بسم الله الرحمن الرحيم
الاستاذ عامر العظم المحترم
السادة الكرام اعزكم الله
عندما قرأت مداخلة الاستاذ عامر التي قال فيها (كنت كعربي آمل التحام الجيش الإيراني مع العراقي أثناء غزو العراق للانقضاض على الغول الأمريكي، لكنها لم تفعل),تذكرت ما حدث سنة 1991 بين رفسنجاني من جهة,وبرزان التكريتي وطارق عزيز من جهة أخرى,والحادثة موثقة ومعروفة لمن أراد أن يرى ويسمع..
عندما حشدت أمريكا والعالم جيوشها لمحاربة العراق وتدميره,ارسل الرئيس العراقي المغتال رحمه الله تعالى,اخاه برزان التكريتي وطارق عزيز الى طهران لنسيان الماضي,في واحدة من محاولات جمة,قبل وبعد ذلك التاريخ,وحاولا اقناع ايران بوحدة المصير,واستقبلهما رئيسها يومذاك,علي اكبر رفسنجاني,واستمع الى مطلب العراق بقيام حلف عسكري ضد (الشيطان الاكبر),عدو ايران التاريخي اعلاميا,وبعد ان شرح طارق عزيز الفرصة التاريخية لتوحيد صفوف الامة الاسلامية, ولم الشمل وتضميد الجراح,ودفن الفتنة الى الابد,(طارق عزيز نصراني,يحاول اقناع من يفترض انه مسلم,برأب الصدع,يا سبحان الله),مضيفا انها فرصة لينال الايرانيون والعراقيون شرف كسر اميركا وتحجيمها,ليعيدوا معا رسم العالم الاسلامي وفق معايير هذا النصر المشرف,فاذا برفسنجاني,رئيس الامبراطورية المسماة,الجمهورية الاسلامية,يرد عليه قائلا (نحن نوافقكم بكل ما تفضلتم به لجهة الشيطان الاكبر,ونحن نقدر لكم استعدادكم لمنازلة هذا الشيطان,لهذا سنترك لكم وحدكم قطف ثمار هذا النصر وهذا الشرف).
يا أستاذ عامر,
يا سادة يا كرام,
هناك من سيقول ان إيران لم تكن ملزمة في الوقوف الى جانب العراق في خطيئته الكبرى في اجتياح الكويت,ولن نناقشهم في موضوع كهذا اطلاقا,ولن نستغرب اذا ما رد علينا من اتخذ من العداء لأمته والولاء لايران دربا وربما مصدر قوت,ان ايران لم تكن يومها على استعداد لخوض مغامرة عسكرية ارادها النظام العراقي,لكنني اسألهم,هل كان لها الحق في سرقة أمانة استودعها العراق عندها من عرق وقوت ودم الشعب العراقي,الا وهي اسطول العراق الجوي,العسكري والمدني المقدر بمئات المليارات من الدولارات؟ اين في الإسلام ما يحث على السرقة والخيانة يا أهل العلم والقلم والقانون والشريعة والله جل في علاه يقول (يا ايها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا اماناتكم وانتم تعلمون) ؟.
يا معشر السادة,
انتهت حرب سنة 1991,وبدأ الحصار الخانق على اهلنا في العراق,اشتركت ايران كغيرها بهذا الحصار ونخر المجتمع العراقي الى ان وصلنا الى الغزو الغاشم سنة 2003,فإذا بقوات ايران واتباعها يدخلون ام قصر قبل القوات الامريكية,وبقية القصة معروفة لمن يريد ان يرى ويسمع.
