باسم الله الرحمن الرحيم ..
أبدأ باعتذار ..
وآسف عن غياب طال أمده، بسبب أسباب عائلية في بادئ الأمر، ولما أزف الفراق واقترب موعد اللقاء هنا، أبى القدر إلا تأخيره بمرض أبعد عنكم الله كل داء.
ولعل الأمر لم يكن شرا كله، بل كانت به بعض قصائد أعتبرها الأاقرب إلي، لأنها، وبكل بساطة، اقربها إلى حالتي أثناء كتابتها ..
فيجوز التخيل، في مآل الحب إن رحلتُ، وفي مآلي، وفي مآل الأرض، والقضية ..
وها أنا عدت والحمد لله، فأرفض إلا أن أستميحكم عذرا، وأهدي واحدة ممن كُـتبن في المحنه :
مَـــرَاسِـيمٌ :


دار حوار بين الشاعر والأرض، فكان التالي:
أضـيعينـــي
ولا تغْـري عـذابَ الصُّبْحِ كـيْ يحْيا
وينْقذنــِـــــي
أنا في حضْنـكِ المهْجـورِ منْـــفيُّ
وطعْـم النور منْسيُّ
تجنْـــــدلهُ صباباتي
وتبعثنــِـــــي
يزفُّ إلى توابيتي اخْـــضراراً ليسَ يعرفـهُ
سوى وسني
فتحتــلُّ اغْـــتراباتي الأســى بعْــــدي
وتلعنـنـِــــي
وتتركــني لديـــكِ هنا بلا روحٍ، ولا حرفين،
أو وثــــنِ..
فليسَ بجانبي غــسقٌ، تسلَّـل مثل أحلامــي.
وليسَ مــعي سوى أشلاءُ من فتني ..
تُهدْهدني، فأمْطرها نباحاً
ثم أُمْطِرُنِـي..
وأسأل قبري الملعونَ عمَّنْ مرَّ في مدني..
ومن أشكو لــه الأرْضَ.
تبيت عليَّ، تسْجنني بيارقها، وتسْكنني بظلمتها..
ويحضن بعْضنا بعضَــــا..
فتسكرنــِي..
أقول له :
-" أيا قبري"
فيشعل نارَ عانسـةٍ..
وينسى أنَّـه قدْ أحرقَ النَّبضَــــا
وأنسى أنـَّه في الأرضِ منغمسٌ
فأخبره:
- "أنا أدري..
بأن رياءكَ المنثالَ سجيـــلٌّ..
يبيت على فراغ الرُّوح والوهـنِ..
وطرْفكَ مـذْ فطنـْــــت لهُ
يجرِّدنـِــي..
من الكأسيـن والزَّمــنِ..
ويأمرنـِــي
فأطرد كلَّ أحلامي، وأتركها
لتغفو فوقَ أسئلـتي
وتطفئَ بعضَ شهْوتها
على كفنــِي.."