قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) (الحج:73).
الصبغي أو الكروموسوم (بالإنجليزية: Chromosome) هو تركيب قضيبي الشكل تقع في نواة الخلية وتتكون من بروتينات و حمض نووي ريبي منقوص الأكسجين ويمتلك الإنسان 46 كروموسوما في كل خلية جسمية مرتبة على شكل 23 زوجا وكل زوج يتصل ببعضه عند نقطة قرب المركز تسمى السينترومير بينما تحتوي كل خلية جنسية على 23 كروموسوما فقط . في كل زوج من الكروموسوم يطلق عادة تسمية كروماتيد على القضيب الواحد الذي يتصل مع القضيب الأخر في الزوج وللسهولة اعتمد على استعمال مصطلح الكروموسوم لوصف الكروماتيدين المتحدين.
كل كروماتيد يترتب بشكل حلزوني ويحمل في طياته على عشرات الألاف من المورثات (جمع مورثةأي جين) حيث يحمل كل كروموسوم في طياته مايقارب 60,000 إلى 100,000 مورثة وكل مورثة لها موقع خاص بها على التركيب الحلزوني للكروماتيد مشابه بالضبط لموقع نفس المورثة على الكروماتيد المقابل. كل مورثة بدورها تتألف من سلسلة من النيوكليوتيدات وتطلق عليها اسم الأليل هذا الأليل يتحد مع أليل اخر في الكروماتيد المقابل فإذن كل مورثة تتكون في حقيقة الأمر من أليلين ، أليل تم وراثته من الأب وأليل تم وراثته من الأم.
اذا كان الأليلين متشابهين بالضبط في تسلسل النيوكليوتيدات فيطلق على هذه الحالة لاقحة مماثلة Homozygote واذا كان الأليلين مختلفين في تسلسل النيوكليوتيدات فيطلق على هذه الحالة لاقحة متباينة Heterozygote .
الكروموسوم كلمة يونانية تعني الجسم الملون ولكل كروماتيد في الكروموسوم الواحد ذراعان احدهما طويل والأخر قصير تم ملاحظة الكروموسوم لأول مرة في النباتات من قبل عالم نبات سويسري اسمه كارل ولهيلم Karl Wilhelm في عام 1842 ويختلف الخلايا في الكائنات الحية في عدد الكروموسومات الموجودة فيه ففي كل خلية جسمية في الإنسان هناك 46 كروموسوما اما في القرد فهناك 48 كروموسوما في كل خلية جسمية ولايعتمد عدد الكروموسومات على حجم الكائن الحي فالفيل مثلا عنده 56 كروموسوم في كل خلية جسمية بينما تمتلك الفراشة 380 كروموسوما في كل خلية جسمية.
المُوَرِّثَة أو الإِرْثَة (أو الجين في الترجمة الحرفية، جمعها جينات) (جمعها مورثات و إرثات Genes) هي الوحدات الأساسية للوراثة في الكائنات الحية . فضمن هذه المورثات يتم تشفير المعلومات المهمة للوظائف العضوية (المتعضية) organism الحيوية . تتواجد المورثات عادة ضمن المادة الوراثية للمتعضية التي تمثلها الدنا أو الرنا في بعض الحالات النادرة ، بالتالي فإن هذه المورثات هي من تحدد تطور و سلوكيات هذه المتعضية و الفوارق بين أفراد في ميزات الجنس الواحد يمكن أن تعزى للفوارق في المورثات التي تحملها هذه الأفراد . و المورثة:هي قطعة من احدى سلسلتي ال(DNA)تحتل موضعا معينا على هذه السلسلة و تحدد المورثة بعدد النوكليوتيدات الداخلة في تركيبها و نوعها و ترتيبها,وهي قابلة للتغير نتيجة الطفرات لاعطاء أليلات للصفة نفسها.
تنتقل المادة الوراثية من جيل لآخر ، خلال عملية التكاثر reproduction ، بحيث يكتسب كل فرد جديد نصف مورثاته من أحد والديه و النصف الآخر من الوالد الآخر . في بعض الحالات يمكن للمادة الوراثية أن تنقل بين أفراد غير أقرباء بعمليات مثل transfection أو عن طريق الفيروسات .
