آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: كنت في بيت لحم

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية احمد محمود القاسم
    تاريخ التسجيل
    10/03/2008
    العمر
    67
    المشاركات
    156
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي كنت في بيت لحم

    [size="4"][/size]

    كنت

    في بيت لحم

    الكاتب والباحث احمد محمود القاسم
    دعيت من قبل جامعة بيت لحم الى المؤتمر الدولي المتعلق بالأديان، وأساسه هو العلاقات الإسلامية–المسيحية ونظرة إخواننا المسلمون إلى إخوانهم المسيحيين والعكس صحيح أيضا، وقد تناول المؤتمر والذي عقد لمدة ثلاثة أيام متواصلة، الكثير من القضايا المتعلقة بعلاقة المسلمين بإخوانهم المسيحيين، في الدول العربية بشكل عام، وبشكل خاص في المجتمع الفلسطيني.
    ما أثار انتباهي في المؤتمر كثيرا، أن جل المتحدثين، تناولوا العلاقات الإسلامية-المسيحية بعمق وبكل تركيز وتمحيص، ولم يتركوا واردة أو شاردة، إلا وحاولوا التطرق إليها، كأثر مناهج التربية والتعليم والإعلام بشكل عام في التأثير على هذه العلاقات وبعض الألفاظ والكلمات المتداولة في المجتمع الفلسطيني بخاصة، التي مجرد لفظها من قبل الأخوة المسلمون يثير الكثير من إخواننا المسيحيين.
    تبين لي من خلال تواجدي في المؤتمر، واحتكاكي مع الكثير من إخواننا المسلمين والمسيحيين، خاصة على المستوى الشعبي، أن كلا الجانبين، الإسلامي والمسيحي، يجهل كل منهما الآخر عن أعماق وإبعاد ديانته، وان كانت كلا الديانتين بالمضمون وبالمحصلة الأخيرة، تحث على التسامح والتعاون، واحترام الإنسان لأخيه الإنسان، واحترام المعتقدات الدينية لكل منهما للآخر، وكل الطقوس الدينية لكلا الجانبين أيضا.
    حقيقة، عشت في مدينة بيت المقدس لعشرات السنين، وكان جيراننا لعدة سنين خلت، من إخواننا المسيحيين، وكنا دائما على تفاهم كامل معهم، في الجيرة وفي العلاقات الشخصية، سواء على الصعيد الأسري أو على الصعيد الفردي، فكنا متعاونين ومتحابين، ومتفهمين كل منا لحقوق وواجبات الآخر، بحيث لم يصدف ولو لمرة، واحدة أن اختلفنا بقدر الخلافات التي تحدث عادة، بين الجيران بغض النظر عن الانتماء الديني.
    أكثر الموضوعات التي نالت اهتمامي وإعجابي في المؤتمر، ما طرحته السيدة فكتوريا، وهي إحدى الأجنبيات المدعوات للمؤتمر، وهي من إحدى الدول الأوروبية، حيث تحدثت عن المسيحية المتصهينة، وكيف تمكن اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية من ربط بعض المسيحيين بالصهيونية، من اجل خدمة الأهداف الصهيونية الاستعمارية السياسية المعروفة، وكيف تمكنوا من ربطهم بعقليتهم الصهيونية سياسيا، عبر الضرب على الموضوع الديني المسيحي ومضمون وحقيقة الأديان بشكل عام، وصوروا لهم القضية، وكأنه صراع بين اليهود والمسيحيين من جهة، ضد الديانة الإسلامية والمسلمون من جهة أخرى، وبشكل أكثر تحديدا، وبالمعنى السياسي، ضد الشعب الفلسطيني المناضل.
    الحركة الصهيونية، منذ مؤتمرها الأول والمنعقد في بال في سويسرا في العام 1893م بقيادة زعيمهم ومؤسس منظمتهم (تيودور هرتزل)، ولغاية يومنا هذا، تحاول استغلال وتجيير كل تناقض العالم، لمصلحة إقامة الكيان الاستعماري-الاستيطاني الصهيوني في فلسطين، على حساب حقوق الشعب الفلسطيني. حاول الكثيرون في المؤتمر، التركيز على العلاقات الإسلامية المسيحية والتعمق بها كثيرا، وكأن هناك قضية في المجتمع الفلسطيني مثارة بعمق، وهي علاقة الأخوان المسلمون بإخوانهم المسيحيون، وكأن