سوف تختلف تماما عما هي عليه الآن وان العنصرية الصهيونية ستصبح ضعيفة وهزيلة وغير قادرة على شن الحروب واشاعة الارهاب في الوطن العربي لان غالبية سكان فلسطين ستكون عربية وهذه الغالبية ستعيد الهوية العربية الى فلسطين وستصبح فلسطين دولة عربية تقطنها اقلية يهودية والصهاينة سيرحلون أو انهم سيقبلون الامر الواقع عندها فقط يمكن التفكير في التعامل مع هذه الدولة وقبولها أو رفضها في الوطن العربي أو في الشرق الأوسط الكبير.