سبهان آدم.. في الثقافي الفرنسي
نافذة لخروج المسخ أو الشيخ الشيطان يلعب الكرة..!؟

وجه بعيون وأفواه كثيرة يخرج إليك كابوسا من نافذة اللوحة مخفوقا بغرائب القذرات وحطام الأنا, لفنان أو عبثي مجنون صحا فجأة على مزبلة الرياء البشري فشكل من الدم الأسود والزفت شيطانا خرافيا ُيبصق
كلعنة في وجه اللوحة ليكون نحن؟! هلاوس بصرية لفصامي يساكن ادم ليل نهار فيخبره عنا كل القذرات
الرهيبة منذ اثنا عشر سنة دون أن يتجرع أي مثبطات عصبية فتهدئ من هيجانه؟!
انفجار في الفن العربي؟! هذا ما قاله عنه ادونيس!حسب قول الفنان.. بتقديمه للمتلقي الفرنسي بمقال مأجور لصالح دار العرض.
فهل هو انفجار حقا أم تفجير مصنع لبورصة من نوع ما؟!
بدون أوكسجين
لأكثر من عقد من الزمن يرسم سبهان ادم(حسين محمد)
شخوصه المختنقة الهاربة من كابوس والمطلية بحالة الخوف والارتعاد رغم عنفها المقزز في شكلها المادي والمستلبة حتى حدود الشفقة في زخمها التعبيري وما بين الشكل المادي والمحتوى التعبيري هوة لايزيدها الفنان بحضوره إلا اتساعا ما يفضي إلى حلقة ناقصة
بين المُنجز والمنجز تكمن فيها كلمة السر الضرورية لفض حالة الالتباس بالمعنى التحليلي لعرض قل نظيره
على مساحة الفن السوري ليس لتفرده بقدر ما هو لشذوذه وليس الشذوذ هنا بمعناه السلبي كمعطى تعبيري
أو فني بل وصوله إلى الرمز والمقدس الديني والإنساني(الشيخ شيطان يلعب الكرة!) ما يجعل العرض أو في ثناياه مطرقة تضرب رأس المقدس في حياتنا وليس مجرد الوجه الأخر للإنسان ببعديه الشرير والحيواني بكل الجموح غير المتناسب مع نقص الأوكسجين والصقيع الذي تكيف معه سبهان ليتحول إلى كائن خرافي محولا هذا الشر إلى مساحة الضوء مكرسا كحالة ناقرة في زحمة الأقوياء!
ُيخرج سبهان عمله الفني من نقطة السذاجة أو العفوية؟! تلك النقطة التي لا تحتاج إلى أي دراسة أكاديمية ما يوقع العمل بمجمله في دائرة الهروب من أساسيات اللوحة لصالح الموضوع الذي يهرب بدوره إلى المشبوه والمشوه, فالتشوه هنا حالة تعكس الحالة الطبيعية فتبرزها وليست المعطى النهائي لمنجز فني متقوقع يعتمد الأشلاء طرحا جنونيا لملاقاة الإنسان في نقطة من الصفاء! فالطرح بمستواه الفكري كمشروع ناقص ينتهجه ادم يفتقر إلى الخصوصية حتى على هذا المستوى فقد سبقه الإغريق إلى ذلك من خلال عفريتة الحمى المشوهه وثمة عشرات الأسماء وليس أخرهم مروان قصاب باشي.. فالتشويه هنا لا يأخذ بعده التشكيلي أو البحثي كما عند باشي بل اعتماده الشذوذ والعدمية وحسب!
نحن لسنا أمام صياغات لونية كما يحلو لبعض النقاد الكبار بل أمام سذاجة واضحة في الصياغات اللونية الفقيرة والشاذة فنيا والتي تقوم وحسب على كسر حالة
السواد الغرافيكي لإخراج اللوحة من جمودها وحالة الفراغ فالألوان الفوسفورية هنا نغمة لا تدخل في سياق المعالجات اللونية بقدر ما تخبر عن نقص حاد في هذه القدرة على هذه المعالجات.
إن السوداوية التعبيرية الحادة التي طرحها ادم لأكثر من عقد من الزمن لا تأخذ سوى بعدها الانفعالي الهابط النغمة البارد كحضور مواز للطرح فتغيب حرية الخط والمساحة على مسرح اللوحة فتتأتي خلفيات اللوحة قائمة على الفراغ غير المبرر بشيء من استلاب شخوص العمل رغم كل عنفوانها كمسوخ أو شياطين.



عمار حسن
Ammar7h@yahoo.com

منشور في جريدة البناء