هذه العلاقة مرشحة للتدهور والتطور والتعمق، إذا لم يوضع لها حل الآن، وحقيقة، لم اسمع عن قضية موضوعية وحدية ذكرت، من قبل المتحدثين توضح أي سلبيات في العلاقة الإسلامية-المسيحية، وذات وجود فعلي ومؤثر، مع أن هذا كله، لا يدل مطلقا على وجود أي حساسية بين الجانبين، لا من جانب المسلمين ولا من جانب المسيحيين، وان كان هناك تحسس بعض الشيء، فقد يكون بين بعض الجهلة والمتعصبين دينيا من عامة الناس، من لا يفهم طبيعة الأديان، وجوهرها وأهدافها السامية، فالدين المسيحي يقول:(من ضربك على خدك الأيمن، فدر له خدك الأيسر). وأيضا في الإسلام يقولون:(أن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده).
    ما يثير حساسية إخواننا المسيحيون، من بعض الأخوة المسلمين عند سماعهم ما يقال عنهم، بأنهم (كفرة)، أو أنهم من أهل الذمة، أو أنهم من الصليبيين، كما يثيرهم أيضا سماعهم أن الدين الإسلامي ينفي صلب السيد المسيح وقتله، وفقا لما جاء في كتاب القرآن الكريم، حيث يقول القرآن الكريم في هذا المجال:(وما صلبوه وما قتلوه ولكن شبه لهم)، كما يثيرهم أيضا القول، أن كتابي التوراة والإنجيل محرفين من قبل أتباعهم وحسب أهوائهم، وهما ليس الكتابين الأصليين المنزلين من عند الله سبحانه وتعالى.
    ما يثير حساسية إخواننا المسلمون من إخوانهم المسيحيون عند سماعهم منهم قولهم أن السيد المسيح عيسى بن مريم-عليه السلام-هو الله أو هو بن الله، لأن القرآن الكريم واضح في هذا المجال، حيث يقول في سورة الصمد:(كل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا احد)، كما يثيرهم أيضا عدم اعتراف بعض الأخوة المسيحيين بسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وتجاهلهم له، والبعض أيضا قد يصف المسلمين بالإرهابيين خاصة على ضوء التصعيد الإرهابي عالميا حاليا، والذي لا يمت للدين الإسلامي أو المسلمين أساسا بصلة، وهذا حقيقة، يتنافى مع المفهوم الديني الإسلامي وسماحته، ومضمونه وجوهره، كما يثير المسلمين أيضا طلب يعض المؤسسات التعليمية المسيحية من بعض الشابات المسلمات، بعدم لبس الحجاب، والتقيد بلبس اللباس الموحد للمؤسسة التعليمية التي يتعلمون بها.
    من المستفيد حقيقة، من إظهار ونبش هذه التناقضات والاختلافات بين الديانتين: الإسلامية والمسيحية ؟؟؟؟ أليس هم اليهود الصهاينة وحدهم، أليس من مصلحة اليهود الصهاينة تعميق هذا التناقض وإثارته، والوصول به إلى حد الصراع الدموي، حتى يصبح الصراع فلسطينيا-فلسطينيا، بدل من أن يكون فلسطينيا صهيونيا؟؟؟ كما حدث بين الأقباط المسيحيين وبين المسلمين في مصر ؟؟ وكما حدث في العراق الشقيق في مدينة الموصل، منذ مدة قصيرة، من قبل جماعات مسلحة، تدعي انتمائها للدين الإسلامي واعتدائها على بعض العائلات المسيحية في الموصل، وطردهم من بيوتهم وممتلكاتهم.
    المجتمعات العربية بمسلميها ومسيحييها، أمامهم صراعات وتحديات أهم بكثير مما بينهم من اختلافات دينية شكلية غير مؤثرة، فهم كلاهما أمام صراعات وتحديات ضد التخلف والجهل، وضد الفقر والمرض، ومن اجل تسريع وتيرة اللحاق بركب الدول المتطورة والمتقدمة صناعيا واقتصاديا، وتحديات تنمية وبناء الوطن وتخليصه من العدو الصهيوني الجاثم على بعض أراضيهم ومدنهم وقراهم في فلسطين والجولان. فلمصلحة من إثارة هذه النعرات الدينية؟؟؟؟ التي لن تجدي نفعا لكليهما، ولا تجلب لهم إلا القتل والدمار.
