تاج الحر: امرأة!
تاج الحر: امرأة!
ليس بحثا اجتماعيا وان تضمنه! وكذلك ليس طرحا فلسفيا, وليس جدلا وجوديا أو روحيا.. بل ببساطة لوحة تتضمن هذا ويستطيع أي كان طرح وجهة نظره.
إذن فاللوحة تثير الجدل عندما تقوم على الموضوع وكنه الموضوع يحدد أبعاد الجدل وقيمة العمل.فالجوكنده والغرنيكا مثالين لاحتدام الحديث فالأولى كأثر فني حظي ويحظى بأهمية على أنها عمل اختلافي. لكن الغرنيكا كعمل جسد أبعاد الحرب أصبح يشتق منه الكثير من اجل سلام الإنسان, لكنه في الوقت نفسه منعطفا فنيا عالي القيمة.
لوحتنا باختلاف القيمة والحضور كاتجاه من فنية العمل التعبيري ويدخل في إطار الفطرية العفوية ولا ينتقص بطبيعة الحال هذا من قيمة أي عمل فني. لكن وفق منهجية بارت وموت المؤلف عند قراءة أثره وبتعبير أخر تحيده والنظر الى العمل فيمكن ان نرى في لوحتنا نسر (أي طائر حر) وفق مفهوم صاحب اللوحة هذا النسر يمسك بمخلبيه عضاءه(حردونه) وليس مهما هنا التأنيث أو التذكير! ارض اللوحة عبارة عن ارض متشققة من الجفاف وعليها ينتصب الحر بقوة الصياد وفوق رأسه محور الموضوع رأس امرأة تتربع كتاج لهذا الحر, المرأة تشبه الملكات الشامخات وهي تنظر الى السماء بثقة وزهو بينما يرفرف الهباري(الشال) شرقي الزخرفة في فضاء العمل بكل الإحساس بالرفعة والحرية.. مفردات العمل هذه أما تفسيرها وفق مناهج البحث فيقدم وجهات نظر مختلفة!
لكني أقدم تفسيري على ان المرأة المتوجة على رأس النسر امرأة حرة تنبثق من ارثها المجتمعي الشرقي المحافظ ولأنها حرة يصعب الإمساك بها لتبقى حلما في فكر الرسام الذي يكن لها كل التبجيل! وتفسير أخر باعتبار النسر يحمل رمزية الذكر والمرأة المتوجة تتخذ أبعاد المقدس (الأم) كنبع الحياة!؟ وبالدخول الى البعد الفلسفي(الديني) سنجد الذكر هنا بصفة الفكر المرتقي الى الاتحاد بصنوه لكنه يرتبط بالمادي الأرضي الجاف والمندثر(الأرض العطشى) ويتغذى على الزواحف ليستمر في العيش من اجل الحياة.. التفاسير لم تنته وهذا ما يعطي العمل قيمة متجددة! لكن الأمر يختلف كليا إذا تركنا بارت وأخذنا رؤية الفنان فماذا يقول الراعي إسماعيل السلمان: ..عندما كنت أرعى االاغنام فاجأتني عضاءه فركضت في أثرها حتى أمسكت بها ولعبت بها حتى مللت منها ثم تركتها وبينما كانت تهرب مبتعدة انقض عليها نسر من السماء وامسك بها!! أما من اين جاءت المرأة لتتوج رأس النسر؟ فالأمر بسيط بالنسبة لإسماعيل فالطير الحر يستدعي الى مخيلته المرأة الحرة وكلاهما يصعب الإمساك بهما, إذا ما عرفنا ان الراعي الفنان هنا يعيش في محافظة دير الزور ولان الإمساك بامرأة بالنسبة إليه أصعب من الإمساك بالنسر وجد أنها تستحق ان تكون تاجا لهذه الحرية المشتهاة! بقي ان أقول: ان أولاد جيرانه من يوقع على لوحتة, لان إسماعيل ببساطة لا يجيد الكتابة!!
عمار حسن
Ammar7h@yaoo.com
رد مع اقتباس
المفضلات