إن ما تقوم به ايران هو خيانة ومعصية لقول الله رب العالمين (انما المؤمنون اخوة),(انما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله اولئك هم الصادقون),,وضرب بعرض الحائط بسنة امير الانبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام وهو القائل (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه, ومن كان في حاجة أخيِه كان الله في حاجته,ومن فرج عن مسلم كربة,فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة,ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة) وهو القائل ايضا (إن المسلم إذا لقي أخاه فأخذ بيده تحاتت عنهما ذنوبهما كما,يتحات الورق عن الشجرة اليابسة في يوم ريح عاصف وإلا غفر لهما,ولو كانت ذنوبهما مثل زبد البحر),(ترى المؤمنين في تراحمهم،وتوادهم وتعاطفهم،كمثل الجسد،اذا اشتكى عضوا،تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى).فإذا هم ظلمونا,وزادوا في كربنا وجراحنا,وعندما لقونا لم يأخذوا بأيدينا الى بر الأمان بل الى الهاوية,ولم يظهروا فعلا لا قولا,لا مودة ولا رحمة,وعندما اشتكى عضو من جسد الأمة,أجهزوا عليه بالحمى والعقاقير المسمومة والأوبئة,فعن اي دين نتكلم وعن اي امة ووحدة يا اولي الألباب؟.من تريدوننا ان نصدق,الله رب العالمين,رسوله الكريم,أم خامنئي وصحبه ومن يروج لهم؟.
نحن نتكلم عن قرأن وسنة,رغم ان القوميين العرب أمثالي يتهمون من بعض (المتأسلمين) بأنهم أعداء الإسلام الأخطر,لكنني حتى الساعة لم أجد من عشاق (الوحدة الإسلامية) ما يدعم موقف ايران وفق القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
يا اهلي وقومي من بني عرب,
عندما حوصر الرسول عليه وآله الصلاة والسلام في الشعاب,لم يكن كل من وقف الى جانبه وجاع معه وأوذي على دينه,بل ان الغالبية كانت ما تزال على الشرك,غير أن الوفاء والرجولة والشكيمة ونصرة المظلوم,جعلتهم يحمون الرسول عليه الصلاة والسلام,ويتحملون معه وأنصاره الملمات والخطوب والمصائب,فأين أدعياء الإسلام من أخلاق الجاهلية؟.
أين هم من أخلاق من يدعون السير على دربه,وهو الذي عرف بالأمين قبل البعث وبصاحب الخلق العظيم بعده,صاحب العهد والوفاء,صاحب اللسان الذي ما نطق الا صدقا وذكرا,أين هم من قوله (بل الدم الدم,والهدم الهدم) فوفى ومات في المدينة المنورة بين من عاهدهم على الدم والقبر؟.
اسمحوا لي ان اعطر السطور متشرفا في الختام بقول سيدي وحبيبي ونور قلبي,محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة والسلام قائلا...(تَجِدُ مِنْ شَرِّ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اللَّهِ ذَا الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ). أخرجه مالك (2/991 ، رقم 1797) ، والبخاري (6/2626 ، رقم 6757) ، ومسلم (4/2011 ، رقم 2526) . وأخرجه أيضًا : أحمد (2/307 ، رقم 8055) ، وابن حبان (13/66 ، رقم 5754). قالَ الحَافِظُ ابْنِ حَجَرٍ العَسْقَلانِيّ فِي "فَتْحُ البَارِي بِشَرْحِ صَحِيحِ البُخَارِي": قَالَ الْقُرْطُبِيّ: (إِنَّمَا كَانَ ذُو الْوَجْهَيْنِ شَرّ النَّاس لِأَنَّ حَاله حَال الْمُنَافِق إِذْ هُوَ مُتَمَلِّقٌ بِالْبَاطِلِ وَبِالْكَذِبِ مُدْخِلٌ لِلْفَسَادِ بَيْنَ النَّاس). وَقَالَ النَّوَوِيُّ: هُوَ الَّذِي يَأْتِي كُلّ طَائِفَةٍ بِمَا يُرْضِيهَا فَيُظْهِر لَهَا أَنَّهُ مِنْهَا وَمُخَالِف لِضِدِّهَا وَصَنِيعه نِفَاق وَمَحْض كَذِب وَخِدَاع وَتَحَيُّل عَلَى الِاطِّلَاع عَلَى أَسْرَار الطَّائِفَتَيْنِ وَهِيَ مُدَاهَنَة مُحَرَّمَة.
فليختار كل منا أي نجد يريد.
دمتم بحفظ الله وعنايته,والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المفضلات