    بعد انتهاء مؤتمر جامعة بيت لحم، والمتعلق بالديانتين الإسلامية والمسيحية، قررت القيام بسياحة داخلية لمدينة بيت لحم المقدسة، حيث لم أقم بزيارتها والتعرف عليها منذ مدة طويلة جدا، خاصة وأنني كفلسطيني، واجب علي، معرفة طبيعة بلدي وما تحتويه من مقدسات دينية وأثرية، و حقيقة لا اعرف الثروة الدينية السياحية التي تتضمنها بلادنا، مهبط الديانات السماوية، حيث يأتيها السواح من شتى بقاع الأرض، للتعرف على معالمها وأماكنها المقدسة، بشقيها الإسلامي والمسيحي، والتعبد بها.
    اتفقت مع احد السائقين، من سكان مدينة بيت لحم، ذوي الخبرة الكافية بمعالم المدينة، على أن يأخذني بجولة استطلاعية لكل معالم مدينة بيت لحم السياحية والمحيطة بها، ولمدة نهار كامل، وفعلا فقد قمت بزيارة كافة أرجاء المدينة المقدسة، وكنائسها وأديرتها والمواقع الهامة فيها، كما زرنا مدينة بيت جالا وبيت ساحور والدوحة وارطاس وغيرها من المواقع والقرى المحيطة والقريبة من المحافظة، وقد سرني وراعني كثيرا أبنية الكنائس المنتشرة في العديد من البلدات الفلسطينية، والتي يقطنها في معظمها إخواننا المسيحيون، وهذه الكنائس، تكون عادة قريبة من أماكن سكناهم، كي تسهل وصول كبار السن منهم والمرضى والضعفاء، لأداء صلواتهم، وحقيقة، هذه الكنائس كانت تتصف بالجمال الأخاذ، ووجودها بالمنطقة، يضفي على المنطقة جمالا خاصا، وقد دخلنا في معظم هذه الكنائس، وأماكن التعبد بها، وقد راعنا جمالها ونظافتها وتنسيق الحدائق المحيطة بها، وجمالها وزينتها من الداخل، وأيضا، ما استرعى انتباهنا عند دخولنا إلى أماكن التعبد بها، أننا لم نر أي شخص موجود بها من إخواننا المسيحيين، ولم يسألنا أحدا عن سبب مجيئنا وتجوالنا، وما إذا كان لنا هدفا أو مأربا خاصا، مع أن هناك أشياء ثمينة جدا ومناظر منسقة، يمكن لأي زائر جاهل، أن يسيء التصرف، وتحدث ما لا يحمد عقباه، المثير في الأمر أيضا، ما سمعته من بعض إخواننا المسيحيين، بان الجهات المعنية والمختصة، تمنع بناء الكنائس إلا بشكل مقنن، وحقيقة، قد تساءلت لماذا هذا المنع؟؟؟ لو كان صحيحا، خاصة، إذا كان هذا البناء يخدم إخواننا المسيحيين، وكون بناء الكنائس وبناء العمران بشكل عام، ذو قيمة حضارية وعمرانية، ولا اعتقد بناء كنسية عند كل مسجد إذا كان فيه خدمة جلية وواضحة لإخواننا المسيحيين يضير المسلمون في شيء.
    أخيرا ذهبنا لزيارة كنيسة مهد السيد المسيح، حيث ولد، حيث بنى هذا المكان المقدس القديسة (هيلانة) والدة إمبراطور الرومان (قسنطين)، وكان المكان غاصا بالسواح الأجانب، من جميع أرجاء المعمورة، واعتقد بأنهم في زيارة دينية وثقافية لمدينة بيت لحم.
    ما لفت انتباهي كثيرا في ساحة المهد، وجود احد مساجد المسلمين، وعلى بعد عشرات الأمتار من كنيسة المهد، وقد صادف وجودنا بالمنطقة، موعد آذان العصر، حيث نودي لصلاة العصر، وأم المسجد الكثير من المسلمين المتواجدين بالمنطقة، لأداء الصلاة، فكان منظرا رائعا وجميلا جدا، لم نلمس أي حساسية من أحد، لا من قريب ولا من بعيد، من أي مواطن في المنطقة، وكان هذا أسمى معاني التسامح والاحترام والتآلف والود والانسجام، الذي يجمع المسلمين بإخوانهم المسيحيين، وحقيقة هذه الصورة، صورة مشرفة وواضحة للعالم اجمع، عن التآلف الإسلامي-المسيحي، والانسجام القائم بين المسلمين وإخوانهم المسيحيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذه الصورة تعبر بصدق وبحق، عن تعايش الديانتين: الإسلامية والمسيحية، وهي كانت كذلك عبر مئات السنين، فمن لديه أجمل من هذه الصورة، لتسامح الأديان، وهذا مؤشر واضح للمشككين بوجود تناقض أو صراع بين الديانتين الإسلامية والمسيحية أو حتى بين إتباعهم.

