في صالة أتاسي: يخبو شعرالتشكيل ويرتفع تشكيل الشعر!؟
أدونيس: دخيل تشكيلي يرفع لوحته الى سماء الرقائم!!

أربعة من الشعراء يعزفون التشكيل ولكن بينهم مايسترو يقود موسيقى اللوحة الى تلك الرجفة الغريبة..فتغيب في البحث عن التفسير! المدرس وهذا اسمه وصفته. تشكيلي موسيقي, شاعر..
وأخر باسق كقامة السنديان في تشكيل الشعر يدفعك للتسمر في هيكل السؤال! أدونيس.. بينما لسمير الصايغ المتصوف في عوالم موسيقى وشعر الحرف مساحة أخرى, وكذلك الشاعرة اثيل عدنان لان المساحة هنا لأدونيس ذاك المستحوذ بحضوره على مساحة المكان وبالكاد يبقى لنا اجتزاء مساحة لندخل عوالم اللوحة الأدونيسية إذا جاز لنا ان نسميها لوحة وذلك وقوفا عند عناصر اللوحة التي لا ترقى إليها خصوصا في مفهومنا الأكاديمي للعمل الفني أو بتوسع أخر بمفهومنا الشرقي ببعده الجغرافي وليس الثقافي كمكان لا تصل إليه بالسرعة الكافية اتجاهات الفنون وان كان ما قدمه ادونيس رائج في فرنسا في إطار الكثير مما هو رائج ومقبول وهنا الحديث عن (الفن) لكنه سرعان ما يسقط كما تسقط أو تتراجع الكثير من الموجات أو المدارس الفنية. وان كان ما قدمه ادونيس هو في إطار الرائج والمقبول هناك إلا ان حذاقته شاعريته وفلسفته أضفت عليه ذاك البعد من المشروعية الفكرية في أعمال والمشروعية التشكيلية في أعمال أخرى ما يجعله مقبولا هنا خصوصا في إطار هالة ادونيس بل وتسويقه للعمل عندما يقول: (انه دخيل على الفن التشكيلي) وان من ورطة بهذا الفن هو زياد دلول ويصفه بالمجرم الكبير! لكن ادونيس الخائف من مغامرته يندفع ليرفض التشكيل الكولاجي الذي يقوم عليه عمله ويسميه رقيمه؟! ويضيف: (أحاول ان اكتب قصيدة أخرى عبر الرقائم) وان كنت أقف في الحياد حو ل التسميه أو فرضها لكني لا افعل ذلك حيال فرض ما هو غير فني بالمعنى التشكيلي على انه منجز يقارع الأعمال الفنية أو يقف في سويتها وإلا لاستطعنا ان نكون فنانين بمجرد جمع القليل من الأشياء والأشكال إضافة الى حفنة من الرموز والدلالات ونثرها بطريقة ما في أرجاء اللوحة ليذهب تحليل النقاد في كل الاتجاهات!ان بعض المشروعية التي يحققها ادونيس بأدائه الإنساني الفكري العالي عبر(رقائمه) لا ينظر إليها من الزاوية التشكيلية بجزيتها بل بكليتها والجزء الضعيف في إطار الكل حالة غير مبرره وتقود الى الاستنتاج بوجود خلل ما! وهو واضح في الجزء والكل, وبعض النجاح في الجزء لا يقود الى التعميم. لذا أعيد هنا نص مداخلتي أثناء المحاضرة ( نستطيع ان نرى في (لوحتك) انه لا نهائية للمادة المحسوسة بل تحولها الى شكل أخر ربما يكون هنا بصيغة التشكيل المجرد في إطار التعبير أو الفلسفة في شكل الصورة لرؤية مختلفة للوجود بصفيتي التحليل والتركيب أي بمعنى أخر الكتلة في إطار اللوحة وتفتيتها وهذا امتداد لبحث فكري اكثر ما هو تشكيلي يعتمد الجوهر(النقطة) اكثر من الخط أو الكتلة وبقية عناصر التشكيل) من هنا يستمد ادونيس بعض المشروعية والقبول للوحته وذلك من فلسفة المادة وتحولها وانه لا عدم في الكون وان كانت فلسفة المتحول والثابت تقوم على جدلية تحول المادة أو عودتها الى أصلها نرى في أداء وكولاج ادونيس هذا المفهوم بلغة التجريد التشخيصي أو التعبيري فمن المعدن الصدء ينبثق غصن جاف مفتحا في أعلاه وردة حمراء من نسيج قماش بال غارق في القدم أو يتحول المعدن الصدء ثانية الى تشخيص لامرأة مرفوعة بخيط وعليه نسيج احمر يجانبها كتلة من خشب يرتفع من فوقها حجر بشكل القلب وان كانت هذه العناصر إذا استثنينا التوزيع الكتلي والتوازن تقودنا الى بحث فلسفي أخر يقوم على تجانس عناصر المادة في إطار الجوهر والى بحث أخر يقوم الرضى النفسي في علاقة المرأة(الإنسان) مع بقية الموجودات إذ ما توفر الحب لوجود الحجر والنسيج الأحمر وهنا يمكن ان نسقط التوازن المادي للكتل لقيام التوازن المعنوي في شكل أخر للقراءة التشكيلية وان كانت عناصر الحجر المعدن القماش والخشب إضافة للون مفردات كولاجه إلا إننا نجد ادونيس يضيف الرقم ففي عمل أخر من نتف خشبية لها شكل نصف الجسد الأعلى نجد قطعة مربعة عبارة عن كسرة متر مكتوب عليها الرقم 5 لتشتعل فوقه بقعة نسيجية حمراء وان كنا نفهم فلسفة الرقم واشتعال الأحمر من فوقه إلا ان كتلة الأحمر أسفل اللوحة عنصر يشوش التعبير المكتمل ببعده الخاص. لكن ادونيس يقدم صورة أخرى ترتفع فيها نبرة التعبير وتوازن التشكيل وجمال وبساطة الصياغة بكتلة خشبية يتوزع لونها من الأسود الى الترابي يلتصق بيسارها الأعلى مربع نسيجي احمر له شكل الرأس بينما قطعة نسيجه أخرى تنبثق لتكون الشجرة. عمل أتوقف عنده تشكيليا ولكنه الجزء ولا يعمم.
عمار حسن
Ammar7h@yahoo.com
منشورة في جريدة البناء السورية