بشكل أساسي ، تحوي المورثات المعلومات الأساسية لبناء البروتينات و الإنزيمات و المواد الحيوية اللازمة للعضوية و ظائفها.
إن الكروموسومات الموجودة في نواة الخلية -التي تعد بمثابة مركز القيادة في الخلية- تحتوي على الجينات. وكل خصائص وميزات العائدة الكائن الحي موجودة ومسجلة في جينات هذه الكروموسومات (على شكل جزيئات D.N.A.). وجزيئات (D.N.A.) -التي تشكل آلية القيادة والأوامر- بمثابة مخزن جيني للمعلومات، وقد خلقت بحيث تستطيع نسخ نفسها أيضا.
إن الإشعاعات والمواد الكيمياوية والحرارة العالية والظروف الأخرى للبيئة قد تُحدث بعض التغييرات في شفرات جينات الأحياء وفي برامجها, وهذا ما يسمى بالطفرات والتي تفضي إلى ظهور خصائص وميزات جديدة في الجنس التي قد حصلت عليه الطفرة.
وإن الداروينية الجديدة قامت بوضع الطفرات الجينية كركن أساسي في عملية التنوع ونشوء الأنواع الجديدة وتطورها .ولكن لنرى ما يقول علم الجينات والكلمة الفصل من ذبابة الفاكهة " الدروسوفيلا " بالتحديد.
خلال القرن العشرين أجريت ألاف التجارب على ذبابة الفاكهة "الدروسوفيلا" وذلك بتطفيرها بشتى أشكال وأنواع الطفرات المحتملة عليها بقصد الوصول لتطوير نوع جديد او ظهور نوع جديد جراء هذه الطفرات.
تتميز ذبابة الفاكهة التي لا يتجاوز طولها بضعة ملليمترات بعينين عملاقتين حمراوين بحجم رأسها تقريباً. ولها ثلاثة أزواج من الأرجل ودرع دقيق من الكيتين (مادة قرنية) يغطي جسمها وزوج من الأجنحة الشفافة الملونة. ورغم كونها كائناً معقداً نسبياً, فإنها تعيش حياة قصيرة , تبدأ عندما تضع الأنثى بيوضها على سطح فاكهة فاسدة. وبعد يوم واحد يفقس هذه البيض منتجا يرقات بالغة الصغر تنمو بسرعة متغذية على كائنات الخميرة والفطريات التي تنمو في الفاكهة. وتطرح اليرقة إهابها لتصبح خادرة ثم يتغير جسمها جذرياً وينمو لها جناحان, وبعد ذلك تستهل الذبابة حياة هوائية وجيزة. وتكسو جسمها صفوف حساسة من الشعر الذي تستخدمه لاستكشاف أي شيء على تماس معها من تيار الهواء إلى جزيئات الخميرة. وتسعى الدروسوفيلا بكل ما أوتيت من طاقة وراء الطعام والجنس قبل أن تموت في غضون بضعة أيام فقط.
وإن دورة حياتها القصيرة وصغر المكان المطلوب لاحتوائها وتربيتها وتكثيرها وإجراء التجارب عليها بالإضافة إلى كشف الخريطة الوراثية لها وعلاقتها بخصائصا وميزاتها منح العلماء موضوعا متينا للدراسة والاكتشاف في في حقل الوراثة والجينات.
وهكذا بعد إجراء الآلاف من تجارب الطفرات على ذبابة الفاكهة وإظهار خصائص وميزات جديدة ثم تنسيلها والمحافظة على تكاثرها وصل العلماء إلى نتيجة غير قابلة للنقاش وهي:
" لم نلاحظ تغيير ماهيتها نتيجة تطفيرها بالرغم من الحصول على خصائص وميزات جديدة, كما أنه لم يتم ظهور نوع جديد أو نسل جديد نتيجة تلاقحها وتكاثرها"
تستطيع البحث في الشبكة العنكبوتية عن Fruit fly mutations لكي تراجع كل ذلك.
ولنا لقاء قريب ومواصلة مع نفس الموضوع أيضا
في رعاية الله وحفظه
المفضلات