    انتـــــــــــــهى


  2. #2
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    15/05/2007
    المشاركات
    1,522
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي بالتفصيل الصادق والمتابع لبيت لحم ايها القاسم.

    ((ما يثير حساسية إخواننا المسيحيون، من بعض الأخوة المسلمين عند سماعهم ما يقال عنهم، بأنهم (كفرة)، أو أنهم من أهل الذمة، أو أنهم من الصليبيين، كما يثيرهم أيضا سماعهم أن الدين الإسلامي ينفي صلب السيد المسيح وقتله، وفقا لما جاء في كتاب القرآن الكريم، حيث يقول القرآن الكريم في هذا المجال:(وما صلبوه وما قتلوه ولكن شبه لهم)، كما يثيرهم أيضا القول، أن كتابي التوراة والإنجيل محرفين من قبل أتباعهم وحسب أهوائهم، وهما ليس الكتابين الأصليين المنزلين من عند الله سبحانه وتعالى.
    ما يثير حساسية إخواننا المسلمون من إخوانهم المسيحيون عند سماعهم منهم قولهم أن السيد المسيح عيسى بن مريم-عليه السلام-هو الله أو هو بن الله، لأن القرآن الكريم واضح في هذا المجال، حيث يقول في سورة الصمد:(كل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا احد)، كما يثيرهم أيضا عدم اعتراف بعض الأخوة المسيحيين بسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وتجاهلهم له، والبعض أيضا قد يصف المسلمين بالإرهابيين خاصة على ضوء التصعيد الإرهابي عالميا حاليا، والذي لا يمت للدين الإسلامي أو المسلمين أساسا بصلة، وهذا حقيقة، يتنافى مع المفهوم الديني الإسلامي وسماحته، ومضمونه وجوهره، كما يثير المسلمين أيضا طلب يعض المؤسسات التعليمية المسيحية من بعض الشابات المسلمات، بعدم لبس الحجاب، والتقيد بلبس اللباس الموحد للمؤسسة التعليمية التي يتعلمون بها
    ))انتهى
    مرحبا بالقاسم في بيت لحم
    سيكون الرد على هذه الانطباعات في عدة ابواب،الاول: الباب الديني.الثاني:الباب الاجتماعي الثالث:توزيع المراكز على الدوائر الحكومية،باب الوظائف والمسؤلية.الرابع :باب المؤتمر وأخيرا في النشرات الادبية او التعريفية
    الباب الاول: الديني
    وهو المقتطف من الانطباع اعلاه حيث ينقل الكاتب ما دار في هذا اللقاء وهو ضمن اللقاءات الدورية في جامعة بيت لحم الكاثوليكية ـ تابعة للبابا في روما ـ حول العلاقة الاسلامية المسيحية.ما يزعج المسيحيين ،لا ادري ان كان في العالم او في بيت لحم فقط ، لفظ (كافر) ولم يوضح الكاتب ان هذا اللفظ للاستهزاء او للمنقصة او للوصف ،واقول : هذا اللفظ للوصف ولا استهزاء ولا منقصة فيه، اذ الكفر هنا عدم الايمان برسالة النبي محمد وقولهم بالتثليث او العائلة المقدسة. صحيح انهم لا يؤمنون بالرسالة الاسلامية ويؤمنون بالعائلة المقدسة ولا ادري ان زرت مشفى العائلة المقدسة في باب الزقاق ام لا؟ لكن هل يترتب على هذا الوصف حجر اجتماعي او اقتصادي في العلاقة بين المسلم والمسيحي في فلسطين وليس في بيت لحم فقط؟ بالتاكيد،لا مع اليقين في ذلك. وللعلم فان المصلحة المسيحية التجارية ينشطها المسلمون ولولا القوة الشرائية للمسلم لاقفلت العديد من المصالح ابوابها. هل يشتري المسيحي من بقالة المسلم ،في الغالب ،لا . ويفضل الشراء من المسيحي، ربما لدعم بعضهم بعضا اقتصاديا. وهذا ما يقال في التعليم فبعض المدارس يبلغ عدد طلبتها المسلمين 80% واخرى اكثر من ذلك فلو انسحب الطلبة المسلمون من مدارس التنصير "التبشير" لافلست واقفلت ابوابها.ويتحمل المسلمون الصلاة التنصيرية صباحا في الطابور او الكنيسة الملحقة بالمدرسة وقد انسحب العديد منهم من المدارس خاصة الاطفال في الروضة لهذا السبب اضافة للتمييز الواضح في المعاملة والدرجات في الشهادات والامتحانات المدرسية. اياك انت او غيرك ان يقول ان هذا الكلام تحريضي او عنصري او دعاية او .. لاني اتحدى من يقول عكس ذلك بالطلبة انفسهم ،وان اردت نظم لقاءات في هذه الملاحظة . اضافة الى انهم يركزون على اللغات الاجنبية اكثر من اللغة العربية وان معلم التربية الاسلامية في مدارسهم لا علاقة له بالتطبيق الفعلي للسلوك الاسلامي ،مسلم وكفى..
    ومن التعسف والتعدي على الحريات الشخصية والدينية ما تقوم به المدارس التبشيرية والمشافي من اجبار الموظفات او الممرضات او الطالبات على عدم ارتداء الحجاب اثناء العمل .امثلة:مشفى الكاريتاس في بيت لحم،كلية التمريض الملحقة به،مدرسة طاليتا في بيت جالا،مدرسة راهبات الوردية،مشفى الجمعية العربية وان عدل جزئيا عن هذه السياسة مؤخرا نظرا لعدم توفر الطاقم الذي يريد. يحدث بلا ضجة من المسلمين. ويحدث مسح لديانة التلميذ في المدرسة من شهادة الميلاد بعد ان كان مسلما لان والده تزوج من مسلمة وبعد اتمام الزواج ارتد ويدرس التلميذ الدين المسيحي وليس الدين الاسلامي مع العلم ان الديانة في شهادة الميلاد مسلم. وتتزوج المسلمة من مسيحي (3 حالات) ولم تقم القيامة على هذا الزواج الباطل شرعا.
    اما بالنسبة لمصطلح اهل الذمة فهو فخر للاقليات ضمن الاغلبية ـ يشكل المسيحيون 40،000 اربعون الف نسمة من مجموع ما يزيد عن 3،000،000 ثلاثة ملايين مسلم أي ما نسبته 1.3 % ــ أي ان هؤلاء المواطنين هم في ذمة الكثرة هذه مصانون بعهد وميثاق يرعاه الخليفة والقانون والنظام الذي يتساوى فيه الجميع .انظر للمسلمين في البوسنة ايها القاسم حيث ابيدو بتواطوء حكام اوروبا .
    اما النسبة الى الصليبيين فان التاريخ لم يقل عكس ذلك ،فبعض العائلات كالبندق من البندقية بايطاليا جاؤا مع الحملات الصليبية ،لكن هل يلغي هذا مواطنتهم والمساواة امام القانون ؟ كما ان العديد من سكان فلسطين جاؤا مع صلاح الدين ابان الفتح الاسلامي . وما الضير في ذلك؟ الفارق ان الفرنجة" الصليبيين" اعتدوا على ارض ليست لهم وعلى شعب لم يعتدي عليهم وهم اصلا لم ياتوا مسيحيين بل محتلين مستوطنين لنهب خيرات الارض وللزعامة والسيادة.

