الاتصال الخطابي بين الفارسية والعربية (1)
يتطلب فهم طرح النظريات الحديثة للاتصال الخطابي معالجة قضايا ثلاث هي :
أ - إشكالية مصطلح الاتصال الخطابي ومبررات تبني الدراسة لمصطلح الاتصال الخطابي دون غيره من المصطلحات, و أهم التعريفات التي قدمت له.
ب- التعرف علي العوامل التي تشكل أسس النظريات الخطابية قديما وحديثا .
ج- أهم التطورات التي شكلت نظريات الاتصال الخطابي الحديثة و أهم الطروح التي جاءت بها هذه التطورات. على النحو الذي يسهم في التعرف على ما يمكن الاستفادة منه من هذه الطروح وما ينبغي تجاوزه في التأسيس لنظرية خطابية إسلامية قادرة علي التصدي للإشكاليات التي يعاني منها الاتصال الخطابي في المجتمع الإسلامي المعاصر . وفيما يلي نتناول تعريفا موجزا لمصطلحي الاتصال والخطاب.
أ- الاتصــال: Communication:
الاتصال لغة :من مادة وصل, و الاتصال تعني التحام الشيء بالشيء.و اتصل الشيء بالشيء لم ينقطع و وصله إليه, و أوصله أنهاه إليه , وأبلغه إياه و اتصل الشخص بالشخص اجتمع به وخاطبه.. والاتصال اصطلاحا: الواقع أن تعريف الاتصال يتسع ليشمل كل العمليات التي يتم من خلالها نقل معني أو إشارة ما من طرف لآخر.
ب- الخطـابDiscourse
هو المنتج النهائي للعملية الاتصالية , والذي يتوقف عليه مدي نجاح المرسل (الذي يقود العملية الاتصالية ) في تحقيق الهدف الذي يصبو إليه . لذا نجد أن جل اهتمام النظرية الخطابية يتمحور حول كيفية بناء خطاب فعال قادر علي تحقيق الغرض منه.
ولفهم دلالة هذا المصطلح نعود قليلا إلى المعنى اللغوي الذي يحمله في اللغة العربية فنجد أنه يشير إلى الملفوظ أو الكلام المراد به البيان , فالخطاب كما جاء في لسان العرب (الـخِطابُ والـمُخاطَبة: مُراجَعَة الكَلامِ، وقد خاطَبَه بالكلامِ مُخاطَبَةً وخِطاباً، وهُما واحد من أنواع الاتصال .
والخطاب في الاصطلاح هو" مصطلح يحدد الطريقة التي تشكل بها الجمل نسفا تتابعيا وتشارك في كل متجانس ومتنوع على السواء, وكما أن الجمل تترابط في الخطاب لكي تصنع نصا منفردا, فإن النصوص- ذاتها- تترابط مع نصوص أخرى لتصنع خطابا أوسع نطاقا. ومثال لمجتمع الخطاب: مجتمع الخطاب العلمي, أو الفلسفي, أو الديني,أو الأدبى وهو ما يمكن البدء به من خلال مثال واحد وتطبيقه على الاتصال الخطابى أو الحوارى بين الفارسية والعربية..
المفضلات