    اما ان المسلمين يقولون قل هو الله احد وعلى هذا احتجاج فانها لعمري مجننة ،اوَ يقول ذلك عاقل؟،اذن لنلغي القران او نتجه لقرآن امريكا المزعوم.او ان الدين الاسلامي ينفي صلب المسيح ، ينفي صلب المسيح !!،ما المشكلة الميدانية في ذلك؟ الكثير من النصارى ينفون صلب المسيح .
    او ان التوراة والانجيل محرفتان ،الا تعلم بان مئات الكتب والابحاث والتحليلات لمفكرين من النصارى تقول بذلك؟ محرفة بالزيادة او الحذف او الترجمة الخاطئة.
    الباب الثاني / العلاقات الاجتماعية
    العلاقات الاسلامية المسيحية هادئة مطمئنة لا توتر فيها يؤدي الى ازمة الا اذا اراد البعض من الخارج اثارة نعرة مرفوضة اصلا بين المجتمع الفلسطيني . انا شخصيا من المتابعين لما يصدر عن هذه اللقاءات وبين يدي العشرات منها ،اذ لم اقرأ عن ما يزعم انه توتر او ما شابه. اما ما يدور من احاديث جانبية شخصية فلا يعول عليها ان كانت لانها تفتقر الى البحث العلمي .
    عندما يظلم المسيحي من مواطنه المسيحي فانه يلجا لعلاقاته مع معارفه المسلمين ،وكم من القضايا حلت من اعضاء البلدية المسلمين بعد انتخاب حماس في التشريعي والبلديات .لا اقول جزافا بل عن واقع مؤكد .اترك لك السؤال عن ذلك .
    صحيح ان الزيارات العائلية على الغالب بين المسلمين والمسيحيين قليلة لان الاخوة المسيحيين يريدون ان يتميزوا ويبتعدوا في مجتمع خاص بهم يرتاحوا اليه نظرا لتشابه الاهتمامات والافكار الحياتية ، وفي المقابل ،هل العلاقات العائلية بينهم على ما يرام ؟في الغالب، لا.
    في المدارس الحكومية الكثير من اولياء الامور النصاري يرغبون في المعلم المسلم الكفوء ويبتعدون عن المعلم غير الكفوء من المسيحيين ، وان العديد منهم يود ان يزوج ابنته من شاب مسلم تتوفر فيه الاهلية والاخلاق الا انهم يحجمون نظرا لسطوة بعض المتنفذين منهم وفي هذا السياق جاء امر الرئيس ياسر عرفات بمنع عقد الزيجات مع المسلمين فلا يكتب لهم عقدا ان ارادوا ذلك.

    يتبع ان شاء الله

    التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى عودة ; 27/10/2008 الساعة 07:08 AM

  3. #3
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    15/05/2007
    المشاركات
    1,522
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الباب الثالث:
    توزع المناصب في الدوائر الحكومية على المسيحيين بنسبة تفوق ثقلهم السكاني والعلمي والمعرفي بشكل لافت. اذ يبلغ عدد سكان بيت لحم ما يربو على000 , 190 (ماية وتسعين الفا)وعدد المسيحيين يزيد قليلا عن 20,000 أي حوالي 11% من تعداد المحافظة امثلة:رئيس البلدية ،رئيس الغرفة التجارية، مدير المشفى الحكومي في بيت جالا(الحسين سابقا)، وئيس مركز السلام في بيت لحم،السياحة بما فيها الوزير ،الصحة.ولكي لا تفقدهم الديمقراطية الانتخابية السيطرة على المدينة جزَّئت الى سبع بلديات ومن باب فرق تسد ايضا بالنسبة للسلطة الفلسطينية،اضافة الى المجالس القروية . ورؤساء اقسام في العديد من الدوائر الحكومية بالاضافة الى الاجهزة الامنية. ولا تنسى الادارات المدرسية ذكورا واناثا.
    وقد قام المجلس البلدي في بيت جالا برئاسة الاعرج بفصل منطقة الدوحة عن بيت جالا وقت ما كان يسمى في حينه التنظيم في الادارة المدنية التابع لبيت ايل (للاحتلال) في رام الله بدعوى عدم تمكن البلدية من تحمل اعباء اقتصادية جديدة ،لكن السبب الارجح هو عدد الاصوات في الانتخابات اذ لو بقيت الدوحة ضمن بلدية بيت جالا لاصبح عدد المسلمين يفوق اخوانهم المسيحيين بنسبة 4:1 اما الان تميل الاصوات الى المناصفة .وقد دخل البلدية اعضاء جدد من المسلمين عن طريق الانتخاب ولاول مرة .
    و تناهض وتمنع اللجنة المحلية المسيحية بيع الاراضي للمسلمين بحجة نقص المساحات واعاقة اصدار رخص البناء للمالك المسلم في الوقت الذي اقام الجيش الاسرائيلي معسكر ونقطة تفتيش على الارض المباعة من مسيحيين وتمكن المستوطنون المتدينون من شراء المحلات التجارية الملاصقة لقبر راحيل "مسجد بلال بن رباح" من مالكها المسيحي.

    يتبع ،ان شاء الله.


  4. #4
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    15/05/2007
    المشاركات
    1,522
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي باب المؤتمر

    تعقد الجامعة بشكل مستمر اللقاءات محددة جدول الاعمال والاوراق ويختارون من يحضر لهم هذه الاوراق ومن هذا الاختيار السيد القاسم(لماذا انت؟ لانك علماني.) الذي يقول :"دعيت من قبل جامعة بيت لحم" اما لماذا هؤلاء وليس غيرهم ؟ الجواب :لانهم الاقرب الى الرضى عن طريقة تفكيرهم ويكتبون ضمن شروط المؤتمر ومواصفات الادارة من جهة ،وان نهجهم وطريقة تفكيرهم معروفة للمنظم من جهة اخرى.
    كم من المؤتمرات الحوارية الاسلامية المسيحية الكاثوليكية عقدت ،ماذا كانت النتائج على الارض؟ لا شيء،صفر .لم نلمس اي تغيير في هذه العلاقة بل تزداد جمودا.اذن المؤتمرات غير صادقة وتاخذ التغذية الراجعة للاحوار واللانتائج في الشارع.
    المؤتمر يختار نخبا اسلامية(دين رسمي) لا تمثل الشارع الاسلامي ،والمؤتمر لا يرغب في اشراك المؤثرين في المجتمع بشكل مباشر، والمؤتمر لا ينوي دخول معترك الحياة الميداني ،لذلك هو فاشل وسيبقى هكذا الى ان يغير نهجه .استطيع القول ان المؤتمر يستقوي بالمحاورين فكريا على شارعهم ،لذا لن يجنى من الشوك العنب.
    سيقول قائل : هناك اصدارات فكرية وكتب ونشرات .بلى ،يوجد ذلك .اين هي من التغيير ان كانت صادقة(محروقة على المجتمع) ومخلصة وتتبع الهدف السليم؟؟
    يتبع ان شاء الله

    التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى عودة ; 28/10/2008 الساعة 11:53 PM سبب آخر: زيادة جملة

  5. #5
    أستاذ بارز الصورة الرمزية احمد محمود القاسم
    تاريخ التسجيل
    10/03/2008
    العمر
    67
    المشاركات
    156
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: كنت في بيت لحم

    الأخ الفاضل مصطفى عودة المحترم
    تحية طيبة وبعد: اشكر مرورك الكريم على الموضوع واغنائه بملاحظاتك القيمة والموضوعية، وقد ابديت لك رايي بكل صراحة ووضوح في موضوعي المنشور اعلاه، وانا حقا كنت من المعترضين على قضية ان هناك اشكالية اسلامية -مسيحية في العلاقات بين الجانبين، وانا استغرب من احد ان يقول ان هناك مثل هذه الأشكالية، وانا تفق في الكثير مما تفضلت به من ملاحظات تسود العلاقة الأسلامية -المسيحية، ونحن هنا لسنا بصدد تعميق اي سلبيات قد تكون موجودة لسبب أو لآخر، نتيجة لعدم الوعي والثقافة، وقد تكون لها ابعاد خارجية، وحقيقة نحن المسلمون، لم نلمس من اخواننا الفليسطينيين المسيحيين اي اشكالات تذكر وذات قيمة، لا شك ان هناك جهات اجنبية وخارجية يهمها صب الزيت على النار، ويجب علينا ان نكون صريحين ومتنبهين لذلك، ولا نتركهم لزيادة الهوة فيما بيننا، علينا ان نحاول راب الصدع من جانبنا بكل السبل الممكنة، اذا كان حقا هناك من صدع. ولا شك أن يكون هناك تناقض واختلاف بين وواضح، في الديانتين الأسلامية والمسيحية، وهذه الأختلافات حدية وصعب قبولها او رفضها من كلا الجانبين، وهي خلافات ازلية، وقد تجاوزها المثقفون من كلا الجانبين، والبحث فيها عقيم وغير مجدي بالمطلق، لاستحالة تقبل الآخر لما يطرحه أحد الطرفين، وبحثها والتفاهم عليها ايضا غير ممكن، ولن يؤخر أويقدم في جوهرالمعتقدات، طالما لن تمس جوهر الأديان ومضمونها، فالأديان كلها تدعوا الى العدل والمساواة وحرية الفكر والراي والحقوق المتساوية وحرية التعبير والاعتقاد وخلافه، وهذا هو جوهر القضية بالأساس، ولا يجب ان يكون هناك اي تفريق او تمييز على اساس العدد والنسبة السكانية، وهذا ليس شرطا موضوعيا عند تناول مبدا العدالة والمساواة، واحقاق الحق وخلافه، المفروض ان ننظر الى بعضنا البعض من الجانب الانساني، وحقوق وواجبات المواطنة، وهذا هو المهم في رأيي الشخصي، ومجتمعنا الفلسطيني، مجتمع متفاهم ومتسامح، ولا يحمل حقدا او كرها على احد، حتى على اليهود انفسهم، وهناك عشرات بل مئات من الزيجات، تمت في مجتمعنا الفلسطيني بين شباب مسلمين وشابات يهوديات، ونجحت نجاحا يفوق التصور، مع ان اليهودالصهاينة بشكل عام سلبوا اراضي الفلسطينيين ويتعاملوا معنا بشدة وبقسوة منقطعة النظير، ومع هذا، نحن لا نعاملهم بالمثل، ولا نحقد على اطفالهم ونسائهم وكبار السن لديهم، مع ان معاملتهم لنا تسبب لنا الكثير من الآلام والأحزان، اما علاقاتنا مع اخواننا المسيحيين فهي تعتبر مثالا يحتذى للعلاقات الموضوعية والانسانية، وان ظهر هناك بعض الحساسية من أحد الجانبين في احيان كثيرة، الا انها لا تشكل في الأخير اي اساءة لكلا الجانبين، وعلينا نحن الفلسطينيين تناسي النظرة الدينية كل منا الى الاخر، واليترك المواطن الفلسطيني لضميره ولأخلاقه وقيمه، مبدأ المعاملة مع الآخر، وليس اي شيء آخر نابع من الحقد أو الكراهية وهذا سيكون السبب المباشر بسر نجاحنا وتواصلنا، لا اعتقد اخي الفاضل كل ما تفضلت به وعلى اهميته يستحق منك كل هذا الشرح والأسهاب، تحياتي لجهودك الكبيرة والعميقة، وارجو تقبل فائق تقديري واحترامي.


    الكاتب والباحث احمد القاسم
    مدينة بيت المقدس-فلسطين


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •